أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - لن أعيش فى جلباب أبى .














المزيد.....

لن أعيش فى جلباب أبى .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتداعى مشاهد الفيلم المصرى الجميل " الزوجة الثانية " أمام عيونى وأتذكر أحداثه التى تدور فى ريف مصر حيث هناك العمدة الذى يمتلك المال والسلطة والمحروم فى الوقت ذاته من الأولاد , هوحالم ومتأمل أن يحظى على النسل ليحملوا إسمه ويرثون ثروته ..وهناك على الجانب الأخر يوجد فلاح مصرى بسيط ومعدم لا يملك من حطام الدنيا إلا زوجة جميلة محبه له وتمتلك قدرة عالية على الإنجاب .
ينظر العمدة بشهوة إلى زوجة الفلاح الجميلة الولودة ويريد أن يتزوجها لتنجب له الأطفال ولكن هناك مشكلة فى أنها متزوجة من فلاحنا البائس , فلا يتوانى العمدة بجبروته فى الضغط على الفلاح المقهور وإستخدام شيخ القرية كأداة لإجباره على تطليق الزوجة تحت يافطة أيه " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم "

هذا ما أود أن أصل إليه فى سردى لأحداث الفيلم المصرى ..ألا وهو شخصية شيخ القرية الذى يمرر أيه ليضغط على الفلاح البسيط ليطلق إمرأته تحت زعم أن هذا طاعة لأولى الأمر .

قد يتصور أى مشاهد أن هناك إستغلال بشع لأية قرأنية لتنفيذ أغراض ومصالح شخصية ..قد يكون هذا ..ولكن دعنا ننظر للأمور بشكل مختلف .

ماهو المقصود للأية بطاعة أولى الأمر ..هل هناك تحديد لشكل معين من الطاعة ؟ ...هل يوجد سقف معين للطاعة بإستثناء الإمتناع عن معصية الإله؟ ..بالطبع لا يوجد ...إذن فهى تفتح مساحات كثيرة للطاعة .
بالطبع أنا لا يهمنى دلالة الحدث وأن الفلاح البسيط كان من واجبه أن يرفض الإذعان ولا يستسلم لجبروت العمدة وموقف الشيخ التبريرى .

الذى يهمنا هو ما الهدف الأساسى للأية الداعية للطاعة .؟

الدعوة إلى الطاعة هو الهدف الأساسى الذى ترتكز عليه أى أيدلوجية فكرية , والتى تستطيع من خلاله القيادة والهيمنة على أى مجموعة بشرية , فبدون وجود حالة من الطاعة لن يكون هناك وجود لأى أيدلوجية أو فكرة تريد أن تتأسس وتبنى قواعدها .

الأديان لا تزيد عن كونها أيدلوجية تعبر عن مصالح فئات محددة تحمل أجندتها السياسية والإجتماعية وتريد أن تحققها على أرض الواقع , ولن تستطيع هذه الفئات أن توحد المجموع إلا بأن تضمن بأن هناك طاعة كاملة لها , ولن يتأتى هذا إلا بتمرير فكر ومنهجية الطاعة .

لا يستخدم الإله هنا كذات تجب طاعته والإذعان إليه بحكم ربوبيته فحسب ..ولكن يكون الإله كفكرة ورمز لتجميع الجماعة البشرية على منهجية الطاعة المأمولة والتى من خلالها يتم تمرير طاعة الرسول ثم أولى الأمر وهى الأولى بالإهتمام والتركيز من كل هذه القصة .

إذن طاعة أولى الأمر تجد شرعيتها المأمولة من طاعة الإله الفكرة لتجد مصداقية فى عيون الجماعة .
منهجية الطاعة تمد ظلالها لتبنى بناء هرمى تتسع قاعدته لتشمل الأب والأم والعائلة والعشيرة ونظام الحكم والوالى .
يكون الهدف من تمرير فكر الطاعة أن تصل إلى عمائها ..فلا تتحمل النقاش والجدل لأنها إستمدت أصولها الأولى من المقدس .

نجد أنفسنا فى نهاية المطاف أمام حالة من الإنبطاح والسكون والتسليم ..حالة تجد فى خضوعها وإستسلامها شكل من أشكال الفضائل الأخلاقية .
إن الطاعة فى المفهوم الدينى واجبة طالما لا تحث على معصية الإله الذى يمثل الإحتياطى الإستراتيجى لفكرة ومنهجية الطاعة .

لذلك نجد الجمود هو النتيجة الطبيعية لحالة التوقف والإستسلام لأى رؤية مساقة من قبل أولى الأمر ..فرؤيتهم واجبة الطاعة طالما لا تحض على معصية الإله الفكرة ..ولا يستوقفنا هنا أن رؤيتهم قد تكون مشوشة أو مشوهة أو ذات مصالح وأهواء ذاتية .
تحت عبأ تسلل مفهوم الطاعة والإذعان تتصدر لنا تجارب وخبرات لا تخلو من الجهل والتخلف والخلل المعرفى والمصالح الخاصة .

لا تسأل إذن لماذا نحن متخلفون لا نبارح مكاننا ..؟!!
الإجابة واضحة للعيان لأن مفهوم الطاعة الكاملة للأب والعائلة والعشيرة والدولة والتى أخذت معينها من الإله الفكرة قد تسلل إلى كل كياننا فأصبحنا منبطحين أمام أفكارهم وخبراتهم المحدودة حيناً والجاهلة حينًا والمشوهه حيناً أخر وصاحبة الهوى والمصلحة فى معظم الأحيان .

من هنا نجد أن الطاعة جعلتنا نحتفظ بعادات وتقاليد بالية ومتخلفة نتشبث بها ولا نستطيع أن نبارحها .

لن ننال أى درجة من التطور الإنسانى إلا إذا إمتلكنا القدرة على التمرد ..فالإنسان لم يخطو خطوة واحدة فى الترقى وصعود السلم الحضارى إلا عندما إمتلك القدرة على التمرد على حالة معرفية سائدة وعلى رؤية قديمة تتشبث بوجودها تحت عباءة الطاعة المصانة من كل نقد .

الإنسان لم يمتلك أن يقيم الحرية إلا على أنقاض كل تابوهات الجمود والطاعة المنبطحة .
لن نكون قادرين أن نتقدم خطوة واحدة مالم نبارح جلباب الأب والإنصياع التام لكل أفكاره وخبراته ورؤيته والتى يراد لها أن تكلل بالحكمة والقداسة .

لا يتصور بعض السذج أن هناك دعوى لنفى أصحاب الطاعة وتدميرهم ..بل نحن أمام قضية تدمير أفكار وتراث و ورؤى وخبرات يراد لها أن تظل فاعلة بدون أن تقبل النقاش والجدل كونها واجبة الطاعة .

لابد للإنسان العربى أن يخرج من جلباب وعباءة أبيه وتراثه المتجمد الرافض للنقد والمتشبث بالطاعة ..أن يتمرد بإختراق كل الأفكار والمواريث والتراث بفكر منهجى نقدى ..وأن لا يجعل الطاعة التى تمد ظلالها لتشمل الإله والرسول وأولى الأمر هى المهيمنة والمقدسة والبعيدة عن كل نقد .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملكية والزواج والزنا والله .
- ماذا لو تاب الشيطان ؟
- فزاعة الموت
- قراءة فى مذبحة الأقباط بنجع حمادى .
- تعالوا نقسم اللانهائى .
- الملكية أسوأ ما أنتجته البشرية .
- الرضاعة الفكرية .
- سينما أونطة ..هاتوا فلوسنا .
- الديك لا يبيض .
- ثقافة النفاق والوصولية .
- أحلامنا المكسورة .
- مناورة العقل الدينى .
- ثقافة العبيد .
- العروسة والمسدس


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - لن أعيش فى جلباب أبى .