أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - بودلير الشاعر الكبيرالذي لم ينصفة زمانه














المزيد.....

بودلير الشاعر الكبيرالذي لم ينصفة زمانه


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 22:43
المحور: الادب والفن
    



ليس بحثا في سيرة الشاعر الفرنسي ( شارل بودلير -1821-1867) و لحياته القصيرة
المنهكة بشتى الإمراض والعلل والتشرد والفوضى وغرابه أطوار صاحبها والتي قال عنها (لقد أحسست منذ طفولتي باحساسين متناقصين بنفور من الحياة وبنشوة من الحياة )
من فيض هذا الإحساس المزدوج والمتناقض خرجت قصائد شاعر الحداثة في الشعر العالمي ويعتقد الكثيرون أن مجده الشعري مستمد من ديوانه الشهير (أزهار الشر ) والذي جاء يوم صدوره في الخامس والعشرين من يونيو 1857 كحدث استثنائي في طريقة استقباله من خلال الردود العنيفة الغاضبة والمستهجنة لتلك الإشعار ووصفوا الذين فاتهم أن يتعرفوا على الخصائص الحقيقية لذلك الفن الأصيل بأن يطلقوا على قصائد الديوان بأنها مستشفى مفتوح لمن إصابته لوثه في عقله !! وان تلك الازهارلايشم منها سوى الروائح النتنة وإنها ذابلة وفيها فقر فكري مدقع وانتقد آخرون غرابة الصور الشعرية واعتبروها عسيرة الفهم لأغلب القراء بل وشمل ذلك كبار النقاد من أمثال الناقد ( سانت بيف) الذي لم يفطن إلى أن تلك القصائد امتلكت وعيا متقدما تجاوز الهيمنة السائدة للمذهب الرومانسي آنذاك ..
وقد تجلت عبقرية بودلير في أن يطلق لخياله الجامح أن يسرد مصائبه وهمومه وبغضه وحزنه وضجرة في قصائد مثل ( النبيذ القاتل – موت المساكين –القبر- نشيد الجمال - تجاوبات ) واصفا ديوانه بأنه مثل له ( كل بغض وتقزز من عالم قاسي وأثم )
هذه المعركة المباغتة خلقت أجواءها المرعبة لتغرق بودلير في موجة من الكآبة وخصوصا" أن الحملة انطلقت ضده تحت لافته تتهم بودلير بأن إنتاجه الأدبي يصدر من وحي شيطاني
يقود المعركة في الظل وزير الداخلية ( بيو ) والذي منع نشر أية مقاله تدافع عن المزايا الفنية والأخلاقية لأزهار الشر ولم يكتفي بذلك بل رفع ملفا إلى القضاء لمحاكمه بودلير والناشر بتهمتان هما الاساءه إلى الأخلاق الدينية والثانية هي الاساءه إلى الأخلاق العامة!!
وهما ذريعتان طالما تشبثت يهما سلطات الاستبداد والقهر السياسي على مر العصور !!
وحدد يوم( 25- يونيو-1875) موعدا للجلسة ..كانت أياما تضخم فيه قلقه على قصائده التي كتبها بأناة وصبر وهي أيضا" شهادة الإثبات الحقيقي لشاعريته المميزة ووجوده الأدبي ... بودلير المشهور بالتهور والاندفاع الجري سارع قبل المثول إمام قضاة المحكمة ليتأمل وجوه القضاة الذي قال عنهم في إحدى رسائله ( لن أقول أن بهم وسامة فهم دميمون إلى حد التقزز ولابد أن نفوسهم تشبه وجوههم ) لكن هؤلاء القضاة قرروا تبرئه بودلير من تلك التهمتان والاكتفاء بحذف ستة من قصائد الديوان لاحتواء مفرداتها على عبارات تخدش الحياء العام ومثيرة للغرائز الجنسية وكذلك الحكم بغرامه ماليه
لقد خرج بودلير من ذلك الجدل العقيم وهو أكثر تفاؤلا في مستقبله الشعري الذي سيشق طريقه يوما ما إلى جمهوره المثقف والذي سيتلذذ بتلك الإشعار ويتعرف على حجم الألم والمعاناة التي صورها في تلك الباقة من الازهارخصوصا" إن رسالة الكاتب الكبير( فكتور هيجو) أحدثت دويها الكبير وصداها في نفس الشاعر لترن بأجراسها ملء قلبه في تلك الكلمات الخالدة (انك برهنت إن الفن كالسماء مجاله لاينتهي )
لكن بودلير مثل قصائده لايريد أن يخرج من هوته السوداء وكآبته ويأسه من الحياة .. بودلير الذي وصف بخالق الانتفاضة الجديدة في الشعر والذي كان من أكثر الشعراء الذين نالتهم معاول الإجحاف والإنكار لعبقريته عاش منبوذا في مجتمعه والموت يتربص به بعد إن حطم المرض أخر جدار مقاومته فلم ينتظر تكريمه فيضمه إليه سريعا بلا رجعة
مات شاعر الألم وفي نفسه ابتأس وحزن من الإحياء

مقاطع من قصائد ديوان أزهار الشر
نشيد الجمال )) ))

((انك تحوي في عينيك الغروب والشروق --- وتنشر العطور كأمسية عاصفة -- قبلاتك رحيق وفمك أنية --- تجعل من البطل جبانا ومن الطفل شجاعا --- أتخرج من الهوة السوداء أم تهبط من الكواكب ---- القدر المفتون يتشمم ثيابك كالكلب ))
موت المساكين )) ))
أن الموت هو الذي يواسي واحسرتاه والذي يتيح الحياة --- انه هدف الحياة والأمل الوحيد – الذي كالإكسير يدب فينا ويسكرنا ويمنحنا الشجاعة على المسير حتى المساء -- انه وسط العاصفة والثلج والصقيع --- والضوء المتلآلىء في أفقنا الأسود--- والحنان الشهير المذكور في الكتاب--- حيث يستطيع الإنسان أن يأكل ويرقد وينام--- انه الملاك الذي يحمل بين أصابعه المغناطيسية ---النعاس والقدرة على الأحلام العميقة-- والذي يهيئ من جديد أسرة المساكين والعراة --- انه مجد الالهه ؛ وقمة التصوف --- انه معاش المسكين ووطنه القديم انه الرواق المؤدي الى السماوات المجهولة .



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور وفراغات
- الى -علي السوداني - توهمت
- رسائل من بيت الموتى رساله روسيا الحزينه
- شكرا كاظم الساهر
- في ثانويه بورسعيد
- وقت
- الفنان محمد عبده -المتنبي من عنزه
- 1957
- الرجال المحشون بالقش
- اربعون جلده
- شاعر يكتب وصيته
- عندما تغتال مرتين - ناجي العلي في ذكرى رحيلة
- ادباء كبار وطفوله معذبه
- مازلت معنا
- عندما كان سلمان عبد الواحد مسرحيا
- موليير ويومه الاخير
- كريم كلش ومملكته الاثيره
- نجن وخرافات لافونتين
- الى المبدع قيس مجيد الولى -ذاكره-
- ذاكره- الى الحبيب قيس المولى


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - بودلير الشاعر الكبيرالذي لم ينصفة زمانه