أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - قاسم محمد مجيد الساعدي - موليير ويومه الاخير














المزيد.....

موليير ويومه الاخير


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 19:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما كان ينظر للمرة الاخيره للقاعة الملحقة بقصر اللوفر حيث ستعرض فيها مسرحيته (مريض بالوهم ) شعر أعضاء فرقته من غياب روح الفكاهة والمداعبة لهم على غير عادته وأثار انتباههم كذلك الشحوب الواضح على وجهة والذي لايحتاج إلى ماكياج كثير كي يظهر للمتفرج بدور المريض
دخل غرفته الخاصة صامتا"يحاول جاهدا" إخفاء ألمه فالوقت عصيب لكنه قصير فالمهمة ألان هي لقاء جمهوره الحبيب فيما يتسرب القلق إليه في سؤال مرعب هل هذه المرة الأخيرة التي اعتلي فيها خشبة المسرح !
بدا العرض ومجاهده كبيرة في إن يبقى متماسكا لكن محاولاته تذهب عبثا فقد انهارت قوته وسقط مغشيا عليه وسط ضحكات الجمهور الذي كان يعتقد أنها جزء من مشاهد المسرحية
عندما حمل إلى داره ساءت حالته و تدفق الدم غزيرا من فمه بعد انفجار شرايين رئته ورفض طلبا " ملحا" من خادمة إن يجلب له طبيب ليعالجه
وأصر على إحضار القس من كنيسة (سانت اوستاش) المجاورة لكن من سخريات القدر إن ترفض تلك الكنيسة إرسال القس فاليوم عاصف والشخص مهرج وإثم في نظرهم فهم حانقين عليه بسبب مسرحيته ( طرطوف) والتي هاجم فيها الأدعياء من رجال الدين المنافقين والذي حدا بأحد القساوسة بان يصرخ مناديا بحرق مولير حيا"
ذهب أخ زوجته إلى كنيسة أخرى واحضر معه قسيسا لكن بعد فوات الأوان فقد فاضت روحه إلى بارئها
وعندما حانت مراسيم دفنه رفضت الكنيسة دفنه في مقابر المسيحيين لكن تدخل الملك لويس الرابع عشر واتصاله بكبير أساقفة باريس اشترطت إن تكون المراسيم تنحصر بحضور أربعة قساوسة فقط وان لايقام احتفال ديني له !!
تم التقييد بتعليمات الكنيسة لكن تم الإخلال بأحد الشروط فقد خرجت باريس كلها لتودع فنانها العظيم إلى استراحته الاخيره
فصارت ذكرى وفاته يوم17 فبراير من كل عام يوما لاحتفال بالفن واعترافا بدور موليير ومكانته الفنية الرفيعة
موليير الذي ولد في عام 1622 وتوفي في17 فبراير 1673 والذي يعتبر أبو الكوميديا
صور عادات عصره بملابس شخصياته التي تخفي تحتها الإنسان في كل العصور فهو لم يدرس المسرح أكاديميا"لكنه كان يتمتع بموهبة كبيره في تحليل الشخصيات الإنسانية وتصدى بفنه و بشجاعة للعيوب والرذائل والقيم البالية وانتقد ما افرزته الصالونات الادبيه من ظاهرة الحذلقة
.. فهو لم يتردد في نقد التدين الزائف في مسرحية ( طرطوف) أو يهتم لغضب الكنيسة عليه عندما اعتبرته قد تجاوز الخطوط الحمر التي لااحدا يجرؤ على تجاوزها فالكنيسة نجحت في حظرها مرات عديدة لكنه لم يستسلم فيقدم الالتماس تلو الالتماس إلى الملك لويس الرابع عشر من اجل السماح بعرضها وينجح ويعيد تقديمها للجمهور مرة أخرى
احد أصدقاء موليير يقول عنه انه يتأمل الناس ويصغي باهتمام إلى أحاديثهم متزودا بمادة ثرة عن احتياجات وانشغالات الناس ومعاناتهم فجعل من شخصيات مسرحياته نماذج بشرية خالدة
ثلاثون عاما قضاها ممثلا ومخرجا ومعدا لإعمال زادت على الأربعين تقف في مقدمة مسرحياته الخالدة (البخيل – مدرسة النساء – مريض بالوهم –النساء العالمات -عدو البشر- طرطوف— الأزواج الخائنون )
كان موليير واضحا في رؤيته للمأساة الكبيرة في الحياة البشرية من خلال الالتقاط الواعي لااحاسيس الناس ومشاعرهم كان يريد إسعاد الناس وإضحاكهم وهو يخفي عنهم تعاسته وحزنه وهو اعلي درجات الانتصار على الألم واليأس
ماذا لو عاد موليير للحياة وزارنا وشاهد وضعنا البائس المضحك والمبكي !!
من المؤكد انه سيمزق مسرحياته ويبدأ يكتب من جديد



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريم كلش ومملكته الاثيره
- نجن وخرافات لافونتين
- الى المبدع قيس مجيد الولى -ذاكره-
- ذاكره- الى الحبيب قيس المولى
- سبعة ايام في الجنه
- عرفات ومؤتمر ودبس
- رسائل ملفوفه بشريط ازرق
- إلى المبدع جواد الحطاب- جاسم التميمي ..في الذاكرة دوما
- عبد الرحمن منيف وخوفنا المزمن
- يسنيين وجاسم التميمي
- عبد الله صخي اهلا
- ايامنا كلها ساخنه ياحاتم الصكر - في ذكرى استشهاد غسان كنفاني
- خليل حاوي شهيد الكلمه والموقف
- المفتش العام مسرح وواقع
- فلوبير واحب الابدي
- تخطيطات بقلم رصاص تبحث عن حاتم الصكر


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - قاسم محمد مجيد الساعدي - موليير ويومه الاخير