أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - 1957















المزيد.....

1957


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 04:56
المحور: الادب والفن
    


إلى روح المرحوم هادي أسوادي
الذي غادرنا دون وداع

الوقت ظهرا في منتصف ايلول المتأرجح بين اندحار حر الصيف ومقدم نسيم الخريف ...
أترقب بيانا تتخلل الإعلان عليه أناشيد وطنيه وموسيقى عسكريه روحي التي تسبح في صمتها تتساءل قلقه
لعل رشدي (1) يبدد خوفها من فادم الايام المنتشر مثل الوباء ...اطل كعادته مبتسما" روحي التي صعقت من الدهشه كانت تشتعل فيها الحرائق راسما" دخانها خرائط لظلمه
بداءت تنحسر تدريجيا حين تذكرت رفقتي من مواليدي فتسرب خيط واهن من المسرة دخل روحي بالتقسيط !!

-2-
مثل قمر حزين حجبته غيمه شامته كنت وسط الضجيج في قاعه المعسكر أتشبث بالوهم الذي حاصرني وقذف بي نحو بوابات اللحظة ألراهنه ورعبها الذي يصهل مثل خيل جامح في دمي!!تجمعنا على الاسره مثل نبات الصبار فيتدفق شلال الذكريات..
تسرحنا شهرا لكنه اصبح تاريخا شخصيا لنا وكيف ونحن الان جنودا احتياط
صاح حيدر ...احمد اشتقنا لأغنياتك غنى وحلق بنا لفضاءات فيعلو الإحساس ان ثمه متسع ربما سيبعث من ركام سنواتنا الميتة لم نشعر ان النهار بدا يغادرنا بانتظار صباح مسكين وخجول
3
انعطفت الشاحنه العسكريه عن الشارع الاسفلتي لتسلك طريقا ترابيا" مثيره لغبار غطى كل شي فينا كنت ارى من خلال النافذة الزجاجية التي تفصل السائق عن ركاب الدرجه الاخيره
اهتزت الشاحنه بنا وصوت القذائف تطحن الارض
ملازم اول محمد انزلوا اسرعوا !!تكومنا فوق بعضنا في مشهد كلما نتذكره نشعر بالخزي من انفسنا !
ركضنا خلف تله فصارت هي اتساع الكون كله تمددنا عليها متلاصقين
طه ..سيدي سيدي استقبال جيد هل سيهجمون علينا؟
كلا ربما مراصد العدو رات سيارتنا كانت استداره وجهه تنبى برقه تختفي تحت قسوه مصطنعه تفرضها هول المصيبه المكلف باتمامها عيناي التي تطوفان بالمكان
ترى في تلك الارض مثل صحارى تسبح في اواخرنهار حزين عدنا فاستقبلتناالمقاعدالخشبيه المهترئه لتبدا رحله الغبار في الشوارع الترابيه المتعرجه كانها بلا نهايات

4
اذهلنا هذا الكائن الترابي و الخرافي الممتدعلى طول البصروحده كان كافيا لاثاره الرعب والذعرفي الطيورالمرتجفه والباحثه عن اجنحتها كي ترفرف بعيدا عن سماء بدت ترتدي خوذه حمراء.... سرعان ما بدد وحشتنا تلك الهياكل البشرية التي زحفت الينا مرحبه بلهجات الوطن المتعدده... بدت مثل صواري نزعت عنها الاشرعه او اشجارا هرمت قبل اوانها
بدأ ملازم اول محمد مداعبا" السائق غسان انت والعربه ستبفى معنا..
ذعر غسان سيدي ارجوك اني اعد الساعات كي اعود ضحكنا فتطاير جزء من الغبار الذي كان يغطينا
5
نهضنا فجرا"ورايته عابسا" ورماديا"كان غسان متوجها"لشاحنته لوح لنا مودعا" كانت عينا ي تلاحقان الخط ألغباري الذي اثارته الشاحنه بدات القذائف تلاحقهاوتسقط على التلال القريبه ومازال الذيل الغباري يثير شهيه تلك القذائف ...تتوقف!! وبدانا نرى دخانا بدأ يتصاعدمنه السنه نيران ثله من جنود شجعان تقفز من مواضعها المغطاه باكياس الرمل صوب غسان لوح احدهم فيما كان ملازم اول محمديركض باتجاههم ليحمل معهم ذلك الجسد الغافي والنابض بالحياه قبل دقائق
جورج يصرخ غسان صرخاتنا تجاوبت معها صرخات الجنود القدامى

6
وتمر الايام بنا ونحن نغازل الخطر كل يوم ونحتمي بالصبر لعل صباح مسكين يطلع بلاطلقات فيما ينعدم الاحساس فينا بوجود مستقبل بلاخوذ
يونس ابو الاخبار يقص علينا حكايات تمتد من جلجامش وانكيدو جاءنا يفرك بيديه فرحا" سنذهب باجازه
7
بدت مدينتي كئيبه على غير عادتها ....رايت صديقي هادي بملابسه العسكريه المرقطه في موكب تشييع اجد الشهداء رايت الدموع تترقرق من عينيه
هادي ..عالمنا يتقيا كوارث انه يصفعنا من كل اتجاه وبسؤال اخرق سألته مسرحياتك الاتستطيع إخراجها في الجيش
قهقه عاليا شيشنقوني في الحال ... ابتسمت وودعته وذاكره الطرقات مثل تيار جارف ننحني له فيا كانت الشمس تسرع هايطه فوق البيوت تعلن رحيل النهار والالتحاق غدا
7
الجو بارد وغائم فحل الظلام مبكراحيث اسرعت السحب المنخفظه في حلوله
نصف يقظ ....ارى بعيون جفاها النوم تلك الساعه المنضدبه يدي تتحسس مذياعي الصغير القريب من وسادتي (ترضون بهيمه تخلوني )من يرضى ياسعدون (2)
نهض محمد مغطى ببطانيته ليغني معه
جاسم اتركوناننام اوقت غناء الان ادعوا الله ان نعودسالمين؟
جاءنا عريف جبار ليخبرنا بموعد الزفه كما يسميها يونس نهضنا بتثاقل ماعدا جورج الذي تصنع النوم
جاسم جورج انهض ابن !!هاي حرب مو لعب جعاب (3)
كانت زخات المطر تنهمر فيما كان الهواء محشوا بالموت وبتلك الحواجز الناريه التي نريد اجتيازها
جاءنا ملازم اول محمد بملامحه البريئه لنتوكل على الله,,سرنا خلفه مثل عربه هرمه يزيد الوحل والظلام الكثيف من صعوبه سيرها هانحن قادمين للموت
جورج تتمايل لليسار خوذته ممسكا ببندقيته على نخو مضحك كان اخر النازلين للممر الشقى حيث نواجه ثالوث اللحظة المرعبة الظلام والمطر والموت
كان رعد السماء يختلط بمدافع الرشاش فيما تصبغ الصواريخ الليل بالانوار
جعفر حفارالقبور بصوت متهدج هل كشفونا !! هززت راسي كالاخرس سقطت قذيفه بالقرب منا خطوه واخرى وينغلق جدار الحياة يهزني جاسم بقوه علي اخفض راسك فيما ياتي من بعيد صوت الاقدام التي تغوص في الوحل متجهه نحونا يزيدها ارتباكا هطول المطر بقوةوالقذائف الهاطله معه
ننسحب اذن ؟
يهتز بشده الممر ليصبح جحيما تتطاير منه الدماء والماء معا جعفر يسقط بقوةه على وجهه فيما صرخات جاسم تشق عنان السماءسيدي كلمني وهو بركض حاملا جسده النحيل حين مر من امامي رأيت وجهه المضيء تغطيه الدماء حملنا جعفر ونحن نلهث فيما الشجاعه تنتحب وتغادر مثل قافله اطفأت ناررر موقدها!
كان صباحا" رماديا حين اتعب البكاء عيوننا تجمعنا لنؤدي التحيه لجثمانيهما
نفذنا وصية جعفر بان ينقله جورج الى اهله ولكن حين تسلمنا شهاده استشهاد ملازم اول محمد صعقت لانه من مواليد ايامنا البائسه والخارجه قسرا من تقاويم الفصول انه من مواليد 1957


[email protected]
(1) المذيع المرحوم رشدي عبد الصاحب
(2) سفير الاغنيه سعدون جابر
(3) مثل شعبي



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجال المحشون بالقش
- اربعون جلده
- شاعر يكتب وصيته
- عندما تغتال مرتين - ناجي العلي في ذكرى رحيلة
- ادباء كبار وطفوله معذبه
- مازلت معنا
- عندما كان سلمان عبد الواحد مسرحيا
- موليير ويومه الاخير
- كريم كلش ومملكته الاثيره
- نجن وخرافات لافونتين
- الى المبدع قيس مجيد الولى -ذاكره-
- ذاكره- الى الحبيب قيس المولى
- سبعة ايام في الجنه
- عرفات ومؤتمر ودبس
- رسائل ملفوفه بشريط ازرق
- إلى المبدع جواد الحطاب- جاسم التميمي ..في الذاكرة دوما
- عبد الرحمن منيف وخوفنا المزمن
- يسنيين وجاسم التميمي
- عبد الله صخي اهلا
- ايامنا كلها ساخنه ياحاتم الصكر - في ذكرى استشهاد غسان كنفاني


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - 1957