أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - نصائح مهمة للكاتب للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن العربي















المزيد.....

نصائح مهمة للكاتب للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن العربي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:25
المحور: الادب والفن
    


يمارس الكاتب عمله المهني في الإنتاج الأدبي والفكري، ليس طمعاً في الثراء وإنما لتحقيق الذات وممارسة مهامه كمثقف في المجتمع. فالجهد الفكري الذي يبذله الكاتب كي يصل إلى الشكل النهائي لنتاجه الفكري أو الأدبي، يختلف كلياً عن الجهد البدني الذي يمارسه أي فرد أخر في المجتمع.
لأن الجهد البدني الذي يبذله المرء لإنتاج السلعة الاستهلاكية، يمكن له فيما بعد أن يستعيد نشاطه بعد الانتهاء من فترة عمله اليومي ويخلد للراحة عدة ساعات. في حين أن الجهد الفكري الذي يبذله المرء للإنتاج الفكري، لا يتوقف عند ساعات محددة من ساعات العمل اليومي، فإنتاج الفكرة قد يستمر طوال ساعات النهار والليل، بل حتى في المنام يستمر العقل الباطن للكاتب العمل للوصول إلى استكمال الفكرة. وهذا المخاض الكبير ربما يستمر لأشهر أو لسنوات حتى ينتهي الكاتب من عمله الأدبي أو الفكري.
وهكذا..فأن حجم الجهد الفكري المبذول في الإنتاج الفكري يفوق بعشرات المرات حجم الجهد البدني المبذول في الإنتاج السلعي. كما يتعين النظر إلى المردود المادي في الجهدين، فالجهد البدني يسترده المرء لقاء الراتب الذي يتقاضاه لإنتاج سلعة ما. في حين أن الجهد الفكري الذي يبذله الكاتب لا يحصل (عملياً) لقاءه على أي مردود يضاهي حجم جهده المبذول للإنتاج الفكري.
ويمكن اعتبار عمل الكاتب مجاناً، مقارنة بحجم الجهد المبذول في الإنتاج الفكري ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، وإنما يتوجب على الكاتب دفع نفقات طباعة جهده الفكري والأدبي من عمل وجهد بدني ثاني يبذله في سوق العمل كي يوفر تكاليف الطباعة.
وبالنتيجة فأن الكاتب يخسر أكثر مما يكسب في مجال عمله الأدبي والفكري، ولكن الفارق الوحيد بين الجهدين (الفكري والبدني) هو في حال نجاح الأول فأنه صاحبه يحصل على الشهرة والمركز الاجتماعي المرموق خاصة عند النخبة الاجتماعية، وهذا من الصعب تحقيقه لمن يبذل جهده البدني فقط!!.
كما أنه هناك فرقاً شاسعاً بين عملية سرق صافي الجهد الفكري والبدني من قبل الطفيليين والرأسماليين، فالمرء الذي يبيع جهده البدني يتعرض للسرقة من قبل رب العمل. وتلك السرقة للجهد البدني (لربما ) هناك شبه اتفاق عليها بين الطرفين.
في حين أن الكاتب يتم سرقة جهده ومدخراته من قبل أصحاب دور الطباعة والنشر رغماً عنه وتساهم الدولة برعاية هذه السرقة العلنية لجهد الكاتب من خلال عدم إصدار تشريعات خاصة تنظم العلاقة المتكافئة بين الكاتب ودور الطباعة والنشر.
ومن خلال العرض السابق، نصل إلى استنتاج مفاده: أن الكاتب يصرف جهداً كبيراً لكنه لا يحصل لقاء ذلك على أي مردود، بل العكس ينفق فوق ذلك مردخراته المالية من أجل طباعة نتاجه الفكري. وبهذا فأن المستفيد الوحيد من العملية الإنتاجية الفكرية لتحقيق الأرباح هم أصحاب دور الطباعة والنشر!!.
ولتقليل حجم الخسارة التي يتحملها الكاتب بعملية الإنتاج الفكري، يتوجب الأخذ بالنصائح التالية للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن العربي:
1-لا تطبع كتابك عند نفس الدار التي ستقوم بتوزيعه، لأنها ستعمل على طباعة أعداد مضاعفة لما تم الاتفاق عليه. وحينها تقوم بتصريف تلك الأعداد لحسابها الخاص خاصة في السنوات الأولى لصدور الكتاب، ومن ثم تدعي أن كتابك ليس له رواجاً في السوق.
وأعمل على طباعة كتابك في مطبعة خاصة، ثم أترك نسخ محدودة منه لدار التوزيع لتقوم بتوزيعه وعند الانتهاء من بيع تلك الكميات وتسديد مستحقاتك قم بتزويدها بكميات جديدة. وبها تضمن عدم تلاعب دار الطباعة والنشر بطباعة أعداد أكثر من المتفق عليه لصالحها.
2-طالب دار التوزيع، أن ترسل لك كشفاً سنوياً عن المبيعات حتى لو لم يتجاوز عدد مبيعات كتابك كتاباً واحداً. ولا تقبل الأعذار والمبررات بعدم وجود مبيعات لكتابك بغية عدم إرسال الكشف السنوي من قبل دار النشر والتوزيع، لأن دور النشر والتوزيع معروفة بمماطلتها وتسويفها من أجل عدم دفع مستحقاتك من المبيعات.
3-وقع عقداً مع دار الطباعة قبل طباعة الكتاب وضع في مقدمة الشروط عدم طباعة أي نسخ إضافية دون موافقتك، وضع شرطاً جزائياً وقضائياً على ذلك.
4-يفضل عند الانتهاء من طباعة كتابك، مطالبة دار الطباعة بتسليمك أفلام طباعة الكتاب وكذلك بلاكات الطباعة (صفائح الألمنيوم التي طبعت عليها ملازم كتابك) وكذلك أقراص الكمبيوتر التي تم تخزين الإخراج النهائي لكتابك عليها. وبهذا تضم بشكل نهائي عدم تمكن دار الطباعة والنشر، بإعادة طباعة كتابك دون موافقتك.
5-عند إجراءك اتفاقاً مع دار لتوزيع كتابك، حررِّ ذلك بعقد مكتوب يبين من خلاله شروط البيع والنسبة المستحقة لكل جانب وكيفية التسديد وسعر الكتاب في داخل البلاد المطبوع فيه الكتاب وخارجه، فهناك اختلاف كبير بالسعر في داخل البلاد وخارجه وبالتالي اختلافاً بالنسبة المستحقة للبيع لكل جانب.
6-إذا كنت في وطنك، فأعمل شخصياً على توزيع كتابك على المكتبات الخاصة. وحدد معها النسبة من نصيبها بالبيع، وهي غالباً ما تتراوح بين 25-35% من سعر الكتاب. حررَّ ذلك بإيصالات التسليم. وإذا كان الاتفاق (بالأمانة) أي عرض كتابك في المكتبة الخاصة وعند بيعه، يخصم صاحب المكتبة نسبته من البيع. ويدفع لك الباقي، ويحق لك سحب كتبك من المكتبة الخاصة وقت ما تشاء.
إما في حال تم الاتفاق (بالبيع المباشر) مع صاحب المكتبة، فإنه سيطالبك بنسبة تخفيض أكبر وقد تصل بين 25-35% وحينها تتقاضى مستحقاتك منه مباشرة دون وسيط (دار التوزيع) الذي تتقاضى نسبة السمسرة.
وفي كلا الحالتين عليك أن لا تقبل بالدفع المؤجل، كأن يطالبك صاحب المكتبة بمزيد من الكتب (بالأمانة) لا تقبل دون أن تحصل على مستحقاتك الأولى. وكذلك في الحالة الثانية (بالبيع المباشر) طالب بمستحقاتك مباشرة، لأن العاملين في هذه المهنة يجيدون أكثر من غيرهم سُبل النصب والاحتيال.
7-اتصل بشكل شخصي بالمؤسسات العلمية والجامعات في حال كان كتابك يتناول شأن من الشؤون البحثية والعلمية، وأعرضه على الجهات المختصة في تلك المؤسسات. وعند الاتفاق معهم على البيع، ضع في حسبانك أن المؤسسات العلمية الخاصة والحكومية عليها دفع سعراً مضاعفاً لكتابك بغرض التشجيع والدعم للباحثين والعاملين بالشأن العلمي.
ويخضع ذلك لعدد الكتب التي تود المؤسسة أو الجامعة شراءها، إما نسبة الحسم الذي ستطالبك به تلك المؤسسات فسيكون من السعر المضاعف وليس من السعر العادي لكتابك المعروض في المكتبات الخاصة. فالمكتبات الخاصة ودار التوزيع تعمد لنفس الأسلوب في عملية البيع مع المؤسسات الخاصة والحكومية.
8-لا تثق بالكلام المعسول واللطيف والمغلف بالشعارات النضالية والصدق والأمانة والشرف..الذي تسمعه من دار الطباعة والتوزيع فهو عبارة عن اسطوانة مشروخة يجيدها جميع أصحاب تلك المهنة، سعياً لإيقاع الضحية (الكاتب) وافتراسها فيما بعد وكل اتفاق معهم يجب أن يكون تحريراً.
9-ضع في حسبانك، أن أصحاب دور الطباعة والتوزيع مجرد تجاراً ليس إلا!! يحاولون ابتزازك بكل الطرق لتحقيق أربحاً طائلة وعلى حساب جهدك الأدبي والعلمي.
10-عند إجراء اتفاقاً مع دار الطباعة على طباعة كتابك على أساس عدد الملازم، يتوجب التأكد بعد طباعة كتابك من عدد الملازم (الملزمة 16 صفحة) الفعلية التي يتألف منها كتابك. لأن أغلب دور الطباعة تمارس هذا الغش لتتقاضى تكاليف إضافية من الكاتب بدون وجه حق.
11-أعمل على إخراج كتابك بنفسك، كي تتلافى الغش الذي تمارسه دار الطباعة أثناء إخراج الكتاب (مد النص) وبهذا ستوفر على نفسك الملازم غير الحقيقية التي تقحم في كتابك بغرض ابتزاك مادياً. قد ترفض دار الطباعة عملك لإخراج الكتاب بحجة امتلاكها برنامجاً أخر أكثر تطور في الإخراج.
وفي هذه الحالة راقب الإخراج بشكل دقيق وطالب دار الطباعة أن تضغط النص في الكتاب عند تجاوزه 0.5-1 صفحة على الملزمة الجديدة كي توفر على نفسك دفع تكاليف ملزمة كاملة. ولا تقبل بحجة عدم وجود إمكانية في ضغط النص لكتابك، فكل برامج الكمبيوتر المعدة لإخراج الكتب تتوفر على تلك الإمكانية.
12-تحقق من عدد ألوان غلاف كتابك المتفق عليه مع دار الطباعة، لأن دار الطباعة قد تتقاضى منك ثمناً لعدد من الألوان زيادة عن الألوان الفعلية التي يتألف منها غلاف كتابك.
13-أرفض طلب دار النشر والتوزيع، القيام بتوزيع عدداً من نسخ كتابك المطبوع على الصحافة والصحافيين والمؤسسات. وقم بتلك المهمة بنفسك، لتضمن وصول كتابك إلى الصحافة والمؤسسات فعلاً وتغلق الباب على صاحب دار النشر والتوزيع لاستغلالك وبيع نسخ من كتابك لصالحها بحجة توزيعه على الصحافة والمؤسسات المعنية. ويمكنك الاتفاق مع دار النشر والتوزيع على تزويدك بأسماء المؤسسات والصحافة والصحافيين، لإرسال كتابك إليهم بغرض الدعاية والعرض.
ستوكهولم بتاريخ 29/6/2004.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الكاتب والقارئ العربي
- محنة الكاتب مع أجهزة الرقابة الحكومية والسلفية على الثقافة
- أساليب الغش والخداع التي تمارسها دور الطباعة والنشر مع الكات ...
- محنة الكاتب مع دور النشر في الوطن العربي
- السيد مقتدى الصدر بين غياب الرؤية وفشل الهدف
- حرية الاختلاف تنهل شرعيتها من الديمقراطية
- .!!النظام الديمقراطي: هو حصيلة روافد من دم العلماء والمفكرين
- ازمة الثقافة العربية انعكاس لسياسة القمع وغياب الحرية في الو ...
- أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي
- الطاقة الإبداعية وخيارات التوظيف!!
- الصراع بين المؤسسة الدينية والسلطة السياسية على قيادة الدولة ...
- آليات سلطة الاستبداد وشرعية دولة القانون
- محطات من السيرة الذاتية للشاعر- بايلو نيرودا
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي!!
- أسباب الاحتلال ونتائج الاستبداد في أجندة المثقف!!
- تساؤلات في زمن الخراب عن: المثقف وصناعة الأصنام والقمع والإر ...
- الإرهاب والاحتلال نتاج السلطات القمعية والتيارات الدينية الم ...
- المعركة الخاسرة - السيد مقتدى الصدر من الفتنة وشق وحدة الصف ...
- مشاهد من العراق: الخراب والفوضى في العاصمة بغداد
- مفهوما الإرهاب والمقاومة في زمن الاحتلال


المزيد.....




- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - نصائح مهمة للكاتب للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن العربي