أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صاحب الربيعي - الإرهاب والاحتلال نتاج السلطات القمعية والتيارات الدينية المتطرفة!!.















المزيد.....

الإرهاب والاحتلال نتاج السلطات القمعية والتيارات الدينية المتطرفة!!.


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أن الاهتمام المتزايد للغرب بدراسة تاريخ الشعوب يعود إلى استخلاص التجارب والعبًّر، وليس كما هو الحال في وطننا العربي إلى التغني بالأمجاد البالية. ومع ذلك فالتاريخ يبقى سنداً للشعوب التي تسعى لمواصلة مسيرة الأجداد في رفد الحضارة الإنسانية من أجل رقيها وازدهارها.
وهذا لا يعني بأن الشعوب التي لا تملك حضارة سابقة لا يمكنها الإطلال على نافذة العالم والمساهمة في رقٍ الإنسانية، فالحضارات ومساهماتها لم تعد ملكاً صرفاً لشعوبها بل هي ملك الإنسانية جمعاء.
فالشعوب التي تستفيد من الإرث الإنساني يمكنها النهوض والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية بصورة أكبر. بدليل حضارات الشرق المساهم الأكبر في بناء الحضارة الإنسانية، لكنها -في الوقت الحاضر- أكثر شعوب العالم تخلفاً، وبالضد من ذلك نجد الولايات لمتحدة الأمريكية لا تملك هذا الإرث التاريخي لكنها تتصدر العالم في رفد الحضارة الإنسانية بالشيء الكثير.
فالسبر لمجريات التاريخ ولقيام الدول وفناءها، منحناً درساً مفاده: بأن نشوء الحضارات وازدهارها يعود بالدرجة الأولى إلى تماسك وتفاعل الشعوب وأنظمتها السياسية لخلق حالتي الأمن والاستقرار من أجل سُبل الرقي والرفاهية.
وكذلك نستخلص من التاريخ، بأن انهيار الدول والحضارات يعود إلى تفكك أنظمة الدولة نتيجة الفساد الذي يتفشى في مرافق السلطة السياسية مما يخلق حالة من عدم التوازن بين السلطة وشعبها.
إذاً الانهيار يبدأ أولاً من القمة ثم ينتشر كمرض السرطان إلى سائر مفاصل السلطة مما يؤدي إلى تخلل مقومات بناء السلطة. وهذا الأمر سيؤدي لاحقاً إلى زيادة الهوة بين السلطة والشعب، حيث تعمل السلطة السياسية الفاسدة على استخدام العنف المفرط لإعادة هيمنتها على الشعب.
وعندما ترتفع وتيرة العنف من قبل السلطة ضد شعوبها تظهر بوادر انهيارها، وبهذه الحالة: أما أن يتم تغير السلطة الفاسدة والعمل على جسر الهوة بين السلطة والشعب عبر الإصلاح في النظام السياسي، وإما يتم استغلال هذا الانهيار من قبل دولة معادية لتعمل على إنهاء مقومات السلطة الفاسدة وفرض نظاماً جديداً على شعوب تلك المنطقة التي لا تُبدي أسفاً على انهيار نظامها الفاسد الذي استخدم العنف المفرط ضدها.
الذي حدث في العراق من احتلال لا يخرج في سياقه عن هذه المًّسلمة، فلولا فساد السلطة وقمعها المفرط لشعبها لما تمكن الاحتلال من إيجاد مسوغاً لإسقاطها والدولة معاً بعد أن تأكد له بأن الشعب لن يدافع عن تلك السلطة ويفضل (الاحتلال) على السلطة القمعية!!.
والعامل الأخر المهم أيضاً وجود تيارات عراقية معارضة مع الاحتلال مهدًّت لإنهاء السلطة القمعية، منطلقةً من مبدأ تبادل المصالح في عالم السياسة!!.
قبل 35 عام استولى حزب البعث على السلطة السياسية بتواطؤ مع الأمريكان، وحققت تلك السلطة مصالحاً للولايات المتحدة الأمريكية (لسنا بصددها) مقابل ضمان استمرارهم في السلطة طوال تلك المدة. وعندما اختلفت مصالح الولايات المتحدة مع سلطة البعث، استغلت مثالب ومفاسد وقمع تلك السلطة لشعوبها كمبررات لإسقاطها. يقول ((صلاح عبد القدوس)) بهذا الصدد: لا يبلغ الأعداء من جاهل… … ما يبلغ الجاهل من نفسه.
الخريطة السياسية العراقية بعد الاحتلال:
أن (شرعية) الاحتلال للعراق تنهل مبرراتها من السلطة المبادة، في حين (الدعم) استند إلى مبدأ توافق المصالح بين قوات الاحتلال والتيارات العراقية المعارضة بدليل ملء الفراغ السياسي الذي اعتمدته أحزاب عراقية لها تاريخها السياسي الطويل في البلاد.
ولكن تلك المعارضة (نتيجة القمع المتواصل لها من قبل السلطة المبادة) فقدت جزءاً كبيراً من قواعدها داخل الوطن مما لم يمكنها من إدارة الدفة السياسية والسيطرة على حركة الشارع بشكل كامل. إضافة إلى تقاطع مصالحها (بعد إسقاط النظام المباد) مع الولايات المتحدة الأمريكية التي توهمت أنها قادرة على ترويض كل الأحزاب لضمان قدر أكبر من مصالحها في العراق.
وشهدت فترة الاحتلال بروز عدداً من القوى والزعامات (عشائرية ودينية) جديدة في الساحة العراقية، وحاز قسماً منها على دعم قوات الاحتلال بغية استخدامها ضد أطراف عراقية أخرى وقت الحاجة للحد من نفوذها والقسم الأخر طاله التهميش ولجأ إلى المعارضة!!. ويمكن تقسيم تلك الزعامات إلى:
1-زعامات عشائرية، تم شراءها بالمال ومنح قسماً منها نفوذاً سياسياً في المرحلة الحرجة بغية تحيدها عن الصراع المحتمل مع قوى اجتماعية أخرى.
2--عملاء النظام المباد والمنظمات الإرهابية المتحالفة معهم والقادمة من خارج الحدود. وتستخدم قوات الاحتلال العنف المفرط معها بسبب ممارستها للإرهاب.
3-زعامات دينية (مقتدى الصدر وهيئة علماء المسلمين). لقد طال التهميش كلتا الزعامتين ويتم استخدام العنف مع الأولى والثانية تم تأجيل ملفها لحين الانتهاء من الأولى.
ويجب الإشارة إلى أن هذا التهميش لبعض الزعامات الدينية وتياراتها استثمرته مخابرات النظام المباد والمنظمات الإرهابية وعمدت على اختراقها وإجراء نوع من التحالفات لتحقيق المصالح المتبادلة خاصة التنسيق بشأن تنفيذ العمليات الإرهابية تحت غطاء (ديني) للإحداث الفوضى والبلبلة في البلاد.
الزعامات الدينية العراقية ونفاق دول الجوار:
في خطوة غير مسبوقة حازت الزعامات الدينية في العراق دعماً من دول الجوار بالرغم من أن: السعودية تلاحق السلفيين وتزجهم في السجون والمعتقلات ويطالها الإرهاب؛ وسوريا لم تقصر في سحق حركة الأخوان المسلمين؛ وإيران التي يعصف بها الصراع بين التيار السلفي والإصلاحي، تعمل على زج المناوئين لها في السجون.
وجدت تلك الدول ضالتها في الزعامات السلفية والمتطرفة العراقية من أجل زعزعة الاستقرار وجيرتها لمصالحها لمحاربة المخططات الأمريكية في المنطقة وعلى حساب مصالح الشعب العراقي.
إما الزعامات الدينية الأخرى التي جعلت من نفسها وسيطاً بين الله وعباده ساعيةً إلى سلطة سياسية تمارس بها غيَّها باسم الدين (الخير ضد الشر)، وتحت ذريعة انتهاكات قوات الاحتلال عقدت تحالفاتها مع الظلاميين!!.
يقول ((فالح عبد الجبار)) أن فكرة الوسيط، فكرة الحارس البشري للشريعة الإلهية، ممثل السيادة السماوية إزاء الحرية البشرية، حامل سيف الخير الإلهي المطلق إزاء ممكنات الشر الأرضي المطلق. إن هي إلا أسلوب سلفي للتعبير عن ديكتاتورية طبقة معينة.
أن السعي الحثيث لهذه الزعامات الدينية إلى السلطة السياسية تؤطر في أغلب الأحيان بغطاء ديني لاستغلال أكبر قدر من أصحاب النيات الحسنة من المسلمين وزجهم في الصراع- وبغض النظر عن حجم الخسائر البشرية- بحًّجة الدفاع عن الدين واختلاق المبررات للتضحية بالنفس باسم الشهادة لكي تبقى تلك الزعامات بمنى عن الخسائر استعداداً لاستلام السلطة، فمبدأ الشهادة لديها غير مُلزم سوى للعامة من البشر!!.
وأي رأي مخالف لتلك الآراء السلفية يُعد خروجاً عن تعاليم الدين وبالتالي يصنف ضمن خانة الإلحاد!!. وبهذا فأن هؤلاء من خلال سلطتهم الدينية يعتقدون بأنهم يحكمون باسم الله وهذا التصور مثالي، حيث يجد (( وائل عبد الفتاح)) التصور بأن الله الذي يحكم ويضمن عدالة في نظر المؤمنين تصور مثالي، لكنه يبقى تصوراً نظرياً الذي يمارس السلطة بالفعل إنسان. إلا إذا توهم أنه يمتلك المطلق والحق المقدس. فالجميع سواه (رعايا) والمختلفون معه (خوارج) والخروج عن طاعته (كفر) و (إلحاد).
أن استغلال هذه الزعامات الدينية السلفية لمشاعر العامة من المسلمين لتحقيق مآرب سياسية، يُعد خروجاً عن مبادئ الدين السمحاء. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين كانت هذه الزعامات السلفية في عهد النظام المباد؟ ولماذا لم يسمع صوتها آذاك ضد انتهاكات النظام لحقوق الإنسان؟ لقد كانت طليقة ومهادنة للنظام المباد، والساكت عن الحق شيطان أخرس!!. يقول الشاعر ((محمد مهدي الجواهري)):
على باب شيخ المسلمين تكدست جيــــــاع علتهم ذلــــة وعــــراة.
وخـــلفهم الأســـــباط تتلـذى ومنهم لصوص ومنــــهم لاطـــــة وزنـاة
فهــــل قضـــــــت الأديــان إلا تذيعها علــــى الناس إلا هذه النكرات.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة الخاسرة - السيد مقتدى الصدر من الفتنة وشق وحدة الصف ...
- مشاهد من العراق: الخراب والفوضى في العاصمة بغداد
- مفهوما الإرهاب والمقاومة في زمن الاحتلال
- رؤية المثقف للمستقبل السياسي والثقافي في العراق
- الأحزاب الشمولية من سياسية تفقيس المنظمات إلى الهيمنة واللصو ...
- مثقفو النظام المباد وحضانات الأحزاب الشمولية
- منِّ يتحمل مسؤولية خراب الوطن والمجتمع؟!.
- رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.
- الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية
- سياسيون ومواقف!!
- رؤية في السلطات وأحزاب المعارضة في الوطن العربي!!
- المثقفون العلمانيون بين الحزبية والاستقلالية!!.
- موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي
- دور المرأة في حياة الأديب ( غابريل ماركيز نموذجاً)!!؛
- اختلاف مفردات اللغة وآليات الحوار بين السياسي والمثقف!!.
- مساهمة موقع الحوار المتمدن من وإلى أين خلال عام من التجربة!!
- رؤية في الأدب الملتزم وغير الملتزم
- مقتطفات من مسيرة المثقف العراقي في الساحة السياسية!!
- الحكام العرب وديناصورات الأحزاب السياسية بين الحقيقة والواقع ...
- المثقف والسلطة


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صاحب الربيعي - الإرهاب والاحتلال نتاج السلطات القمعية والتيارات الدينية المتطرفة!!.