أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صاحب الربيعي - رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.















المزيد.....

رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 702 - 2004 / 1 / 3 - 06:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تتحمل السلطة المبادة مسؤولية الخراب الهائل الذي تعرض له الوطن على مدى الثلاثة عقود الأخيرة، ولا تعفى الأحزاب السياسية العراقية من هذه المسؤولية كونها ساهمت بشكل أو بأخر في التمهيد للخراب نتيجة تعاطيها مع مشاريع السلطة المبادة عند انبثاقها.
وعلى مدى تلك الحقبة كان السياسي أداة للعنف والاضطهاد للمجتمع، وكان نصيب المثقف العراقي من الاضطهاد مضاعفاً. فلم تبخل السلطة المبادة باضطهادها وعُسفها ضد المثقف، وكان السياسي المعارض أكثر (كرماً) من السلطة في اضطهاده للمثقف العراقي في المنفى!!.
ولم يجد المثقف العراقي سوى خيار المواجهة مع السياسي (في السلطة والمعارضة) وتم استنزافه على جبهتين: فالسلطة تزيد من خناقها على المثقف وسياسي المعارضة يوغل في إيذاء المثقف والتعريض به وتهميشه.
وهكذا فأن صورة السياسي العراقي أصبحت بشعة بنظر المثقف كون الأول لم يكن سوى أداة للقمع والاضطهاد للطرف الأخر، وهذا يؤشر حالة السقوط لما يسمى (بالمرجعية السياسية) في العراق، فلم تكن تلك المرجعية (المفترضة) مرجعية يحتذى بها على المستوى الاجتماعي.
ويحدد ((قاسم حول)) شروطاً للمثل الاجتماعي المفترض بقوله: حتى تصبح سياسياً أو مثقفاً أو اجتماعياً فأنت تسعى لأن تكون مثلاً، والمثل هو النموذج الذي يتمتع بتاريخ أبيض منذ طفولته بل منذ أجداده وأصوله..وحتى تصبح مثلاً (زعيماً) ينبغي أن لا تكون قد بعت واشتريت في المبادئ والقيم..ينبغي أن لا تكون سرقت من قوت شعبك..ينبغي أن لا تسرق في السوق السياسية وتذهب للحج الثقافي أو الاجتماعي ليقال عنك (الحاج فلان) ينبغي أن لا تكون قد خدمت الظالم والمستبد والأجنبي.
إذا لم تكن المثل..فابتعد عن طريق الناس، فلقد تعب الأهل وملوا من التعب وملوا من الملل، فأرجوكم أن تتركوا الزعامات إذا لك تكونوا أهلاً للمثل. 
الغريب في الأمر، أن القيادات السياسية في السلطة المبادة والمعارضة متماثلة من حيث تدني مستواها الثقافي والاجتماعي وتورط العديد منهم بفضائح شخصية وأخلاقية، حتى بات معنى السياسي سُبة في الوسط الثقافي العراقي، ولو صادف وجود سياسي في وسط للمثقفين لتعرض لأنواع شتى من التقريع والاستهزاء.
ويجد ((فوزي كريم)) المضحك المبكي أن معنى السياسي في حياتنا الثقافية هو وليد تلك (القشور المبتذلة) التي راكمتها الظروف. فهذا شاعر لا شأن له في السياسة، قد تعني سُبة أو إطراء مستمدة أهواءها من أهواء المعترك العقائدي الحزبي، ومعترك السوق (حب المصلحة!).
والسياسة أصبحت سوقاً في بورصة مالية، فمع دخول مخابرات دولة ما المزاد على الخط السياسي العراقي الساخن حتى تظهر واجهات وأكشاك حزبية تتصدرها أسماء ليس لها جذراً أو تاريخاً، ولم يسمع بها أحداً من قبل. وكأن هذه الكائنات أُعدت من قبل في مختبرات سرية خاصة كي تؤدي عملاً محدداً لأسيادها، ولم تكتفِ هذه الكائنات بأكشاكها الحزبية وأتباعها الأوغاد والباحثين عن المال والشهرة، بل تسعى للتهريج والإدعاء بتمثيلها قطاعات واسعة من المجتمع والمثقفين!!.
وكل يوم تتكاثر تلك الكائنات الطفيلية مخلفةً حثالات تطفو على السطح السياسي، والمدهش في الأمر أن هذه الكائنات يتم استقبالها في عواصم عرب الردة والشر على أنها تمثل الشعب العراقي!!. والفضائيات العربية لها دورها بالطبع في الترويج لهؤلاء الحثالات والكائنات الطفيلية!!.
 وفيما بعد يأتي دور  ((عمرو موسى)) كي يستقبلها في جامعته الموقرة كأبطال للردة ووفاءً لأسياده السابقين وكأن العراق لم ينجب سوى المعوقين من أبناء الشر وأبطال المقابر الجماعية!!.منَّ هو المشرف على صناعة هذه الكائنات ووضعها تحت دائرة الضوء الإعلامية؟.
ويجد ((عبد الكريم كَاصد)) أن ما تسميه سياسة هو أشكال متدنية للسياسة: شيع وطوائف (جوهرها المتعصب) ومجموعات تدعي تمثيل المجموع، وأفراد بلا تاريخ، لا هّم لهم سوى جمع المال وإشباع غرائزهم ونوازعهم الفردية الضئيلة، وإقامة ولائمهم التي لا تنتهي في المآتم أو الأعراس، بعد أن فقدوا احترام شعبهم (لقد قبضوا مئات الملايين من الدولارات من الأمريكان أين ذهب بها هؤلاء الأوغاد) وموظفون لا تعنيهم سوى وظائفهم الشاغرة رغم ملئهم لها؟. 
هناك غزو حقيقي تقوم به هذه الكائنات للسطو على المسرح السياسي، هناك تغيب متعمد لأدوار حقيقية تمثل الواقع، هناك عمل ما يجري في الخفاء لتحجيم دور المثقف، وهناك خطة لسرقة الماضي والمستقبل. هذه الكائنات خطرة، تعمل على تشويه الواقع والحط من قدر الأمة، يتوجب مواجهتا بكل السُبل!!.
 فهذه الكائنات (السياسية) غبية ليست لها رؤية مستقبلية، وتعاني من نقص في ثوابتها الوطنية، وليست لها جذوراً في أرض الوطن، لا ترى من سعة الفضاء سوى فضاء مختبرات تصنيعها.
ويعتقد ((حسين كركوش)) أن عيون أهل السياسة لا ترى أبعد من أرنبة الأنف، وعيون أهل الإبداع ترى أبعد مما تراه عيون زرقاء اليمامة.
وعليه فالمشهد السياسي العراقي أصبح عبارة عن كائنات طارئة لا تمثل الواقع، لذا يتوجب على المثقف العراقي المساهمة بإعادة تشكيل المرجعيات السياسية وإنهاء هذا المشهد التراجيدي.
فهذا الوطن أصبح عرضة للانتهاك والتلاعب من قبل هذه الكائنات السياسية، والسكوت والاكتفاء بمتابعة مشهد الخراب مساهمة خسيسة تصب في مصلحة تلك الكائنات.
 قليلاً من المواجهة، قليلاً من الصراخ، قليلاً من البوح ما في داخل صدور المثقفين كفيل بالتسبب بهزيمة هذه الكوارث السياسية التي تعد لمشهد تراجيدي آخر في المستقبل القريب!!.
ويجد ((كريم عبد)) بعد كل هذه المآسي والمرارات، يحق لنا نحن العراقيين أن نبني دولة متحضرة ونظاماً ديمقراطياً، يعتمد على ثقافة حقوقية تحتكم للنزاهة والسوية الأخلاقية. لذلك يجب علينا أن نعي ونعرف، بأنه لابد من قول الحقائق وتثبيتها، وإذا كان قول الحقيقية صعباً ويحمل صاحبها بعض التبعات، فأن الصمت على المزيف وتحرير الظواهر المغشوشة سيكون أصعب، وتبعاته أكبر، ليس أقلها أن نخسر إرادتنا واحترامنا لأنفسنا، فنسهل بذلك على الأنذال العودة بنا إلى العبودية من جديد. فالشعوب عندما تدمن على الخذلان ولا تستطيع الخروج من دوامته فهي ستصنع مأساتها بيديها، مأساتنا القائمة ليست قدراً، فلماذا يراد لنا أن نكررها من جديد؟.
وأخيراً، نود أن نقرأ ونسمع أصوات المثقفين العراقيين بهذا المشهد السياسي الأمريكي- (العراقي) الذي لا نهاية له. وكل يوم ندخل نفقاً جديداً ننتقل من مشهد للقتل والتدمير ينفذه أعوان السلطة المبادة إلى مشهد آخر من المذابح والتفجير في صفوف السكان المدنيين تنفذه مرتزقة من دعاة الإسلام والعروبة تتسلل من وراء الحدود لتعث فساداً في الأرض.  
وهل من فرصة أخرى يتوجب إعطاءها للسياسي العراقي كي يثبت أهليته وتمسكه بالثوابت الوطنية؟ وهل من مبررات كاذبة لم تسقط لحد الآن، يتمسك بها مشجعي الإرهاب والعنف؟.
هل كُتب على المثقفين العراقيين المنفى، وحمل راية المعارضة من جديد؟ هل مازال الوطن يقتصر على الكائنات الحزبية التي باتت تبني أوكارها في مؤسسات الدولة الجديدة؟.
نطالب بأن ترتفع أصوات المثقفين الرافضين!! يجب الخروج من هذه السلبية وكأن الأمر لا يعني المثقف والتفرج على سقطات السياسي والتشفي بها، لقد أثبتوا فشلهم!! فالمشهد لا يتحمل المزيد من الجمهور، بل يحتاج لنخبة من المثقفين تصعد على خشبة المسرح السياسي وتلقي بهم في حاويات الأوساخ وتنهي المشهد التراجيدي وتعلن انتهاء احتفالات الموت والتدمير!!.   
  ستوكهولم بتاريخ 2/1/2004.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية
- سياسيون ومواقف!!
- رؤية في السلطات وأحزاب المعارضة في الوطن العربي!!
- المثقفون العلمانيون بين الحزبية والاستقلالية!!.
- موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي
- دور المرأة في حياة الأديب ( غابريل ماركيز نموذجاً)!!؛
- اختلاف مفردات اللغة وآليات الحوار بين السياسي والمثقف!!.
- مساهمة موقع الحوار المتمدن من وإلى أين خلال عام من التجربة!!
- رؤية في الأدب الملتزم وغير الملتزم
- مقتطفات من مسيرة المثقف العراقي في الساحة السياسية!!
- الحكام العرب وديناصورات الأحزاب السياسية بين الحقيقة والواقع ...
- المثقف والسلطة
- الناقد والنقد الأدبي
- المنظومات الشمولية وصراعها مع المثقفين
- المرجعيات السياسية والثقافية في الوطن العربي بين الحقيقة وال ...
- إشكالية المثقف والسياسي
- الأدب الإنساني وموقف الأديب
- حرية الإبداع في النظامين الشمولي والديمقراطي
- موقف المثقفون العرب من خطاب السلطة والمجتمع
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد(*)4-4


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صاحب الربيعي - رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.