أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي















المزيد.....

موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 683 - 2003 / 12 / 15 - 03:19
المحور: الادب والفن
    


هناك خلاف لم ينتهِ النقاش منه بين الأديب والناقد على مستوى العالم، منذ ظهور النقد كأداة للتقييم والتصنيف. والخلاف تحدد منذ البدء في موضوعية وعدم موضوعية مادة النقد، ولكن حدة الخلاف أخذت في التصاعد بعد أن زادت معايير النقد وبات الموقف الشخصي والأيدلوجي يفرض سطوته على مادة النقد.
إضافة إلى ظهور عدد من النقاد من لا يجيد الآلية المهنية للنقد، وأدى ذلك إلى تصعيد الموقف بين الأديب والناقد. ويجد الناقد أن الأديب لا يستوعب مهمة النقد، فأي انتقاد للنص الأدبي يعتبره الأديب مساساً شخصياً به وبالتالي فأنه بدلاً من أن يأخذ آراء الناقد بجدية في تطوير إبداعه، يعمل على شن حرباً لا هوادة فيها ضد الناقد كونه (حسب اعتقاده) أساء لمادة النقد وعّرض بالأديب.
والحقيقة أن عدد النقاد الموضوعين، اللذين يجيدون آليات النقد بعيداً عن المواقف الشخصية والأيدلوجية بات نادراً. وحسب آراء العديد من الأدباء أن ((علي جواد الطاهر)) أحد المهنيين والمنصفين في النقد الأدبي، وينظر للنص الأدبي بصورة مجردة ويعاملها معاملة كائن حي. وكما عُرف عنه بأنه لم يتناول نصاً أدبياً بالنقد إلا إذا كان نصاً رصيناً يتوافق والمعايير العامة للنصوص الأدبية.
ويجد ((أحمد أمين)) في مهمة الناقد الجيد: إعطاء وجهة نظر جديدة تماماً، ويؤدي إلى مساعدة خاصة حيث أنه يترجم إلى تعبير محدد احساسات لنا كنا نحس بها إحساساً مبهماً غامضاً ليس له قيمة عملية. فالناقد أحياناً مستكشف، يستكشف أرضاً جديدة. وهو أحياناً صديق يدلنا على جوانب غير منظورة من الأشياء التي نمر بها في طريقنا حتى تلك التي نعرفها معرفة جيدة.
واعتقد أن الموقف الشخصي للنقاد، لا يمكن عزله عن النقد ذاته. فالناقد ذات إنسانية نشأة من الواقع تأثرت وأثرت به، وبالتالي فأنه ليس كائناً محايداً. فلا يمكن للمرء أن يقرأ لأحد الأدباء أي نص أدبي بشغف ورغبة دون أن يكون لديه وشائج حسية مع المادة الأدبية والأديب ذاته.
وهذا لا يبرر إسقاط الخلاف الشخصي على النص الأدبي دون قراءة متأينة ومنصفة ومتقيدة بالقواعد والمعايير العامة للنقد. وأجد هناك حالة من عدم الإنصاف قد تلازم الناقد في حال اتخاذ معياره الفكري كأساس للنقد الأدبي، والواقع أثبت فشل وسطحية هذا المعيار الذي تم اعتماده لفترة طويلة من قبل أغلب النقاد المتحزبين!!.
ولكني بالمقابل أميل (كقارئ ومتابع للنشاط الأدبي) إلى اعتبار معيار الاصطفاف مع قيم الشر أو الخير للأديب ونصه الأدبي يشكل النواة الأساس لمهمة الأديب وبالتالي يتوجب النظر إليها عند النقد. فالأدب المروج لقيم الشر والعنف والإرهاب والقتل ويخدم أهدافاً شريرة، ليس (بنظري) أدباً ويخالف بذات الوقت مهام الأدب الذي يجب أن يكون ذات منحاً إنساني.
فالشاعر ((عبد الرزاق عبد الواحد)) لا يمكن إنكار شاعريته ولا مكانته في عالم الشعر ، ولكني لا أجد (نفسي) ملزماً للترويج له أو لقراءة نصوصه الأدبية كونه جانب قيم الشر وساند الطغاة ضد الملايين من أبناء شعبه. ومهمة المثقف الوقوف إلى جانب شعبه لا ضده، وللشعراء شرف تولي هذه المهمة أكثر من غيرهم كونهم مرآة الواقع الاجتماعي.
فهنا الموقف الشخصي متعلق بقيم إنسانية أومن بها وأتعاطى من خلالها مع الآخرين، لأني أزعم أجانب قيم الخير، وليس له علاقة بالوقف الأيدلوجي!!.
يقول ((نيتشه)) أنني استعرض جميع ما كتب، فلا تميل نفسي إلا إلى ما كتبه الإنسان بقطرات دمه. أكتب بدمك فتعلم حينئذ أن الدم روح، ليس بالسهل أن يفهم الإنسان دماً غريباً.
آراء الأدباء في الناقد والنقد الأدبي:     
  هناك تباين بوجهات النظر لدى الأدباء بشأن النقاد، وأغلب هذه الآراء تجد هناك ندرة من النقاد المهنيين على مستوى العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص. وأن النقد يخضع للعلاقات والمواقف الشخصية التي تقوم على منهج الترويج والتهويل للنصوص الأدبية التي لا تستحق أن يطلق عليها نصوصاً أدبية.
وينطلق معظم النقاد من منطلقاتهم الأيدلوجية لتقييم الأدب، وتنقصهم الثقافة التي يتوجب على الناقد التحلي بها كي يمتلك ناصية النقد والآليات المهنية للعمل النقدي. ويمكن إيراد بعضاً من تلك الآراء للأدباء لإعطاء صورة أوضح عن موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي:
أولاً: آراء بعض الأدباء الأجانب
1-أن النقاد غالباً ما يفشلون في تحديد أهداف الكاتب وغائيته وأهدافه في العمل الأدبي، بل أنهم يتوهمون (أحياناً) أنهم سلطوا الضوء على الجانب الأهم من العمل الروائي مثلاً  وإذا بهم يتجهون اتجاهاً يخالف آراء الكاتب بالأساس وينسجون الآراء بطريقة تدعوا للشفقة مستندين إلى الوهم والخيال الذي يرافقهم خلال عملهم في مجال النقد الأدبي.
ويجد ((ماركيز)) أن النقاد على نقيض الكُتاب، لا يجدون في الكتب مما يجب العثور عليه وإنما يريدون هم أن يعثروا عليه ..ويضيف إلى أن هؤلاء النقاد يضطلعون بمسؤولية حل جميع ألغاز الكتاب، لكنهم يقعون في خطر الهذيان بالخرافات.
2-يعتاش الناقد على النص الإبداعي خلال عمله النقدي، ولا يكتفي بنسخ النص الأصلي بطريقة (مجحفة) بل يعمد على الحكم بالإعدام على النص الأصلي. وبهذا فأن الناقد ينصب من نفسه الحاكم والمدعي، ويقدم الأدلة على إدانة النص الأصلي كي يفوز بالبراءة ويتقاضى مكافئة مقابل انتحاله للنص الأصلي بطريقة مجحفة ولا تنم عن ضمير حي.
 وبهذا فأن الناقد جسد غريب على النص الإبداعي يستغله أبشع استغلال من خلال خلق علاقة (طفيلية) بينه بين النص الأصلي من أجل إعطاء المبرر لحكم الإعدام الذي أصدره مقدماً على النص الإبداعي.  
ويجد ((هيليس ميلر)) أن النقد طفيلي في علاقته بالنص الإبداعي، فماذا يفعل الطفيلي أو المتطفل؟ أنه يعيش على جسد المضيف ويهضمه. وبذلك يتحول المضيف إلى زاد في داخل الطفيلي الذي كان شخصاً واحداً قبل أن يبتلع النص الإبداعي، صار الآن أثنين: هو المضيف في جوفه. ويتخلص النقد من النص بابتلاعه واحتوائه، فإنه يقتل من أطعمه، أي بعبارة أخرى يقتل أباه.
3-مهمة الناقد كمهمة الجلاد الذي يمسك بالسوط لجّلد الآخرين دون وجه حق، وضحايا الناقد هم الأدباء اللذين لا ذنب لهم سوى أنهم يشتغلون بالأدب. فالأديب الجيد، هو الذي تعرض للجلد لعدة مرات من قبل الناقد ولكن من دون أن يعرف لماذا؟ والنص الأدبي هو الأخر ضحية صامتة يذبح في وضح النهار دون احتجاج أو رفض، وتجد جثث ضحايا النص الأدبي على صفحات الجرائد والمجلات دون أي أدانه من المجتمع.
ويجد ((تينسي ولياميز)) النقاد يسوطون جلدنا، لكننا نتعلم كيف نجدد جلودنا.     
ثانيا: آراء بعض الأدباء العرب
1-يُتهم النقاد بأنهم عديمي الضمير المهني ولا يتوخون العدالة في عملهم، بل أن مصالحهم الأنانية ونفعيتهم هي التي تقودهم للعمل في مجال النقد. كما أنهم لا يمتلكون منهجاً محدداً ولا آليات عمل مهنية ينطلقون منها في تقيم الأدب الحقيقي.  
ويميل إلى هذا الرأي ((محمود سعيد)) حيث يجد أن معظم (النقاد) المتواجدين في أرجاء الوطن العربي من خليجه إلى محيطه، يفتقدون إلى أدوات عمل ضرورية، بمقدار يتوازى مع افتقادهم إلى ضمير مهني، فهم لا يتورعون عن إطلاق صفات التبجيل على من يتوجسون منه المنفعة. ويهملون المبدعين الحقيقيين ومهما بلغ الإنسان من الذكاء والفراسة الملائمة فلا يستطيع أن يتكهن بطرقهم في النقد أو عدالتهم، أو بإحاطتهم بأدوات عملهم.   
2-أن النقاد (على وجه العموم) ليس لديهم معياراً ثابتاً للنقد، كي يستند المرء إليه في تقيم عملهم. وبالتالي فأنهم ليسوا مهنيين في مجال عملهم، ويمكن تصنيفهم كهواة للعمل النقدي. فلكل منهم منهجه ومعياره الخاص في تقييم الأدب، وهذا ما يخالف خصائص العمل المهني بشكل عام والأدب بشكل خاص. 
ويجد ((جميل صدقي الزهاوي)) أنه مما يؤسف له في أدب الشرق، أن لكل ناقد ذراعاً (معياراً) يقيس به شعور الشعراء. فأن ما رآه مساوياً له كان جيداً، أو ناقصاً عنه كان رديئاً. أليس للشاعر أن يقول لمثل هذا الناقد: لماذا يكون ذراعك مقياساً ولا يكون ذراعي؟.  
3-معظم النقاد (تقليدين) يخضعون لأسس جامدة ومتحجرة، ولا يقبلون الخروج عنها ويرفضون التجديد وترهبهم الحداثة، والعمل النقدي ليس فيه إبداعاً أدبياً لأنه ينهل من النص الأدبي آلياته ويخرج بنص مقارب أو أقل من مستوى النص الأدبي.
 وعليه يتوجب على الناقد أن يتخذ من النص الأدبي نصوصه في العمل النقدي كي لا يشطح بآرائه التي قد تخالف النص الأصلي وبالتالي يخلق كائناً من النص الأدبي ليس له علاقة بحياة الكائن الأصلي ويمكن أن يطلق عليه (كائناً غير شرعي) ينسب (شرعياً) إلى النص (الأب) دون وجه حق.   
ويعتقد ((سعيد الغانمي)) بأن خشية الناقد من أمراض الحداثة الأدبية تقوده ضمناً إلى القبول بالظواهر على المستوى الفني، والتحفظ عليها على المستوى المعرفي والأيدلوجي..ويضيف إلى أن العلاقة التي تربط النص النقدي بالعمل الأدبي ليست علاقة انصياع وخضوع تتطلب من النقد أن يتابع ويشرح ويعلن عن النصوص، بل أن الناقد يستغل النصوص المناسبة لكتابة نص إبداعي مجاور. وعلى الناقد أن يعيش على الكتابة الإبداعية لا أن يعيش منها. 
4-عمل الناقد يشبه إلى حد ما، عمل عامل الإنارة في المسرح يوجه الإضاءة نحو حركة الممثل كي ينقل الجمهور من لقطة إلى أخرى في الظلمة التي تغطي سائر خشبة المسرح. وهذا العمل يتم من الأساس بتوجيه واتفاق مع المخرج سيد العمل المسرحي.
 وبما أن النص الأدبي نصاً متكاملاً، له آلياته وشخوصه على الورق الأبيض فإنه لا يحتاج إلى رتوش أو إضافات خاصة بالنسبة للمختصين في الجانب الأدبي. ولكنه يحتاج إلى إيضاح وتنبيه للقارئ العادي، وهنا تكمن مهمة الناقد في تسليط الإضاءة على الجوانب الذي يعتقد أنها مظلمة في النص الإبداعي كي يجذب انتباه القارئ العادي إليها.     
ويجد ((حاتم الصكَر)) بأن الناقد ليس سوى قارئ غير عادي (خاص). بمعنى من المعاني مطلوب منه أن يوفر ذلك الجزء على القارئ (العادي) فيضيء النص بما يراه مناسباً من أضواء.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة في حياة الأديب ( غابريل ماركيز نموذجاً)!!؛
- اختلاف مفردات اللغة وآليات الحوار بين السياسي والمثقف!!.
- مساهمة موقع الحوار المتمدن من وإلى أين خلال عام من التجربة!!
- رؤية في الأدب الملتزم وغير الملتزم
- مقتطفات من مسيرة المثقف العراقي في الساحة السياسية!!
- الحكام العرب وديناصورات الأحزاب السياسية بين الحقيقة والواقع ...
- المثقف والسلطة
- الناقد والنقد الأدبي
- المنظومات الشمولية وصراعها مع المثقفين
- المرجعيات السياسية والثقافية في الوطن العربي بين الحقيقة وال ...
- إشكالية المثقف والسياسي
- الأدب الإنساني وموقف الأديب
- حرية الإبداع في النظامين الشمولي والديمقراطي
- موقف المثقفون العرب من خطاب السلطة والمجتمع
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد(*)4-4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد 3-4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد2 -4
- مناقشة وتحليل لنظام الشرق الأوسط الجديد1-4
- الوجهان المتناقضان للولايات المتحدة الأمريكية في العالم!!
- الإنجازات والاخفاقات لمجلس الحكم الانتقالي في العراق


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي