أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - المعركة الخاسرة - السيد مقتدى الصدر من الفتنة وشق وحدة الصف إلى الهروب والتخفي















المزيد.....

المعركة الخاسرة - السيد مقتدى الصدر من الفتنة وشق وحدة الصف إلى الهروب والتخفي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 09:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المتابع لأنصار التيار الصدري، يجد جُلهم من الريف العراقي والمناطق المسحوقة التي عانت من الجوع والفقر والبطالة ولاقت من النظام المباد أشد الظلم والاضطهاد وبالمقابل فأنه يعاني من ضعف التأييد لسكان المدن العراقية. هذا التيار يدين بولائه إلى الشهيد الصدر الثاني ((محمد صادق الصدر)) الذي تحدى النظام المباد ونال الشهادة مع ولديه على أيدي السفاحين من حزب البعث. ولم يتسنَ للشهيد استكمال مشروعه في الإعداد لتنظيم مقلديه في إطار سياسي معارض.
بعد سقوط النظام المباد، برزت عدة زعامات دينية ومنها زعامة السيد مقتدى الصدر ليس لكونه مرجعاً دينياً أو محترفاً سياسياً بل لكونه أبناً للشهيد الصدر الثاني.
وعمدَّ بعض المقلدين التقليدين للشهيد الصدر الثاني على تجميع مريدي ومقلدي المرجع الشهيد تحت قيادة أبنه السيد مقتدى الصدر، ونالت تلك القيادة الدعم والمباركة من التيارات السلفية في المحيط الإقليمي وكذلك من التيارات الأصولية المتشددة في إيران.
ولكن- للأسف-أخترق هذا التيار عدداً من أعوان ومخابرات النظام المباد كما اعترف بذلك أحد وكلاء السيد مقتدى عند لقاءه مع إحدى الفضائيات!! وأصبحت لإيران والتيارات السلفية اليد الطولى في إدارة هذا التيار.
بالإضافة إلى ذلك فأن السيد مقتدى الصدر ، يعاني من نقص في خبرته السياسية وليست له دراية ورؤية صائبة في الأحداث السياسية الراهنة ولا برنامج سياسي يمكن من خلاله أن يخوض صراعاً سياسياً في الساحة العراقية أسوة بالأحزاب العراقية الأخرى.
أوهام القيادة وضعف القائد:
أوهمت أجهزة الأعلام والأضواء الصحافية والجموع من الرعاع وأصحاب المشاريع المغرضة الشاب مقتدى الصدر ، بأنه رجل المرحلة وقائدها المغوار!!. وساهم في هذا الوهَّم خواه الشخصي وشعوره بالدونية أمام المرجعيات الدينية التي لم تبخس الرجل حقه وتعاملت معه بالإهمال والتهميش، وراح الرجل يبحث عن الدعم والاحترام في صفوف السلفيين وحصل (وحصلوا) على مراده. ولتبيان حقيقة أوهام السيد مقتدى، نستعرض بعضاً من مواقفه:
1-المتابع للتصريحات الصحافية للسيد مقتدى، يلمس بوضوح افتقار الرجل إلى إجادة ألف..باء السياسة. فمثلاً جاء في البعض من تصريحاته: (أن الله انتقم من أمريكا عندما قطع الكهرباء عن خمسة من ولاياتها)؛ و (أن جيش المهدي اليد اليمنى لحزبي الله ومنظمة حماس)؛ و (أن جيش المهدي أسس من أجل القيام بنظافة الشوارع والساحات العامة)..وغيرها من التصريحات غير المنضبطة!!.
2-السيد مقتدى الصدر لا يجيد السباحة في بحيرة المرجعيات الدينية في النجف الأشرف كونه ليس مرجعاً يحق له الإفتاء وبالتالي لا يجوز تقليده لأنه لم يكمل دراسته الدينية اللازمة للاضطلاع بدور المرجع الديني. واخفق في إيجاد علاقة ودية بينه وبين المرجعيات خاصة رئيس المرجعية السيد علي السستاني.
3-لم يتمكن السيد مقتدى الصدر من كسب ودَّ البيوتات والعشائر في النجف وكربلاء لتياره الصدري، بل العكس فرضت عليه أبناء المدينتين نوع من الحصار بغرض الضغط عليه للعودة تحت خيمة الحوزة والالتزام بتوجيهاتها. لذا عمدًّ إلى دعوة مناصريه من الأرياف والمناطق المسحوقة بغرض حمايته والعمل كمساعدين له، واستجداء الدعم من الفضاء غير الشيعي. وحالة عدم الودًّ تكشفت أكثر من خلال مطالبة زعماء عشائر وبيوتات النجف وكربلاء أن يغادرها وأنصاره.
ويعي السيد مقتدى الصدر أن خروجه من المدينتين، يعني إسقاط شرعيته الدينية إلى الأبد، لذا حثَّ جيشه المهدي على الانتقال إلى النجف وكربلاء لغرض اتخاذها كمعاقل لمحاربة الأمريكان.
السيد مقتدى الصدر بين الطموح السياسي وافتقار الشرعية:
أولاً- الشرعية السياسية: يطالب السيد مقتدى برحيل القوات الأمريكية عن العراق وإنهاء الاحتلال، وهذا مطلباً مشروعاً وعادلاً تطالب به جميع الأحزاب والفعاليات السياسية بما فيها أحزاب مجلس الحكم. لكن السؤال المطروح متى طالب السيد مقتدى برحيل القوات الأمريكية عن العراق؟.
لقد تعاون السيد مقتدى مع القوات الأمريكية عند دخولها العراق، وحسب تصريح لأحد وكلاء السيد مقتدى للفضائية العربية من أكثر من شهر: بأن السيد ((بول بريمر)) اتخذه عند توليه لمهامه في العراق مستشاراً للشؤون الشيعية، ومن ثم تم تهميشه بعد أن أقدم عدداً من أنصاره على قتل ((السيد مجيد الخوئي)) في النجف والأخير كانت له حضوة لدى البريطانيين.
إذاً السيد مقتدى أعلن معارضته للأمريكان بعد تهميشه من الحياة السياسية من قبل الأمريكان، لذا عمدًّ إلى اتخاذ كل الأساليب لاستعادة دوره السياسي!! لم يقطع الأمريكان كافة الجسور مع السيد مقتدى بالرغم من جميع الخروقات والأعمال المنافية للأداء السياسي السلمي التي ارتكبها تياره، لأن الأمريكان كانوا في نيتهم استخدامه في مواجهات مع قوات بدر العسكرية في حال عدم موافقة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق على حل تشكيلات تلك القوات مقابل منحه دوراً في العملية السياسية.
وقد استجابة المجلس الأعلى لطلب الأمريكان وعمل على تحويل قوات بدر العسكرية إلى منظمة بدر السياسية وبهذا انتزع المجلس من الأمريكان ورقة التيار الصدري وبقى التيار مهمشاً.
في هذا الاتجاه يمكن رصد الأخطاء السياسية للتيار الصدري ومدى افتقار السيد مقتدى للمناورة مما أعطى الأمريكان المبررات للشروع بتصفية التيار الصدري ورئيسه إذا أمكن. ويمكن إجمال تلك المبررات والأخطاء السياسية ب:
1-توقيت الإعلان عن تأسيس جيش المهدي جاء مع مطالبة الأمريكان بحل المليشيات العسكرية للفعاليات السياسية في مجلس الحكم وقد استجابة تلك الفعاليات، وجاء التوقيت بمثابة تحدي للأمريكان.
2-التصريحات الصحافية الفالته من عقالها للسيد مقتدى في وسائل الأعلام.
3-تورط (جيش المهدي) بعمليات ضد القوات الأمريكية، استجابة لنداء الفعاليات السلفية وأعوان النظام السابق في الفلوجة.
4-المناوشات العسكرية التي قام بها جيش المهدي مع منظمة بدر التي تشرف على استتاب الأمن في مدينة كربلاء، ومحاولتها السيطرة على الموارد المالية في أضرحة الحرمين (الحسين والعباس-ع).
5-الكشف عن وثائق وانتزاع اعترافات من عناصر النظام المباد تؤكد اندساس عناصر ومخابرات النظام المباد في التيار الصدري واستخدمه ضد القوات الأمريكية والفعاليات السياسية العراقية الأخرى. وتم عرض تلك الوثائق والاعترافات على المرجعيات الدينية في النجف وكذلك على أحزاب مجلس الحكم، وبهذا فقد التيار الصدري أهم موقف تضامني معه!!.
6-التهديد والإساءة التي تمارسها بعض عناصر من التيار الصدري ضد المرجعيات الدينية في النجف التي طالبت بدورها من بعض عشائر الفرات الأوسط حمايتها، وبالفعل لبت تلك العشائر دعوة المرجعيات وأرسلت رجالها المسلحين لحمايتها. وقامت بتحذير عناصر التيار الصدري من المساس بالمرجعيات الدينية.
7-مطالبة المرجعيات الدينية في النجف وكريلاء السيد مقتدى بإخلاء المدينتين من عناصر تياره ومن المراقد المقدسة التي تتخذها كمعاقل لتبادل إطلاق النار مع الأمريكان بغية عدم إعطاء أي مبرر للقوات الأمريكية بضرب تلك العتبات المقدسة، ولم يستجب السيد مقتدى وتياره لتلك النداءات مما أدى إلى زيادة النقمة عليه من أبناء المدينتين والمرجعيات عليه.
اعتقد لو امتلك السيد مقتدى قدراً من المناورة السياسية لعمد إلى تشكيل تنظيم سياسي يتهيأ لخوض الانتخابات المزمع إجراءها في بداية العام القادم ولربما حاز على أصوات من مؤديه الكثيرين (كما يدعي هو على الأقل!!) تُكسبه الدور السياسي الذي ينشده دون إراقة الدماء والتسبب في تدمير الممتلكات العامة وشق وحدة الصف.
ثانيا-الشرعية الدينية: كما أشرنا فأن السيد مقتدى يفتقد لشرعية إصدار الفتوى للجهاد ضد الأمريكان، وتلك الشرعية تضطلع بها مرجعية السيد ((علي السستاني)) والسيد مقتدى ليس على وفاق مع السيد السستاني، بل على العكس أن تصرفات السيد مقتدى تفسر في الوسط الشيعي تحديداً على أنها شقاً لوحدة الصف. وبهذا فأن السيد مقتدى خارجاً عن الإجماع ومفرقاً لوحدة الصف ومحدثاً للفتنة.
قال الأمام ((جعفر الصادق -ع-)) أن الطاعة واجبة بحكم الفقه حتى يتم التغير من غير قيام فتنة. ولا خروج غير ناجح يؤدي إلى مظالم أشد وأعنف. فالانتصار يزيد المغتصب قوة ويزيد مناوئه ضعفاً.
وبهذا فأن السيد مقتدى الصدر خارجاً عن الطاعة التي هي واجبة وفقاً لتعاليم الفقه الشيعي. ويُتهم السيد مقتدى بأنه يتحمل المسؤولية الشرعية لسقوط الضحايا في صفوف أبناء الشيعة، إضافة إلى التسبب في تدمير المدن المقدسة وتعطيل مصالح العامة من الناس لأن خروجه لملاقاة العدو يعد خروجاً غير شرعياً ويجلب المظالم ويزيد من قوة المغتصب ويضعف وحدة الصف.
قال الأمام ((جعفر الصادق-ع-)) أن الحكم المغتصب يفني نفسه، وأنه يجب أن يترك المغتصب وهو في قوته، حتى يأفل نجمه ويثب مريد العدل إلى الحكم ليستولي عليه بقوة الحق والشورى والبنية الصحيحة.
ومن خلال ذلك فقد السيد مقتدى الصدر المسوغ الشرعي لخروجه عن الإجماع وفقد التأييد المنشود من المرجعية الدينية، بل اعتبر وفقاً لأحكام الفقه الشيعي مرتكب أثم كبير!!
قال الأمام ((جعفر الصادق-ع-)) كل عمل أثمه أكبر من نفعه يكون محرماً شرعاً.
لذا فأن السيد مقتدى في حربه مع الأمريكان يفتقد لعنصرين هامين هما: الشرعية السياسية والشرعية الدينية. فالشرعية السياسية يمكن الخوض فيها كثيراً…أولها أن السيد مقتدى لا يتمتع بمواصفات القائد السياسي!!. وإما الشرعية الدينية فنتركها لأصحاب الشأن الديني للإفتاء بشأنها (ما هي أحكام الفقه الشيعي من مُحدث الفتنة ومفرق وحدة الصف؟). ستوكهولم بتاريخ 21/5/2004.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد من العراق: الخراب والفوضى في العاصمة بغداد
- مفهوما الإرهاب والمقاومة في زمن الاحتلال
- رؤية المثقف للمستقبل السياسي والثقافي في العراق
- الأحزاب الشمولية من سياسية تفقيس المنظمات إلى الهيمنة واللصو ...
- مثقفو النظام المباد وحضانات الأحزاب الشمولية
- منِّ يتحمل مسؤولية خراب الوطن والمجتمع؟!.
- رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.
- الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية
- سياسيون ومواقف!!
- رؤية في السلطات وأحزاب المعارضة في الوطن العربي!!
- المثقفون العلمانيون بين الحزبية والاستقلالية!!.
- موقف الأدباء من الناقد والنقد الأدبي
- دور المرأة في حياة الأديب ( غابريل ماركيز نموذجاً)!!؛
- اختلاف مفردات اللغة وآليات الحوار بين السياسي والمثقف!!.
- مساهمة موقع الحوار المتمدن من وإلى أين خلال عام من التجربة!!
- رؤية في الأدب الملتزم وغير الملتزم
- مقتطفات من مسيرة المثقف العراقي في الساحة السياسية!!
- الحكام العرب وديناصورات الأحزاب السياسية بين الحقيقة والواقع ...
- المثقف والسلطة
- الناقد والنقد الأدبي


المزيد.....




- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب
- مسؤول أممي يحذر من أن اجتياح إسرائيل رفح سيكون -مأساة تفوق ا ...
- مصر.. اشتباكات مسلحة بين عائلتين تسفر عن اشتعال النيران في م ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حظر استيراد اليورانيوم المخصب ...
- تحطم طائرة أمريكية من طراز -إف – 16- قرب قاعدة هولومان الجوي ...
- الصين: -حماس- و-فتح- أعربتا عن رغبتيهما في المصالحة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صاحب الربيعي - المعركة الخاسرة - السيد مقتدى الصدر من الفتنة وشق وحدة الصف إلى الهروب والتخفي