أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي














المزيد.....

أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


أحد المعايير الأساس لتقدم المجتمعات، تطور الحركة الأدبية ومساهمة الأديب في النهضة الحضارية التي لا تقتصر على حجم النتاج الأدبي، بل على مساهمة هذا النتاج في البناء والتطور الذي يسعى إليه المجتمع.
وتلك المساهمة للأديب لا يمكن أن تكون فعالة ونشطة بدون توفر فضاء من الحرية يحتاجه الأديب كي يكون حراً في إبداء رأيه في الأزمات التي يعاني منها المجتمع، وبالتالي نقده وحلوله المقترحة لها ستكشف عن المسببات وتطيح بالأسس الموروثة والأصنام..وقد يؤدي ذلك بالإطاحة برأس الأديب بسهولة في حال عدم وجود فضاء للحرية.
في المجتمعات الأوربية التي تتمتع بفضاء الحرية، للنقد الأدبي أسس ومعايير يجيدها الناقد ويتحرك في حدودها التي لا تخل بعمله ولا تبخس حق الأديب، وبالتالي فإنها تهدف إلى تطوير العمل الأدبي. ويتحلى الناقد في تلك المجتمعات بسمة التخصص في المجال النقدي، ولا مجال للتداخل بين التخصصات في كل الحقول الأدبية أو العلمية. ولكن يمكن للمرء أن يجمع بين عدة تخصصات أدبية أو علمية بعد سلسلة من الاختبارات والتجارب والشهادات التي يحصل عليها.
إما في الوطن العربي الذي يعاني من أزمات مستعصية في مفاصل المجتمع، وعدم وجود فضاء من الحرية لإبداء الرأي فأن العمل النقدي يعاني من ذات الأمراض والأزمات الاجتماعية. فلو تم إعداد لائحة بأسماء النقاد في الوطن العربي ستجدها فقيرة وبائسة قياساً بحجم النتاج الثقافي وعدد الأدباء، إضافة إلى ذلك فأن أغلب النقاد يفتقدون لآليات النقد الحر ويعاني قسماً منهم من تدني بمستوى ثقافته التي بدونها لا يصح امتهان النقد، وكذلك هناك فقر بآلية التخصص الأكاديمي للعمل النقدي.
ويجد ((عبد المعين الملوحي)) أن حركة النقد في الأدب العربي غير موجودة على الإطلاق، لا فيما يتعلق بالتأليف ولا بالترجمة. وليس هناك نقاد على مستوى من الثقافة والحياد لينكبوا على المؤلفات والترجمات، فأكثر النقد السائد تابع للهوى الشخصي أكثر منه للموضوعية، مع أن من وظائف النقد تقديم التراث الفكري والأدبي والإشارة لسلبياته ووضع تصور جديد للطرق التي يجب أن يسلكها الأدب، ومصيبة العالم العربي أنه لا يولي اهتماماً للتخصص.
وهناك من يجد أن الناقد لا يفتقد لآليات التخصص فقط، وإنما يعاني من عدم الحياد ويخلط بين الموقف الشخصي والموضوعي، لذا لا يمكن النظر إلى الناقد في الوطن العربي بمنظار الحياد ولا أخذ رأيه النقدي مأخذ الجدِّ. وبالمقابل فأن الكاتب يضيق على الناقد مساحة حرية النقد، نتيجة تحسسه المفرط من أي مساس نقدي يطال نتاجه الأدبي من قبل الناقد.
ويعتقد ((بو علي ياسين)) أن النقد في الوطن العربي يعاني من مرضين: أولاً تداخل الشخصي مع الموضوعي من طرف الناقد والتحسس الزائد تجاه النقد من طرف الكاتب ولا شك لهذين المرضين دوراً في أزمة النقد في حياتنا الثقافية، وقلة النقاد من كتابنا.
ويؤخذ على الناقد في الوطن العربي كذلك، ممارسة عمله بصورة ميكانيكية، فيعمل على تجزأت النص الأدبي إلى دلالات وأجزاء ومن ثم يعمل على نقد كل جزء لوحده فمثلاً يعمل على مناقشة القيمة الجمالية مقابل رداءة النص الأدبي، وتماسك النص مقابل تفككه، وجمالية اللغة مقابل فقرها..ومن ثم يعمد إلى مسطرة القياس لإصدار حكمه على النص الأدبي. وبهذا فإنه يغفل عناصر هامة من هيكلية العمل الأدبي وتماسكه وتوازنه ونسيجه ودلالاته المترابطة، وبالتالي فأن الحكم يأتي جائراً!!.
ويجد ((غالي شكري)) أن من واجب الناقد إلا يكون ميكانيكاً في تصوره للأدب والنقد، فيقول أن القيمة الاجتماعية ممتازة والقيمة الجمالية هابطة، بل ينبئنا بأننا إزاء عمل فني رديء فقط، ويبدأ رحلة شاقة داخل العمل الأدبي، ليدرس كيف كان هذا العمل رديئاً. ربما كانت الرؤية نتيجة اختلال التوازن الوظيفي بين مجموعة العناصر المكونة للعمل الأدبي، وربما كانت الخبرة أو الرؤية الاجتماعية من بين هذه العناصر مختلفة، ليضع يده في النهاية على الأسباب التي لم تجعل من هذا العمل فناً.
ويطالب الأديب، الناقد بأن يكون محايداً في تعامله مع النص الأدبي بل أن يكون قاضياً يسعى للاستماع للائحة الاتهام وسماع الشهود ودفاع المتهم، ومن ثم إصدار حكمه وفقاً للقانون وليس لرغبة شخصية أو تعاطف مع أحد أطراف الدعاوى.
وهذا رأي ((زكي مبارك)) الذي يطالب الناقد بأن يكون قاضياً، فكما يجب على الحاكم أن ينزه نفسه عن جميع الأغراض حين يتقدم للحكم بين الناس، كذلك يجب على الناقد أن يبرئ نفسه من جميع الأغراض.
وكما نجد هناك إصراراً من قبل بعض الأدباء العرب على توجيه اتهامين (عدم الحياد وانعدام التخصص) للنقد الأدبي والنقاد في الوطن العربي، وهذا الإصرار يهدف إلى نزع الشرعية عن النقد الأدبي والتقليل من شأن النقاد العرب. ويعتقد ((عبد المعين الملوحي)) بأن النقد في الوطن العربي ينحو باتجاهين خطأ هما:
1- فالنقد المترجم يريد أن يفرض على الأدب العربي، مقاييس الآداب العالمية الأخرى فيكوم الاصطلاحات والكلمات الكبيرة دون فهم لمعناها، أو قدرة على تطبيقها على أدبنا، بل دون فهم لها عند ترجمتها. ويا للأسف...أن النقد المنقول ليس صحيحاً في الترجمة، وإن النقاد الذين ترجموا أدب النقد عند الشعوب لا يفهمون النقد ولا يعرفون اللغة التي نقلوا منها هذه النقود.
2-وهناك النقد السطحي الذي ينقسم إلى قسمين هما: نقد مجامل مداح، بسبب العلاقات الشخصية (ناقد يحب الكاتب فيعظمه)؛ ونقد ناقم قداح، بسبب العلاقات الشخصية لذلك (ناقد يكره الكاتب فيحطمه).
وقد استدعى هذا النوعان من النقد، غياب المقاييس الدقيقة للأدب، نثراً وشعراً، فليس عندنا نقد. ولا يوجد ناقد حقيقي في عالمنا العربي كله.
ومن خلال الاستعراض السابق لوجهات نظر بعض الأدباء بالنقد والناقد الأدبي في الوطن العربي، يمكن أن نصل إلى استنتاج مفاده:يعاني من أزمة الحياد؛ وانعدام التخصص؛ وتدني بمستوى ثقافة الناقد؛ وعدم وجود ناقد حقيقي.
ستوكهولم بتاريخ 4/6/2004.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاقة الإبداعية وخيارات التوظيف!!
- الصراع بين المؤسسة الدينية والسلطة السياسية على قيادة الدولة ...
- آليات سلطة الاستبداد وشرعية دولة القانون
- محطات من السيرة الذاتية للشاعر- بايلو نيرودا
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي!!
- أسباب الاحتلال ونتائج الاستبداد في أجندة المثقف!!
- تساؤلات في زمن الخراب عن: المثقف وصناعة الأصنام والقمع والإر ...
- الإرهاب والاحتلال نتاج السلطات القمعية والتيارات الدينية الم ...
- المعركة الخاسرة - السيد مقتدى الصدر من الفتنة وشق وحدة الصف ...
- مشاهد من العراق: الخراب والفوضى في العاصمة بغداد
- مفهوما الإرهاب والمقاومة في زمن الاحتلال
- رؤية المثقف للمستقبل السياسي والثقافي في العراق
- الأحزاب الشمولية من سياسية تفقيس المنظمات إلى الهيمنة واللصو ...
- مثقفو النظام المباد وحضانات الأحزاب الشمولية
- منِّ يتحمل مسؤولية خراب الوطن والمجتمع؟!.
- رؤية المثقف للسياسي العراقي!!.
- الصراع بين المثقف العراقي والكائنات الحزبية
- سياسيون ومواقف!!
- رؤية في السلطات وأحزاب المعارضة في الوطن العربي!!
- المثقفون العلمانيون بين الحزبية والاستقلالية!!.


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - أزمة النقد الأدبي في الوطن العربي