أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


الجزء الثالث من سير ة البسيط والهيئة العليا-25 -

--------------------------------------------------------------------------------

الشرير لم يعد شريرا في نظري فقد شعرت فجأة وكأنني فهمت حزنه والكثير من أسبابه. وصرت أكثر
إستعدادا للقبول بأذاه لأني في نفس الوقت كنت أدرك أن الشر ليس إلا مرضا . لهذا له فيروساته
المؤذية . فانجرفت معه نحو هاويته ونحن متناقضان بشكل فضيع للغاية. لقد حكى لي مرة بأنه جاء ليلا
للبيت وكان ثملا بشكل زائد ثم نام وفي الصباح إستيقظ فأصيب بالدهشة لأن سروال النوم لديه كان
مقلوبا وكان يقسم أو يؤكد بأن السروال لم يكن كذلك عندما استسلم للنوم. وبقيت علامة الإستفهام
ماثلة لدينا بدون جواب . وكنت أفكر مع نفسي بأن حياتنا دائما تحدث فيها أشياءا لا نفهمها . فأنا أيضا إستيقظت ذات يوم فلمحت بقعا زرقاء على دراعي كما لو أن أحدا عضني أو ضربني فترك
الأثر . ولم أدر كيف حدث ذلك بينما أنا نائم في مكان آمن ومستقر . سألت عن هذه الظاهرة فقيل لي بأن الأعصاب تحديدا تفعل ذلك .
الشرير كان محل الحدادة لديه مواجها لمنزل ضابط سامي بالامن الوطني برتبة كومندان وكان هو يلتقي بالرجل أحيانا بالورشة وأخرى بباب المنزل المقابل وكان سعيدا بمعرفة ذلك الضابط
ويحسبه صديقا . وبما أنني شخص مشبوه سياسيا فقد كنت أعرف بأنه لن يتوانى عن التبليغ عني
للرجل فقط للإساءة إلي . وكنت أجهل ما يحكيه له عني أو ربما كان يخبره بما يحدث لنا دائما .
وكانت لدي حساسية مفرطة إتجاه هذه العلاقة . وشاءت الصدفة أن يتعرض الكومندان إلى حادثة
سير كما شاءت الصدفة أيضا أن يكون سائقه شخصا تربينا معا أثناء مرحلة مبكرة من حياتنا لأن
والديه كانا من جيراننا بحارة العيون خلال فترة الإستعمار وكنت لا زلت طفلا . توفي الكومندان أثناء
الحادثة ونجا سائقه بأعجوبة من الموت المحقق. أخبرني بالفجيعة ونحن داخل حانة - شالة-
وصعقني الخبر لأنني كنت أحترم الراحل بسبب حضوره لمخفر الشرطة يوم تعرضنا للتوقيف
بسبب سكرنا البين . فتم إطلاق سراحنا بسبب تدخله. وهذا جعلني أتخذ موقفا نبيلا حيال الرجل
مقابل المعروف الذي أسداه لنا .
لكن الشرير كان ينظر للأشياء بطريقة خصوصية فكان يوحي إلي كما لو أن الرجل مات بسببي
فكان يوجه إلي هذه الجملة : أنت شريف . الخوف منك ياأخي . لكنني كنت أتغابى لكي لا أفهم
وكنت أتساءل مع نفسي إن كان وراء الأكمة ما وراءها فلربما هو يعرف ما لا أعرف .
جاءني يوما وهو مرتبك وفهمت سبب إرتباكه بعد أن ركبت سيارته وصارحني بأن فلانة تريدني
وهي مع فتاة أخرى في انتظارنا . الفتاتين من نفس الحارة وواحدة أخت لصديق . إلتقى بهما فنظم
اللقاء على شرط أن أكون حاضرا . إلتقط الفتاتين وما أن ركبتا حتى إنطلق الشرير كالسهم لا يلوي على شيء . وأخذ وجهة المضيق هناك إشترى زجاجتين من النبيذ وأربع سندويشات وهرع
نحو جبال مدينة الفنيدق وهو يسابق الريح وبسرعة خطيرة أدخلت الرعب إلى قلبي . طلبت منه
أن يخفض من السرعة لكنه لم يبال فصرخت في وجهه كي يقف وشتمته . توقف . وفتح باب السيارة ونزل ثم اتجه نحو الصندوق الخلفي لسيارته وأخرج عصا حديدي وهددني به وكنت أنا في
حالة غضب عارم وقلت له بأنني سوف أقوم بإدخال هذا القضيب الحديدي في مؤخرته . الشرير
دائما جبان . أرجع الحديدة إلى مكانها وأقفل الصندوق ثم خاطبني قائلا ; لن تركب سيارتي .
ضحكت مليا بمرارة وقلت له ; إن أنا ركبت سيارتك لن أكون حينئذ إلا نذلا خبيثا مثلك . حينئذ
وبكل ثقة قال للفتاتين ; هيا بنا . كنت أنا قد جلست القرفصاء على قارعة الطريق بين تلك الجبال
المقفرة . وكانت المفاجأة ولم أكن أتوقعها بسبب الخطر الذي كان يحدق بالفتاتين بذلك المكان
المقفر . إمتنعت الفتاتان عن ركوب سيارة الشرير وجلستا بجانبي واحدة عن يميني وأخرى عن
ميسرتي . - سنبقى مع أحمد - ما أن سمع رأيهما حتى ثارت ثائرته وهددنا بكونه سوف يرسل
إلينا عصابة . وهدد أيضا بإرسال الدرك . لكنني شتمته وبصقت عليه وأحسست بأنني أسد حقيقي وقادر على حماية الفتاتين فقط بسبب الموقف الذي إتخذتاه نحوي . تابعت بنظري السيارة
إلى أن غابت عن البصر . بدأت أفكر كيف أتخلص من الورطة . وبعد مدة زمنية قصيرة لمحت هدفا
قادما من بعيد ما أن إقترب حتى ظهر جليا . لقد كانت سيارة فوركونيط من نوع مرسيدس 207 ورفعت
يدي فتوقفت وكانت مليئة عن آخرها بأشخاص . طلبت من السائق المساعدة وأخبرته بأننا في ورطة . أشار علي بأن
أنتظره . ثم أنزل أولائك الأشخاص بعيدا عنا وعاد إلينا وحملنا نحو مدينة الفنيدق . أخبرته بأنني
خالي الوفاض وقد أعود يوما لأرد له الجميل . وشكرته ثم توجهنا نحو
قارعة الطريق من جديد تأهبا لأوطوسطوب . لا أحد يقف. فقط بعض المتسكعين الذين كان
هدفهم الوحيد هو الفتاتين لا أكثر. إلى أن لاحت سيارة من بعيد كانت متجهة نحو المضيق
رفعت يدي فتوقفت وحملتنا نحو المضيق . وكان صاحبها يجلس بجانبه صديقه بالمقعد الأمامي وخلال
الطريق ومن حديثهما عرفت بأنهما شخصان محترمان ويشتغلان ربما إطارين بإدارة الدولة .
دخلت دكان - حسن - ومعي الفتاتين وحكيت له القصة من طقطق إلى السلام وعليكم . وأعطاني
قرضا وسندويشات وركبنا سيارة طاكسي أوصلتنا إلى تطوان سالمين .
في الغد عدت إلى المضيق وسددت للصديق ما بذمتي نحوه واستضفته لشرب بعض الجعات
إكراما له على معروفه الجميل . وخلال الحديث الذي كان يدور بيننا قال لي ;
كيف ياأخ أحمد ترافق ذلك الوغد الملقب ب ....................... يقصد الشرير .
هذا الصديق الذي أقرضني النقود هو نفسه اليوم صاحب مطعم وحان -شيكو - بالمضيق ومن أجمل الأماكن السياحية هناك ..
........................







#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستا ء
- مجرد رأي لجريدة المساء المغربية
- منطق العبث
- في كنف الزمن
- أرجوحة الوجود العام
- كالثعبان
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -24-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-23-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-19-
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا- 18-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف
- حرف للجر


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-