أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


تعرفت عليه في حانة - بوشتة- المسماة - إيديال - . رجل مثقف في ريعان شبابه . مثقف وقاريء نهم
لأمهات الكتب بينما هو من كوادر وزارة المالية بالمدينة . وجهه قمحي اللون بعينين خضراوتين جميلتين
لولا أن صلعته كانت بارزة تزيد من توضيح لون عينيه . أما أنفه وفمه فقد كانا دقيقين بشكل عجيب . فكان يبدو لي كتمثال لشخصية تاريخية لم تطوها السنون بعد. كان يقرأ ما أكتبه بشغف وحينما أتلو عليه نصوصي يتنصت إلي باهتمام بالغ. فطلب مني أن أمده بكل ما لدي ليطلع عليه . وفعلا أتيته بنصوصي الأدبية المدونة بدفتر من فئة المائة ورقة . محاولات أكتبها وأنا في أول الطريق وكانت بالكاد تظهر
من حين لآخر على الصفحات الأدبية بالجرائد الوطنية مثل الإتحاد الإشتراكي وجريدة الإختيار التي
كانت تديرها شاعرة مغربية معروفة على الصعيد الوطني . كان هذا الشخص قد تحول في مدة وجيزة
إلى صديق حميم . وكان متزوجا وأب لطفل واحد إسمه - رمسيس - فقد كان متأثرا ومعجبا بالفراعنة
هكذا قال لي . وكنت أزوره بمكتبه بإدارة المالية فيستقبلني ببشاشة وباعتزاز ملحوظ . ولم أتعود قط أن أجده غارقا في عمله لأن المكتب الذي كنا نجلس داخله لم يكن يشبه المكتب في شيء لأنه خالي من الملفات أو الأوراق الإدارية . جئته يوما فلم أجده لكنني لما طرقت باب المكتب لمحت دفتري
على الطاولة مفتوحا مما أوحى لي ذلك بأنه كان للتو يقرأه . وانتابني الشك والريبة في أمره . وتساءلت مع نفسي - لابد أن أعمالي يطلع عليها غيره - لكن ذلك لم يثر في نفسي شيئا فقد كنت
معجبا به كل الإعجاب . كنا نسهر في بيته و بطبيعتي الخجولة لم أتبين ملامح زوجته حينما كانت تضع
لنا قطعا من الأكل لنتناولها مع الخمر . كان ينادي عليها باسمها الذي هو نفس إسم والدتي . يقول لها تعالي فالصديق أحمد صديق حميم وحقيقي . إنه حقا فقير لكنه غني الروح . وحينما يثمل كان يتكلم
مثل الفراعنة هكذا يبدو لي في حينه . كنا نتناقش في الفلسفة والأدب والسياسة وكان على اطلاع
واسع في مثل هذه الأمور . لم يكن مثلي متمردا أو ثوريا .أما منزله فكان بسيطا للغاية ومتواضعا لدرجة لا تناسب هيئته الأنيقة والطموحة . وكانت لديه مكتبة بالبيت مليئة بما لذ وطاب من الكتب
القيمة لكبار المفكرين والأدباء العالميين . ولما أزور بيته بصحبته لا يكون ذلك إلا لمعاقرة الكؤوس . وعند انتهاء السهرة كان من عادتي أن أحمل معي كتابا من كتبه وكنت أشعر كما لو أنني أحمل معي
فلدة كبدي أو كنزا من الكنوز . أتذكر أنني يوما حملت معي كتاب داروين - أصل الأنواع - .
قال لي يوما - أيها الشاعر المبجل - هكذا كان يخاطبني عندما تشرق الخمر في صلعته - إسمع
يضيف - إن هذا العالم فيه جنس العرب واليهود وهما من سوف يوسخان هذا العالم ويلوثانه لأنهما
سبب كل البلاء -
لم أكن أهتم كثيرا لهذه المقولة لأنني كنت أظنها خاطئة . لكنني اليوم وأنا أتذكره وأتفقده أتمنى من كل قلبي أن تجمعني به صدفة ما فسيكون ذلك يوما عظيما في حياتي . لأذكره بمقولته لأنها بالفعل صحيحة إلى حد كبير .
ذات ليلة كنا معا داخل بيته وكانت سيدة البيت كعادتها تضع قطعا من البوفتيك والجبن والدجاج أمامنا ونحن نشرب الخمر وكان الوقت صيفا والسماء كانت مزدحمة بالنجوم فتبدو كاللآليء المضيئة
وكنا نجلس خارج البيت في باحة يلتف حولها جدار يحفظ للبيت حرمته . وقد جعلنا ذلك نتفرج على روعة وجمال السماء . لم أكن بسبب خجلي أتطلع لوجه سيدته عندما تقترب منا لخدمتنا . لكنني رمقت
خيال سيدة حامل ببطن منتفخ عرفت أنها حامل . كما كان من عادتي أن أتحفظ في قضاء حاجتي
الخصوصية في بيوت الناس . كنت أجد ذلك عيبا حينما يستضيفني أحد . لكنني حينذاك وجدتني مرغما
أتوق لدخول بيت الراحة . ربما من فرط الأكل والشراب . ولأول مرة رغم زياراتي المتعددة لبيته سألته عن وجهة المرحاض . قام فورا ودلني عليه فدخلت وأردت إقفال الباب علي لأقضي حاجتي لكن المرحاض لم يكن له قفل من الداخل . من سوء حظي تعذر علي قضاء حاجتي فصرت أتعصر
وأتعصر لكن بدون جدوى . بقيت على تلك الحال أحاول وأحاول وأتعصر وأتعصر وطال بي الوقت
في الداخل مما حذا به أن يعرف السبب ففتح الباب علي ووجدني على تلك الحالة وأنا أتعصر
بشدة ثم قال لي - ستلد زوجتي هذه الليلة - نهضت وعدلت من بنطلوني وأنا في حالة نفسية غامضة لأن الرغبة في قضاء حاجتي إختفت بسرعة فعدت إلى مكاني . بعد دقائق معدودة سمعنا
صراخ السيدة إنه ألم المخاض والولادة . ثم قال - ألم أقل لك ؟ - وأضاف إنهض ياأخي لنأتي
بالمولدة. قصدنا دار عائلة السيدة وطرقنا باب بيت بالجوار ورافقتنا بعض النساء . عدنا إلى مكاننا
نشرب الخمر ونتأمل في روعة النجوم في السماء وننتظر الفرج . فإذا بنا نسمع صراخ الوليد الجديد
وجاءت على الفور سيدة أخبرتنا بأن الزائر الجديد ذكرا . قلت لرفيقي مبروك يا .......... عانقني وقبلني
من جبيني ففعلت نفس الشيء قبلت جبينه البارز والفرحة لا تسعني .
خلال الهدوء الذي جاء بعد العاصفة قال رفيقي
هذا الوليد الجديد لن أعطيه إسم الفراعنة كأخيه بل سأطلق عليه إسما من أسماء الأنبياء
قلت ما هو الإسم
قال
إلياس .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-19-
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا- 18-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف
- حرف للجر
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا- 6 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -


المزيد.....




- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-