أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 05:18
المحور: الادب والفن
    


داخل العنبر الذي عدت إليه مع رفيقي . أصبحت مع المجموعة كما من قبل . نقبع في ركن خاص بنا.
كما أصبح السجين رئيس العنبر يعاملنا باحتراس شديد ولم يعد يتطاول على وجباتنا الخاصة كما كان سابقا . في حين نحن لم يبق لنا سوى أياما معدودة لإنهاء العقوبة الحبسية المحكوم بها علينا . لكن
من سوء حظنا فقد حل بالعنبر سجينان جديدان نقلا من مدينة بعيدة إلى سجن تطوان لسبب ما. وكان
أحدهما مريضا بالسل فقد ظل الليل كله يعاني من نوبة سعال حاد ومزمن وكان يبصق في منديل لديه لهذا الغرض فلمحت بقعا من الدم رغم المسافة التي تفصل بيني وبينه بمتر أو مترين . ولما كانت
لدي فيتامينات - س 1000 - على شكل حبوب فائرة بمذاق البرتقال . فقد أعطيت هذا المريض المسكين بعضا منها تناولها فخفت لديه نوبة السعال بل كادت تختفي حتى . وفي الحقيقة كنت أخشى على نفسي من عدوى هذا الداء اللعين لذا كنت حينما أنام أضع على وجهي ( فوطة ) كما
نسميها أهل الشمال . على وجهي وأتحمل إنحسار التنفس لدي فأشعر كما لو أنني أختنق.
كانت الأيام تمر ثقيلة وكنت أضع في الحسبان مع نفسي شرحا أو تعبيرا لذلك مستعملا نسبية أنشطين .
وصل يوم الفرج وكنا ننتظر على أحر من الجمر اليوم الموعود القريب لكن حسب النسبية المذكورة
كانت الأيام تتمدد أكثر. إلى أن سمعنا أسماءنا بعد الزوال في ذلك اليوم القائض . قامت الإدارة بإجراءاتها الروتينية وأطلق سراحنا وخرجنا من الباب الكبير للسجن فأحسسنا كما لو ولدنا من جديد واختفى كل الحقد والكراهية من نفسي والتي كان السجن سببا أساسيا فيها . فقد كنا
أيضا داخل السجن نتعهد من تلقاء أنفسنا وبكل عفوية بأن نتوقف عن التسكع والمشروبات الروحية وتجنب المطبات . لكن ما أن أطلق سراحنا حتى عدنا من جديد إلى أجوائنا القديمة كما يقال عن حليمة وعادتها القديمة .
وصلت البيت فوجدت رسالتين تنتظراني واحدة من - شلومو - وأخرى من - م - كلاهما يلحان علي
أن ألتحق بهما حتى أن - م - أرسلت إلي ثمن التذكرة . غير أنني لم أجد لدي شهية للعودة
إلى أوربا . فقد قررت ما قررت بعد استخلاص الدروس والعبر من حياتي هناك . ولا أنتظر جديدا
فقد تبدلت نظرتي للأمور وأصبحت أفضل البقاء مع اليأس والمطبات المبيتة والمفاجئة على الحرية
والإنطلاق والمغامرة واللاجدوى . يكفيني أنني قضيت عقدا من الزمن متنقلا من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى دون نتيجة تستحق الذكر سوى أنني اكتسبت وعيا جديدا جعلني أتميز به عن
غيري لكنني بت بالمقابل غريبا عن أهلي وقومي وأصدقائي لكنني رغم كل هذا العبث كنت أكتفي بأن أكون صادقا على الأقل مع نفسي وهذا هو عزائي الوحيد .




#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- دهشة الركوع
- أنا والرياح
- الشوط الأخير
- طاء الوطن
- إشتهاء
- آخر سفر - إلى روح الراحل محمد -
- اللغز
- الأبواب الخلفية
- بالماء بلا ماء
- صه صه
- سنم في باطن الماء
- أعشقك
- رسالة إلى المجهول


المزيد.....




- أحدثت بجمالها ثورة جنسية في عالم السينما.. وفاة بريجيت باردو ...
- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...
- الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت ...
- بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟ ...
- الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس ...
- التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم ...
- -ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-