أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


رباه
أشعر بأنني أصبحت إنسانا غريبا عن قومي وعن أهلي . ولا أحد ينظر إلي نظرة عادية . الكل يتوجس مني ياستثناء حواريي . مخبرو النظام يترصدون خطواتي يريدون معلومات كافية عني لتقديمها إلى الجهة المختصة . ولما كنت غير منظم مع أي حزب من الأحزاب فهم يريدون أن يعرفوا ما هي الجهة التي أنتمي إليها . أنا الذي لا أنتمي إلى أحد . فرغم تعاطفي مع اليسار
ومع الطبقات الكادحة إلا أنني لا أتفاهم مع أحد ولدي ملاحظات على الجميع . بما في ذلك من
يحيطون بي . الكل يشير إلي بالبنان ولا أحد يستطيع أن يدرك الحب الذي أكنه لوطني وقومي
إلى درجة أبدو بها في عيون المغفلين كما لو أنني العدو رقم واحد لهذا العالم الذي أنتسب اليه.
غير أنني بما لدي من إلتزام أخلاقي بحكم تربيتي وتكويني منذ طفولتي على يد مدرسة أبوية فقد
إستقيت كل سلوكي منها ونمت روحي وترعرعت في بيئة رومانسية جعلت مني هذا الشخص الرافض لكل شيء في حين لا أقدر على الصمود في وجه هذا التيار المتعملق المدمر لكل ما هو مسالم ومتشبث بقيم الحرية والإنعتاق من ربقة التخلف . فالوقت كان مدمرا بالفعل لكل ما هو
واضح وصريح . وعليك أن تكون ثعلبا أو منافقا لكي تستمر .
حل فاتح ماي من تلك السنة من سنوات الرصاص . نهضت باكرا كعادتي ودخلت مقهى المواعيد بالحي . مقهى لا يؤمها إلا الكادحون والمسحوقون وهي لا زالت لحد الآن على تلك الشاكلة كأن
شيئا لم يتغير فيها . خاطبت الرواد المقهورين قائلا
/ أيها الكادحون هذا يومكم . إنه اليوم الذي يتيح لكم أن تعبروا من خلاله عن بؤسكم وعن الظلم المحيق بكم . إنهضوا وثوروا ضد هذا الوضع الذي يحتقركم وطالبوا بتحسين أوضاعكم المزرية
المتردية . طالبوا بالعدالة الإجتماعية وبرفع مستوى أجوركم المتدنية . واجهروا بالحق وقفوا في وجه الظلم والمهانة فقول الحقيقة ليس جريمة فلا تخشوا أحدا . وعاش الشعب المغربي الكادح وعاشت الإشتراكية . / .
لم أكن أهتف بالإشتراكية لأنني من عشاقها . كنت أدرك أن ميولي لبرالية محضة ولم أكن أفهم
هذا التناقض الذي يعشش في داخلي .
لم يتزحزح أحد في المقهى من مكانه . بل كان الكل ينظر إلي في بلاهة وبداخلهم أسمع أصواتا
تقول - إنه مجنون - . لم يتحرك أحد قيد أنملة وبدا لي كما لو أنني ألقيت بهذا الخطاب في واد سحيق بلا رجع .
لم يكن يرافقني سوى صديقان إثنان هما بدورهما لا يدركان أبعاد خطابي اليائس . قصدنا وسط المدينة حيث ستنطلق جموع المحتفلين والمحتجين . خليط من البشر كل يهتف حسب هواه .
إندسست داخل الصفوف وانطلقت أهتف / عاش الشعب المغربي الكادح وليسقط الخونة .
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر

وكان من معي يردد هذه الشعارات التي هي كل ما كنت أملكه . وعندما وصلنا إلى ساحة الفدان / قلب تطوان النابض / رأيت صديقي - ميكي - جالسا في مقهى مشرفة على الساحة
تسمى مقهى الجيلالي . كان ينظر إلينا مبتسما . فإذا بي أصيح وعيني مصوبتين نحوه
ليسقط الحشيش
كان ذلك بمثابة شعار إهانة موجه إليه حسب ظنه . لأنه ينتسب إلى منطقة تزرع القنب الهندي ولا يمكن له أن يتنازل عن هذا الإمتياز فزراعة المخدرات كانت تدر على سكان المنطقة الملايين
بل المليارات من السنتيمات وهو واحد منهم . ربما لو كنت من سكان المنطقة لكنت مثلهم أيضا .
كان رجال الأمن يوجهون كامرات الفيديو نحوي وأنا أهتز مع الشعارات وأقفز حماسا وأضحك
في وجه الكامرات وأصرخ عاش الشعب المغربي الكادح .
إلتفت إلى الخلف فإذا بي أقود جموع غفيرة من الكادحين كلهم من سكان الحي ومن معارفي
لم أشعر بهم أبدا حينما إندسوا من خلفي وأنا في غمرة الحماس والهتاف . عرفت حينئذ أن
هؤلاء الناس يحبونني ويفهمون خطابي لأنه خطابهم الذي لم يفصحوا عنه أو لم يستطيعوا
الإفصاح عنه ففضلوا تكميم أفواههم طلبا للسلامة .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- دهشة الركوع
- أنا والرياح
- الشوط الأخير
- طاء الوطن
- إشتهاء
- آخر سفر - إلى روح الراحل محمد -
- اللغز
- الأبواب الخلفية
- بالماء بلا ماء
- صه صه
- سنم في باطن الماء
- أعشقك


المزيد.....




- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-