ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 05:30
المحور:
الادب والفن
حيوات لا حصر لها تنبض بالوجود والحقيقة المنمطة في أماكن لا حصر لها داخل دوائر الزمن المهيمن على كل قواعد الموجودات المذهلة بالنسبة
لنا كنوع ما . الماضي والحاضر والمستقبل . هو شريط واحد مسترسل ومستحضر لا يسير ولا يتوقف . نحن داخل هذا الشريط نتحرك ضمن
الحركة العامة والشاملة في سلسلة جميع الحيوات التي تتغدى على حسابها بعضا ببعض . ننام ونستيقظ باستمرار نموت ونتجدد باستمرار .
الفساد والولادات عملية تمثل القاعدة الخاصة بنا داخل حلقة الزمن الذي يحتوي كل شيء دون أن يستعير هذا الزمن أية مقاييس شكلا ومضمونا . لأنه وجود خاص وخصوصي.
كل الكائنات تخضع لمعايير كتلية ذات تبعية لنظام واحد ومضبوط متطابقة بدقة أحيانا وأخرى متشابهة بأكثر دقة . نظام مرئي بالضرورة وملموس بالضرورة
متنوع ومتجدد بشكل حاسم ولكل هذه الحيوية قوتها وضعفها الثابت والمحدد. الزمن هو الهرم الذي يرعى كل هذه الوقائعية التي لا نستطيع فهمها أو الفكاك منها فنتخبط في الإحساس بها ونختلف من خلال الرؤية بخصوصها . ولا أحد منا يعرف بالضبط ما يحدث لنا .
الزمن يبدو بدون بوابة نخرج عبرها للمكشوف . الزمن هو سجاننا وجلادنا الوحيد ربما . لكنه لا يحتاج لكي يهتم بمصيرنا لأنه غير مرهون بمقاييس ما كتلية أو مكانية مثلما يحدث لنا . إنه بلا كم هو الكل ونحن الأجزاء المفترضة . إنه الغياب الشاسع بلا حدود أو تصور . ونحن الحضور المقتضب الذي يتجدد فقط لكي يبقى كذلك .
الزمن وجود قائم بذاته لا يعتريه النقص
بلا صوت بلا امتلاء بلا نور أو ظلام بلا حياة حتى
إنه واقع مختلف لا يمكن تصوره أو توضيحه . غير عقلاني بمفهومنا نحن . بلا نوامس محتملة بلا حتمية وغير أخلاقي على الإطلاق.
بيننا وبين الزمن لا يوجد ميزان للضبط. هو بلا بصر لأنه كلي الإحتواء برؤية غير عالقة . رؤيته ذاتية وخصوصية . بلا يد أو فم
أو قلب أو عقل أو روح . لا شيء أمامه أو خلفه . بلا حواس . لا يعرف الخوف مثلنا أو الألم مثلنا إنه بلا جسد كالفراغ المطلق.
وبالمقارنة مع وجودنا الهش نستطيع أن نقول عنه - الوجود الذي لا يحتاج لكي يوجد - .لكنه يحتوينا وكل الكائنات والأنواع ويهيمن
على الحركة الدائرية للأمكنة فيه نذوب مع النسيان المتجدد عند كل ولادة .
قد نسافر نحو الماضي فنبقى داخل الشريط
ونعود
قد نسافر نحو المستقبل ودائما داخل الشريط
ونعود أيضا
لكننا بالتأكيد لا نستطيع السفر خارج قشرة الزمن وإذا ما وفقنا في ذلك لن نعود لذلك الشريط
والسرعة المطلقة قد تحررنا من الزمن كما قيل
لكن السرعة نفسها قد تحول وجودنا بأكمله إلى نكسة
قد لا نتصور عواقبها .
...................................................................
تطوان - الباريو مالقا - مساء يوم عيد الأضحى
مهداة إلى مصطفى مراد.
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟