أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -24-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -24-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


الشرير
هذا هو اللقب الذي أطلق عليه من طرف سكان الحي . وفعلا لقد كان شريرا بكل ما تحمله الكلمة من
معنى . لم أكن أعرفه إلا من خلال نظرات عابرة . فشاءت الأقدار أن أتعرف عليه بإحدى الحانات . فهذه الأماكن قد تعرفك بالصالح والطالح . لاحظت راحتا يديه دائما مبللة بالعرق صيفا وشتاءا . وكنت أعتقد أن هذه الحالة نتيجة لمرض بسيكولوجي . والرجل كان عبارة عن كمشة من الأمراض النفسية وعلى رأسها
السادية لأنه كان يتلذذ بمعاناة الناس .
تصرفاته كانت تسيء للجميع ولم تكن لديه أخلاق إطلاقا. فصدمت أول الأمر وبعد ذلك صرت أشفق عليه لكنني كنت أتجنب الأماكن التي يتواجد بها لكنه بعد أن تعرف علي عن كثب صار يبحث عني في كل
الإتجاهات وبحكم طبيعتي كنت أتدرع بأسباب واهية لأتجنب مصادقته فكان يقول لي غاضبا :
- نحن نحبك ونحترمك وأنت تتجنبني
- أنا حينما لا تكون النقود بجيبي لا أذهب لأي مكان
-من طلب منك أن تسدد شيئا تشربه
- يجب أن تفهم بأنني لا أقبل بأحد أن يسدد فاتورتي نيابة عني
- إحسبها ياأخي سلفا وقرضا .. هه .
ولما كنت من حين لآخر أصطحبه لشرب الخمر كان دائما ينشب بينه وبين أحد ما عراك نتدخل من أجل إنهائه . كان يفسد كل شيء بفعل سيء من أفعاله المخجلة . كالثعبان ينهش في أي كان
لمجرد أن يدير ظهره وأحيانا كثيرة يسيء إلي أيضا لمجرد أن أغيب لفترة في المرحاض مثلا . وكان يكره النساء لكنه يرغب بجنون في مضاجعتهن ولم يكن له حظ مع إحداهن بتاتا . وهو يشوه سمعة أي كان حتى ولو كان شقيقه . كان يفعل ذلك بالباطل وبدون حق .
ذات يوم جاءني مهرولا وطلب مني أن أركب معه سيارته - سيمكا - اعتذرت فصار يناشدني ويلح ويلح وكان عدري حقيقيا . لم يكن بجيبي سوى دراهما معدودة . لا تسمن ولا تغني من جوع. لبيت طلبه بمرارة واضحة . وبينما نحن متجهان نحو - مرتيل - رمق مومسا تسير على رصيف الطريق
فتوقف للحظة ثم دعاها فتأملت في كلينا ثم ركبت . انطلق مسرعا نحو غابة- كابونيكرو - مرورا بمرتيل
وتوقف بمكان مقفر . إصطحبته المومس داخل أشجار الكاليبتوس . بقيت منتظرا ثم نزلت لأستنشق رائحة الطبيعة والبحر . وبعد مدة ليست بالقصيرة خرجا من بين الأشجار وكانت حانقة ثم
قالت لما وصلت إلى السيارة ;
لم أر رجلا متوحشا مثلك . ألم تضاجع إمرأة في حياتك ؟
تفوه هو بكلام يهين المومس فقطعت كلامه مخاطبة إياي ;
ألا تريد أنت مضاجعتي ؟
قلت لها بأن طبيعتي وأخلاقي لا تسمح بقبول التناوب على امرأة واحدة من طرف إثنين .
وأضفت - حتى لا أجرحها - ;
ربما لو إلتقيت بك لوحدك كنت سأفعل .
تحركت السيارة لتلفظها بمكان أشارت هي به علينا . ثم طلبت من الرفيق ثمن المضاجعة
لكنه قال لها بأنه خالي الوفاض وليس له ما يمكن أن ينفحها به . فظهر الغضب على وجهها واحمر
بسبب تلك الفورة العصبية . ثم قالت له ;
- لنحسبها صدقة
فرد اللئيم ; وهو يبتسم ابتسامته البشعة قائلا
صدقة بالفرج مقبولة أكثر من أية صدقة أخرى مهما كان نوعها .
أساءني ما فعل لتك المومس المقهورة وتمنيت لو كان لدي نقوذ آنذاك لتصرفت نيابة عنه بسلوك
غير مهين لها . بقيت حزينا لما صفعت باب السيارة وانصرفت . فإذا به يسألني ;
- أتعاطفت مع القحبة ؟
- هذه السيدة لها ظروفها القاهرة ربما أقوى منها جعلتها تستسلم أو ربما قرأت فينا الخير - كان يقهقه ويقول : سيدة . سيدة . يقول سيدة . وهو يقهقه وأضاف
- أعرف أنك دائما رومانسي تتعاطف مع أي كان فأنت معروف بعاطفتك هذه . أما أنا أكره القحاب
أكره القحاب . كررها بصوت عالي وبغضب .
فجأة راودتني فكرة الإنسحاب وأشرت عليه بالتوقف لكنه لم يتوقف بل تابع سيره وهو ينظر إلى
الأمام ويخاطبني قائلا :
- سنشرب معا لترا أو لترين من النبيذ - كنا قد دخلنا المدينة - وتوقف بجانب - حانة شالة - وأضاف;
- إن المراكشي سيضع لنا قطعا جيدة على الكنطوار - ويقصد بالمراكشي النادل وهذا كان إسمه
المعروف عند الرواد .
دخلنا الحانة وأنا أسأله :
إذن لما كذبت على المومس وقلت لها بأنك بغير نقود ؟
قال بعصبية ; إنها قحبة ياأخي ألا تفهم ما معنى القحبة ؟
وكانت عيناه تبرق بالشر مثل آلة التلحيم التي يشتغل بها داخل ورشته . التلحيم أثر على بصره
ولهذا كان وجهه دائما يبدو بشعا بفعل ذلك . وجدت الفر صة السانحة فانسحبت بهدوء وتركته
مع شره المستطير .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-23-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 21-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-19-
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا- 18-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-16-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف
- حرف للجر
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا- 6 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -24-