أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بودريس درهمان - من التاريخ ولدنا و اليه نعود















المزيد.....

من التاريخ ولدنا و اليه نعود


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 12:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لسنا إلا قطعة من تاريخ، منه نشئنا واليه نعود، هل تعتقدون أنه بامكاننا أن نحيا بدون أساطير التاريخ؟ وهل تعتقدون أنه بامكاننا أن نعيش في هدا المجرد الأبدي، في هدا المطلق الذي يسمونه الآن العولمة ؟ وحتى لو صدقنا أساطيرهم المؤسسة لعصر العولمة، أليس من حقنا أن نتساءل و مادا بعد العولمة؟
الجواب كان صريحا ومن شعب الصرحاء الذي فضل بنسبة 55% يوم 29ماي لسنة 2005 التصويت ضد دستور الاتحاد الأوروبي، ليعطي بدلك الدليل على أن الرهان على إزالة مهام الدولة القطرية هو رهان فيه مخاطر، الى أي قبلة سيولي فيها الفرنسيون وجوههم بعد نهاية حلم السوق الكبيرة التي يشكلها مجال 25دولة المشكلة للإتحاد الأوروبي ؟ بمادا سيحس الفرنسيون بدون جمهوريتهم الفرنسية الملحدة؟
في المحاضرة التي ألقاها ارنست رينان (1823-1892)يوم 11مارس1882بجامعة السربون قال: " مبدأ الأمة القطر هو مبدئنا نحن الفرنسيون" فكيف يمكن لهاته الأمة أن تتخلى بين عشية وضحاها عن هدا المبدأ؟ هدا ما لم يستسغه الفرنسيون ولهاته الأسباب التاريخية صوتوا بلا على دستور إمبراطورية الاتحاد الأوروبي.
فرنسا حققت وحدتها بالقوة والعنف وقد دام هدا العنف حوالي قرن من الزمن؛ القرن الثالث عشر الذي مارس فيه سكان الشمال على سكان الوسط Le midiأشرس عنف عرفوه في تاريخهم؛ و مباشرة بعد تحقيق الوحدة لم يعد سكان الوسط يتذكرون أنه كانت لهم يوما ما طموحات أخرى غير هاته التي استطاع سكان الشمال تحقيقها. ملوك فرنسا هم من كانوا وراء تحقيق طموح الشعب الصريح Les Francs.
لكل دولة قصة تحقيق وحدتها، هنالك الوحدة التي حققها الملوك وأدوا عليها الثمن غاليا كنموذج فرنسا، وهنالك الوحدة التي تحققت بفعل رغبة الجهات كهولندا سويسرا وبلجيكا، وهنالك الشعوب التي حققت وحدتها بفعل قوة الروح الجماعية فقط التي استطاعت الانتصار على أطماع الفيوداليات المتحكمة في هاته الجهات كما حصل في ألمانيا وايطاليا. دائما هنالك حقائق عميقة لتحقيق الوحدة، للأسف الشديد في خضم زحمة أحداث التاريخ وتحت الأنانية المفرطة لفيوداليي اقتصاد الريع بالمغرب لم نسائل أنفسنا ما هي الروح العميقة التي دفعتنا نحن المغاربة لتحقيق وحدتنا الوطنية. لقد ولدنا جميعا ونحن مغاربة من البوغاز الى تخوم الصحراء، ولا يمكن أن نتصور أنفسنا إلا ونحن كذلك.
يوم 13 يناير 1958نعت القيادة العليا لجيش تحرير الصحراء المغربية عائلات الشهداء الآتية أسماؤهم
الاسم العنوان أسير أو شهيد بمعركة
الحسن بن جو أيت اوريبل أيت القلالي شهيد اطار
الجيلالي بن موحى أيت اوريبل أيت القلالي شهيد اطار أم العشار
محمد بن البوهالي أيت اوريبل أيت حدو إبراهيم شهيد ام العشار
مولود بن احمد أيت اوريبل أيت واحي أسير اطار
بوشعيب بن محمد أيت اوريبل أيت بروبا أسير اطار
محمد بن حمادي أيت اوريبل أيت بوهو أسير اطار
بوعزة بن قسو أيت اوريبل أيت علي بوهو أسير اطار
مولاي إدريس بن القيس أيت اوريبل أيت خالد أسير اطار
علال بن احمد بوكدي أيت اوريبل أيت حدو أسير اطار
هده بعض لوائح أسماء شهداء جيش التحرير كماهي مدونة في كتاب محمد بن سعيد أيت يدر:" صفحات من ملحمة جيش التحرير بالجنوب المغربي" الصفحة 257، المنشورات المواطنة.
هاته اللائحة ليست إلا عينة من العدد الهائل الذي قدمته هاته القبيلة الوحدوية لقربان الوحدة فمن تكن يا ترى هده القبيلة المناضلة، إنها ليست إلا قبيلة من قبائل الأطلس المتوسط الذي كان دائما عنصر وحدة. قد تصاب أطراف المملكة أحيانا بالفصام وتصبح تؤمن بالجحود لكن الأطلس المتوسط شامخ يحمي كل مناطق الوسط والجنوب من أي اجتياح أجنبي، هؤلاء الشهداء والأسرى الدين تنكر لهم تاريخ فيوداليو اقتصاد الريع لا زال أبناءهم يواصلون الشهادة من أجل الوحدة.
في مناطق الأطلس المتوسط ليس هنالك منزل واحد، بل ليست هنالك عائلة واحدة لم يدق أحد أبناءها طعم الشهادة من أجل تحقيق الوحدة. للدين دخلوا مغامرة الاستفتاء بدون عائلات كل شهداء الوحدة الترابية على طول وعرض الوطن، مادا سيقولون غدا لأبناء وحفدة هؤلاء الشهداء حينما سيكتشفون أنهم لم يستفتوا في تقرير مصير الأرض التي مات إباؤهم وأجدادهم من أجلها!!!؟
في كل بقاع العالم هنالك جمعيات المقاومين بتواريخ وأحداث مدونة، بل هنالك تواريخ مدونة ومشتركة بين الدول فكيف تنكرت هاته الدول لأحداث المعارك التي خاضها المغاربة من أجل الوحدة. هل يمكن لفرنسا أو أسبانيا كقوتين مستعمرتين أن ينفوا أن كل عائلات الجهات المغربية قدموا من الشهداء والأسرى ما لا يحصى و لمادا تم إقصاء هؤلاء من عملية تقرير المصير المزعومة، هل تستطيع فرنسا مثلا التنكر لأبناء وعائلات المليون شهيد من البروطونيين الدين دافعوا عن قيم فرنسا الحرة إبان الحرب العالمية الثانية، هل يمكن لأسبانيا أن تحرم في عملية استفتائية أبناء منطقة كاتالونيا أو كاليسيا مثلا؛ ولماذا أبناء وعائلات الشهداء والأسرى المغاربة هم وحدهم من يستثنوا في الاستفتاء على مصير الأرض التي ضحوا من أجلها. أردنا أم كرهنا، فلقد أصبح ما يسمى الآن بالعالم الحر الذي تتزعمه أمريكا و دول الاتحاد الأوروبي، وهي الآن مسئولة تاريخيا عن قيم السلم والعدالة الدوليتين، فلماذا تتنكر لنا هاته الدول الحرة الديمقراطية ولا تعترف لنا بحق هو من الحقوق التاريخية الذي من أجله ضحينا بالغالي والنفيس؛ فليقولوا لنا كم هو عدد الشهداء المطلوب لنيل الاعتراف بحق الوحدة حتى نقدمه لهم...ومن جبال الأطلس المتوسط ادا ما أرادوا.
اللائحة التي أوردت أعلاه ليست إلا عينة قليلة من الشهداء والأسرى ولمن يبحث عن سبب عميق لتمسك مغاربة الأدغال الممزوجة وجوههم بالتراب ورمال الصحراء بعناصر الوحدة نقول لهم هؤلاء هم السبب العميق في الاستمرار في التمسك بمنطق الوحدة.
الصك البابوي
"بناء على النظرية السائدة في القرون الوسطى، وهي أن جميع البلدان التي لا يحكمها ملك مسيحي في العالم، هي في حوزة البابا، هو ممثل الله في الأرض، ويدخل في اختصاصه أن يمنح أي ملك لأي ملك مسيحي شاء"
انه الصك البابوي الذي لا زال يشكل عمق حلم الإنجيليين. والآن على ضوء حقائق القرن الواحد والعشرين، من حقنا أن نتساءل: هل انتهى حلم الإنجيليين في تحويل الكوكب الأرضي الى قرية صغيرة؟ هدا ما بدأت تكشف عنه خيارات شعوب الاتحاد الأوروبي. ليست فقط فرنسا و هولندا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تصادقا على دستور الاتحاد الأوروبي، بل حتى أسبانيا التي صادقت عليه امتنعت عن تعديل دستورها لسنة 1978. لقد راهن الإنجيليون عبر دراساتهم وبرامجهم الدقيقة على تحويل الكوكب الأرضي الى قرية صغيرة، لقد راهنوا على التقلص المرتقب لحجم الكتلة البشرية لأوروبا، وهم يعرفون جيدا بأن أوروبا رغم أنها حليفهم الطبيعي في المعتقد و في مواجهة الشعبويات الصاعدة فإنها كذلك عدوهم الرئيسي على مستوى المنافسة الدولية.
في سنة 2050 يرتقبون، وفق معدل الولادات الحالي تقلص البنية الديموغرافية للدول الأوروبية الى النصف، -وكأن الأمور ستبقى كما هو عليه الحال الآن؟- لم يفكر الإنجيليون قط بأنه من الممكن حصول زحف ديموغرافي للقارتين الأفريقية والآسيوية على القارة العجوز؛ ومن الممكن كذلك حصول صحوة أوروبية في ما يخص معدل الولادات.
تشكل الدول الوطنية الحالية في أوروبا يعود الى القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، وحسب الأوهام الكونية الحالية لمنظري صناديق النقد الدولية، لكي تستطيع الدول الوطنية مواجهة ما يسمونه باكرا هات العولمة عليها بكل بساطة أن تنمحي، لكي تتحول مناطق هاته الدول الى فدراليات منضوية تحت الكنفدرالية الدولية الكبيرة، هدا هو محتوى أطروحات عدد من المفكرين الجدد الدين أصبحوا ينظرون للهويات خارج اكراهات التاريخ وخارج الأكراهات السياسية لتنظيم البشر بداخل هيئات سياسية ومدنية محلية؛ وكأن العالم والدول عبارة على هلاميات يكفي فقط إعادة دمجها في هلاميات حديثة..
ربما قد نجحت العولمة الى حد ما اقتصاديا ولكنها أكيد فشلت سياسيا لأنها الى حدود الآن لم تساعد إلا على خلق كيانين سياسيين هما كيان دولة اسرئيل و كيان الاتحاد الأوروبي، وهدين الكيانين لا زالا لم يكتملا بعد الأول لا زال على شاكلة مستوطنة محاصرة من طرف دول الجوار والثاني يبدو عبارة على سوق كبيرة بدون قيم وطنية.
الاتحاد الأوروبي أو لعبة الأمم الأوروبية الجديدة أصبحت تبدو لبعض الجماهير الأوروبية كلعبة تخضع لحسابات دقيقة الكل يرغب في هدا الاتحاد ولكن الكل لا يريد أن يغامر بهوية دولته الوطنية. إنها سياسة لينين المعكوسة: خطوتان الى الوراء للتقدم بخطوة واحدة في اتجاه الدستور الأوروبي. حتى أسبانيا التي صادقت على دستور الاتحاد الأوروبي فاجأت الجميع بعدم تغيير أو تعديل دستورها الوطني لسنة 1978. لقد اكتفت بإيجاد مخرج دستوري يتجلى في قرار المحكمة الدستورية الأسبانية ليوم 13دجنبر 2004 المتعلق بالتصديق النهائي على الدستور الأوروبي. يتجلى هدا المخرج في محتويات البند93 من الدستور الأسباني لسنة 1978، الذي حسب اجتهاد ات المحكمة الدستورية يخول لأسبانيا إدماج الدستور الأوروبي دون اللجوء الى تعديل الدستور الوطني.
مجلس الدولة الأسباني، هو الآخر أكد من جهته أن الإجراءات التي ينطوي عليها البند 93 تسمح بدلك حينما تنص:" قانون عضوي يمكنه السماح بالمصادقة على الاتفاقيات التي تخول لمنظمة أو لهيأة دولية ممارسة صلاحيات مستمدة من الدستور"
لكن محتوى البند 93لا يسمح بتعديل الدستور، في حين البند 95الباب الأول منه يدقق:" المصادقة على معاهدة دولية ذات توجهات مغايرة للدستور تتطلب مراجعة ضرورية لهدا الدستور"
ليست فقط أسبانيا و فرنسا اللتان تسعيان الى الحفاظ على مقومات الدولة القطر بل حتى هولاندا التي لديها ارث تاريخي في المراجعة الدينية والعقائدية امتنعت عن المصادقة على الدستور الآوروبي.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الجزائرية من المقاربة التاريخية الى المقاربة النفعية
- ملامح من تاريخ التعليم الجامعي الاوروبي
- البنية المعرفية للبرلمانيين المغاربة
- الصلاحية العلمية و العقيدة
- -تحرير التنمية الاقتصادية- و -العصافير التي فوق غصن الشجرة-
- سباق المسافات الطويلة
- الإسراف و سوء بناء المنهاج التربوي الوطني
- فدرالية تحت الطلب
- من اجل تنمية الذكاء الوطني
- سباق النعامات و الاحتياط الفدرالي
- حول اقتصاد الجنس بالمغرب
- قضية الصحراء و ربيع الشعوب المغاربية
- كيف يسير العالم؟
- الديمقراطية المغربية من المدرسة السلوكية الى بيداغوجيا الاهد ...
- الحكم الذاتي... الخيار الأوروبي بالقانون
- New World Order النظام العالمي الجديد؟؟؟
- الإشاعة واقتصاد الريع
- رباعيات خيام العولمة
- مشكل الصحراء بين -قيمة- الاتنية و مبدأ -القرابة التشريعية-
- أمنتو حيدر و المعاهدات الدولية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بودريس درهمان - من التاريخ ولدنا و اليه نعود