أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - من الذي اعاد البعث للواجهة؟!














المزيد.....

من الذي اعاد البعث للواجهة؟!


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 19:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤلم ان يتحول قرار حرمان صالح المطلك وكيانه السياسي من المشاركة في الانتخابات البرلمانية الى مشكلة وطنية , ونقطة صراع بين اكبر الكتل السياسية . وهنا يتوضح بشكل لالبس فيه ضحالة حجم القضية الوطنية في اهتمام هذه القيادات , التي ينتظر منها إعادة بناء العراق . فالدكتور صالح المطلك بعثي , وحاله حال آلاف البعثيين , وشق طريقه في السياسة بعد إزاحة نظام صدام بسهولة . ولعل افتقار الساحة السياسية السنية الى قيادات ومرجعيات سياسية بعد ان أفرغها صدام من خيرة قياداتها بالتصفية الجسدية أو المعنوية ابرز الأسباب في ظهور المطلك , فالرجل لا يتمتع بكاريزما خاصة , ولا ذكاء خارق , ولا تاريخ نضالي مشرّف . الا اذا اعتبرنا السفسطة التي أصبحت طابع اغلب السياسيين العراقيين ميزته القيادية , حيث كيفما تسقطه ينقلب على رجليه . إضافة إلى انه نأى بنفسه عن القيادات المتشددة التي حملت السلاح ضد عراق ما بعد صدام مثل الضاري وأمثاله , ودخل العملية السياسية من اوسع ابوابها في الانتخابات الاولى , وحصل على مقاعد لا يستهان بها .

مشكلة العراقيين ليست في خلق هذه الشوشرة , ومحاولة إضعاف دور الجبهة التي شكلها المطلك مع علاوي , والعراقيون يعرفون جيداً انها احد الأساليب الغير نزيهة لإشغال الأطراف الأخرى , وهي لا تختلف عن الوعود الكاذبة والاغتيالات وحرق مقرات الأحزاب الأخرى والمتاجرة بالطائفية , او توزيع البطانيات والمدافئ وغيرها من أساليب شراء الذمم كما حصل في الانتخابات السابقة . مشكلة العراقيين هي بالسلوكيات المنحطة للقيادات السياسية الممسكة بالسلطة , والتي خلقت دور الزعامة للمطلك وأمثاله . فصالح المطلك في نظر البعض من العراقيين اهون شراً من رموز بارزة لاحزاب تقود العملية السياسية, تلوثت أياديها بجرائم ليست سياسية فقط , بل وجنائية . البعثي عندما يسرق ويقتل لايلفت النظر , لانها من طبيعة تربيته الصدّامية , مثل مشعان الجبوري او ايهم السامرائي او وطبان وآلاف غيرهم. لكن الذي صدع عقول العراقيين بحديثه عن الوطنية , وعارض صدام عشرات السنين بحجة انقاذ العراقيين, ويمارس طرق أبشع من طرق البعثيين في الاستحواذ على كل شئ , يكون قد اسقط أمل الانتظار , وأفرغه من عودة العراقيين للعيش بحياة كريمة . وليست بعيدة سرقة بنك الزوية وقتل حراسه , وثبتت الجريمة على الحرس الشخصي لعادل عبد المهدي القائد في " المجلس الاعلى " ونائب رئيس الجمهورية , او تهريب وزير التجارة السوداني الكادر في حزب " الدعوة " جماعة المالكي الى لندن , بعد ادانته بسرقة مليارات الدنانير من المال العام . ولااريد ان اعدد اكثير , فالعراقيون يعرفونها جيدا. اغتيال أمل العراقيين ًهو الذي خلق صالح المطلك , فعلام تنحتون بهذه الزعامة طيلة سنوات حكمكم , واليوم تريدون اسقاطها ؟!

العراقيون كانوا يأملون ببناء مشروعهم الوطني عندما تشكلت القائمة" العراقية" في الانتخابات السابقة , الا ان انفراد رئيسها اياد علاوي باتخاذ القرارات , دفع الشيوعيين والديمقراطيين لرفض هذا الأسلوب , وتمزقت القائمة , واعيد العمل بالمشروع الوطني العراقي الى المربع الاول , وبصعوبات اكبر . واستبشر الكثير من العراقيين حين أعلن حزب " الدعوة" برئاسة رئيس الوزراء السيد المالكي على تبني المشروع الوطني في برنامج قائمته الجديدة " دولة القانون "البعيد عن الطائفية , وحصل من خلاله على الكثير من الأصوات في انتخاب مجالس المحافظات . الا ان المالكي لم يتمكن من الاستمرار في ذات النهج الوطني, واستخدمه كلافتة انتخابية , دون تغيير طرق العمل التي تتماشى مع النهج الجديد , إضافة للضغوط الكبيرة التي تعرض لها من قبل غرمائه الشيعة , والتي أخذت تعطي ثمارها بعد ان تأكد المالكي وحزبه بأنه غير قادر على تأمين أسباب النجاح الذي حققه في انتخابات مجالس المحافظات , ليسقط أمل بعض العراقيين الذين خدعوا ببرنامجه , ويعتقد البعض ان قرار منع المطلك من دخول الانتخابات يأتي في هذا السياق .

لقد تمكن المطلك ان يقنع البعض بطروحاته ( الوطنية ) , بعد ان توفرت له الأرضية الهشة التي يقف عليها زعماء بعض المكونات , وأبرزها الانقياد الكامل للنهج الايراني الذي أراد ان يخضع جميع الأحزاب الشيعية العراقية لإرادته. وقد نجح الطرفان في ذلك , النفوذ الايراني وصراخ المطلك , واحتلال بئر الفكة اوضح شاهد لنجاح الطرفين , فقد خرس زعماء الاحزاب الشيعية بما فيهم المؤتمن على سلامة ارض العراق السيد رئيس الوزراء, وفي نفس الوقت وصل صراخ المطلك الى كل زاوية في العراق . ومما لاشك فيه ان هذا المنع للمطلك , والذي جاء نتيجة غباء هذه الاطراف سيصعد من نجوميته , وينفخ في صورته من قبل أبواق الدعاية الكبيرة في دول الإقليم , وقدمت له خدمة لم يكن يحلم بها , حيث ستتبلور الفكرة خلال أيام , على انه رأس الحربة في محاربة الطائفية .

من الغريب ان يترك البعثيون المشاركون في العملية السياسية امر قيادتهم لنهاز فرص قبل وبعد انتهاء صدام كصالح المطلك وامثاله , ولحد الآن لم تطالب هذه المجاميع بمحاكمة رموز النظام السابق على الجرائم التي ارتكبت بحق البعثيين . والبعض يعتبر ان اكبر ضحايا النظام الصدامي هو حزب البعث , وقدم الكثير من الضحايا الذين سقطوا بدون ذنب , من اعضاء قيادته الذين رفضوا ان يكون صدام رئيساً , ومروراً الى اصغر بعثي اخبر عنه ابنه في روضة اطفال بأن ابوه بصق على صورة صدام في التلفزيون , عدى الرعب الذي شل الجهاز الحزبي لاكثر من ربع قرن . وليس غريباً ان البعض من البعثيين سيطلبون تعويضاً عما زرعه النظام فيهم من غدر وجبن وخسة ونذالة وارتكاب ابشع الجرائم . وعندها ستكون اغرب دعوى , على اغرب حزب , في اغرب فترة من تاريخ العراق والانسانية .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلانات انتخابية غير نزيهة واخرى طائفية
- المالكي وتداعيات الصراع الانتخابي
- العراق, وتوّسع دروبه الوطنية
- من بعد البعث فطروك جريّة
- ايران بين تطلعات الحرس الثوري ومأزق النظام
- بين المقامرين وعجز المالكي
- ألاستخدام المزدوج لدعايات مفوضية الانتخابات
- قانون الانتخابات والمواجهة المستحقة
- الأنتخابات بين الصراعات الشخصية والديكور الوطني
- عراقيات لايرتضيها الاكراد ولاالشيعة والسنة
- بين قانون الانتخابات وضرورات السياسة الامريكية
- التحضير للأنتخابات والتظليل الاعلامي
- الانتخابات وتحديات مابعدها
- متى سنتعض؟ ويكون العراق من اغلى المقدسات؟؟؟
- الانتخابات والالتفاف على ضرورات وطنية
- من زوايا التحضير للأنتخابات
- أيهما الأصح ؟
- القيادات العراقية والتهيؤ للأنتخابات
- العراقيون وسخرية القدر
- كوردستان وصعوبات النهوض الديمقراطي


المزيد.....




- شاهد: اشتباكات بين مشجعي إنجلترا وصربيا في كأس أوروبا تُخلف ...
- شاهد: في أجواء يملؤها التضرع والخشوع.. اليمنيون يؤدون صلاة ع ...
- يورو 2024: بيلينغهام يقود إنجلترا لفوز صعب على صربيا
- وفاة ربان طائرة مصرية بشكل مفاجئ خلال رحلته من القاهرة إلى ا ...
- استخباراتي أمريكي سابق: الخلاف حول الأزمة الأوكرانية داخل حل ...
- قائد منطقة رفح: مقتل 8 جنود مؤلم وتوجيهاتنا هي المضي قدما
- ما مصير -جمرات- أيام التشريق الثلاثة بعد رميها أثناء تأدية ف ...
- جنوب إفريقيا.. حزب -زوما- يطعن بنتائج الانتخابات وينضم للمعا ...
- كوليبا: المؤتمر التالي حول أوكرانيا يجب أن يكون بمشاركة روسي ...
- بعد اكتمال لوائح المرشحين.. فرنسا تبدأ الحملة الانتخابية غدا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - من الذي اعاد البعث للواجهة؟!