أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام مسافر - من الفكة الى تفكيك العراق كل عام وبرجينيسكي بخير !!















المزيد.....

من الفكة الى تفكيك العراق كل عام وبرجينيسكي بخير !!


سلام مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 15:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



سلام مسافر *
باستثناء صورة مشوشة ، كأنها التقطت من هاتف نقال ، لم يطلع العراقيون على تفاصيل احتلال ايران لحقل الفكة بمحافظة ميسان . وباستثناء تصريحين مثيرين للسخرية لموفق الربيعي ، وهوشيارزيباري ، لم يتعرف العراقيون على موقف " رسمي " .
الصورة المشوشة ، بذل مصورها ، جهدا واضحا في ان تبدو ،وكانها التقطت خلسة ، تسترق عدوا يتربص بالمصور ، وتبدو اللقطة هزيلة مقارنة بلقطات مصور واثق الخطى ، يعرض على مواقع الانترنت ، عمليات للمقاومين العراقيين ، يضربون ، بيد لاترتجف ، اليات الاحتلال .
موفق الربيعي ، اقترح تقاسم الفكة بنسبة اربعين بالمئة لايران وستين منها للعراق، ولم يفتي الفهيم كيف يمكن تقاسم الحقل هل بالكشف عن " الحامض المنوي "؟! . اما الفهيم الاخر هوشيار زيباري ، فقد لام وزارات في حكومة المالكي لانها بخلت بنصف مليون دولار ولم تهر ع الى ترسيم الحدود ، فكانت ازمة حقل الفكة ، الذي من غير المستبعد ان زيباري يجهل موقعها على الخارطة .
اللقطة المشوشة ، وتصريحا موفق زيباري ، كل ما في السيناريو المعد بدقة ، لاشعال الشارع العربي العراقي بتظاهرات ، اندلعت من الرمادي الى ميسان مرورا بالديوانية والنجف وكربلاء وحتى طويريج .
في هذه الاثناء ، نسقت الاستخبارات الاميركية ، خطواتها مع الايرانيين ، السعداء للغاية بنتائج المناقصات " العلنية " لتقاسم عقود النفط مع شركات يعرف ملالي قم ، خلافا لزعماء الحركة الوطنية العراقية المتشظية ، انها تصنع قرارات حكوماتها .وضمنت من خلالها ، استمرار لعبة القط والفار مع ادارة اوباما التي ثكلت ، في اعياد الميلاد وراس السنة بمصرع سبعة من ضباط الاستخبارات في افغانستان في يوم واحد . وحرصت التها الاعلامية على ترويج خبر يقول ان شهر كانون اول من العام المنصرم لم يشهد مصرع جنود اميركيين في العراق " بعمليات قتالية " وتريد من وراء ذلك اعلان وفاة مبكرة للمقاومة العراقية المنقسمة على نفسها .
الصور المشوشة ، وتصريحي الربيعي والزيباري ، فجرت التظاهرات المنددة بايران في مدن العراق ؛ تهتف للحرب ، وتصدح باناشيد ، كانت محطات الاذاعة والتلفزة العراقية تشحن الشارع بايقاعها حقبة الحرب مع ايران .
وفي هذه الغضون غابت عن ذاكرة العراقيين تفاصيل اشد خطرا على البلاد ، من احتلال الفكة ؛ ؛؛
عقود نفط تنتهك القانون رقم 97 لسنة 1967 الذي، يؤكد وزير النفط العراقي السابق والخبير الدولي المعروف عصام الجلبي انه لايزال نافذ المفعول " وتنتهكه الحكومة الحالية بشكل متعمد عند ابرامها عقود خدمة مع شركات النفط الأجنبية ". واثبت الجلبي في معرض الحديث عن احتلال ايران للفكة ومن خلال استقراء تاريخي يستند الى الوثائق بانه " ليست هناك أية صعوبة في التثبت من عائدية آبار النفط بمجرد عملية تدقيق مسحي بسيطة لإحداثياتها الفعلية على الأرض ومقارنة تلك الإحداثيات بتلك التي تعود للدعامات وخط الحدود المرسوم على الخرائط " .
وعلى خلفية الفكة ، غابت عن اذهان العراقيين الساخطين على الاحتلال الايراني للحقل ، ان نظام طهران ، يوغل بدور اللاعب الرئيس في الساحة العراقية ، جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة ، التي من الواضح انها تستعد لتسويات مع ايران ، ثمنها العراق ومن خلال احزاب ، ترتبط ارتباطا عضويا بايران مهما اتسعت شقة الخلافات بينها ( مجلسيون وصدريون ودعواتيون ومثليون وماشاكل ) . فالجميع يلبون الاهداف الاستراتيجية الايرانية التي تلتقي في نهاية المطاف مع مشاريع البيت الابيض في عراق ما بعد الانسحاب المزعوم .
وضاع في هواء فاسد ، توصيف طارق الهاشمي لايران بالجار المزعج ، لانه صدر عن عضو مهمش في ما يعرف بمجلس الرئاسة ، يتصدره ، جلال طالباني ، اوثق حليف لايران مع مسعود برازاني ، وثالث اثافيه عادل عبد المهدي ، مرشح ايران البديل لرئاسة الحكومة ، في حال اخفق ، رجلها المنتهية ولايته نوري المالكي بالبقاء في المنطقة الخضراء بعد اربع سنوات ، منح خلالها " الجار المزعج " امتيازات لاتتحقق الا في اشعار عمر الخيام .
الهاشمي ، المشتبك ، مع برلمان كارتوني في معركة خاسرة ، مصنف اصلا في قاموس ايران ومحازبيها في العراق على انه يمثل طائفة تسعى الى الاستحواذ على الحكم وتعيد " المظلومية " . وقابل جلال طالباني جرس الانذار من رفيقه في مجلس الرئاسة ، بالغاء تاشيرات الدخول للايرانيين الى السليمانية . وحرص جهارا نهارا على تاكيد التحالف الاستراتيجي مع جار الهاشمي المزعج !
في هذه العتمة ، تتواصل عمليات التجنيس لالوف الاكراد الايرانيين ، واكراد الساحة السوفياتية السابقة وبعض اكراد سوريه وتركيا . لتعزيز الاصوات الكردية في الانتخابات القادمة .
ومرت ، كسابقاتها ، بهدوء فضائح السفارات العراقية ، بسفرائها الفرس والاكراد ، التي منحت الاف جوازات السفر لغير العراقيين . ويدخل الى العراق المستباح ، كل يوم من مختلف المنافذ الحدودية ، عملاء الحرس الثوري الايراني وعناصر جيش القدس دون ان تحرك قوات الاحتلال ساكنا .
ولم يتنبه العراقيون الساخطون على احتلال الفكة ، الى ان ادارة اوباما ، وسفارتها ، وقادة جيوشها في العراق ، لم تعلق لاسلبا ولاايجابا على احتلال الفكة . بل ان مصطلح " الحقول المشتركة " و " المناطق المتنازع عليها " يجري تداولها في اروقة الاحتلال الاميركي ، وذاعت على السنة موفق الربيعي وهوشيار زيباري ومن لف لفهما .
وفات على العراقيين ، ان الانفجارات والاغتيالات التي تجتاح عاصمة ومدن بلدهم ، تسجل ضد طرف من الصعب حتى على شرلوك هولمز ، تخيل انه يتمتع بكل هذه الامكانيات اللوجستية ، والمادية ، والبشرية التي تجعل حياة كل عراقي في خطر داهم على مدار الساعة . وتصدر الاتهامات عن نوري المالكي والربيعي وزيباري وغيرهم ، كل يعزف على وتر ، وغالبا مايتراجع النابحون عن اتهامات تطال سورية ، وتبدو الصورة ، مع هذه الجوقة الرثة ، مضحكة ، لكنه ضحك كالبكا يغلف بالسواد ارامل وثكلى العراق المنتهك من اقصاه الى اقصاه .
هذه بعض ملامح الخلفية ، لعملية مدبرة ، ومعدة بدراية استخباراتية تندرج اليوم في الادبيات السياسية للقوى الوطنية العراقية تحت توصيف احتلال ايران لحقل الفكة . عملية غطت على كل جرائم الاحتلال الاميركي وجرائم المليشيات ، واجهزة السلطة العميلة لطهران وواشنطن في المنطقة الخضراء .
تشعر بعض القوى المناهضة للاحتلال ، انها تمكنت من تحريك الشارع الوطني ضد احتلال ايران للفكة لكنها تغفل في نفس الوقت ، حقيقة ، ان المحنة العراقية ، ابعد من احتلال حقل نفطي واحد . وان الحادث بصوره المشوشة ، عن عمد ، يراد منه التغطية على جرائم اكبر تحرث التربة لتثبيت احزاب
" التعاصص " مع ايران في سدة الحكم ، تنفيذا للمشروع الاميركي في العراق الذي اماط اللثام عن بعض مقوماته ، زبيغنيف برجينيسكي بعد شهرين تقريبا من الاحتلال ويقضي بمنح ايران " دورالدولة الاقليمية القادرة على تحقيق الاستقرار في العراق ، واقامة نظام حكم يستند بدرجة كبيرة على الاغلبية الشيعية ، ويتسم بطابع شمولي اقل حدة من الناحية الشكلية عما كان عليه نظام صدام حسين " .
هكذا بالنص .
برجينيسكي مستشار الامن القومي الاميركي في ادارت الديمقراطيين ، كشف ، عن المشروع
لصحيفة " ازفيستيا " الروسية ، وكان حينها مشغولا باعداد خطط لادارة علاقات الديمقراطيين المستعدين للوثوب الى البيت الابيض مع روسيا وبلدان اوربا التي خرجت من الفلك الروسي ، وفي الشرق الاوسط .
اليوم يستعيد السياسي الخطير ، احد ابرز منظري تدمير الاتحاد السوفياتي ، مؤلف " بداية ونهاية الشيوعية " و " رقعة الشطرنج الكبرى " مواقعه في ادارة باراك حسين اوباما التي تحضر لانسحاب " مشرف " من العراق المفكك !!
كاتب وصحافي عراقي مقيم في موسكو



#سلام_مسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير تلفزيوني عن الجمال الخفي لسيدات عربيات عاملات
- نظام الفساد الالكتروني
- هوغو تشافيز يوقد الشموع للدب الروسي
- صلاح حزين : دعني في الغابة انتحب وحدي
- التانغو ايراني الاميركي على جثث اشرف
- الموت الاحمر في ارض السواد
- غطرسة جوفاء
- استسقاء الحرب الباردة
- بوشكين اليهودي وليبرمان الروسي ؟
- هاجس الطيب صالح
- من قبقاب الكيلاني الى قندرة المنتظر
- الحذاء الذي هز العالم
- موسكو شيفردنادزة وتبليسي ساكاشفيلي
- كيف يقرا الروس العراق ؟
- الباشا سوكولوفيتش والانكشاري بوش
- حفلة سمر من اجل العراق
- تعري الحيزبون
- احزان لادا البغدادية
- لماذا يخافون ( الشرقية ) ؟
- نجاسة المنطقة الخضراء


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام مسافر - من الفكة الى تفكيك العراق كل عام وبرجينيسكي بخير !!