أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - أدونيس ..إخراج المكان من معصيته














المزيد.....

أدونيس ..إخراج المكان من معصيته


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 21:19
المحور: الادب والفن
    



يكون الشاعر في أحسن حالاته عندما يصل إلى ذلك التنافر على صعيد حالة البناء اللغوي السائد والذي يفي بمتطلبات حاجة وصفية أوشكل عقلاني مبني على مجموعة من التصورات التي تأخذ سياقها المرتب ضمن أوعيتها الخاصة أي أن الدخول إلى النقيض والذهاب بتنافراته ألى مدى أبعد بموجبها يهئ الشاعر ضرورة جديدة بعدم التوقف إزاء مايراه قابلا للوصول إلى مبتغاه وفيه مايسد الحاجة ،
ويعرض أدونيس في المقام الأول مايجد بأن لاضرورات نهائية يستطع بموجبها أن يتخلص من كل شئ يقر بخاتمة معلومة وهذا يؤكد بأن الإنفلات الشعري قديكون مزيجا من حدين مابين الوصول لنصف غاية ما وأستكمالها برؤيا مفتوحة لغايات غير مُعرفة وهذا التقابل والإمتداد والإفتراق والذي يشكل شكل من أشكال المعنى المُجزأ الذي يتكامل بحلوله في أجزاء أخرى سيكون مجال تعبيره الأسئلة التي تطرح على الطبيعة المرئية ذات الكشف المحاط بالأسرار والألغاز وهي تشكل في بعدها الأخر ليست دراية لدى أدونيس لعلاقة الجسد مع الجسد أو علاقة الضوء مع الشهوة كمتقابل تبادلي على أساس الوظائف الغرائزية لكل منهما إنما على أساس إستكمال ذلك الإنفصال التخيلي الغير مكتمل والذي يحاول أدونيس من خلاله لا العمل على ردم ذلك الإكتمال وأنما العمل على زيادة هوته كون ذلك المتناهي هو المساحة التي قد تكون بالوحيدة لتحطيم ماتبقى من حواجز في المخيلة وبالتنالي سيكون هناك الفضاء الأرحب للإنسياح الذي يؤدي بالنتيجة الى المزيد من الأسئلة والتي تتداخل بها بعض الإستذكارات بطريقة شفافة تلامس بقفزات سريعة روح حاجة النص للإفاضة على محتوى الجسد ومحتوى البحر :


كلما قلتِ (هذي دروبي محفورة فيكَ ) ، قامت
في الجهات الخفية من صبواتي لغاتٌ
تتشككُ .من أين يأتي لحدسي
ذلك السفر المرُ في الشك
ياأيها المركب المتخيلُ
في الظلمات العصية
من موج حبيَ ، خذني إليك ، أعني
على حمل نفسي

يتناقص شيئا فشيئا عند أدونيس ذلك الإمتداد الظاهري ليبتلع جزءٌ من الباطن جزءا من الظاهر وهكذا وذلك لإستكمال تغييب المرئي الذي له صلة بالأفكار المتدرجة
حيث يطور أدونيس مع تصاعد حاجاته الوهمية يطور أو بالأحرى تقوم صوره بتطوير صورها تلقائيا وهذه التهيئة تقدم هي الأخرى مجالا أخر للتلاقي مابين الكشف عن حاجتين تختلفان في المساحة القياسية لمسمى كلا منهما ويشتركان في قدراتهما التي تدخل ضمن (الرمز – النضج – النشوة – العطاء –البرهان – الغيهب – الضوء –القطاف – الصنوان – الهجير – الرحيل – الشطح –التوأم ) مع مرادفا لهما مثل (الغواية – اللهب – الخشوع – الصخب – الصلاة – التلاشي )ويبدو أن أدونيس يريد أن يخرج المكان(الجسد والبحر ) من معصيتها أي أن لايبقى مكان البحر ومكان الجسد مفهوما لحاجة مؤقتة قابلة للحصر أو النسيان لذلك قد سعى لإخراجهما من ذلك المفهوم لزمن ما سواء تلك الحاجات الجنسية أو الإقتصادية لتحقيق نتاجا مطلقا سعى لخلقه من أسئلته التخيلية وهكذا إستوجب أن يكون أدونيس (حارا ) أمام عالمه فلاريب قد غلت عاطفته بسحرها بشعور ينم عن يقين لكنه يعكس سيلا من الأسئلة المتشائمة وهي مزية تريحه كثيرا كي يبدأ من جديد مواصلة تفكيكة لكل علاقات الطبيعة بعضها مع البعض أوبعضها مع بني البشر لتحفيز البؤر الإستفزازية التي تدعيم الصراع للقوى الثابتة والمتحركة في هذا الكون :

نسبتني إليك دروبي ،دروبي إليك
دِمَنُ وقفارٌ
لم أعد أستطيع الوصول
ومكاني غريبٌ
تتغربُ حتى الفصول
بين أيامه
خذ يدي من جديدٍ
أعطني من جديدٍ يديك
لم أعد
أستطيع الوصول

إن العلاقات الجسدية أوبالأحرى المنافع الإلهية للجسد والبحر يتطوران مفهومها من نص لأخر حتى يبلغ بهما أدونيس مصاف القدسية فهما الطلسم والألفبائية وهما الذاتي والأنثوي وهما الكيان الرجولي في قدرتيهما وهما اللذان تفضي إليهما الروح وهما الأكثر علوا في تحولاتهما للحضور الطاغي ، لاشك أن ليس هناك في نصوص أدونيس ضمن مجموعته الشعرية(أول الجسد أخر البحر ) من أن هناك في تراكيبة ذلك السياق التدرجي في مفهوم السابق واللاحق رغم الإحساس بذلك الهدوء الإنتقالي في قفزاته مابين المعاني التي تشكل إنطباعا ما هنا وأنطباعا ما هناك لحاجة تعطيك يقيناً بأن الخيال يشتت أكثر مما يجمع على عكس مفهوم كولردج للخيال تماما ولإدامة هذا التشتيت في الخيال خرج خياله خارج مكونات بيئة الغرضين لأنه حقق التنافر على صعيد البناء اللغوي الذي حقق له ضمنا ذلك التنافر أيضا على صعيد متطلبات غرضه الشعري وقصده الإستدلالي لإمتاع ملكته السيكولوجية ،


[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبابة غيرت المكان ماالذي تغيره النوارس
- الغرض النافع في تهيئة الفضاء الشعري
- مقدمة لفهم الشعر
- أيتها المائية التي أتت من النافورات
- دائماً فلسفتكم (ياروحي )
- إنجاز النص قبل البدء به ...
- شفاء يامنظم المصابيح
- سعدي يوسف ... متطلبات المكوث أمام (الوحيد يستيقظ )
- أليوت ... ومعالجات بالعبث للعبث والفوضى
- فرحة العيد .. لافتة للمحبة والتأخي
- المهم كمقدمة
- تريثوا لم تنته القصص
- لكل شوط رُقى
- إكمال نواقص
- إحتفظ بما هو أقل عمومية
- داهمتني الأفكار وأخذتني بعيداً
- أطيب المهملات
- كَثُرت الاسئلةُ... قَلَ التوضيح
- لن أسلم أمري للنسيان بسهولة ..
- فيثاغورس.. من الصعوبة معرفة ماتوحي به قسماته


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - أدونيس ..إخراج المكان من معصيته