أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحلاج الحكيم - عيد الأضحى














المزيد.....

عيد الأضحى


الحلاج الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 2870 - 2009 / 12 / 27 - 22:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عيد الاضحى
ملاحظه لا بد منها
كتبت هذه المقاله قبل عيد الاضحى هذا العام . ولكن صعوبة النشر حالت دون نشرها في وقتها
عيد الاضحى
وشم في الذاكره . ولعنة متجدده .

وشم الذاكره الاول .

يدخل الوالد الى المنزل ومعه خروفان صغيران جميلان .
اجتمع مع اخوتي والفرح يغمرنا بهذين المخلوقين . يتركهم الوالد في حديقة المنزل وعلى الفور نؤمن منزلا متواضعا لهذين الخروفين . ونتسابق الصبيان والبنات بتقديم الطعام لهما .

كنا نستمتع ونضحك عندما يقفز الخروفان على الجدران الواطئه ويتناطحان .

الاول اسميناه سويدان . لوجود بقعة سوداء في الصوف على ظهره .

الثاني الاشقر لوجود لون احمر فوق جبهته .

نتسابق في اطعامهما ... وتنظيفهما وتقديم الماء لهما . كثيرا ما وقعت مشاحنات وعراك بيني وبين اخوتي بسببهما . وخاصة ان سويدان ياكل من يدي ولا ياكل من يد اخي . علاقة جميلة وممتعه نشأت بيننا .

تمضي الايام ويزداد تعلقنا بهذين الخروفين . ويقترب العيد . انه عيد الاضحى .

رجعنا من الصلاة مع والدي ونحن نركض الى المنزل لاطعام الخروفين . والدي يغير ملابسه . ويشحذ سكينه امام ذهولنا . واحساسنا الطفولي برهابة الفعل القادم .

جمعنا نحن الذكور وترك البنات في الداخل وقال لنا وهو يمسك بسكينه الحاده . سنذبح هذين الخروفين .

بكينا واشتد صراخ اخواتي البنات من الداخل .

كم كنت اتمنى ان لا يفعلها .

حاولت الهرب لكنه امرني ان اتي اليه . جر سويدان الى طرف الحديقة حيث مصرف المياه وبحركة قسرية مدد سويدان على الارض وقام بوضع السكين في رقبته . وطلب من كل واحد منا ان يضع رجله فوق سويدان . وامر اخي الكبير بمسك السكين وانهاء عملية الذبح .

لحظات قاسية رهيبةوشمت ذاكرتي بلعنة لن انساها . عندما ذبحنا الاشقر وتدفق دمه الحار على الارض وتصاعدت منه ابخرة مقززه للروح .
في الفجر ارى امي تشعل النار تحت الموقد وتنظف راس الاشقر . وهي تغني اغنية حزينة .
تقول الاغنيه
يا ويلي يا امي ...
انهم يشحذون السكين لذبحي .
ويغلون الماء لسلقي .
اقول لها . لماذا يعض الخروف على لسانه بعد الذبح . تقول لي من شدة الالم يا بني .

ولماذا يذبحونه يا امي .

تجيب ان الله حلله للذبح .

وشم الذاكرة الثاني .

في عيد الاضحى وقد اصبحنا يافعين وكبرت مداركنا كنا نذهب الى قرية جدي . انه رجل مقتدر وزعيم ديني واجتماعي . كل عيد اضحى يشتري عدة ثيران . ويذبحها في ساحة القرية امام كل الناس .

يجتمع فتيان القرية . قبل عملية الذبح يقومون بنخز الثيران وضربها بالعصا وشدها من ذيولها ولم استطع تفسير هذه التصرفات .
جدي نفسه كان يقرأ الفاتحة على السكين التي ستذبح بها الثيران . ويقول في نهاية دعائه . لن ينال الله من لحومها ولا من جلودها انما هي التقوى .؟

بعد الانتهاء من طقوس الذبح اسأل جدي . ما هي التقوى في عملية الذبح وتعريض الحيوان لهذا الالم الشديد بما ان الله لن ينال شيئا من لحومها ولا من جلودها .
يجيبني هكذا امرنا . وهذه تعاليم ديننا الذبح يا بني . من افضل العبادات لانه سبحانه وتعالى قرنه في كتابه بالصلاة فقال جل وعلا انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر الكوثر 1-2
الم تقرأ يا بني حديث الرسول عن الاضحيه .
عن عائشه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عمل ادمي من عمل يوم النحر احب الى الله من اهراق الدم انها لتاتي يوم القيامة بقرونها واشعارها واظلافها وان الدم ليقع من الله بمكان قبل ان يقع من الارض فطيبوا بها نفسا
منذ ذلك الوقت لم استطع فهم لماذا يحب الله الدم ويامر باهراقه وتعذيب حيوان مسكين هو خلقه وهو وضع الالم به
وجعل ذبحه فداء للناس .وكيف تطيب بها نفوس الناس؟ وما هي مكافأة هذا الحيوان الذي تعرض لابشع انواع العذاب والقهر ؟
بالتالي لم استطع فهم هذا الرب ولم استطع التصالح معه
وما زلت حتى الان تاتيني الكوابيس بشكلين .
الاول ارى اناسا يغلون الماء على القدور واخرين يشحذون سكاكينهم . وانا متجمع على نفسي اترقب عملية ذبحي .
والشكل الثاني . امسك سكينا واذبح ثورا وانا مرغما على ذلك ؟ ولا ينقذني من هذا الرعب الا استيقاظي من النوم
لعنة متجدده .
انه عيد الاضحى . كيفما ذهبت اشاهد الناس في الشوارع امام دكاكين الجزارة تجر خرافها لتذبح في الشوارع امام بعضها البعض . وامام الناس وخاصة الاطفال .
تسيل الدماء في الشوارع ومناظر الرؤوس المقطوعه والجلود المنشوره تهيج النفس والاعصاب
اقرأ في الجريدة . السعوديون ينحرون عشرة ملايين راس في عيد الاضحى اضافة الى مليوني اضحيه كهدي لحجاج البيت
جريدة اخرى تقول . افتتح سماحة المفتي امام حشد كبير من الناس مشروع اضاحي وذلك فجر ثاني يوم في العيد حيث قام سماحته بالتضحية باكبر اضحيتين وانهى عملية الذبح بيديه .



#الحلاج_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألاسلام يحاصرني 2
- الاسلام يحاصرني
- الحوار المتمدن : موقع رديء
- المقامه الاسلاميه .... في بلاد العلمانيه ....-4-
- المقامة الاسلاميه .....في بلاد العلمانيه -3-
- المقامة الاسلاميه ...... في بلاد العلمانيه -2-
- المقامة الاسلاميه ...... في الدولة العلمانيه
- الى الدكتوره وفاء سلطان ... مع الاعتذار
- مؤتمر الدوحه للتقارب بين المذاهب الاسلاميه
- جدلية النصر ..... والهزيمه
- تحليل اسعار
- نعم .... وماذا بعد
- مبروك للسيد حسن نصر الله
- جهاد نصره والرؤيا الجديده للاقتصاد ورجالاته
- العلاقه المتبادله بين العلمانيه والدوله والدين والمجتمع
- البغل
- تقتلك ...... الفئة الباغيه
- في الذكرى السنويه الاولى ....... لقتل يسرى العزامي
- شوكة على قبر محمد الماغوط
- من معجزات الاسلام والمسلمين


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحلاج الحكيم - عيد الأضحى