أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - تلال القادم/رواية فانتازيا/ الفصل الخامس: احافيرهووووو















المزيد.....



تلال القادم/رواية فانتازيا/ الفصل الخامس: احافيرهووووو


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 07:57
المحور: الادب والفن
    


احافير هوووووو!

حينما أصيب بالحمى في تلك الليلة المهيبة، طلب من أتباعه الخلص أن يصبوا على رأسه المخضب بالحناء قرب ماء مبرّد واحدة في إثر أخرى حتى بلغت سبع وعشرون قربة من اجل خفض درجة حرارة جسده التي بلغت (45) درجة مئوية: كان يخرج من جسده وشيشا غريبا عدّ من معجزاته. ولم يكونوا يظنون أنه سيغادرهم سريعا بهذه الطريقة البشرية المعتادة، لذلك فقد حملوه الهوينا إلى منزله الطيني يحمله رجلان من أصحابه المقربين واضعين أيديهم تحت أبطيه. وحينما رأته (منشم) بهذه الحال- وهي كانت ممن تظنه لا يمرض كالناس - صرخت بصوت مكتوم طويل ولم تقل كلمة واحدة بعد ذلك، حتى لفّ بذلك البساط الأحمر اليماني، وحمل على صخرة كانت في الأصل سريرا له. ثم بوشر بحفر قبر له في منزله كي يكون مأوى نهائيا له. ساد بكاء وعويل متواصل في المنزل. لكنه فاجأ الجميع وهو يفتح عينيه لأول مرة بعد الموت: لا تبكوا لست ممن يموت ذكره في الأرض. ثم خرجت من فمه قطرة ماء ذات رائحة زكية تصاعدت إلى الأعلى لم تشمّ مثل هذه الرائحة النفاذة من قبل. وببطء أغمض عينيه من جديد فأضيفت هذه إلى معجزاته أيضا.
وحينما هيئ تماما لوضعه في لحده ضجت النساء بالعويل والصراخ بقوة. لن يفتح عينيه ليرى العالم مرة أخرى. كنّ بالعشرات من المليكات. وبعد أن حمل إلى مثواه وضع بحذر في لحده. فبكى الرجلان اللذان حملاه إلى الدار لأول مرة، وبكت منشم زوجته الكبرى بصوت مختنق يشبه المواء التاريخي الطويل. وشاع خبر موته في جوف الصحراء في تلك الليلة المقمرة بسرعة مذهلة، فقد كان جمع غفير من أتباعه يسيرون ببطء في مختلف الشعاب والوديان للتبليغ تتقدمهم منشم وقد نثرت شعرها، وشقت زيقها، فبان ثدياها المتهدلان قربتين يقطران منهما حليب أسود تقاتل على لحسه العربان على طول الطريق على الرغم من أنها لم تحمل منه يوما. ولم تكن جنازة رمزية تلك، فبالإمكان لمس ثمة جثته المحمولة في التابوت خيش والمحمولة من أربعة عبيد أشداء؛ قيل يومئذ إن جسده بثقل أربعين رجلا أو يزيد. وكانت منشم تطوف به وسط القبائل المجاورة قبل دفنه في منزلها: أن انظروا نهاية عظيمكم فماذا يمكن أن تكونوا عليه بعد ذلك؟
- مات ؟
- لم يمت.
- دفن مرتين!
- سيعود إلى الأرض من جديد؟
- حتما.
- سيرجع!
- الرّجعة إذا؟
- من يدري..
- ماذا نفعل الآن؟
- سنبني على قبره الآخر جدارا.
- ولم؟
- ليكون لنا مزارا
- وللتبرك؛ فلعلنا ننال شيئا مما ناله فينا.
ومارت الأرض على حين غرة، على الرغم من إن تلك المنطقة تقع عادة خارج الخارطة الزلزالية، وكانت تلك ظاهرة فريدة أخرى – أضيفت إلى معجزاته- تناقلتها الشفاه كابرا عن كابر ثم كتبت بأسلوب بلاغي قلما عرف عنه بعد موته. وبدت السماء ملبدة بغيوم لم ير مثلها من قبل: جبال لازوردية تتحرك بقوة نحو الشمال. وصوت ريح تحمل صفات البشرية: هوووووووو! وما لبثت السماء أن مطرت مطرا وجد الأعراب ثمة أحماض غريبة في طعمه؛ لم يسألوا عن ذلك لكيلا يساء إلى أرواحهم. ولم يكن مطرا مما ألفوه في الصحراء.
- تلك هي روحه نزلت علينا.
- ربما.
- هاهو يعلمنا حتى بعد رحيله.
- يطعمنا ماءه.
- لم يمت لم يمت!
- وحده من يفعل ذلك!
- من مثله؟!
- لا احد. كيف نردّ له حسن صنيعه؟
ويوم خرجت إلى الصحراء، وحدي، بعد أن يئس آخر لاحق بي عن إدراكي، بدت الأشياء أكثر غموضا عن ذي قبل. كان موقع نهايته مرسوما بدقة غير معهودة فثمة صور كبيرة لقبره من جهات متعددة في لقطات مختلفة على جهاز الاتصال التوجس الوحيد المتبقي.. ها هوووووو وليس ثمة فائدة من جميع معلومات ما كان. لم يعد ثمة من يتصل بي بالكلمات بعد ذلك: غموض فاجر وجحود؛ لكني من اجل أن أواصل المسير المضني الذي كلفت به رفعت كلمة غموض من قاموسي نهائيا: كان لا بدّ من رفع كثير من الكلمات من اجل مواصلة الرحلة، وصوت منشم في رأسي: يبووووو يبووووو يبوووووو!؛ يمكنني التأكد في الأقل أن ليس ثمة احد خلفي تماما الآن. لا أتباع أرضيون. ولا احد من أولئك الذين يخرجون عليّ من مخطوطاتي: جميعهم تناثروا كأعجاز نخل أسود خاو خلفي.
- أنت الوحيد الباقي..
- لم؟
- لست ادري.
كانت رحلة شاقة ولا أعرف حتى هذه اللحظة كيف تسنى لي وحدي البقاء حيا. ربما خطط لذلك بعناية. ارفس الأرض فتستخرج ينابيع مياه دافق، هكذا كانوا يفعلون من قبل، وهكذا أفعل الآن. وأرمق السماء تدر عليّ بما تجود فإذا بطيور صغيرة حائمة وحلوى بيضاء مثل خيوط طائرة حولي: هذا طعامك وأنت تكرز في البرية. وكان من طبيعة المكان الطبوغرافية ومن خلال الاطلاع على خطوط الحركات التكتونية على الخارطة العالمية الموضوعة في جيبي منذ غادرت أداجوبا2 معرفة الكثير؛ يمكنني تحديد موقعي على الاتجاهين الشمالي والشرقي: لكنها الآن صفحة بيضاء ممحوة تماما. ما هذا؟ هل كان الإخوة المتوجسون يلقون بي في كلّ هذه الطلاسم للاعتماد على ما في جوفي من قدرات؟ كلّ شيء غير معلوم وحتى النجم الشمالي كان غائبا عني خلف الغيوم المتراكمة. لم يساعدني شيء على تلمس طريقي الوعرة أبدا. وحدي هنا من دون الجميع جيء بي إلى هنا. ولكن من يدري ربما كان لأخوتي الآخرين من المترقصين حكايات أخر لم يسمع بها احد. يا للإخوة المتوجسين! ويا لخططهم غير البريئة !! لم اعد احمل بوصلة ولا خارطة مفيدة، ولا شيء غير روحي؛ وهذا أخف شيء لدي الآن. من الصعب أن أبوح باسمي لأحد بعد تجربة التابعين المزمنة. وقد يشكك بي آخرون وقد يتبعونني للسبب نفسه. لست أنا. مثلي نصفه تحت الأرض ونصفه الآخر معلق بين السماء السابعة والأرض. فما جدوى أن يكون لنا أسماء بعد كلّ ذلك العصف والتيه كله؟
- من أنت؟
- لا ادري.
- ما اسمك؟
- لا ادري.
- كم عشت؟
- منذ برذون الفيل التاسع!
الصيادي مرسيدس الذي هرب من وجه أزب، ذاك؛ يعرف أكثر مني اسألوه، وهو يصيح: اتقوا إبليس بينكم! الجرمان وما يمكرون؛ كان هو الوحيد العالق في الذاكرة دون أن أعرف السبب. لكن صورته كانت تغيب عن رأسي كلما حدثت موجة متصاعدة من تموجات الأرض تحت قدمي. كأنما أسير على مياه رملية. يختفي أسمي تماما من أمامي حتى أجد صعوبة بالغة في استعادته. ورغم ذلك، فقد كانت الرمال تتماوج بقوة تحت قدمي وأنا اصرخ: أين أنت يا صيادي!؟ أين أنت يا برهوت!؟ أين أنت يا يوسف!؟... وهي تبتلع الحصى والصخور المتباعدة. فأقفز كمن وضعت تحت قدميه نوابض حساسة. ربما كان ثمة جرما سماويا أصاب الأرض هذه المرة أيضا، كما حدث منذ ملايين السنين: يدرك الباحثون في خرائط المستحثات ما حدث جيدا أكثر من غيرهم. ويصعب على الصيادي إدراك ذلك طبعا: أحافير المعرفة لنا وحدنا نحن القابعين في أداجوبا. ولا معرفة لا معرفة.غبار عاصفة كونية قادمة غطى مساحة كبيرة مثل غيمة صفراء مائلة للاحمرار أو حمراء مائلة للاصفرار. اللون نفسه تقريبا. ولا شيء يبعث على الرعب في النفوس حتى هذه اللحظة. لا أحد يدرك ماذا يمكن أن يحدث بعد كلّ رهبة؛ وهذا مبعث راحة مقتضبة ناتجة عن عملية الخروج من شقّ طولي أسود مثل موزه طولية كبيرة تتخلله نتؤات صخرية كبروزات لحمية.
مكتوب: أن تدخل جدارا متوحدا فيكون لك بعض ما أردت محددا لك من قبل؛ القبل القائم غير المحدد؛ اللعبة؛ إخوانك العارفون بكلّ شيء أعدوا العدة جيدا وحسبوا لكلّ شيء حسابهما تركوا حتى علاج قرصة النملة. أولئك وحدهم حراسك الذين لا يراهم احد ولا يسمعهم احد يتصلون بك متى شاؤا بطريقتهم وفي أن تعرف من لا يعرفونك ومن يعرفونك مجدك كله أيها المتطوع: هذه الحيرة الأرضية المتواصلة المطلسمة. جدار واحد متوحد وحيد. دس انفك في الحجر وتشمم: هووووووووووووووووو دخلت فيه من شقّ وخرجت منه من شقّ ، ثم دخلت فيه وخرجت منه ودخلت فيه وخرجت منه: لعبة أطفال مشوقة. هكذا من قبل وليس ثمة بعد. لك في كلّ دخول محنة وفي كلّ خروج طلسم: في الدخول رعشة كهرباء وفي الخروج خفقان للجسد كله: تجارب كهرومغناطيسية. لم يكن مجرد جدار. يعرف الإخوان المتوجسون الكثير عنه ولم يخبروني شيئا. لا عدل أبدا. وقاموا بأكبر عملية نصب واحتيال ضدنا وضدي شخصيا. اللاحقون ولدوا ثم اختفوا ولا احد يعرف مصيرهم. من يدري، ربما لو عرفت بكل ما جرى ويجري لي ولنا لرفضت التطوع في هذه المهمة. يصعب الآن تذكر أشكال أولئك الذين بقوا في طرف الصحراء، ويؤرقني مصيرهم ووجودهم.
أنا محدثكم إسحاق مخطوطات الآتي من أداجوبا2. المتطوع المتوجّس: مكتوب كلّ شيء هنا. معي. عليّ. في جوفي. وعلى صدري. هذه البطن أسفلها نعمة وأعلاها علم. وما أدراك بما احمل في الجوف؟ أدركوني إن استطعتم. لا تسطيعون إليّ سبيلا. جراء عاوية على الجانبين. وصيادي مبهور. في ليلة ماطرة واحدة حدث كلّ ما ترجون ومالا ترجون. ماذا تنتظرون غير أن أحاول وتحاولون؛ وأنا غير أنتم. دائما. وقبل أن أضعه – هذا الدقاق البيولوجي في صدري- على خطاطات هذا التوجس الدائم الغريب؛ يكون قد انتهى العالم بالنسبة لنا جميعا. أما أنتم ففي أضغاث أحلام: تفيقون ساعة الموت لترونّ العين اليقينية هناك على الأرض؛ ما كان ينحته العامل الماهر في مشغل السخام، وكلّ ما كان ليست مزح أطفال عابثين. لا جدوى من التفكّر الآن. لا جدوى من حرق خطاطاتي لأني حفظتها عن ظهر قلب: من أول العالم إلى آخر العالم: من التفاحة إلى الكمثرى الأوتوماتيكية ذات الصفير المتواصل الخارجة من جوف الأرض المنصهر: دابة الأرض تلك بصوت بواخر متعددة، هناك؛ والنوتية يستبشرون هيييييييي!. فلا تتعبوا نفوسكم في البحث عن المعارف في مكان أخر. غيري. أيها الإخوة الجدد. ولا تتركوني كما تركني آخرون وغابوا في الصحراء من الذين تاهوا بسببي. تخسرون تخسرون. مزيف كلّ من خرج على مخطوطاتي. أخوة إخوة: سيان لو تعلمون. وسترون إذا ما أوتيتم قليلا من الفطنة الحامضية؛ سترون!
- هوووووو!
- ملعون ملعون.
- ملعوووووون!
- ما ترون هنا هو ما يكون؟
- ما يكووووون!
- أنتم أخوتي الذين أعرفهم في الأقل الآن.
- إخوة.
- متوجّسون.
- هوووووووووو!
رغم أنه لا يمكن التأكد مما حدث على وجه الضبط. لكن القراطيس المنقولة لدى إسحاق هي التي وصفت بعض ما كان فيما بعد: نحن السراب الكوني الوحيد المتبقي على الأرض. الهائمون بعد كلّ عصف كوني. الموغلون في الوقت. التاركون خلفنا ظلالا عديدة. ومن كان منا بلا ظل فقد بعث حتما. يوسف أيها الوسيم بيننا الطيب، نم قرير العين؛ لن يأكلك احد. قد تكون مجرد حكايات كاذبة نسطرها من حكايات القراطيس؛ كلمات رصفت للعزاء؛ لكنها كلّ ما تبقى من المحنة على أية حال. ولا شيء مؤكد في تلك الحقب الأولى من الظهور ولا في الحقب الأخيرة من الزمان. لازمان لو كنتم تعقلون قليلا. لكنكم لا تدركون. خرجتم جميعا بطريقة ما بعد الاهتزاز الأخير، وفي وقت يصعب تحديده الآن.
لحظة ملصنا من جوفه، لم يكن مرئيا تماما بالنسبة لنا، بدا هلاميا متماوجا وسط فراغ عميق وما كانت الأرض لتهدأ إلا قليلا: هذا ما أثبتناه بعد مداولات طويلة في ليل صحراء حالك. وكنا نسمع مخاضه المتعالي وخواره الضخم عن بعد: هوووو! هوووو! فكانت الأصوات هي كلّ ما تبقى من عملية قيصرية ناجحة. من كان صاحب المبضع الحجري ومن كان يحمل سكينا حجرية صلدة؟ من كان المعرفة فليلحق بإسحاق.
كان الدم يلطخ أجسادنا جميعا: عراة تمرغنا بالرمل الحار، ونحن نلقى من جوفه متصارخين ككتل لحمية حارة. من أين جيء بهذا الدم ذي الرائحة العفنة التي تذكر بإطارات سيارات تحترق؟ وأية قوة عجيبة تلك التي لفظتنا هنا؟ دعوني أحدق ولو قليلا بما حدث من اجل التوثيق: هذا ما كانت تهتف به حيونه لأول مرة.
- حيونه!!
- من قال إني حيونه؟!
- أسماؤكم محفورة هنا في وعلى صدري.
- لا اسم لي أنا.
- ليس مهما، لنبتعد الآن.
- ولم؟! دعني أرى ما كان.
ولدنا كبارا بشوارب ونهود؛ هكذا، قدرنا، نحن الخارجون من جوف جدار وحيد وسط صحراء غاضبة. وحينما فتحنا أعيننا عن آخرها لنعرف ما الذي جاء بنا إلى هنا حقيقة، وحيونه تعوي كطفل رضيع؛ وجدناه كائنا متحركا صغيرا يهدر في مكانه، كأنما صنّع لأفلام خيال علمي بالأسود والأبيض؛ إذ يصرخ بذلك الصوت الذي يشبه صرير عربات قطار تتوقف عن آخر محطة؛ ويلوذ بنفسه؛ كأنما يريد التوقف عن هذه العملية؛ ما جدوى ما يحدث لي ولهم؟ ماذا يمكن أن اكسب من وراء كلّ هذا العناء لي ولهم؟ لماذا نكون (أنا) وهم؟ والدم لما يزل سائلا من شقوقه المفغورة مغطيا مساحة كبيرة قبالته. هيا ابتعدوا عني أيها الأبالسة الصغار! ولّوا!! لم يعد ثمة ما أمنحه لكم بعد ذلك. طناطل بشرية ملعونة. الإبل نفقت، والبحار سجرت، والخيام اقتلعت، العذابات ابتدأت، والدنيا ضباب شتوي كئيب. كلّ ذلك من أجلكم. صحراء مولولة تكاد تتخطفكم وريح صرصر آتية. برذون الكراهية قادم تحت رقبته جرس ذهبي رنان. درن درن درن. غيبوا عني الآن . اعتمدوا على أنفسكم من هذه اللحظة. هوووو! فصاحوا معا: هوووو!!
لم يكن ثمة ما يسمى بحائط منشم: هذا ما اصطلحنا عليه بعد مدة طويلة من العدو في البرية. كان اسمه هوووو منذ البداية. لكن منشم اختنا الكبيرة –هذه- هي التي رعت حيونه خاصة هي التي أطلقت عليه أسم الحائط المقدس، وهي التي ترنمت بأولى الحمل عنه: أبانا هوووو الساكن وسط الصحراء إليك مني سلام هوووو الفائز بالتوحد، هوووو الأم الرؤوم الحجرية. هدهديني. موشكا موشكا: نحن الذين غرقنا بنور كلّ شيء في البداية. أيّ ظلام يحيط بنا وسط صحراء لا متناهية شنينية؟ ها؟ هل تعرفون؟
هيولى ما قبل التكوين؛ يطلق فحيح قاطرة خضراء قديمة تعمل بالبخار. من الصعب التأكد من حياتيته على أية حال: هووووو! هوووووو! كان أول ما عرفنا. أما إسحاق فيدعي أنه يعرف المزيد. هاهو حائط مجرد جدار متوحّد وسط صحراء حارقة. بال السنطور على عقبيه لأول مرة، فهللت منشم دون أن ندرك ماذا يعني ذلك؟ وكانت الأرض قد هدأت قليلا، والسماء بانت كما الصحفة السوداء الخالية من النجوم.
- حلّ الليل.
- وما الليل؟
- سترونه كثيرا.
كانت البداية ريحا تعوي تتخللها أصوات ذئاب جريحة، ونواح نساء بعيدات، خلفنا، دائما. عرفنا أنها أصوات نساء وذئاب بعد سنين من ولادتنا. منشم الوحيدة التي نادت بنا: ذئاب ذئاب! لنركض لنركض هآآآآآآ! هآآآآآآآآآآ! فعدونا بقوة على غير هدى خلفها، ودون أن ندرك ماذا يعني عواء الذئاب وصراخ النساء: يبوووووي وووو يبووووووو!! تتخطفنا الطرقات وتلتهمنا المسافات تلو المسافات. وسيلة الاتصال الوحيدة بيننا هي التخاطر.
إلى أين؟؟
أقدامنا وما تتخبط
كلّ الطرقات واحدة، تقريبا
أركضوا من اجل أنفسكم
وما أنفسنا؟
من الصعب التأكد أنه جدار مبني من حجر وملاط قديمين؛ وقد فعل بنا كلّ هذه الأفاعيل؛ هذا ما كان يلوح لنا في الأفق المبهم في الأقل؛ وهو يلوب بتلك الطريقة الغريبة التي تشبه حركة إخطبوط بحري كبير، فيطلقنا من جوفه المبقبق، الواحد تلو الآخر، مثل آلة صناعة مشروبات غازية بدفعات فوضوية: تكتكة زجاجات مملؤة حولنا في كلّ وقت.
من ولد أول مرة، ومن كان الأخير؟ هذا ما لا يمكن معرفته أبدا. نسقط فنركض حال ملامسة أقدامنا الأرض الرملية. ثم نسقط من جديد. لا عثرة لكم. من يتعثر ليس باخ صالح. ولم نكن نعرف من قبل ماذا يعني الرمل وماذا تعني العثرة؟ منشم من علمتنا ذلك وقت العدو. وكذلك أين يعيش البحر؟؛ البحر أخت الصحراء كلاهما ولدا من جدار واحد. نقول ذلك الآن من اجل تقريب الفكرة فقط؛ فكل ما رصف حدث قبل زمن طويل من الجري واللهاث والتفكر اللامجدي غالبا. هذا ما خبرناه بعد لأي.
ربما ولدنا دفعة واحدة او توأمين توأمين، أو مجموعات مجموعات، على شكل دفعات متناوبة أو غير متناوبة. زرافات ووحدانا. كم كان عددنا بالضبط؟ يصعب الإجابة عن ذلك. ربما تعلم منشم ذلك ولا تقول لنا؛ أو أن إسحاق كتب جميع الأسماء ولا يخبرنا. لم نسأل عن ذلك أبدا. تقول منشم اختنا الكبرى: نحن عشر مليون مائة ألف اثنان وستون يزيد مائة ألف او يقل لا احد يعرف بالضبط. وحتى السيد الوالد الجدار العظيم لم يقل شيئا في هذا الشأن. لا تسألوا عن ذلك فتسيئوا الظن بوالدكم وبأنفسكم. وسيروا من أجل ما ترون وما يبدو لكم. هذا إنْ كنتم تريدون السلامة في الأرض فتعلموا كلماتي المائة. فأنا كما تعلمون أعرف الواحد والواحدة منكم من قفاه؛ فإن رأيت وجهه فهو كتاب مفتوح. ولا أريد لكم إلا السلامة في الصعود إلى السلام الأخير.
- وما السلامة يا منشم؟
- أن تركض حتى آخر الأرض، ولا تلتفت إلى الوراء مرة واحدة.
- وإذا حدث والتفت احدنا دون أن يقصد ذلك؟
- حلت عليه لعنة هوووو!
- وما اللعنة؟
- يغيب عن الأرض ألف عام، ثم يولد ليواصل العدو من جديد.
- هوووووووووو!
بيد أن سؤالا واحدا علق فينا منذ البداية: لم خلقنا بهذه الطريقة من دون الناس وفي هذا الزمن بالذات؟ ومن سيصدق ذلك من الأرضيين الذين سنقابلهم ممن ولدوا من بشر عاديين مثلنا؟ وكيف يمكننا اكتشافهم من هوووووو بعد عقود من العيش الراكض اللاهث؟ هذا لم نعلنه للآخرين قط ، فكان سرّا بيننا، نحن أبناء وبنات الحائط كلما رأينا بعضنا نادى احدنا الآخر: يا أخي أو يا أختي: هووووووو! ننام بلا أحلام طبعا.
وبعد برهة من الزمن غير محددة، كان الحائط في ذاكرتنا ومنامنا بحرا أسود هائجا يشخر بصوت غريب في عمق صحراء لا نهاية لها. هووووو مجرد حائط متوحّد ولدنا منه لكنه سرّ وجودنا كلّه. المهم: ما أنتم عليه وما هو عليه. الخائف عندنا من تطارده نفسه وتطوح به أهواؤه. لم يُفعل بكائنات شبه بشرية مثلنا كلّ ذلك؟ لم يحدث من قبل ولا من بعد.
ربما يكون بعض ما تبقى من بناء ما وسط وحشة كونية عارمة. لا يمكننا أن نعده حائطا: هذا ما اتفقنا عليه للتعريف به. ومنشم تحاول في كلّ مرة تنتابها الغشية أن تمنحه صفة ما أو تطلق عليه أسما. شنين كان محاولة غير مهمة ولم تستمر بيننا. هي وحدها من تفعل ذلك. أما هذا الإسحاق فإن له حكاية أخرى مع حائط منشم.الأسفل من الجدار مملكة دفينة. حيونه السوداء الغريبة على عرش مذهب أراها فرزين أخرى يحيط بها جن ناري كبير ينفث بخارا أصفر. مكبلة حيونه بسلاسل حديد صدئة لا تشبه ما نعرف ولا نأمة صوت واحد. لا طيور في السماء يومئذ تبكي حظها العاثر في المجيء إلى هذا المكان. كنت الوحيدة التي تحلم في الجماعة. فصرخت حيونه : أنتم تهينون أبانا. هوووو. جدار جدار. لا لا . كانت أكثرنا عويلا وبكاء ورغبة في البقاء وسط الصحراء لمواجهة مصيرها. لذلك عمد الجميع على حملها على أكتافهم مسافة طويلة بعيدا عن مكان الولادة المفترض، ووجدنا صعوبات جمة في أقناعها بالرحيل معنا خاصة أنها كانت تتسلل خلسة في محاولة للعودة إلى الجدار، مما استدعى منا مراقبة دائمة لها. وكانت رحاب الأخت الكبرى تسير في المقدمة عارية.
قال: ولّوا! هل تفهمين؟
هوووو!
قال: لا أريدكم هنا.
هوووووووو!
قال: اذهبوا عني يا ملاعين!
ونحن نودعه بتلك النظرات الجماعية، مشدوهين، بدأ يتحرك قليلا قليلا؛ كأنما يلقي علينا تحية غامضة: وداعا، أخيرا، أيها الأولاد والبنات. ستأتون إلي مرة أخرى حتما. في زمن ما. آخر. أعرف ذلك جيدا. أنا لا أكرهكم لكنها السنن والعلامات والأسماء. كم هو عددنا يا أب؟ كم هو عددنا أماه؟ أأنت أمّ أم أب؟ من نحن؟!! من الصعب معرفة ذلك، بسبب هول المشهد، حيث كان كلّ واحد منا يلوذ بروحه ساعتئذ.
حيونه وحدها كانت المشكلة.
- أريد أن أبقى هنا.
- يمعوده!
- بكيفي!
- لا مو بكيفك.
- عودين ليش؟
لكننا ومن اجل الحالة الولادية يمكننا أن نتذكر البعض منا فقط.. ما من ساعة محددة وما من وقت مفهوم لنزولنا إلى الأرض من اداجوبا2. قد نذكر لكم أوصاف او بعض سمات أولئك المولودين معنا دون أن يكون لهم أسماء أيضا. تحتاج الأسماء إلى ذاكرة قوية على أية حال. وما نذكره لكم يتعلق بمجموعة واحدة؛ أما الآخرون فربما ينوب عنا أشخاص آخرون لسرد الخلق والسيرة والطوية. ولا حاجة بنا أن نؤكّد على ضرورة أن تتطابق الرؤية بيننا دائما.
كان الحائط هوووو هو الأم والأب بالنسبة لنا. أما آخرون فربما يعدونه إلها او طوطما او أي شيء يناسبهم. وهذه قضية ليست خلافية كما تلوح دائما. لكنه بالنسبة لنا – في الأقل- هو كلّ ما نعرف منذ أن وطأت أقدامنا الأرض ونحن نمسح عنا دم المخاض. يقف متوحدا تحيط به كثبان رملية متطايرة. رمل حار يكاد أن يبتلعنا جميعا. وربما غاص البعض منا فيه ممن كانوا على مقدار قليل من القوة على المواصلة، ثم غابوا.. من يدري؟ بدا كلّ ما حدث مهيبا كقيامة جديدة.
أن نولد من جوف حائط واحد عجيب؛ كالنظر في بضر حجري نخرج منه سراعا وسط صيحات خافتات تنطلق هنا وهناك: رحم عميق من سواد عدمي مطبق. كان هولا مفاجئا برغم فداحة ما تعلمنا من غرائب. مزحة زمان أرضي مبهم فينا: من هنا تبدأون، ومن هنا تكونون؛ أعجوبة للعالمين الأولين والآخرين: أيها الأغرار الشنينون؛ حفاة عراة مشدوهين، تركضون على أرض زلقة، حتى الهاوية، دون أن تفكروا بالتوقف لحظة للاستراحة أو التأمل. أما ذلك التذكير بالعودة إليه فقد كان أشد هولا. لم نعود وقد تلقينا ما يكفي من غموض في الوجود؟
- لن نعود أبدا.
- بكيفك!؟
- سينسانا.
- ربما.
- مثله لا أظنه ينسى.
- كيف عرفت؟!
- هكذا أخمن أنا.
- مشكلة مشكلة!!
- وكيف نعود إليه وقد ابتعدنا عنه كلّ هذه الأصقاع والقرى والمدن؟
- هو الذي سيلحق بنا.
- هو؟ كيف؟؟
- في نومنا.
- لا أحلام تراودنا!
- في يقظتنا.
- في قيامنا وفي قعودنا.
- أو بأية طريقة يختارها هو.
- هوووو!!
تتخطفنا طرق رملية، شتى، كأنها خرائط غير منتظمة. لا نسأل أقدامنا عما تجوس. و لما تزل تعوي خلفنا ذئاب برية شرسة: ووووووووووو! وووووووو!! من مثلنا؟! جئنا من حائط واحد غريب في ساعة واحدة عجيبة. هل أرسل ذئابه خلفنا من أجل أن نركض أسرع وأسرع. ماذا لو تركنا حيونه تحت رحمة الذئاب؟ ومن أدرانا أنها ذئاب حقيقية فربما تكون مجرد أصوات مكبرات صوت أرسلها لأخافتنا فقط. أي أب هذا؟
- ما هو بأب لنا.
- فماذ1إذا؟!
- أم؟
- وما هو بأم أيضا.
- ماذا يكون إذاً ؟!!
- جدار مجرد جدار. ألا تفهمون؟
- هوووو أنديرا
- هوووو! أنديرا
لكل مولود من الحجر طريق ووحل وشجر: هذه مفازة متوحدة خاصة به. لن تلتقوا أبدا إلا بالمصادفات. فتعلموا أن تغتنموا ذلك جيدا. خرائط اجتماعية قد لا تتكرر المصادفة مطلقا. وقد تعيش بلا مصادفة أيضا. تحمّل قدرك المضني وحدك. ولا تخبروا غريبا بشأنكم فيشيع خبركم في الأرض، فيتخطفكم الناس غيلة. أحفظوا ذلك تماما، أيها التائهون في الفلاة. الممسوسون بالسوية. الذي يعرفني فقد عرفني ولا يصاب بأي أذى مهما كان عميقا: إزالة الصدأ أو القذارة عن المرآة ضرورة: اوبادهيس وصولا إلى فيدانتا التي ما أن تنتهي بنظافة المرآة حتى تبدأ رحلة فايامستيكا التي احتاجها كلّ باحث عن المعرفة المطلقة! لكنكم في الآخر مرجعكم إلي. حتما. ولسوف تعودون. فلا تغرنكم الخروجات هذه ببهرجتها، ولا الدنيا باتساعها، ولا شم النسيم البارد الآتي من الشمال. لا تحسبن أنفسكم بمنجاة مني؛ سألحق بكم أينما تكونون؛ حتى تعودوا إلى الشقوق التي ولدتم منها، يوما ما، وإليها ترجعون. وهاأنتم تنظرون إلى هذه الهذيم فتحسبونها أمّا لكم وما هي إلا منشم التي تعرفون من قبل؟! يا لكم من بلهاء حقيقيين؛ أية حيلة تمارسون على أنفسكم؛ حتى هذيم هي من مولوداتي لو كنتم تفقهون حديثا. أما إسحاق هذا فله شأن معكم؛ وأي شأن. ها هي تغير من جلدها واسمها لتتبعونها.
لا احد يعلم على وجه الضبط: هل ولدتنا هذيم تلك المرأة الغريبة وسط صحراء عاصف؛ أم أننا تمخضنا عن ذلك الشقّ من هذا الجدار المزدان برفرف كسوة هفهاف سوداء مذهبة؟ هي من تدعي أنها ولدتنا وهي أمنا؟ هاهي تصرخ بصوت مبحوح: أولادي أولادي! لا تبتعدوا عني فتحيط بي غصة الثكلى، وكونوا لبعضكم سندا، وإن تفرقت بكم السبل، وتشتتم في أصقاع الأرض. الزوال الزوال. وإن حارت بكم الأحداث ومارت بكم السنون. مرجعكم إلي إلي وأنا أمكم هذيم فلا تنسوا.. ومن ينسى أمه؟! هل تصدقون حجرا يلد بشرا. خراطيش إسحاق الستين، أنتم من المعتوهين حقا لو ورد ذلك في عقولكم. هيا حدّقوا فيّ مليا: ألست عجوزا وأنتم شبانا وشابات؟ هه؟ دققوا! أنا أمكم الحقيقية إذا، فلا تتفرق بكم الدعوات الغريبات لذلك الجدار المليء بالجن. هيا أحملوا أختكم حيونه: فايامستيكا! ربما كانت هذيم واحدة منا؟ وقد نصبت نفسها أما لنا. هذا ما لا يمكن معرفته حقيقة، ولا التحقق منه - أعذرونا!- أو أسألوا الجدار إن أردتم مزيدا من المعلومات. إذا كانت قد ولدت معنا فلم كلّ هذا الشيب على مفرقيها؟ حرنا. لكننا علينا الابتعاد من اجل سلامة أرواحنا؛ فهذا هو أفضل ما يمكننا فعله الآن.
يمكنكم أن تفعلوا ذلك في أي وقت قبل أن نبتعد كثيرا وننسى. اكتبوا أسماءكم في ورقة منفصلة للتمييز. ومن كان مؤمنا فالجدار سيحدثه بما يريد.. هه؟ حجر يتكلم أية أضحوكة. وأما من كان جاحدا فلن يرى غير حجر وملاط. فعل ذلك بعضنا وخسروا. ثم سكتوا إلى الأبد. لكن الجدران لا تنطق في هذا الزمان. ربما هي متكلمة بما كان في أزمنة غابرة. جدار مجرد جدار ولا تصدقوا غير ذلك.
ها قد ولدتم من دم القديم: ثيابكم دم، خطواتكم دم، أصواتكم دم، نومكم دم، ويقظتكم. ولا شيء غير الدم. وكلّ ما تراه في هذه القراطيس الستين يا إسحاق، أنت!، أيها الولد الأملس، وآخر من روى لنا حديث الجدار؛ هو محض محاولة للتكشف؛ قطرة من بحر هائج مائج. ماذا تريد أن تقول؟ يوم حوصرت الأسوار العنيدة فصمدت صمود الجبال، فما كان من الأحبار السحرة إلا أن يطوفوا بأبواقهم حولها، حيث انهارت الأسوار الضخمة واحدا تلو الآخر فدخل الجيش المحاصر المدينة وأضرم النار فيها بما فيها من وممتلكات وبهائم ولم تسلم من ذلك الحريق إلا العاهر رحاب. أنت لا تعرف المزيد يا إسحاق، ومن يدري، ربما تكون من الكاذبين أيضا.
- أهذا جزائي حينما أنوّركم؟
- لا.
- ماذا تريدون مني؟
- أكمل.
- وأمنا هذيم يا إسحاق؟
- لتذهب معكم عن شاءت كذلك. أمنا هذيم: مكتوب في القراطيس لا أم لنا..
- من شاء منكم فليستمع، ومن شاء فليعد إلى الصحراء. لست مسؤولا عنكم.
- وأبونا؟
- هوووووووو.








#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشظي الدكتاتورية، تطبيقات الشرق الاوسط الجديد
- تلال القادم/رواية فانتازيا الفصل الرابع
- تلال القادم/ رواية فانتازيا: الفصل الثالث
- عدميات
- صلاح شلوان:عالم الميناتور في ميسان
- تلال القادم/ رواية فانتازيا: الفصل الثاني
- الواقعية القذرة العربية.. آتية؟
- تلال القادم/ رواية فانتازيا: الفصل الاول
- مراجعات غير مطمئنة لعالم محمد خضير( محنة الوراق)
- لم يتبقَّ لدى نوح من ينقذه
- بانوراما ليل سعدي الحلي
- عجز مكتسب: قفص حديد امن البصرة
- على ماذا يراهن المالكي في الانتخابات القادمة؟
- زخرف: ملحمة ظهور محمود البريكان مؤخرا
- الأدب السرياني العراقي دليل مضاف على وحدة الثقافة العراقية ا ...
- تعليم الببغاء صوت إطلاق الرصاص
- عراق ما بعد الأربعاء الدامي.. ( المشروع الوطني العراقي) امكا ...
- اثنا عشرية آدم
- العراقيون في الداخل/ يستغيثون لتدخل العالم: scandl الأربعاء ...
- (خرنقعيون): لن تنفعهم كريما الوطنية


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - تلال القادم/رواية فانتازيا/ الفصل الخامس: احافيرهووووو