أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - زخرف: ملحمة ظهور محمود البريكان مؤخرا















المزيد.....

زخرف: ملحمة ظهور محمود البريكان مؤخرا


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 21:14
المحور: الادب والفن
    


عندما ظهر لأول على مرآتي
رآه جميع من حضر
لم يكن الأمر سحرا
وما هو بخداع بصر
الرؤى وحدها: المعذّبة بالقادم
هو
محمود!
لم يكن يتوقّع؛ ما كان
أنظر إلى دموعه التي تختفي في تجاعيد السبعين
كأنما يبكينا لآخر مرة
وهو يرانا أرجوكم!
لا تفرحوا بدهشتكم العارمة
دعوه دعوه!!
"محمود يا محمود!"
لا مكان للانتظار
وليس ثمة حافلة قادمة
وما أسوأ أن ننتظر هناك!
كلّ هذا الوقت البليد
لا ليل/ لا نهار
حالة تشبه الهوي
لا تعذّبوه بأصواتكم الخشنة
إنه في صالة موسيقى التاسعة
ألا تسمعون؟ لا أحد غير الأصوات الحانيات
هنا
سسسسسسسسسسس!
حسيس شجر وما من شجر
وما من اخضرار: خلاء في إثر خلاء
لا ماء لا ماء
آه كم أحبّ الماء
أنا، منذ هاجرتْ لم أذق طعم الماء
وأنا الذي كنته باشتهاء
صيّرت كلّ ما كان إلى ماء
وكلماتي ندى
لكن العالم كان كلّه قحط دهوري
واصفرار في إثر احمرار

واحمرار في إثر اصفرار

هآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
هوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

همممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم

وما كانوا مثلي ولا ذابوا معي

في هذا الأتون: صرير أبواب

صصصصصصصصصصصص!

نجيع هذا البله الجديد

يأتي ولا يرى

من تكون؟ من اكون؟ من نكون؟؟
وأنا
لم أذهبْ يوما إلى الصحراء
هي
التي
جاءتني ، بغتة ؛ امرأةًَ عاريةَ
من صحراء
ماء لازوردي رقراق

تحبو: ثديان متدلّيان
رمانتان مزهرتان: حلمتان خطتا على الأرض كتابات الأولين
نهران بلا ماء
شبقية ،كانت، تلك الآتية من سراب
شرقية بكل الأبعاد
من الحسن هنا ، يا صحاب، أن يكون بعيد وقريب
طويل وعريض علوٌ وانحدار
آه, ما أبشع أن نعيش ببعد واحد
في انتظار
كان ويكون
ربما في أماكن أخر
ولا أحد في الرواق
أبدا
لا يتصل بك أحد
شكرا للذي يدعى الأقدار
ما كنت أعرف قدري
هذا هو العذاب
وما من عذاب!
شاشتك بيضاء
لا أحد لا أحد
يا محمود!!
أنظر جاءت جاءت ، محمود!
تتلعثّم بالكلمات
كأنما بها مسّ من كشف جامح بالحروف
وفي أول مضاجعة للنقط المتباعدات
أشهرت حبي
من الفم
إلى الفم
من اللسان إلى اللسان
هكذا نتعلّم :
التذكّر والنسيان
سيان
ما كان, وما كان
يا محمود
دائما
نقطة
نقطة
من الذكر المنتصب في المدى
نرى ما يكون
وما لا يكون
فنكون
وعلى جسرٍ لحميّ بين الكاف والنون
نتعلّم الكلمات في دروب حروف مبهرات
وما هي بحروف
سماوات في إثر سماوات
ألم نكن في البدء بضع كلمات؟!
أولم اكُ حرفا شمسيا هوى من جيب كاهن تائه آخر ؟
وما نتعلّم غير هاوية
ما
مثل ثقب أسود سحيق
معا
معا
كنا
معا!
خديعة العالم والذات
فلتتعلّم طريقة التقبيل من الفم
يا محمود
في هذا الصباح الماطر
من كانون
أراكم في هذا الشهر
يا صحاب
أرقبكم في كلّ مساء
السكين والطعنات لما تزل في صدري
الدماء
العواء
كلّ العواء البشري القديم
أنتم
الآتي من جوف الحروب
ولربما نعود بالحنين إلى البعيد
الأول
والغريب
والثاني
وووووووووووووووووووووووووو!
ياللأنين
القتلة
المجرمون
ذبحوا الميم
الذاهبون إلى حيث لا أحد بالانتظار
الفناء
المعذبون بالأسئلة وأسواط الفرار
ولا فرار
لا معرفة عندهم
ولا أحد معهم,
لا يرون,
أبدا
شيئا ما
وهنا مكمن العويل
واووووااااااااااااووووواااااووووووو
الباعث القشعريرة: شتاء الكون
الحامل المشعل العدم
ذاك الذي كان :
كانونان
يتفلّت من الأيادي كلّما حاولت
برد عجيب
وحينما قدمت يا محمود
احتوتني بيديها الناحلتين السمراوين
كي أتدفأ وكي لا أغيب
لا أريد أن أغيب!
ما ألعن أن نغيب!
تعلمت الحروف كلّها؛ كي لا أغيب
وضمتني إلى نهديها ضمّتين
وشمّتني شمّتين
لكنّي من وحشة العالم
تذكرت زخرف القول
وخشيت العَوْدَ
حاولت أن أغيب..!
لكنّ الوقت قد أزف
ولا رحيل
ما من دروب هنا
غير الزحف إلي
القرب مني بالتشمم والاستنشاق
بعد كلّ ما كان
على حين غرّة
قبلتني من جديد
كما لم تقبّل أحدا منذ ألف عام
من الفم
إلى الفم!
لأول مرة
بوسة من رحيق
سحبت الشفة السفلى حتى أدمتها
ومصّت الدماء
حسنا مازال فيّ بعض دماء!
كانت تريد أن تتعلّم السرّ في الكلمات
مني
وما تعلّمت
وما اتعظت
آآآآآآآلآآآآآآخخخخخخخخخ!!
كانت الصحراء من اكثر الأشياء المتزلّقة عني
كانت الصحراء هي جلّ ما أعرف
وأنا كلّ ما تعرف
كانت الصحراء ، هي ، كلّ ، ما ، تكون
وما أكون
(ن)
من العار على البدوي المتفرّس الخجول
أن يكشف كلّ ما يكون
الآن
ولكن
للنهاية متاهات قاتلة
وللمعنى
كذلك
كانت
جسد من رمل حار
واشتعال من شرر
وانبهار
ووحشة ما بعد المضاجعة
في الظهيرة السماوية
واللهاث المرّ الفريد
سكون مطبق
لذيذ
كانت
في إثر كلّ مرة
صحراء
وكلّ ما املك
هي
هنا
ولم أكٌ املك شيئا
هنا أو هناك
بعدها
(ن)
كانت روحي مقبرة عجوب
يعرف البدو
كيف تكون الريح حارسة
ولمَ تنبح الكلاب ليلا
والرمل يملأ الحذاء
كان حذائي هو صحرائي
أيضا
يا محمود
وكنت لا أجيد السير في حذاء ملؤه الرمل
الغريب
لكني أسير،
وخطاي غير الخطى,
أتعثر وأطيح
وصحرائي غير الصحارى الفارغات
بقع المني على لباسي البدوي المهلهل
تنفخني ريح
تطيرني ريح
نهر من سراب
كلّ التجاريب
من سرف الدبابات الآتيات
عبر البحار
إلى (الهمر) المكفهر الذي يزأر بكم
الصفر القاحلون في النهار
الفارغون في الليل
علب بيرة مبعّجة
أراهم
أراهم
نخوض
ويخوض المجنون النباح
فينا
(حيمر)
من جديد
من العالم إلى العالم : غبار غبار
لا شيء سواه
وبكيت دما
وما بقي بي قطرة دم!
لكنْ أشهد بان الصحراء
كانت فارغة جدا
ولم أرتو من مضاجعة واحدة
(ن)
لم تكن تعرف ما ينبغي على الرجل أن يكون
وكطيف تضاجع والطلقات مغروزة في البطن؟
على سرير أسود هناك
لماذا حدث كلّ هذا الهوى؟
لم كلّ هذا الهوي ؟
ومن أين جيء ـ مرة أخرى ـ بالجنون
في وحشة من فراغ
غريب يتجدد في كلّ عقد
في العيون ،
فيكون
أنا اكتشفت بعد زمن من اليباب :
أن ليس ثمة فراغ ؛ بل أن فراغ الجسد أقوى
من الفراغ
وتلك آخر اكتشافاتي
يا صديقي
هي آخر من كشف لنفسي :
جسد بدوي عاثر ضعيف
من جديد
أريد
آآآه
لا أستطيع!
من أي مكان جاء الرصاص ؟
والأحشاء نزيف
كانت البطن الضامر ممزقة
والرجل الأميركي مذبوحا بالطلقات
من أي مكان جاء ؟
وإلى أي حلم أهوج قادك؟
(ن)!
شهدت ذلك أيضا
والشعر الأبيض القطني المتطاير
احترق من البكاء
في أرجاء الكون شعرة فشعرة
ولا حقيقة
هنا
ولا رثاء,
غير أن من كان يريد أن ينأى بنفسه عن الخرء الدائم على الأرصفة
يستطيع
وما كانوا واحدا
وما كنا جماعة
وما كنت وحدي
لكنها : الفذلكة في المغادرة
يا صديق
الزخرف
والمغيب .
كم أرغب أن أغيب..
الآن
السير بعيدا عن الخطى المعروفة
ابتعد عن الروث أولا
وتعلّم
وانظر طرق الخرء الآدمي المتيبّس
ما كنتُ جاهلا بكم
وما أنا بخجل منكم
(أمّداكم)!
لكنها الروح!
من جديد
ومن ذا الذي هيّأ نفسه لتلك الليلة الغريبة ؟
ربما كنا اكثر من واحد
وربما كانت وراءهم (واحدون)
كلّ الذين غرزوا السكين
غابات من فزاعات بلا قبّعات
أريد أن أعرف ، من يخبرني؟
محمود
لا أحد
هل قطع الاتصال؟
(أمّداني)!!هل نسيت؟؟
محمود!
أم أن العالم هو غير ما كنت أظن
يا للظنون الكاذبات
(ن)
آخر الظنون
زخرف الكون
لوحشة الروح
لو تدري يا محمود
لم يكن جسدا أنثويا
كنت احتضن فزاعة الحقل
في ممر الآيلين إلى الغياب
محمود
في كلّ مكان خديعة
في كلّ وقت غرابة
لكن
الذي لم أظنه
هذا الغياب
محمود يا محمود :
كلّ الثوابت فاسدة .
كلّ التحول غريب .

ــــــــــــــــــــ
(*) يقصد بنداء محمود يا محمود: القاص محمود عبد الوهاب صديق الشاعر المقرّب



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب السرياني العراقي دليل مضاف على وحدة الثقافة العراقية ا ...
- تعليم الببغاء صوت إطلاق الرصاص
- عراق ما بعد الأربعاء الدامي.. ( المشروع الوطني العراقي) امكا ...
- اثنا عشرية آدم
- العراقيون في الداخل/ يستغيثون لتدخل العالم: scandl الأربعاء ...
- (خرنقعيون): لن تنفعهم كريما الوطنية
- الإسلاميون العراقيون: (جبل التوبة) وماذا بعد؟
- لا يصلح العطار ما افسده الاميركان!
- رماد قديم / نصوص لم تنشر كتبت إبان الحرب العراقية الإيرانية
- غرف البالتوك والمنتديات العراقية
- مع الشيخ الدكتور احمد الكبيسي و الصمت على مدير المجاري
- ما تبقى من عازف الساكسفون قراءة عراقية في مذكرات بيل كلنتون
- شكل الدولة القادم في العراق
- البريطانيون: لا حللتم أهلا ولا وطأتم سهلا
- منظومة امنية اميركية جديدة لمنطقة الخليج العربي
- هل يعي (المالكيون) الدرس
- من اجل إصدار قانون للاحزاب في العراق
- المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح
- باركنسون عربي مزمن
- هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - زخرف: ملحمة ظهور محمود البريكان مؤخرا