أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك














المزيد.....

مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا حديث خلال الأيام الأخيرة؛ سوى عن المبادرة التاريخية؛ التي أقدم عليها القضاء البريطاني؛ عبر إصدار مذكرة اعتقال في حق رمز من رموز الإجرام الصهيوني في قطاع غزة ( تسيبي ليفني).
لكن السياسة دائما تفسد ما تبنيه الحضارات و الشعوب لقرون؛ و هذا ما أكدته تصريحات رئيس الوزراء (براون)؛ الذي طمأن الإسرائيليين واعدا إياهم بإدخال تغييرات على القانون نفسه !!
نحن هنا لا نريد أن نتدخل في الشؤون الداخلية لبريطانيا؛ و لكن من حقنا أن نناقش هذه الخطوة المجنونة التي أقدم عليها رئيس الوزراء البريطاني؛ و الذي لا شك أنه سيؤدي ثمنها غاليا –كما هي عادته- أمام الرأي العام البريطاني؛ الذي نحترم مواقفه الشجاعة تجاه مجموعة من القضايا الإنسانية العادلة؛ سواء تعلق الأمر بالقضايا العربية و الإسلامية أو غيرها؛ و ننتظر منه أن يثور في وجه السياسويين؛ الذين يريدون الإساءة للشعب البريطاني العظيم.
لكن الضريبة الباهظة الثمن هي تلك التي ستؤديها بريطانيا على مستوى صورتها أمام شعوب العالم؛ فقد تحول رئيس وزرائها إلى رئيس لدولة عالم-ثالثية؛ تقيم الرقابة على القضاء؛ و تمنعه من ممارسة سلطته؛ تحت ذرائع سياسوية واهية .
إن الدلال المبالغ فيه؛ الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية في علاقتها بالكيان الصهيوني؛ هو الذي حطم صورة الديمقراطية و الحرية؛ التي كانت تتمتع بها في العالم؛ و حولها إلى دكتاتورية مقيتة؛ تمارس الحروب الاستباقية على الشعوب الضعيفة؛ إرضاء للنزوات الصهيونية؛ و نفس هذا الدلال الذي يريد رئيس الوزراء البريطاني التعامل به مع الكيان الصهيوني؛ هو الذي سيحطم كل ما ناضل من أجله الشعب البريطاني عبر تاريخه؛ و سيحول بريطانيا العظمى من بلاد تتمتع باستقلالية قضائية لا مثيل لها في العالم؛ إلى بلاد متخلفة؛ تتدخل النزوات السياسوية لتغيير قرارات القضاة؛ لخدمة مصالح ضيقة .
و في هذا الإطار لا بأس أن نذكر؛ أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة(تسيبي ليفني) تعتبر من الموز السياسية الصهيونية؛ التي قادت عدوانا غير مسبوق على شعب أعزل و محاصر في قطاع غزة؛ و أقل ما يمكن أن يصدر في حقها؛ و في حق من شاركها في تلك الجرائم الإنسانية؛ هو مذكرة اعتقال؛ يجب أن تكون دولية؛ لو كانت هناك عدالة و مؤسسات دولية؛ لكن و في غياب هذه الإرادة الدولية لمحاكمة رموز الإجرام في العالم؛ كان قرار القضاء البريطاني حكيما إلى أبعد الحدود؛ و كان يجب على الساسة أن يتركوا القضاء يمارس استقلاليته؛ التي يمتعه بها الدستور البريطاني؛ في انتظار مذكرات جديدة قد تقدم على إصدارها دول ديمقراطية أخرى؛ في ظل المطاردة الدولية؛ التي يعيش عليها رموز التيار الصهيوني .
لقد ربح العالم –في الحقيقة- بصدور هذه المذكرة ملفين أساسيين؛ يرتبط الأول بالنقاش الحامي الوطيس؛ الذي ستثيره داخل بريطانيا؛ هذا النقاش الذي سيعيد إلى الواجهة قضية استقلالية القضاء عن السلطتين التشريعية و التنفيذية؛ و في هذا الإطار سيثير تصريح براون بتغيير القانون الذي سمح للقضاء بإصدار مذكرة الاعتقال؛ ننتظر أن يثير هذا التصريح زوبعة داخل الرأي العام البريطاني؛ و هنا لا بد أن نؤكد على التحرك العربي/الإسلامي داخل بريطانيا لتعميق النقاش بخصوص استقلالية القضاء؛ و التوجه في الأخير نحو تأكيد هذه المذكرة؛ مع استغلال الظرفية لإصدار مذكرات اعتقال جديدة في حق كل من رئيس الوزراء السابق (إيهود أولمرت) ؛ و ووزير دفاعه .
أما الملف الثاني الذي ربحه العالم بإصدار هذه المذكرة؛ فيرتبط بتوسيع الحصار أكثر على رموز الإجرام الصهيوني؛ مع ما يرافق ذلك من فضح للهمجية الصهيونية؛ التي مورست في لبنان و في قطاع غزة؛ تحت ذرائع واهية؛ كمحاربة التطرف و الإرهاب الإسلامي. و هي ذرائع روج لها الإعلام الغربي –بنسبة كبيرة- متجاوزا حدود المهنية و الشفافية؛ و من شأن إصدار مثل هذه المذكرات إماطة اللثام عن هذا التزوير الإعلامي الذي مورس؛ و من ثم إلغاء ورقة المصداقية؛ التي طالما تغنى بها.
كلها رهانات لن ننتظر –طبعا- الآخر لتحقيقها؛ و لكن من واجب النخبة العربية و الإسلامية أن تدعمها كل من زاويته الخاصة؛ لأن الحرب الحقيقية مع العدو الصهيوني؛ يجب أن تكون إعلامية؛ و قانونية؛ و فكرية؛ و ذلك عبر محاولة نزع الشرعية القانونية و الأخلاقية عن هذا الكيان الإجرامي؛ بفضح همجيته و عدوانيته؛ و الاتجاه في الأخير نحو إبطال الفعالية القانونية؛ لما يسمى بتهمة معاداة السامية؛ التي تقف بالمرصاد؛ لكل من تجرأ؛ و حاول الدفاع عن العدالة و القانون الذي تقره جميع المؤسسات الدولية . و لن تتحقق هذه الرهانات –طبعا- إلا عبر تكاثف الجهود العربية و الإسلامية؛ شعوبا و حكومات و أحزابا و هيئات المجتمع المدني .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة ديون دبي في نقد المقاربة الإيديولوجية
- أزمة المآذن في سويسرا في الحاجة إلى نقد مزدوج لثقافة التطرف
- الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و ...
- وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك