أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة التي تخفي الغابة














المزيد.....

حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة التي تخفي الغابة


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر عن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ السيد محمد البرادعي تصريح جديد؛ بخصوص الملفين النوويين الإيراني و السوري؛ و يتناقض هذا التصريح بالتمام مع جميع التصريحات التي أدلى بها لوقت قريب. و التصريح في جوهره يعلن عن مقاربة جديدة/قديمة للملفين معا؛ فبعد اللهجة المتفائلة و المشجعة؛ التي عبر عنها السيد البرادعي سابقا؛ و التي أدت إلى تلطيف الأجواء؛ في منطقة الشرق الأوسط ؛ التي كان يسيطر عليها هدير الطائرات الحربية نتيجة للتهديد الأمريكي/الإسرائيلي/الأوربي لإيران –بشكل خاص- بضربة عسكرية؛ إذا لم تستجب للمطالب الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم . بعد هذه اللهجة؛ يفاجأ جميع المتتبعين للملف بتصريح جديد للسيد البرادعي؛ يؤكد فيه أن إيران لم تستجب للمطالب الدولية بخصوص وقف التخصيب؛ و يؤكد بالحرف –حسب وكالات الأنباء الدولية- أن إيران لم تتفاوض بشكل جيد . و بالإضافة إلى إيران يوجه البرادعي نفس التحذير لسوريا؛ متهما إياها بعدم الالتزام بالتعاون اللازم؛ و بعدم تقديم معلومات حول المبنى المهدم .
إن التصريح بوجهيه –على ما يبدو- يفتح لصفحة جديدة /قديمة؛ في التعامل مع الحليفين الاستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط؛ و الذين يشكلان معا ما يسمى بمحور الممانعة؛ الذي يؤسس سياسته الخارجية على رفض الخضوع للقوى المهيمنة في العالم؛ و التي تستغل القانون الدولي و المؤسسات الدولية لحرمان الشعوب؛ من ممارسة حقها في التنمية و التقدم و الكرامة .
فهل يمكن اعتبار هذا التصريح المتشدد؛ بداية جديدة/قديمة ستحمل الكثير من التصعيد؛ بخصوص التعامل مع محور الممانعة ؟
لقد بدا بشكل واضح خلال الأشهر الأخيرة؛ أن السياسة الخارجية الإيرانية-السورية حققت الكثير من المكتسبات السياسية في علاقتها بالغرب(حليف إسرائيل)؛ فإيران استطاعت بحنكتها السياسية تأجيل البث في ملفها النووي؛ مع ما يوازي ذلك من ربح لوقت ثمين؛ قد تستغله في استمرارية التخصيب؛ مع اقترابها من امتلاك السلاح النووي؛ و في نفس الآن استطاعت تكريس حقها الطبيعي في امتلاك التقنية النووية لأغراض مدنية .
أما بخصوص سوريا فإن أكبر إنجاز يحسب لسياستها الخارجية هو فك العزلة الإقليمية و الدولية عنها؛ فعلى المستوى الإقليمي يبدو أن سوريا مستمرة في نسج علاقات استراتيجية متينة؛ سواء مع إيران أو مع تركيا؛ مع تحقيق انفتاح غير مسبوق على السعودية. أما على المستوى الدولي فقد نجحت سوريا في الخروج من التوتر؛ الذي طبع علاقاتها مع المجتمع الدولي؛ و خصوصا مع أوربا و أمريكا. و تعد الزيارة الناجحة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأسد إلى فرنسا؛ و ما طرح خلالها من ملفات تخص منطقة الشرق الأوسط ؛ تعد خير دليل على هذا النجاح .
إنها نجاحات لا يمكن إلا أن ننوه بها؛ باعتبارها نموذجا دوليا جديدا لقدرة الشعوب على التحدي و المواجهة؛ دفاعا عن حقوقها المشروعة؛ في مواجهة أعتى القوى الدولية؛ لكن الأكيد هو أن هذه النجاحات لن تستمر؛ من دون الاستمرارية في الدفاع عنها و عن استحقاقها .
في هذا الإطار يبدو أن تصريح السيد البرادعي الأخير؛ لا يخرج عن السياق الدولي العام الذي يسعى إلى تقزيم هذه النجاحات؛ التي أثمرتها سياسة الجزرة –في اعتبار القوى الكبرى- لذلك فاللازم هو العودة من جديد إلى سياسة العصا؛ عبر التهديد بشن الحروب الاستباقية الرادعة؛ و التهديد بالعقوبات الدولية الزاجرة؛ التي تستهدف-أساسا- القدرات التنموية للشعوب (و ليس الأنظمة طبعا) .
نحن نعلم جميعا أن السيد محمد البرادعي لا يمثل نفسه سوا كعربي/مسلم أو كعالم و خبير نووي؛ و لكنه على الأرجح يمثل السياسة الدولية المنتهجة في هذا المجال؛ لذلك يجب أن نقرأ تصريحاته على ضوء هذه السياسة؛ حتى نستوعب المنطق المتحكم فيها .
و في نفس السياق نعلم كذلك أن السياسة الدولية المنتهجة حاليا؛ تسلط الضوء بقوة على ما يسمى في أدبياتها السياسية بقوى الممانعة؛ في منطقة الشرق الأوسط؛ باعتبارها القوى التي تتحكم في صناعة الرأي العام؛ و تقود المقاومة في المنطقة ؛ لذلك يجب الاستمرار في كبح جماحها بين الحين و الآخر؛ حتى لا تستأسد و تنتشي بانتصاراتها؛ بما يشكله كل ذلك من تراجع للحضور الإسرائيلي/الأمريكي/الأوربي في المنطقة؛ و بما يشكله كذلك من تهديد مباشر لمصالح هذا الحضور؛ و هي مصالح استراتيجية؛ من باب الاستحالة التفريط في ذرة منها؛ سواء ارتبط الأمر بأمن إسرائيل أو بإمدادات الطاقة .
إن تصريح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد محمد البرادعي الأخير في الحقيقة يخفي أكثر مما يعلن؛ و من الواجب التعامل معه على ضوء المعطيات السياسية الدولية؛ لأنه بالتأكيد ليس خطابة؛ و لكنه يدشن لمرحلة جديدة/قديمة في التعامل مع قوى الممانعة في منطقة الشرق الأوسط .






#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة التي تخفي الغابة