أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس جنداري - خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني














المزيد.....

خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 08:56
المحور: كتابات ساخرة
    


يكثر الحديث على الساحة السياسية و الإعلامية العربية حول خطر التشيع؛ و ما يشكله المذهب الشيعي من تحدي للسياسة الدينية العربية؛ التي وجدت نفسها في مواجهة تحدي مذهبي؛ يشكل تهديدا مباشرا لمقوماتها الحضارية.
لكن هل الأمر حقيقة يرتبط بخطر يشكله المذهب الشيعي ؟
ألم يتعايش المذهبان معا بسلام طوال قرون في العراق و البحرين و سوريا و لبنان؛ من دون أن يكون هناك أي خطر يذكر ؟
إن المتابع لما يجري من أحداث في منطقة الشرق الأوسط ؛ يدرك للوهلة الأولى أن الخطر المذهبي ؛ الذي يجري الحديث حوله هو في الحقيقة خطر استراتيجي ؛ يشكله الكيان الشيعي الذي تقوده إيران ؛ ضد الوجود العربي سياسيا و اجتماعيا ؛ أكثر مما يشكل تهديدا مذهبيا .
فمن المعروف أن منطقة الشرق الأوسط ؛ خلال هذه المرحلة ؛ تعرف تحولات غير مسبوقة على جميع المستويات ؛ خصوصا بعد حرب الخليج الأولى و الثانية ؛ و تغيير النظام السياسي في العراق ؛ و المواجهات القائمة بين حزب الله و إسرائيل ؛ و كذلك ما يرتبط بالملف النووي الإيراني ...
و كلها أحداث متتالية حركت المياه الراكدة في المنطقة على جميع المستويات؛ و بدأت تطرح أسئلة جديدة؛ سياسيا و ثقافيا و دينيا... و جميع هذه الأسئلة تصب في مجرى واحد ؛ هو محاولة كل طرف استغلال كل الأسلحة المتوفرة لديه – و منها سلاح الدين – في مواجهة الطرف الآخر .
و حينما نتحدث عن طرفين ؛ فإننا نقصد أولا الطرف الشيعي ؛ الذي تجاوز حضوره مستوى المذهب الديني ؛ ليتحول إلى إيديولوجيا للجذب ؛ تتبنى رؤية استراتيجية خاصة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط .
و تحضر إيران في مركز هذا الجذب الإيديولوجي ؛ فهي تجني الثمار التي أينعتها السياسات الأمريكية الخاطئة في العراق و أفغانستان ؛ و لذلك فهي تستغل المذهب الشيعي في مد سيطرتها الأستراتيجية على منطقة الشرق الأوسط بكاملها ؛ لتحملها كرهينة تقايض بها المجتمع الدولي ؛ لتحقيق حلمها في امتلاك سلاح نووي ردعي ؛ يتوجها في الأخير سيدة الموقف في منطقة غنية بثرواتها الطبيعية.
أما الطرف الثاني ؛ الذي تتزعمه السعودية بمذهبها الوهابي ؛ و مصر عبر علماء الأزهر ؛ فهو لم يقف مكتوف الأيدي ؛ بل إنه يمتلك أوراق رابحة في المعركة الدائرة ؛ خصوصا و أن المملكة البترولية تمتلك فائضا نقديا كبيرا ؛ يمكنها من مواصلة المعركة ؛ كما أن راعية جامعة الأزهر تمتلك رصيدا رمزيا لا يقل أهمية عن رصيد إيران الشيعية .
و لذلك فإن هذا الطرف يقود حربا باردة شرسة ضد المعسكر الشيعي ؛ و لعل الأوراق الرابحة التي يمتلكها هذا الطرف ؛ هي تلك المرتبطة بانضوائه تحت لواء المجتمع الدولي ؛ لذلك فإن هامش المناورة لديه يتسع كل يوم أكثر ؛ بينما يضيق في المقابل على الطرف الآخر ؛ الذي يقدم نفسه ممثلا لمحور الممانعة في
المنطقة.
إن الحديث إذن عن الخطر الشيعي هو في الحقيقة حديث عن الخطر الاستراتيجي الذي تشكله إيران على منطقة الشرق الأوسط ؛ و لذلك فإن التعامل الحقيقي مع خطر التشيع ؛ يجب أن يكون من هذه الزاوية السياسية ؛ حيث يجد الطرف العربي نفسه على أعتاب إمبراطورية فارسية جديدة تسعى إلى استعادة أمجادها ؛ مستغلة في ذلك رأسمالا رمزيا ؛ يرتبط جوهريا بالتاريخ العربي ؛ الذي أصبح يبيض لها ذهبا .
و لعل التحدي الذي تفرضه هذه الوضعية السياسية / الثقافية الجديدة ؛ هو ما يفرض على النخبة المثقفة في العالم العربي ؛ التجند لفضح إيديولوجية التشيع ؛ عبر الكشف عن قناعها الديني ؛ الذي يخفي في العمق رغبة فارسية في السيطرة على المنطقة ؛ عبر استغلال جميع الرموز الدينية ؛ التي هي ملك مشترك لجميع المسلمين ؛ فجميعنا يقدر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ؛ و كلنا يتعاطف مع الحسين في محنته ؛ و كلنا يتذكر أحداث كربلاء بحزن كبير ؛ لكن من دون أن نتشبع أو نكون خداما إيديولوجيين للكيان الفارسي ؛ الذي نحتم خصوصياته الثقافية و السياسية ؛ و يجب عليه كذلك أن يحترم خصوصياتنا .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...
- في الحاجة إلى نبذ ثقافة الشيخ و المريد : تعقيبا على مريدي وف ...
- بعد الحلقة الأخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كل ...
- الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخ ...
- العراق الجديد : الفينيق ينبعث من رماده
- طابور الهزائم : تاريخ من الشعوذة و السحر
- ما بين خالد مشعل و محمود عباس : صراع التصريحات في وضع فلسطين ...
- بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في ...
- الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصال ...
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي
- الأصولية الدينية: الإعجاز في خدمة الأجندة السياسية
- القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس جنداري - خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني