أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في الداخل














المزيد.....

بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في الداخل


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لأي متتبع عاقل إلا أن يقابل التصريحات الأخيرة لبطل أسطورة النصر الإلهي في غزة بالاستهجان؛ لأنها لا تصدر عن زعيم سياسي محنك يقود قضية شعبه بحكمة ؛ بقدر ما يمكن اعتبارها تصريحات عابرة لرجل عابر؛ مهمته صناعة الأوهام و تسويقها بين شعوب تعودت على الأساطير و الخرافات .
لقد كشف مشعل عن مفاجأة المفاجآت التي لم تكن كذلك عند كل المتتبعين للشأن الفلسطيني؛ و الذين حذروا غير ما مرة من أن صواريخ القسام ؛ لا تسعى إلى تحقيق أهداف خارجية ؛ فذلك ليس باستطاعتها ؛ و لكنها تسعى إلى تحقيق أهداف داخلية ؛ عبر تكريس وضع الانقلاب في قطاع غزة ؛ و محاولة توسيعه إلى الضفة الغربية ؛ لخلق وضع سياسي جديد ؛ يقوم على زعامة حماس للنضال الفلسطيني ؛ كمقاومة موجودة على الأرض – بتعبير زعمائها –
يحدثنا مشعل عن "تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجئ به الأطراف الأخرى ؛ لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج ؛ وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية " .
و هذا كلام ليس بالجديد علينا ؛ فقد ردده نصر الله من قبل سنة 2006 ؛ حينما بشر حوارييه بقلب المعادلة السائدة في لبنان منذ اتفاقية الطائف ؛ و هو فوق كل ذلك كلام مفهوم لكل من يعرف الأجندة السياسية للأصولية الدينية في العالم العربي ؛ و التي تستثمر النزاعات الخارجية لفرض خياراتها داخليا ؛ عبر قلب الأوضاع السائدة .
و ذلك ما يفعله الإخوان المسلمون الآن في مصر؛ حين يستثمرون النزاع في غزة لتحقيق أهداف سياسية في الداخل ؛ و هو نفس ما يقوم به إخوان سوريا الذين يحاولون استثمار هذه الأحداث لإعادة (لم الشمل) مع النظام البعثي بعدما فشلوا في معارضته ؛ و هو ما يقوم إخوان المغرب ؛ الذين يسعون إلى استثمار أحداث غزة للقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها ؛ و هو نفس ما يقوم به سلفيو الكويت و السعودية ...
إنه فكر جرثومي لا يمكنه أن يعيش إلا في المياه العكرة ؛ لأنه لا يمتلك رؤية سياسية واضحة ؛ يمكنها أن تشرعن نضاله على أرض الواقع ؛ و لذلك فهو يسعى إلى استغلال كل التناقضات الداخلية و الصراعات الخارجية كمشروع وحيد لفرض أجندته السياسية الموهومة .
لقد سبق أن أكدت في مقال سابق بأن إسرائيل تقود هذه الحرب من منظور استراتيجي يتجاوز بكثير تقديرنا لها ؛ فهي منذ البداية كانت تسعى ليس للقضاء على حماس ؛ و لكن على العكس من ذلك للقضاء على المفاوض الفلسطيني المقبول دوليا ؛ والذي يمكنه لوحده أن ينتزع حقوق الشعب الفلسطيني .
خصوصا و قد تبدت بوادر أمل في أفق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع الإدارة الأمريكية الجديدة؛ و مع رغبة الاتحاد الأوربي في إيجاد حل نهائي لهذا الصراع الذي طال أمده؛ و يشكل تحديا للمجتمع الدولي ككل.
هكذا ستربح إسرائيل رهانا جديدا في صراعها مع الفلسطينيين؛ و ستتمكن من العودة بالقضية الفلسطينية إلى البداية؛ مع ما سيتحقق من هدم لجميع التراكمات المنجزة طيلة عقود من الصراع حول انتزاع الحقوق الفلسطينية المشروعة.
إن حماس الآن؛ و نيابة عن الأعداء الحقيقيين للقضية الفلسطينية؛ الذين لا يتحملون استقلاليتها ( إيران؛ سوريا؛ قطر... ) توجه الضربة القاضية للنضال الفلسطيني ؛ حين تسعى إلى الإطاحة بمجموع التراكمات المتحققة .
و بالتالي فهي تحقق حلم إسرائيل في تحطيم منظمة التحرير الفلسطينية ؛ الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية ؛ و هي بذلك تشرعن ادعاء إسرائيل بغياب المفاوض الفلسطيني الحقيقي ؛ القادر على تمثيل إرادة الشعب الفلسطيني ؛ و هي كلمة حق يراد بها باطل ؛ لأن إسرائيل لا يهمها وجود هذا المفاوض ؛ و لكن ما تسعى إلى تحقيقه هو العودة بالقضية الفلسطينية إلى بداياتها الأولى ؛ عبر تحطيم كل التراكمات التي حققها النضال الفلسطيني عبر ممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية ؛ و ما انبثق عنها من هياكل في الداخل و الخارج .
لا يمكن لكل غيور على قضية العرب الأولى ؛ إلا أن يندد بدعم هذا الخيار الحمساوي ؛ من طرف دول تسعى إلى خدمة مصالحها على حساب القضية الفلسطينية ؛ و منها دولة قطر التي خرج منها هذا التصريح ؛ و هي تدعمه بحثا عن موطئ قدم ضمن التوازنات الشرق- أوسطية ؛ هذا من حقها لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية ؛ التي يجب علينا دعم وحدة قيادتها للنجاح في تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني بدل خلق التوترات ؛ التي لا يمكنها أن تخدم سوى العدو الصهيوني ؛ الذي يمتلك ديمقراطية داخلية تعتبر من أكبر الأوراق الرابحة التي يلعبها في صراعاته مع الفلسطينيين .





#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصال ...
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي
- الأصولية الدينية: الإعجاز في خدمة الأجندة السياسية
- القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما
- حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرار ...
- نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهز ...
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...
- ما بعد أحداث غزة: في الحاجة إلى استلهام روح فكر التحرر الوطن ...
- من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في الداخل