أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامية)














المزيد.....

شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامية)


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصدرت شركة ماكنزي للتنافسية تقريرها السنوي 2008-2009 ؛ و قد حذرت من خلاله المصارف الإسلامية من أزمة مرتقبة ؛ حيث أكد طلال مالك مدير العلاقات الخارجية في شركة ماكنزي في منطقة الشرق الأوسط، على أن الصيرفة الإسلامية تأثرت من الأزمة المالية العالمية، وأن من يقول غير ذلك فهو مخطئ ؛ ووفق تقرير ماكنزي، فإن البنوك الإسلامية تأثرت إلى حد ما في الأزمة المالية العالمية، بسبب المخاطر المتأصلة في قطاع المالية الإسلامية مثل: ارتفاع نسبة عدم تواؤم الاستحقاق في البنوك الإسلامية عنها في البنوك التقليدية، وكذلك تعامل العديد من المؤسسات المالية الإسلامية الرئيسية مع قطاع العقارات. ( أنظر جريدة الشرق الأوسط – الثلاثاء 9 دجنبر – ع : 10969)
و لعل أبرز ما يؤكده هذا التقرير العلمي ؛ هو انقشاع الأوهام التي سوقها رجال دين يتجرؤون بالحديث في موضوع غريب عنهم ؛ بل و قد ذهبوا بعيدا حينما قدموا الاقتصاد الإسلامي كتجربة بديلة ؛ يمكنها أن تساهم في إخراج الاقتصاد العالمي من الأزمة . لكن الأمر لا يتجاوز في جوهره التسويق لإديولوجيا ؛ مدعمة بالبترودولار ؛ و لعل ما يؤكد هذا الرأي هو التأثير المباشر لهبوط أسعار النفط على منظومة ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي ؛ سواء على مستوى أزمة الصكوك ؛ التي تحدثت عنها وسائل الإعلام ؛ و تحدث عنها الخبراء الاقتصاديون سابقا ؛ أو عبر الأزمة المرتقبة لما يسمى بالمصارف الإسلامية ؛ و التي جاء تقرير ماكنزي ليؤكدها عبر تحليل علمي دقيق .
لقد سبق أن أكدنا في مقال سابق ؛ أن ما يسمى بالبنوك الإسلامية ؛ ليست في جوهرها إلا تجربة اقتصادية رأسمالية ؛ تلبس لباسا دينيا ؛ و تعتمد الشعارات الدينية كأدوات في المنافسة ؛ و هي بذلك تستغل الشعور الديني للمسلمين استغلالا اقتصاديا ؛ عبر جلب الكثير من الزبناء ؛ بادعاء الشرعية الدينية ؛ في مقابل ادعاء ربوية البنوك الأخرى . لكن أي متتبع لهذه التجربة ؛ يستخلص أنها لا تختلف عن عن البنوك الأخرى سوى على مستوى الشكل ؛ أما في جوهرها ؛ فهي بنوك عادية ؛ تقرض ؛ و تأخذ الفائدة ؛ و تنافس في السوق باعتماد معايير رأسمالية صرفة ... لكن الجديد عندها هو ممارستها للخداع ؛ و استغلال الشعور الديني للمسلمين .
و لذلك فمن الطبيعي جدا أن تعرف هذه البنوك أزمة ؛ مثلها في ذلك مثل بقية البنوك الرأسمالية الأخرى ؛ و لن تنجح هذه التجربة إلا في ظل نجاح النظام المالي الرأسمالي . أما ما تحدث عنه مجموعة من المتتبعين الاقتصاديين حول عدم تعرض البنوك الإسلامية للأزمة المالية ؛ فقد ارتبط ذلك بالطفرة البترولية ؛ التي كانت تعوض العجز الحاصل ؛ بهدف تالتسويق للتجربة الجديدة كتجربة ناجحة ؛ قادرة على مواجهة الازمات المحتملة .
أما و قد هبطت أسعار البترول إلى حدودها الدنيا ؛ فإن الأمر انفضح بأسرع ما يمكن ؛ و دخلت هذه التجربة في الركود الاقتصادي ؛ لذلك يجب على القائمين بشؤون هذه التجربة الفتية انتظار خروج النظام المالي الرأسمالي من أزمته ؛ و بعد ذلك يمكنهم الحديث عن نجاح النظام المالي الرأسمالي في استحداث تجارب تدعمه تحت يافطات دينية ؛ و ليس عن نجاح تجربة الاقتصالد الإسلامي .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...
- من الشورى إلى المستبد العادل : الفكر الديني و تكريس دولة الا ...
- الحلاج .. في صلبه المباغت
- الديمقراطية بناء ثقافي و ليست فقط صناديق اقتراع .
- العلمانية و الدولة المدنية في الثقافة العربية : المشروعية ال ...
- تأويل النص الديني و تكريس الرجعية في الثقافة العربية


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامية)