أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس جنداري - حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرارية الهجوم














المزيد.....

حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرارية الهجوم


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 01:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من بين التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام بعد الهجوم الصهيوني على لبنان؛ تصريح حسن نصر الله بأنه لم يكن يتوقع قوة و عنف الهجوم الإسرائيلي على لبنان؛ و لو كان يتوقع ذلك لما أقدم أصلا على اختطاف الجنديين الإسرائيليين. و في تصرح مماثل نقلته قناة العربية؛ أكد خالد مشعل أنه لم يكن يتوقع استمرارية الحرب على غزة طيلة هذه المدة؛ و لو كان يتوقع لما خرقت حماس التهدئة أصلا.
و كلا التصريحين يتناقضان مع أسطورة النصر الإلهي ؛ التي يسوق لها تيار الممانعة ؛ بل و يؤكدان بالملموس على تهافت ما يسمى بفكر المقاومة ؛ و الذي لا يمتلك حسا سياسيا بسيطا بله الحس الاستراتيجي الواضح ؛ الذي يجب أن يقود أية معركة ضد عدو يعرف كيف يقود معركته و كيف يسوق لها سياسيا و إعلاميا .
إن من بين الشروط البسيطة للدخول في أية معركة ؛ القدرة على التوقع ؛ توقع قوة الخصم أو ضعفه ؛ توقع الأجندة السياسية التي توجهه في المعركة ؛ توقع تأثير علاقاته الخارجية على سير المعركة و على نتائجها ؛ و توقع حجم الدمار الذي يمكن أن يحصل ؛ و الاستعداد للتعامل معه .
لكن ما نستشفه من خلال التصريحين معا ؛ هو أن حزب الله بقدراته الاستخباراتية الخارقة
التي تتحدث عنها قنوات المنار و العالم و الجزيرة بانبهار و يؤكده جنرالاتها ؛ لا يمتلك أبسط شروط المعركة ؛ و رغم ذلك فهو يدخلها مسلحا بالإيمان و الوعد الإلهي بالنصر ؛ والنتيجة طبعا دمار شامل عم كل ربوع لبنان و ضحايا بالمئات ؛ و أخيرا عسكرة الحدود مع إسرائيل لشل قدرات الحزب الصاروخية إلى الأبد .
و المشهد لا يختلف مع حماس قيد أنملة ؛ فقد تكرر انعدام أبسط شروط المعركة ؛ و أدى الفلسطينيون المدنيون- طبعا - ضريبة غالية الثمن ؛ و ستؤدي حماس بعد المعركة نفس الضريبة ؛ لأنها ستحاصر من كل جانب ؛ و الاتفاقيات التي تبرمها إسرائيل مع الاتحاد الأوربي و أمريكا بخصوص منع تهريب السلاح إلى قطاع غزة خير دليل على هذا الحصار المنتظر .
و في الأخير ستؤدي القضية الفلسطينية الثمن الأغلى في تاريخها ؛ لأن صواريخ حماس ستوجه إلى الداخل لقلب المعادلة السياسية السائدة ؛ بعدما فشلت في قلب المعادلة خارجيا ؛ كما حدث مع حزب الله في لبنان تماما ؛ إذ انتصر الحزب داخليا عبر فرض شروط المعركة على الفر قاء السياسيين اللبنانيين بالسلاح تعويضا عن الفشل الخارجي ؛ الذي طالما سوق له تحت شعار النصر الإلهي .
إن انعدام الحس الاستراتيجي الذي يتجلى في انعدام القدرة على التوقع ؛ هو الذي تحكم في قيادة معارك خاسرة؛ و هو ليس مقتصرا على حزب الله و حماس كحركات أصولية بل يتعداهما إلى الإيديولوجية البعثية ؛ حيث لم يتوقع عبد الناصر في 1967 أن تحلق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق سماء القاهرة ؛ كما لم يتوقع حافظ الأسد أن تحتل إسرائيل الجولان ؛ كما لم يتوقع صدام حسين أن تنقض أمريكا على العراق .
و لأنهم جميعا لم يتوقعوا ؛ و لأنهم جميعا من طينة فكرية واحدة تستعيد متخيلا واحدا يقوم على العنتريات و الخوارق بعيدا عن أي حس استراتيجي يقود قضايا أمتهم ؛ فقد صنعوا هزائم واحدة ؛ لا تختلف رغم اختلاف مراحلها التاريخية .
و لو كان هؤلاء القادة الخشبيون يمتلكون حس التوقع لما خسرت الأمة العربية قضاياها العادلة في معارك تقوم على المغامرة و الانتحار .
بالضبط هذا هو النموذج الذي تبشرنا به نخب الممانعة لكي ننجح في معاركنا المستقبلية ؛ و يكفيهم ردا أن نذكرهم بالانهيارات المتتالية التي رافقت هذا النموذج منذ ظهور هذه النخب على الساحة السياسية و الإعلامية مسوقة للانقلابيين البعثيين من عبد الناصر إلى الأسد إلى صدام ؛ و الآن تسوق للانقلابيين الأصوليين في غزة ؛ محاولة البحث عن النموذج المماثل للنماذج البعثية المنهارة ؛ لاستعادة تاريخ الهزائم و العنتريات .
إن من تابع قمة الدوحة مؤخرا و ما كتب حولها من طرف نخب الممانعة؛ يفهم بشكل عميق طبيعة النموذج الذي يبشرنا به هؤلاء ؛ وهو نموذج من طينة تلك الخطب العنترية التي كان يطلقها الصحاف و الجنود الأمريكيون يقتحمون بغداد من كل الجوانب ؛ و هي نفس الخطب التي تلاها من قبله عبد الناصر و الأسد و صدام ؛ و يكررها الآن قادة حزب الله و حماس ؛ و يسوقها مثقفو الممانعة على القنوات التلفزيونية و صفحات الجرائد و المواقع الإلكترونية .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهز ...
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...
- ما بعد أحداث غزة: في الحاجة إلى استلهام روح فكر التحرر الوطن ...
- من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...
- من الشورى إلى المستبد العادل : الفكر الديني و تكريس دولة الا ...
- الحلاج .. في صلبه المباغت
- الديمقراطية بناء ثقافي و ليست فقط صناديق اقتراع .
- العلمانية و الدولة المدنية في الثقافة العربية : المشروعية ال ...


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس جنداري - حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرارية الهجوم