أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخراب الآتي














المزيد.....

الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخراب الآتي


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأصوليات واحدة ؛ رغم اختلاف انتماءاتها ؛ تشترك جميعها في النموذج الفكري العنصري ؛ الذي يرفض الآخر المغاير دينيا أو قوميا ... بل و يسعى إلى تدميره بكل الوسائل . و تكمن خطورة الأصولية الدينية التي غدت تغزو العالم ؛ في كونها تمارس العنف و التمييز العنصري تحت يافطات دينية .
في هذا الإطار يمكن أن نتحدث عن الوضع الجديد ؛ الذي انزلق إليه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ؛ و هو وضع أصبح ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل المنطقة بأكملها ؛ لأن الصراع أصبح اليوم ؛ و أكثر من أي وقت مضى؛ يقاد من طرف أصوليات دينية ؛ مستعدة في كل لحظة للإقدام على أبشع الجرائم ؛ مدعومة بالنص الديني التوراتي و القرآني الذي يبرر القتل و العنصرية ؛ و يعتبرهما حربا مقدسة .
تتحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل قبيل الانتخابات القادمة ؛ عن تقدم كبير حققته الأحزاب اليمينية ؛ و خصوصا حزبا " الليكود " بزعامة " بنيامين نتنياهو" و"إسرائيل بيتنا " بزعامة " افيغدور ليبرمان " اليميني المتطرف ؛ وذلك قبل موعد الانتخابات بأربعة أيام .
وأوضح استطلاع للرأي نشرته صحيفة (يدي عوت أحرنوت) أن حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو سيحصل على 25 مقعدا ؛ متقدما بذلك على حزب " كاد يما " بزعامة وزيرة الخارجية " تسيبي ليفني " ؛ الذي سيحصل على 23 مقعدا ؛ ويتوقع أن يحصل حزب إسرائيل بيتنا ؛ وفقا لهذا الاستطلاع على 19 مقعدا ؛ متقدما بذلك على حزب كبير مثل حزب العمل ؛ الذي يتوقع أن يحصل على 16 مقعدا .
و في قراءة أولية لهذا الاستطلاع ؛ يمكن أن نتوقع منذ البداية التحالف الحكومي القادم ؛ الذي سيقود إسرائيل ؛ و هو تحالف يميني متطرف ؛ لا يقبل بالحلول الوسط ؛ و خصوصا مع حزب ليبرمان ؛ الذي يسعى إلى تقويض كل المجهودات الجبارة التي بذلت ؛ و في المقابل العودة بالصراع إلى بداياته الأولى .
و في الطرف (الفلسطيني) المقابل؛ لا تظهر في الأفق بوادر انفراج؛ يمكن أن يحدثها تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ تعود بالوضع الفلسطيني إلى طريقه الصحيح ؛ بل تستمر حركة حماس في خدمة أجندتها اللاوطنية ؛ مفضلة عباءة الأصولية الدينية ؛ على عباءة فكر التحرر الوطني الفلسطيني .
و هذا ما يؤشر منذ الآن على استمرارية الوضع السائد في قطاع غزة ؛ و الذي لن يكون مختلفا عن الوضع الذي ستفرزه الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ؛ الأمر الذي ينذر بمواجهات أشد خطورة مما حدث في الأسابيع الماضية .
بناء على هذا الوضع السائد ؛ تصب مجمل التحليلات في اتجاه واحد ؛ هو أن الصراع العربي – الإسرائيلي سيتخذ في المستقبل القريب - بله البعيد- اتجاها أصوليا ؛ بين حركات التطرف الإسلامي التي تقودها إيران من جهة ؛ و بين أحزاب التطرف اليميني اليهودي ؛ الذي يتوقع أن تشكل الأغلبية الحكومية القادمة ؛ و هذا ما سيغلق الباب نهائيا أمام صوت العقل ؛ و في المقابل سيفتح باب الجحيم على مصراعيه ؛ و لا أحد يمكنه أن يتوقع حجم الانهيار القادم ؛ و الذي سيأتي – لا محالة – على الأخضر و اليابس .
إن الخيار الوحيد الذي المتبقي أمام الفلسطينيين لسد الباب في وجه الأصولية اليهودية القادمة؛ هو الالتزام بفكر التحرر الوطني الفلسطيني؛ الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية؛ و التي يجب توسيعها لتشمل كل فصائل الشعب الفلسطيني؛ الملتزمة بالخيار الوطني ؛ مع التفكير في توحيد النضال الفلسطيني ؛ و ربطه بالشرعية الدولية ؛ باعتباره تصفية استعمار تسمح للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره .
إن الرهان المطروح على الفلسطينيين منذ الآن؛ هو محاولة استثمار هذا التوجه اليميني المتطرف في إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية؛ و ذلك عبر خوض صراع سياسي يسعى إلى تغيير الرأي العام الدولي؛ بخصوص الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ؛ خصوصا و أن القوى الفاعلة في العالم ( أمريكا و أوربا ) أصبحت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بإيجاد حل نهائي لهذا الصراع .
أما إذا استمر الوضع الفلسطيني على ما هو عليه الآن؛ و استمر إطلاق تلك الصواريخ البدائية ؛ فإن الوضع سيزداد تعقيدا ؛ و الرابح الأكبر سيكون الائتلاف اليميني المنتظر ؛ الذي يبحث عن تطرف مماثل ؛ كي يحقق أجندته السياسية ؛ المدعومة بآلة حربية تحدث التدمير خدمة لأجندتها السياسية .





#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد : الفينيق ينبعث من رماده
- طابور الهزائم : تاريخ من الشعوذة و السحر
- ما بين خالد مشعل و محمود عباس : صراع التصريحات في وضع فلسطين ...
- بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في ...
- الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصال ...
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي
- الأصولية الدينية: الإعجاز في خدمة الأجندة السياسية
- القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما
- حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرار ...
- نخبة محور الممانعة : العمى الإيديولوجي في خدمة تاريخ من الهز ...
- أحداث غزة و معجزة النصر الإلهي : الأصولية الدينية و التسويق ...
- ما بعد أحداث غزة: في الحاجة إلى استلهام روح فكر التحرر الوطن ...
- من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .


المزيد.....




- تصاعد دخان أسود في الفاتيكان.. ماذا يعني ذلك؟
- “استمتع بأجمل الأناشيد والبرامج بجودة HD”.. تردد قناة طيور ا ...
- دخان أسود في الفاتيكان ولا بابا جديدا
- رويترز: الإمارات لديها مخاوف من الميول الإسلامية لقادة سوريا ...
- وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغ ...
- الكرادلة الناخبون يبدأون مراسم التصويت في الفاتيكان لانتخاب ...
- بدء مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد.. الأنظار تتجه لسطح ك ...
- -ساعة الحسم-.. انتخاب بابا الفاتيكان، كيف؟
- الكرادلة يبدؤون مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد
- فوز زعيم الاتحاد المسيحي فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخراب الآتي