أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و الوثيقة السياسية














المزيد.....

الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و الوثيقة السياسية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 12:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعيش لبنان على وقع حدثين هامين في تاريخه المعاصر؛ يرتبط الحدث الأول بالوثيقة السياسية التي أصدرها حزب الله؛ و التي أكد من خلالها على انتمائه القومي و الوطني؛ و يرتبط الحدث الثاني بالاجتماع الحكومي الذي أكد على شرعية سلاح حزب الله.
و الحدثان معا يمثلان –في الحقيقة- حقبة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية؛ التي عاشت خلال السنوات الأخيرة على وقع هزات سياسية و أمنية خطيرة؛ كادت أن تهز الكيان السياسي اللبناني؛ القائم على أساس ديمقراطية توافقية؛ تسعى إلى ترشيد الاختلاف و التعدد الديني و الإثني قبل السياسي.
و الحدثان معا يصبان في مجرى واحد؛ يتعلق بحزب الله؛ أولا كمكون سياسي مهم في الساحة اللبنانية؛ و ثانيا كقوة دفاعية كبيرة؛ ليس في لبنان فقط؛ و لكن في منطقة الشرق الأوسط بأكملها .
و قد أثيرت حول وضعية هذا الحزب أسئلة كبيرة؛ تجاوزت الإطار الوطني و القومي إلى الإطار الدولي؛ باعتبار الحزب مكونا أساسيا في معادلة سياسية و أمنية؛ يصعب تجاوزها في منطقة الشرق الأوسط ؛ خصوصا و أن الاستراتيجية التي يقوم عليها الحزب برهنت طوال السنوات الأخيرة (وخصوصا منذ 2006) عن فعاليتها الكبيرة؛ بدءا بإفشال المخطط الصهيوني؛ المدعوم أمريكيا و أوربيا في المنطقة؛ و مرورا بالمواجهة العسكرية الندية مع إسرائيل؛ و انتهاء بفرض رؤية سياسية مقاومة و ممانعة في لبنان؛ و في المحيط العربي–الإسلامي عامة .
إن جميع هذه الإنجازات التي تفرض نفسها على الأعداء قبل الأصدقاء؛ و التي استطاعت تغيير الكثير من المخططات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا و أوربيا في منطقة الشرق الأوسط بكاملها؛ جميع هذه الإنجازات تفرض على الداخل اللبناني قبل غيره الاعتراف بالمجهودات المبذولة؛ و بالرؤية السياسية و الأمنية؛ التي أثبتت بالممارسة مدى جدوائيتها .
و لعل هذا الاتجاه هو الذي وجه الاجتماع الحكومي الأول في لبنان؛ و صدر قرار تاريخي؛ يجب على الشعب اللبناني أن يعتز به؛ و هو قرار دعم الاستراتيجية الدفاعية؛ التي خطها الحزب؛ دفاعا عن حرمة لبنان؛ و قد تجسد هذا القرار عبر الاعتراف بشرعية سلاح حزب الله؛ باعتباره مكونا أساسيا ضمن الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية .
لكن الحدث الثاني الذي صدر بشكل متزامن مع هذا القرار؛ يرتبط بالوثيقة السياسية؛ التي أصدرها حزب الله؛ و التي تدشن لولادة ثانية لهذا الحزب؛ و هي وثيقة تاريخية؛ تدمج الحزب ضمن إطاره الوطني و القومي؛ و تدمج سلاح الحزب ضمن خطة دفاعية وطنية.
و كلها خطوات جريئة؛ أقدم عليها حزب الله؛ إن التزم بها قادة الحزب؛ ستكون لها نتائج استراتنيجية باهرة على المدى المتوسط و البعيد؛ سواء على لبنان؛ أو على محيطه العربي و الإسلامي .
فعلى مستوى الانتماء الوطني؛ يجب أن يتوجه سلاح حزب الله إلى الخارج (و خصوصا العدو الصهيوني)؛ و هذا يعني أنه من غير الأخلاقي تماما أن ينقض الحزب وعده و يوجه سلاحه إلى شركاء الداخل؛ (كما جرى مع الأحداث الأخيرة في ببيروت ) حتى و إن وصلت حدة الصراع إلى النقطة الحمراء؛ لأن البديل السياسي دائما؛ يجب أن يظل مطروحا عل طاولة الحوار.
أما على مستوى الانتماء القومي –وهذا هو الأهم- فيجب على الحزب أن يثبت نواياه على أرض الواقع؛ و أن يوطد انتماءه العربي؛ في منأى عن أية نزوعات فارسية تعكر صفو هذا الانتماء. و للإشارة فقط؛ فنحن هنا لا ندعو إلى فك الارتباط الاستراتيجي مع الحليف الإيراني؛ بل يجب أن يمر هذا التحالف عبر محافظة كل شريك على كينونته و انتمائه؛ دون أن ندخل في لعبة التبعية للأقوى. و في هذا الصدد يجب أن نؤكد أن قوة الحزب لا تتعلق فقط بشراكته الاستراتيجية مع الحليف الإيراني؛ و لكنها تتأسس كذلك -و بشكل أكبر- بتجذره في التربة العربية؛ وطنيا و قوميا؛ لأن هذا المحيط الوطني و القومي هو الذي يشكل الدرع الواقي للحزب من أية أخطار خارجية قد تتهدده؛ و تتهدد لبنان في أية لحظة .
و هنا لا بأس أن نذكر قادة حزب الله؛ بأن الدعم الشعبي العربي؛ من المحيط إلى الخليج؛ كان القوة الضاربة التي ساعدت الحزب على تجاوز جميع المخاطر؛ التي هددته بشكل جدي؛ في السنوات الأخيرة.
أما بخصوص إدماج سلاح الحزب ضمن خطة دفاعية وطنية؛ فهذا قرار يستحق التنويه؛ و في المقابل يفرض على الحزب مسؤوليات مضاعفة تجاه شركائه في الوطن؛ و لذلك يجب على الحزب أن يدرك بأن قرار السلم و الحرب هو بيد الدولة اللبنانية؛ المنتخبة ديمقراطيا؛ برلمانا و حكومة؛ و الذي يعتبر حزب الله شريكا أساسيا في مؤسساتها؛ من خلال جناحه السياسي؛ و هذا هو التجسيد الحقيقي لهذا القرار؛ أما إذا احتكر الحزب قرار السلم و الحرب لنفسه؛ فلن يتجاوز هذا القرار حبرا على ورق .
في الأخير لا يمكننا إلا أن ننوه بحكمة اللبنانيين؛ بمختلف أطيافهم السياسية و الإثنية و الدينية؛ لأنهم يقدمون لأمتنا العربية نموذجا حكيما في كيفية ترشيد الاختلاف و التعددية؛ و في كيفية تجاوز جميع المآزق التي قد تتهددنا في أية لحظة. لقد تغلبت لغة الحوار أخيرا؛ ووضع لبنان في المسار الصحيح؛ فهنيئا لإخوتنا في لبنان؛ و نتمنى أن تنتقل (عدوى) هذا الحوار البناء إلى فلسطين في الوقت القريب.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية


المزيد.....




- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و الوثيقة السياسية