رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 09:08
المحور:
المجتمع المدني
القبيلة كيان برجوازي يدافع عن مصالح الأقوياء والمستغلين فقط ، وهي بالتالي حليف تقليدي وأساسي في تدعيم سلطة القلة المستغلة ، كيف يمكن في اليمن تفكيكها كجهاز رجعي داعم لقوى الاستغلال والسيطرة ، تدمير هذه العلاقة لن يتم إلا من خلال تفسيخ العلاقات التي تنمي وشائج وحدتها السلبية ، هذا بالتأكيد يتطلب ديالكتيك مع وجود تغيير مستمر في نظام العلاقات الإنتاجية ووسائلها في المجتمع وتفكيك نشوء العلاقات التعصبية على أسس قبلية ووشائج قربى منغلقة ومنحصرة في ذاتها وهيمنتها سواء كتابع أو متبوع على حساب الجماهير بمختلف فئاتها.
كما يتطلب الأمر تفتيق تناقضاتها ، كي تنقض على ذاتها من خلال إضعاف ولاء التضامن السلبي تماما كي تتطور في البحث عن ما يحل مشاكلها وفق أسس اجتماعية عادلة ، فتمدينها هو جزء فاعل في تمتين العمل المدني الذي يواجه بوليسية الدولة ورسملتها وفسادها ، أن تذوب القبيلة في كيان اجتماعي شعبي ناضج يتطلب ذلك ممارسة ما تقودها نحو أن تكون كذلك.
وفي اليمن سيتكئ التتويج لعملية التوريث على شيئين القبيلة كقوى تقليدية لها مصالحها من ذلك وتربطها بوارث الحكم علاقات اجتماعية أسروية تزاوجية ، والقوة العسكرية والأمنية التي أضحت ملكية جغرافية بامتياز ، مع التحالف مع قوى سياسية تقول أنها متقدمة وهي قوى سياسية متناقضة ذات ميول متلبرلة وبراغماتية تعصبية بعضها ذو نزعة متمذهبه تتستر خلف شعارات تحجب حقيقتها وجوهر مسكونها الفكري والأيدلوجي.
وحيث ينادي السحرة بعضهم بأسماء مستعارة –كما يقول الرائع سيف الرحبي-تكتشف أن هذه القوى المسكونة بتناقضات مختلفة تعمل على نفي من تشعر انه يمكن أن يكتشف كيف تعمل وتفكر وتجيد دس ذاتها لصناعة مستقبلها في إطار ما ترى أنه مستقبل يمكن أن يحجز لها مكانا لائقا في سلطته ، وهي بالتالي لا تهتم بالسلطة الا من حيث كونها جهازا يمنحها قدرات اقتصادية واستثمارات واسعة مع المدى يمكنها من أن تلعب دورا في لمستقبل كما تتوهم ، وهي رغم افتقارها الى قاعدة شعبية حقيقية ذات منزع عصبوي مؤدلج فارز لا يتعامل مع الطبقات الاجتماعية المسحوقة الا كتابعين أذلاء ، خصوصا وأنها طبقة ارستقراطية طفيلية متعالية لا يهمها إلا مصالحها ومستقبل أجيالها ، ولديها القدرة على بث الإشاعة بقذارة وتشييع من يدرك أساليب فعلها إن أمكن إلى مقبرة أو مزبلة .
هي كالقبيلة تماما تختلف عنها بكونها متطورة في سلوكها ولديها نخبة ذكية تدير أمورها بتضامن وقدرة على الفعل .
-----------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني
[email protected]
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟