أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - الصراع العالمي على القرن الأفريقي واليمن















المزيد.....

الصراع العالمي على القرن الأفريقي واليمن


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 05:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في دوامة الصراع العالمي على مصادر الطاقة تقع اليمن في إطار خط المواجهة المحتمل ، وهي بلد لايستوعب صناع القرار فيها خطورة أن تبقى من الداخل في حالة فوضى نتيجة سوء الإدارة وعدم إدراك أهميتها في السياق الجغرافي الاستراتيجي وما يمكن أن يجعلها بمنأى عن الاستخدام الذي سيتلازم مع الأطماع العالمية أيضا على القرن الأفريقي كأحد ساحات المواجهة والمنافسة العالمية .



تطل اليمن على بحران :الأحمر والعربي، الذين من المتوقع أن يكونا مسرحا لصدام كوني محتمل وقائم ، بقوة خصوصا بين إسرائيل وإيران كما يقول محللون سياسيون ، كما أنها تتميز بوجود بوابة الدموع أو مضيق باب المندب الذي لا يزيد اتساعه عن 20 ميلا تقسمه جزيرة "ميون"بشكل يعوق الملاحة المريحة والانسيابية، ولذلك فإن الصرع سواء كان عالميا أو محليا دوما كان يدور حول نقاط التحكم على هذه " المضائق والقنوات " الأمر الذي يذكر بعملية احتلال جزيرة "حنيش" عام 1997م من قبل جارة أفريقية صغيرة حررها جنوب اليمن قبل الوحدة وهي "إريتريا" " أن ذلك تم بوسائل حربية وزوارق اسرائلية بسبب أن مصر في حرب عام 1973م أغلقت مضيق باب المندب الأمر الذي وضع إسرائيل في مأزق آنذاك،كما كان يسعى السوفيت عام 1977 إلى إقامة حلف تقدمي يربط بين ثلاث دول تطل من الشرق والغرب على المدخل الجنوبي من البحر الأحمر ، وتخنق باب المندب من جانبيه وهي : أثيوبيا والصومال وجنوب اليمن الديمقراطي قبل الوحدة اليمنية ، وقد كان ذلك حلا كان أراد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو مناقشته خلال زيارة شهيرة له للمنطقة في مارس 1977م، الأمر الذي كان سيشكل ضربة استراتيجيه قاتلة للسياسة الأمريكية في المنطقة ، لكن تضارب الصراع القومي وتضارب المصالح الأثيوبية مع المصالح الصومالية وكذا التحرك الأمريكي المضاد لعب دوره في إفشال المخطط الأمر الذي نتج عنه طرد الصومال لخبراء أجانب من القاعدة البحرية في بربرة وأدى الى تأزم العلاقات الصومالية السوفيتية نتيجة دعم الأخير للنظام الأثيوبي الأمر الذي جعل الصومال يشعر ان السوفيات يخونه..!!

ومن الناحية التاريخية فقد كانت أشد الصراعات بين الشعوب القديمة في مصر والجزيرة العربية وسواحل أفريقيا وبين دويلات العصور الوسطى ،أو بين إمبراطوريات الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر أو بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية إبان الثنائية القطبية كانت ساحة المواجهة بين هذه القوى تدور في البحر الأحمر بمدخله الشمالي عند السويس أو مدخله الجنوبي عند باب المندب والقرن الأفريقي ، وسيظل البحر الأحمر ومضيق باب المندب أيضا يلعبا دور محور الصراع بين القوى العالمية اليوم ومستقبلا .

العيد الفائت كنت قرأت في موقع لصحوة نت تقريرا نشره معهد كار ينجي عن ضرورة مساعدة اليمن قبل إن تنهار أورد التقرير عددا من الأزمات والمشاكل التي قال إنها تواجه اليمن وانه" ينبغي النظر الى اليمن على أنه جزء من القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية حيث علاقات اليمن العميقة مع الدول الواقعة في القرن الأفريقي، ودوره في عقدة التهريب والأمن الأكبر في شرق أفريقيا، يؤكد أكثر على ضرورة النظر الى اليمن من منظار أوسع، مستقبلاً" .



كما شاهدنا بتاريخ 21-9-2009م على القنوات الفضائية مناورات اسرائلية أمريكية مشتركة كان من ضمنها استخدام النظام الأمريكي لصواريخ ثاد وباتريوت 3 ، كما أنه المحتمل أن تستخدم أميركا نظام مدفعي أميركي يسمى "فولكن فلناكس"، كما قالت إسرائيل إن ضرب إيران خيارا قائما ، وتحدثت الصحف الأمريكية عن انقلاب استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط ، وبروز لاعبين جدد ، الأمر الذي يفسر قيام الرئيس الأمريكي بإلغاء منظومة الدفاع الصاروخي من شرق أوروبا.

وكانت ذكرت الصحفية الأمريكية "جين نوفاك " أن قراصنة صوماليون يخفون سفنهم الرئيسة في المياه الإقليمية اليمنية. وأن أن أحد قيادات حلف شمال الأطلسي، العميد (مارك فيتزجيرالد) قال أن القراصنة يتلقون "الكثير من الإمدادات اللوجستية" من اليمن. ويقول القراصنة أنهم يحصلون على معلومات عن موقع سفينة من المتعاونين اليمنيين.

الأمر الذي يقود إلى القول أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن توفر تبريرات للتواجد في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي،والترويج عبر تقارير لها أن جماعات إرهابية تغادر الصومال إلى اليمن ،كما كانت ذكرت ذلك بعض الصحف اليمنية قبل مدة،كما ذكرت الكاتبة ذاتها أن لجنة الأمم المتحدة لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على الصومال قالت أن اليمن هي المصدر الرئيسي للأسلحة والذخيرة المحظورة. وبحسب ما قررته اللجنة، فإن عجز اليمن عن وقف تهريب الأسلحة على نطاق واسع شكل "عائقا رئيسيا لإعادة السلام والأمن في الصومال..!! ومن المثير أن ""خريطة الإرهاب والدول المارقة هي ذات الخريطة الرئيسية للمناطق الحيوية بالنفط والغاز ،سواء في الشرق الأوسط أو أوراسيا أو القرن الإفريقي. ومن خلال هذا فإن الأمن القومي الأمريكي بعد 11/09/2001 مزج بين الإرهاب كمتغير تابع، والنفط كمتغير مستقل. ومعادلة الأمن والطاقة في الإستراتيجية الأمريكية ضرورية لتحقيق الأمن القومي والتفوق العالمي".

*مصر والسعودية ورسائل مشفرة..!!

من جهة أخرى كيف يمكن قراءة دور مصر التي أرسلت وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة المصري إلى اليمن ،هل يمكن اعتبار الرسالة المصرية التي أعلن من خلالها الرئيس المصري للرئيس اليمني وقوفه إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره وعدم قبول التدخلات الخارجية في الشأن اليمني طمأنة للنظام ، وكيف يمكن قراءة ذلك الدور في ضوء العلاقات المصرية الراهنة مع السعودية على حساب اليمن ؟

وما هو الاحتمال الوارد ، هل يمكن اعتبار وصول ذلك الوفد جاء بتنسيق أميركي سعودي دفع مصر إلى لعب هذا الدور وتأكيده ، كرسالة موجهة إلى إيران ، من خلال لا عب عربي مؤثر نوعا ما كمصر ؟

في إطار إستراتيجية السياسية الأمريكية الخارجية في منطقة ما يسمى بالشرق الأوسط ، فإن ذلك يعني أن الدور المصري يتحرك وفق هذه الإستراتيجية من أجل إيصال رسالة لما يسمى بالمد الإيراني ، واعتبار الحوثيين متمردين ، وكذا رسالة غير مباشرة للحراك جنوب اليمن ، فالسياسة الأمريكية تنتهج الآن تعديلا في بعض استراتيجياتها لأسباب تتصل في أن الإبقاء على هذه الأنظمة بات أمرا ضروريا ، لأن الداخل العربي لم يتمخض بعد رغم غليان في بعض أجزاءه عن قوى تمثل بديلا مناسبا لها ، ومصر تلعب في هذا الإطار لأهداف منها : تأكيد دورها كفاعل مهم في المنطقة العربية ، وعدم الإفساح لقوى جديدة كقطر مثلا ،والثاني التمهيد للتوريث ، الذي من المحتمل أن يتم هندسته في اليمن بالتزامن مع ما يتهيأ له الآن في مصر ، والثالث تعزيز العلاقات المصرية السعودية التي بدأت تترسخ منذ عقد على حساب العلاقات اليمنية السعودية .

من الناحية التاريخية فذاكرة اليمنيين لم تنسى موقف السعودية في حرب 1994م ،وكذا الدور المصري .

وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية أوعزت إلى مدراء ها الأقوياء في العالم العربي" مصر ، السعودية " إلى التضامن الذاتي ، والحفاظ على النظام اليمني الذي يوشك على الانهيار ، لأن الأوضاع الجارية في اليمن لا تصب في مجرى المصالح الأمريكية ، ففي اليمن لم تتبلور الأحداث عن قوى محددة الاتجاهات ، لأنها قوى متباينة وتمتلك القدرة على التمويه والمناورة ، وتستنزف النظام بتشتيت مربك ، فهي تعمل على تطويقه بسلاسة متباينة الاتجاهات وموحدة الهدف ، تمكنها من تجاوزه وعم قدرة اللاعبين الخارجيين على تخليق قوى تابعة لها ، وبالتالي لأن الصيغة التوريثية ذاتها غير مقبولة ولم تستطع قوى "الكمبورادور" الهزيلة أن تهيئ لذلك ، فالولايات المتحدة تفضل حاليا الاستعانة بالقوى الحليفة لها دعم النظام الذي يوشك على الانهيار لإطالة أمد بقاءه وإمكانية استمراره، على أمل أن تتمخض الأحداث عن بدائل مناسبة لها ، أو ربما تسعى إلى استخدام أدوات جربتها ، لكنها لن تستطيع ذلك ، لأن النظام الأمريكي ذاته يعاني من أزمة داخلية وخارجية على حد سواء.

القضايا في اليمن تشابكت ، والأزمات تناسلت ، وبدأت تلتحم ، وهي مع تبايناتها واختلافها ، موحدة في الهدف ومختلفة في الاتجاهات، ويبدو أن الشدشة الخارجية لم تعد فاعلة في عملية تمديد بقاء النظام ، رغم محاولات التجديد التي تبوء بالفشل.

----------------------------
*كاتب وصحفي يمني




#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن : حين يسرقك اللص ليمنحك..!!
- اليمن : الواقع الوطني ليس دعاية إعلانية..!!
- اليمن: حين يغدو القصر مصنعا للحرائق..!!
- كنوارس برية تعشق أريج السماء..!!
- اليمن : مساواة القوى المتضادة
- اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!
- اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته
- اليمن : السلطة وإنتاج الأزمات بتعبيرات مختلفة
- اليمن: بين أزمات الداخل وتدخلات الخارج
- اليوم أوغدا سيدفع اليمنيون ضريبة الصمت..!!
- فرجة مؤجلة لموت قادم..!!
- اليمن : نشاط القاعدة وتنامي مفعول التحذيرات..كيف يمكن تفسير ...
- كي تبني الكلمات واقعا صحافيا أفضل..!!
- صالح ووعود الجحيم..!!
- اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!
- رسالة إلى الرئيس صالح
- قلمي شرفي
- وعي السلطة التخريبي
- حين تغدو الكتابة هما.!!
- اليمن: عن تطور وتراجع الديمقراطية


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - الصراع العالمي على القرن الأفريقي واليمن