أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رداد السلامي - اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!














المزيد.....

اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 08:57
المحور: حقوق الانسان
    


في اليمن يبدو القتل هو اللغة الشائعة ، ويبدو الموت هو التقاطيع المرسومة على ملامح اليمنيين الذين ينقسمون حسب توصيف الأقوياء وصناع القرار في اليمن "أهل اليمن العالي وأهل اليمن السافل" ففي الوقت الذي تبدو البلاد على غير ما يرام أو غير ميعاد لحياة أفضل يتنامى مشروع الموت ، الذي يحتمي بالقبيلة وميراثها الدموي الأرعن تلك التي أعاقت أي تحول في اليمن نحو الأفضل وأبقته دون مستوى نهوضه المأمول .والمرتجى وكثيرا ما جذرت ذاتها في عمق الدولة وضربت وجودها بعيدا في أعماق تكوينها ، لتبقي الدولة في اليمن غير قادرة على أداء وظيفتها ، ومجرد مؤسسات شح منها الإداريون الوطنيون إلا من بقايا أفراد تديرهم هذه القوى القبلية التقليدية ، فاليمن السافل الذي عادة ما ينظر إليه باحتقار من قبل اليمن العلوي المستحكم ومجاميع قبائله المتخلفة التي تدير مؤسسات ما يفترض أنها دولة ، أفراده مجرد وجودا شكليا في هذه الدولة ومؤسساتها ، وغير قادرين على فرض سيادة الدستور والقانون لأن أفراد اليمن العالي بحسب ذلك التقسيم لا يعملون على تطبيق النظام والقانون إلا إذا كان يصب في صالحهم ومصالحهم ، أو في صالح أفرادهم ، أما إن كان غير ذلك فإن أعرافهم القبيلة هي السائدة حتى بمنطقها الدموي الذي تصنعه إرادة القوة والبندقية، وشكيمة العزة والرفعة والعلو الموهوم -بحسب توصيف سياسي يمني - فالقانون لم يكن هو أساس الحل غالبا فقد ذبح منذ " ذبح الثور" إبان الثمانينيات حد تعبير الدكتور والسياسي اليمني "عبد الكريم الارياني " آنذاك في قضية يعرف الكل تفاصيلها .. العرف القبلي المكرس للثأر كان هو الحل . فأحد مواطنو اليمن السفلي محمد الحامدي قتل على يد (20 ) مسلحا من "سنحان" منطقة الحكم ، ومر القتلة دون حساب أو عقاب ليذبح بدلا عوضا عن ذلك "رأس ثور"
وكذلك المواطن صلاح الرعوي الذي كان قتل على يد عصابة يقودها رجل امن من ذمار بمشاركة رجل أكاديمي يعمل دكتورا في جامعتها وتكمن خطورة ذلك في أن المؤسسات التعليمية في اليمن يقودها رجال أكاديميون "قبليون " يؤمنون بثقافة الثأر ولم تتحرر عقولهم منه، وهو ما سيؤدي إلى أن يصبح للثار منهجية "تربوية" في البلاد وستتحول الجامعات اليمنية إلى ساحات مراكز تعليم مبادئ القتل..!!

قضايا القتل أو الثار من قبل نافذين في النظام أو مقربين منه مرت بسلام غير دماء "أثوار" تراق فقط إرضاء لأسر القتلى والضحايا هذا إن كان احدهم ينتمي على قبيلة قوية أو أسرة نافذة .

قبل أيام قتل الدكتور درهم القدسي وهو يؤدي واجبه في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا ،من قبل عصابة قبلية وعبث القتلة بجسده ومرت الجريمة دون أن يحرك الأمن ساكنا فقد احتمى القاتل بقبيلته وقيل أنه تم ترحيله إلى أميركا ، مع ذلك يظل المقتول في الذهنية التقسيمة المستعلية الحاكمة في اليمن والتي تدير المؤسسات الأمنية ومراكزها من "اليمن السافل" والقاتل كذلك ومع ذلك لا يهم مادام أن القاتل قويا بقبيلته..!!
قضايا القتل أو الثار من قبل نافذين في النظام أو مقربين منه مرت بسلام غير دماء "أثوار" تراق فقط إرضاء لأسر القتلى والضحايا هذا إن كان احدهم ينتمي على قبيلة قوية أو أسرة نافذة .


قد يكون الرئيس صالح بريئا مما يرتكب تحت اسم سلطته لكن يبدو أن القوى "التقليدية" التي يدعمها ويركز الثروة والسلطة في يديها والقربية من وجوده الجغرافي، عازمة على الزج به في معمعة ممارساتها وإدخاله في أتون أزمات جديدة تضاف الى العميقة الموجودة حاليا ،وبالتالي وضعه في مرمى الاتهام وانه السبب في ذلك، وهذا ما يحدث اليوم ، فقد حدث وأن سقط قبل أيام 60قتيلا في حرب قبلية بين قبيلتي "حاشد وبكي" دون أن يكون ثمة تدخل للدولة أو ما يفترض أنها كذلك.

كما ان استمرار هذه القوى حكم البلاد بعقلية الاستعلاء والاحتقار لما يسمونه باليمن السافل وتغييب النظام والقانون والعزف على وتر التناقضات الاجتماعية وتنميتها ، ضرب النسيج الاجتماعي اليمني بخلل عميق كان من نتائجه ظهور النعرات القبلية والمناطقية وارتفاع منسوب الثار بشكل حاد .
-----------------
*كاتب وصحافي يمني



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الرئيس صالح
- قلمي شرفي
- وعي السلطة التخريبي
- حين تغدو الكتابة هما.!!
- اليمن: عن تطور وتراجع الديمقراطية
- اليمن: نظام يحكم بعقلية لص وقاطع طريق
- اليمن :غياب قوى التوازن السياسي الحقيقية
- حصافة سياسية مكشوفة
- دكتور ياسين سعيد نعمان : ممكن نختلف معك..؟؟
- إيدز اليمن السياسي..!!
- اليمن : مستقبل الوحدة..!!
- الكاتب ودور الكلمة في التغيير
- السفارة السعودية والسيادة اليمنية ..!!
- اليمن سيناريوهات التوريث..!!
- كيف ينتقم الارياني من الرئيس صالح..؟؟
- أوباما: سياسة غامضة لكنها خطيرة..؟
- الرئيس صالح وحسين الأحمر وعلاقة شائكة
- الرئيس صالح والتعديلات الدستورية والتوريث
- اليمن: كيف ينهار نظام الرئيس صالح..؟
- الرئيس صالح والقوى التقليدية ..من أعاق التحولات.؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رداد السلامي - اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!