أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رداد السلامي - اليمن : حين يسرقك اللص ليمنحك..!!














المزيد.....

اليمن : حين يسرقك اللص ليمنحك..!!


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 08:43
المحور: الادب والفن
    



فاصل قصير ، ويبدأ آخر أطول ، وزمن سيأتي ليس كهذا الزمن ، حقبة نحياها ، على أمل أن يكون الوضع يوم أفضل.
على افتراض أن الذي حدث كان مشهدا تلقائيا ، تم الإعداد له ، لكن ألا يستحق مشهدا كهذا أن يبعث على الألم على هذا الطفل ، وعلينا جميعا ، وعلى "كمبارس" المشهد ، ومخرجيه.
العلك هي مستقبل الطفل ربما ، وصناع المشهد حقراء بما يكفي لأن يخلقوا مشاهدا كهذه لا تحتاج إلى تمثيل لأنها مشهدا تراجيدي واقعي محزن يتعرى على الأرصفة كل يوم .
الإتيان برسالة تثير الشفقة على مرسلها ، وعلى الرسالة ذاتها، ومستقبلها ، والوطن برمته ، مشهد أريد له أن يكون مشفرا بحيث يستوعب دون أن يشعر المستقبل أنه معد أصلا.
قبل أن أأتي إليه ، لآخذ الـ500ريال كما هو معتاد دائما ، كنت قد اتصلت به ، وقبلها كنت قد أخبرته بشيء حول ذلك ، ذات ليلة بلا عشاء ، قلت له على ماسينجر الياهوه ، يا عزيزي أنا جائع ، هل أأتي إليك لتعطيني الـ 500 هي ما اعتدته منك ، اعتراف ضمني بتفوقكم كونكم من جغرافيا حاكمة بلا ثروة ، تمنحون الناس فيما نحن القريبون منها نأخذ منكم ، وتمنحوننا منة منكم ، ونصدق أنكم ذوي شهامة وكرم وقبائل ..!! حالنا كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ : والماء فوق ظهورها محمول، كما قال الشاعر .
هو يريد أن يبدو ذكيا ، يحتقرك بطريقة مشفقة ،في الوقت الذي يمنحك ،وأنت تسخر منه،في الوقت الذي تأخذ منه ، لكنك تفعل ذلك كلما ضاقت تماما ، كما هو جائز لإنسان جائع في خبت مقفر أن يقارب لحم الميتة مضطرا.
اللص يسرقك ، ليتصدق عليك ..!! لعبة تدركها ، ويدركها ، هي بالنسبة إليه مسلية ، وبالنسبة لك مؤلمة ، لكنها لن تستمر على هذا النحو ، فالواقع سيخلق شروطا جديدة ، ومعايير عادلة ، هذا أملنا الذي يجعلنا أكثر ثقة بالغد.
كان منظر الرسالة"الطفل" يبعث في المشاهد المستقبل لمضامينها ، يبعث على الرثاء ، وليس الاعتزاز ، فشموخه مفتعل مشترى ، لأداء دور بطولي في مشهد لا يجسد الحقائق .
دلفت إلى المكتب ، فيما السيناتور كاتب "السيناريو" والمستمتع برؤية إبداعه الغبي ، المستعلي، يقلب أوراقه ، كان يجلس على كرسي دوار تفوح منه رائحة عطر باريسي مغري ، لم يكن متقشفا كما يحاول أن يقول ذلك ، فيما يجلس أحد لاعبي الدور الكومبارسي على الكرسي المحاذي للنافذة ، بعد أن سلمت جلست وتبادلنا كلمات المجاملة المعتادة ، وفجأة يدخل البطل الصغير –الرسالة – وبيده باكت علك ، قام الرجل الذي يؤدي الدور الكومبارسي بإعطاء الطفل عشرة ريال ، دون أن يأخذ منه علكة ، وكبطل شريف يرفض الطفل أن يأخذ ذلك ، ويرد العشرة الريالات ، لأنه لا يريد صدقة يريد أن تشتري منه ، أخذت العشرة وقلت للطفل ، خذ العشرة وأنا سآخذ العلك ، فقال :لا، بعشرين ، قلت له طيب خذ العشرة ودسستها في جيبه ، وبشموخ واعتباط مفتعل يخرجها من جيبة ويضعها ، لأنه لا يريد صدقة فهو يعمل في بيع العلك...!!
مشهد ناقص الشرف والشموخ ، ومسكين أنت أيها الطفل " الرسالة " ، ومسكين أنا، ومسكين من يجعلك بطل ، في دور لا يجسد سوى الزيف، ومسكين هو الوطن.
الرسالة كانت واضحة بالنسبة لي ، والمشهد متوقع ، لكنك حين تكون عاطل عن العمل ، ما عليك إلا أن تقارب الجيف مجبرا تأخذ منها ما يسد رقمك ثم تمضي ، ذاك أمرا مباح شرعا ..!!
إنه نوع من الإهانة الغير مباشرة للمثقف ، وتحقيرا له ، وضربه "تحت الحزام " بطريقة حقيرة ، تمتهن من قيمة حملة قيم التغيير والثورة ، الذين يجابهون العزل ، وتغزل حولهم ألغازا حقيرة..!!
الرسالة :هي اشتغل ولا تطلب منا ، وبالتأكيد لدينا استعداد لأن نعمل لكن ليس في بيع العلك ، غير أن ذلك ليس احتقارا للعمل كقيمة ، ولكن هناك وضعا مختلا ، يريد أن يجعل الخلل غير مرئي ، فالصحيح أن الطفل لا يجب أن يعمل في هذا السن ، والصحيح يجب أن اعمل، ولكن ليس في بيع العلك ، هناك أعمالا أخرى غير ذلك تليق بنا على الأقل ، كما يظنون أن الأعمال الشريفة تليق بهم وحدهم كشرفاء ، وإن كانوا لا يدركون أن الطفل بائع العلك أشرف منهم ..!!
----------------------------------------
*صحفي يمني



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن : الواقع الوطني ليس دعاية إعلانية..!!
- اليمن: حين يغدو القصر مصنعا للحرائق..!!
- كنوارس برية تعشق أريج السماء..!!
- اليمن : مساواة القوى المتضادة
- اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!
- اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته
- اليمن : السلطة وإنتاج الأزمات بتعبيرات مختلفة
- اليمن: بين أزمات الداخل وتدخلات الخارج
- اليوم أوغدا سيدفع اليمنيون ضريبة الصمت..!!
- فرجة مؤجلة لموت قادم..!!
- اليمن : نشاط القاعدة وتنامي مفعول التحذيرات..كيف يمكن تفسير ...
- كي تبني الكلمات واقعا صحافيا أفضل..!!
- صالح ووعود الجحيم..!!
- اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!
- رسالة إلى الرئيس صالح
- قلمي شرفي
- وعي السلطة التخريبي
- حين تغدو الكتابة هما.!!
- اليمن: عن تطور وتراجع الديمقراطية
- اليمن: نظام يحكم بعقلية لص وقاطع طريق


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رداد السلامي - اليمن : حين يسرقك اللص ليمنحك..!!