رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 04:49
المحور:
الادب والفن
أمس كان يقيم الصلاة على موتة...
فقد دفن منذ زمن ، غير انه كان حيا دون حياة..!!
قال لرفاته وهو يحدثها : كم أنتي هشة ، يجتاحك البرد ، والجوع ، ويغتالك حنين الضمأ لري امراة في شتاء البرد ، حيث يقسو الكل عليك..
أراد أن ينفخ الروح فيها ، لكنها كانت هامدة تحاكي التراب.
حدق في تناثره المبثوث ، في غرفة تشبه القبر والقهر ، ثم زفر هواء اختناقه المعاد ،باستمرار إلى جوف رئتيه ، فنافذة واحدة لاتكفي لتجديد الهواء.
ملامح الغربة تشبه ملامح الغرفة قال ، ثم ألقى نحافة جسده على فراش غزى جانبه العلوي وسخ داكن ، فالشمس لاتزاور عن كهفه ذات اليمين وذات الشمال ...
نائم مستيقظ كأهل الكهف ، يقض مضجعه وجع الأمنيات ، يحرسه كلب الكوابيس ، الذي يبسط ذراعيه على وصيد أحلامه..
يتأوه بعد كل يقظة ...
آآآآه كيف تهت هنا..؟!!
هو إنسان وجد ذاته غريبا ، يلمح الاستبعاد ، ويجابه استعباد التافهين له ، فقير مدقع ، يدق البؤس عظامه ، يكبسل الواقع أحلامه ، يتوه في غيبوبة الصمت ، ولا يفوق إلا على أوجاع مزمنة وأخرى صنعت له عنوة..
--------------------
*كاتب وصحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟