رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 11:41
المحور:
الادب والفن
ههههههههه هو كان يأكل "الزعقة" فتارة يدري وأخرى يجهل وثالثة يخالجه إحساس بأن ثمة ما لا يدرك ، كان يحب الحليب بعد القات ، ويقتات قليلا من الفاصوليا ، ويتقي شر المزاحمة ، ولا يريد حتى أن يدحش أحدا ، لأنه لا يريد ذلك ، ويحب أن يبدو بصورة جيدة ، تقيه ما يقوده إلى نتف شعره مثلا أو تحويله إلى قاطع طريق ، فمن يريدون له ذلك ربما يتمنون له أن يكون كذلك.
ثم أن فيروس الخنازير هذا مجرد نكته كبرى ، أضحوكة حقيرة كممت أفواه المغفلين ، وتناقلها المتوترين ، هو كان منغمسا في وطنية موهومة وتارة صادقة وأخرى يشوبها ‘إظهار الذات كشيء مهم ، هزم تماما ، وفي معركته من أجل كينونة ساربة في أحشاء الزمن المتسارع وجد ذاته صفر اليدين ، له قلم وتبقت له بعض قيم ، ولقم يتسولها من هنا وهناك .
تارة يكذب وكثيرا يصدق ، لكنه ظل على يقين أنه وطنه سيكون يوما وطن رغم كل أطنان البلاوي الموجودة فيه ، تلك التي تراكمت بفعل التخلف الذي أدامه الطامحين والطامعين والباحثين عن الجنة وعاشقي السماء والاسماء ، ابن فقير أقفرت حياته من الوجود الكريم ، فالذين تعمدوا إبقاءه ذهبوا بالحياة فيما ذهب هو بالبؤس ، صنعوا له الصدف ، واوهموه بأن ثمة صدفة في انتظارة ، هي صدفه لكنه صناعية وليست حقيقية ..!!لكنهم استنزفوا أجمل أصدافه الثمينة وتركوه كمحار البحر الميت ، بعد أن عبثوا بأعماقه كلها .
-----------------------------
*كاتب وصحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟