أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رداد السلامي - اليمن : الاتجاه نحو الدولة البوليسية














المزيد.....

اليمن : الاتجاه نحو الدولة البوليسية


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 08:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الجديد الذي ينشأ في الحياة السياسية اليمنية معروف ، وقد أشار اليه الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان في المؤتمر الصحفي الذي عقده المرصد اليمني ونقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء الاسبوع الفائت بشأن إخفاء الصحفي محمد المقالح وعدد من الصحفيين والناشطين.

الاتجاه نحو الدولة البوليسية ، تحت ذرائع مختلفة ، فهذه السلطة التي فقدت القدرة على مواجهة وحل أزماتها التي أنتجتها غدت عاجزة أيضا على انتهاج سلوك عقلاني تجاه حملة الأقلام والصحافيين والناشطين ، لتعبر بذلك عن إفلاس واضح يسربلها من رأسها حتى أخمص قدميها ، وهي بالتالي سلطة لم تعد تمتلك من ايجابيات وجودها شيئا فبقدر ما غدت مشلولة عن إنتاج شيء ايجابي ،تنتهج سلوكا سلبيا إزاء من يفترض أن تستمع إليهم "الصحافيين ، الكتاب، الناشطين الحقوقيين" .

لا عجب ، لم يعد ثمة ما يثير الاستغراب ، فمادام أن "غراب البين" يحوم حول بنيانها المتهالك الذي يفتقر إلى عوامل القوة ، فإنه غدا من الطبيعي أن تمارس السلطة سطوتها، لأنها الآن في أوج إحساسها بالانهيار والتلاشي ، إنها سلطة مرتبكة أجدب ذووها من التفكير العقلاني ، كما أن دماغها لم يعد يمتلك الحيوية التي تمكنه من التفكير السليم أيضا ، لأنه مصاب بوعي عاجز ووعي العاجزين مدمر لذويه ، لا ينتج لهم إلا ارتباكا إذ يتوهمون أن الكل ضدهم حتى ذلك الذي لا يملك سوى حزمة أقلام وأوراق بيضاء.

لا شيء يبعث على التفاؤل بإمكانية أن يستوطن العقل دماغها المتعب ، المصاب برضوض أفعاله التي شبكته ليمارس اختناقه الذاتي تماما كدودة القز ، إذ أن مؤشرات الراهن تدل على أن الاختطاف والاعتداء والسجن وكيل التهم أضحت ظاهرة مخيفة تمارسها السلطة ، مما يعني أن المستقبل يحمل المخيف لأسوء ، فالقتل وفنون الاغتيال هي أبشع ما سننتظره إذ لم تقف القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية ضد هذه الظاهرة.

هي هكذا، وتاريخها حافل بذلك ، لكنها اليوم غدت مكشوفة وتفويت الأسوء يقتضي منا أن نبدع في المزيد من كشفها والتصدي الجماعي لها ، وإيقاف مسلسلاتها الدموية ،الظاهرة الخفية الهازلة والجادة ، وبالتالي فإن حصر الذي يحدث في رأسها يجعل هذا الرأس الذي يغذيها بإيحاءات كتلك هو المسئول الأول عن ما يحدث وسيحدث ، فوضعه في قائمة الإدانة يجعله يفرمل من هرولة أجهزة القمع والقتل والاختطاف الأمنية ، فتعبئة هذه الأجهزة وأفرادها بثقافة الكراهية ضد الصحافيين والكتاب والسياسيين ونشطاء الحقوق والرأي ،ينافي الدستور والقانون ، ويجرد هذه المؤسسات من صفتها الوطنية ، إلى صفتها البوليسية المتوحشة .

حديث كهذا يجعل صاحبه عرضة للأسوأ ربما ، لكن لابد من المغامرة وكسر الحواجز باجتياز الأسلاك الشائكة الملغومة بـ"ليزر" أحمر، يريد أن يحول الوطن إلى قبرا مفتوحا لموت –حد تعبير الصحفية اللبنانية سناء الجاك- في وطن خضبه بلون الدم ، وأحال أطفاله إلى أشلاء معلقة على جذوع الأشجار وأفواه الحديد المدبب ، فيما يتناثر الشعر البريء دون أن يحرك ذلك شعورا في قلبه ، أو رعشة رأفة ظلت طريقها إلى أعماقه الخاوية من مشاعر الإنسان..!!

يكفي لم نعد نرضى بالذي يحدث ، غير أن الذي سيحدث لن يجعلنا نصمت بل سيدفع أقلامنا الى جعل الكلمة أكثر حسما ثورية وصلابة واستعصاء في وجه آلة الموت وأجهزة القمع البوليسية .حتى تنهار أعصاب القوة في عضلاته الهشة ، إن ذلك لم يعد مستحيلا.

-----------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني




#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدا تتشكل أول ملامح أحلامي المؤجلة..!!
- ما الذي أزعج صالح وسلطته في الصحفي والسياسي الاشتراكي محمد ا ...
- اليمن : حرب صعدة كي لا يتحول يوم الحسم إلى مناسبة للاحتفاء.. ...
- اليمن : الطائفية لعبة السلطة..!!
- الصراع العالمي على القرن الأفريقي واليمن
- اليمن : حين يسرقك اللص ليمنحك..!!
- اليمن : الواقع الوطني ليس دعاية إعلانية..!!
- اليمن: حين يغدو القصر مصنعا للحرائق..!!
- كنوارس برية تعشق أريج السماء..!!
- اليمن : مساواة القوى المتضادة
- اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!
- اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته
- اليمن : السلطة وإنتاج الأزمات بتعبيرات مختلفة
- اليمن: بين أزمات الداخل وتدخلات الخارج
- اليوم أوغدا سيدفع اليمنيون ضريبة الصمت..!!
- فرجة مؤجلة لموت قادم..!!
- اليمن : نشاط القاعدة وتنامي مفعول التحذيرات..كيف يمكن تفسير ...
- كي تبني الكلمات واقعا صحافيا أفضل..!!
- صالح ووعود الجحيم..!!
- اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رداد السلامي - اليمن : الاتجاه نحو الدولة البوليسية