رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 08:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
شاء أم أبى ، عليه أن يرحل ، لم يعد ثمة ما يستدعي بقاؤه.
31 عاما هي عمر جيل ابتلع وطغمته حياته ، وصادر أحلام الوطن ، وأباد كل أسباب وممكنات نهوضه وتقدمه ، على أنه ظل أيضا عائقا أمام قدرتنا على التفكير بما يمكن الوطن من استعادة أمله في أن ينهض من كبواته المستدامة وعثاره المزمن.
المهزلة التي أسداها إلينا وجوده : هي هذا الكم الهائل من البشر الخانع ، والكتل الآدمية المصلوبة على أوهام وعودة ، تماما كما هي صورته على أعمده الإنارة في شوارع التشرد، والبؤس.
محور اهتمام القادة الحقيقيون في العالم هو : الإنسان ، الوطن ، التقدم ، ومحور اهتمام قائدنا الفذ ، صانع منجزات الشكل ، والمنارات الست على جامعه ، هو : العرش ونقله ميراثا لأجياله ، سيج البلاد بكل أسباب انتقاله ، ولغم معابر الوصول إليه بكل أشكال الفوضى ، وأبدع صناعة الملهاة ، وأجاد رسم ملامح الموت ، وخضب الوطن بلون الدم ، وضمخه بأريج الجثث .
صنع أمجاده على أشلائنا ، نغم قراره بمزاج اللحظة ، والكيف ، ثم كيف ذاته مع القوى التي ساهمت في إدامته ، وراح في كل مناسبة وطنية يلوح بيديه ملقيا تحاياه التي يوزعها للمصفقين والمادحين والشعراء الذين تقرحت قرائحهم بأبيات النفاق والملق كي تقربهم منه زلفى .
صالح .؟ أي إحساس لديك فيما نحن فيه ؟ وكيف رضيت بوجودك مستقويا ، فيما يرفضك حتى منافقوك ، من وزراء وساسة وعسس ، وباعة أوهام وأقلام ؟
أي بطانة وضعتها حولك ، تستبطن لك أسوء نوايا السقوط ، وتصيغ تاريخك بأسلوب ينفي عنك ما تبقى من ذكرى يعتد بها ذويك بعد رحيلك؟
لو أفقت إلى خطورة ما تمارسه أجهزة القمع البوليسية ، لأدركت أن القمع ليس سوى تتويج أخير إلى منفى الذاكرة ، هناك حيث تخزن كوابيس المأساة ، وتسقط الأحزان والدموع .
لم نكرهك ، لكنك أرغمتنا على كراهيتك ، وتجييش مشاعرنا ضدك ، أوغلت في إذلالنا حتى أجدبنا من الخوف وفي قعر نضوب الخوف ولدت فينا الشجاعة ، وبدا لنا الموت كما لو أنه أمنية صعبة المنال ، نستجديك أن تمنحنا إياها لكنك ترفض ، وكأنه شرف تمنحه لمن تشاء ولا نستحقه..!!
-------------------------------
*كاتب وصحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟