رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 22:37
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
عبد الفتاح إسماعيل..
ما أجمل ها الاسم ، ما أروعه ، وما أسمى حروفه ، يتلألأ في الأفواه حين نطقه كحبات لؤلؤ ، يتسع الصدر ، وتزدهر الأحاسيس، وينبلج من محيا ناطقه نور مشع ، لكأنه للتو فرغ من أداء صلاة .
هذا الاسم أغنية خالدة ، سيمفونية عذبة ، نشيد أجيال متتابعة ، كريح زفرت من فاه الوجود فمضت في رحلة لا تنتهي .
في كل بقة من ثرى الأرض اليمنية تنبت روح هذا القائد والمناضل ، الذي نحت الكلمات القوية في صميم الضمير اليمني، ثم غادر بعد أن صكها أحلاما للتقدم والنهوض في قلوب الصغار والكبار، وفي كل محطات الحياة الوطنية الملغومة بمزاج الفرد ، وعنجهية الفيد ، وغرائز المتعطشين للدماء ، تعود الذاكرة إلى عبد الفتاح إسماعيل ،كما تعود النورس إلى وطن عزيز هجرته ، تعود لتنقب بين طوايا الفكرة ، وكوامن الكلمات عن قبس هدى ، فتجد الهدى هناك في كلمات صاغها كمعزوفة أبدية "ستظل وحدة الشعب اليمني وتقدمه الاجتماعي هدف الأقلام الشريفة ، وستظل الكلمة ركيكة المعنى مجزأة الأحرف إذ لم تكن من أجل الشعب".
وحدة وتقدم الشعب اليمني ، هما الكلمتان اللتان استطاع "فتاح" أن يختزل فيهما أحلامنا ، فكان أروع من عبر عن ضمير الكل ، أجاد الصياغة فأصاخ له السمع ، أودعها الزمن ومن خلالها استطاع أن يقول لكل من يراهن على أن الوطن لن يظل موحدا ولن يتقدم ، أن رهاناتكم غير ممكنة وأن الزمن كفيل بإسقاط أوهامكم .
كل مخاض لا يحوي في بطنه جنين مكتمل لن يلد إلا شائها سقطا ميتا ، وكل محاولة لعرقلة تقدم الشعب لن تنتصر إلا ريثما تنضج ممكنات التقدم ، حينها تجد كل قوة اعتورت مساره مركونة على حافة الاحتضار بالسلم لا بالحرب ، بالقلم والكلمة والنضال الجماعي الواعي ،وليس بدماغ الدبابة ، ولذلك نجد أن المناضل عبد الفتاح إسماعيل أكد على أن الوحدة والتقدم " هدف الأقلام الشريفة " و هي الأداة التي أبدع "فتاح" في تذكيرنا بها ، فما يؤكد أن الأقلام شريفة هو أنها وضعت " الوحدة والتقدم " نصب سنانها ، ولم تنجر إلى فخ الرهانات التمزيقية ، وأوهام وحدة القوة والغنيمة، أو مستنقع السقوط في براثن الاستجداء والتلميع لسلطة القهر والدم والتخلف ، ولذلك نجد أن كل من ينادي بالشراكة الوطنية كضرورة لديمومة الوحدة يجسد فكر المناضل الوحدوي : عبد الفتاح إسماعيل ، ورفاقه الشهداء الين قدموا أرواحهم من أجل لك .
هؤلاء الين زرعوا في بطن الأرض بذور الحلم ، وأودعوا بؤبؤ عينيها بريق الأمل المشع ، فإذا بها كلمات تتحول إلى نبض شعب ونبت يقين.
--------------------------
*كاتب وصحفي يمني
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟