أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا















المزيد.....

كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 867 - 2004 / 6 / 17 - 07:19
المحور: القضية الكردية
    


فتح قرار مجلس الامن الاخير رقم /1546/ الباب على مصراعية امام المزيد من التجاذبات، ودائرة واسعة من المواقف وردود الافعال التي مازالت تتوسع. فمن جهة جسد القرار اراده دولية بالاجماع حول شرعنة نتائج عملية تحرير العراق واحتلاله وادارته العسكرية والسياسية والاقتصادية حتى الآن من جانب قوى التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، واجاز لها بعد أن تحولت إلى – قوة متعددة الجنسيات – بالاستمرار في اداء دورها الامني والتواجد العسكري بناء على رغبة الحكومة العراقية الموقته وعلى قاعدة التعاون والتنسيق وبذلك تكون الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها قد حققوا انتصاراً دولياً واعادوا الثقه والصدقية من جديد الى المشروع الامريكي تجاه العراق والشرق الاوسط عامة خاصة وان القرار صدر عشية اجتماع الثماني الكبار في – سي ايلاند – والذي دعم بدوره المشروع الامريكي تجاه التغيير في الشرق الاوسط بعد ادخال بعض التعديلات الشكلية التي لم تمس الجوهر على أي حال.
من الجهة الاخرى وعلى صعيد الوضع في العراق فقد استجاب قرار مجلس الامن لمطلب الحكومة العراقية الموقته الذي حملت تفاصيله رسالة رئيس تلك الحكومة والتي شكلت منطلقاً مرجعيا – لحيثيات قرار مجلس الامن. هذا من الناحية القانونية الاجرائية المعلنة، ولكن الحقيقة الكامنه وراء الستار تشي باسرار الوجه الآخر من المسألة وهي أن الرسالة الحكومية لاتعبر عن موقف المكون الثاني للعراق الجديد ولاتحمل هموم الضلع الثاني في بلد ثنائي القومية، والاخطر من كل ذلك أن عوامل عديده عراقية واقليمية واممية ( هيئة الامم ) قد اجتمعت لابرام صفقة غير معلنة مع مرجعيات مذهبية طائفيه قومية شوفينية على حساب طموحات شعب كردستان، أما ما يحمله القرار من تأكيد على الفدرالية وهو يشكل بحد ذاته تطوراً هاماً نوعياً وضمانا دولياً للارادة الكردية في العراق فانه جاء كما يبدو كمبادرة امريكية – بريطانية وليس كاستجابة لرسالة رئيس الحكومة العراقية الخالية تماما من اية اشارة الى الموضوع الفدرالي، وفي هذا المجال يحق لشعب كردستان الربط بين الموقف الحكومي الذي يشكل الرئيس عضوا في – البيت الشيعي- الذي تحول بدوره الى – بيت طاعة – للمرجعية الشيعية التي بدورها ايضاً انفردت في توجيه المذكرات والرسائل الى القوى الدولية وهيئة الامم تطالب بعدم الاشارة الى قانون الحكم الانتقالي لانه يحتوي على بند يوفر الضمانه لحقوق شعب كردستان في المستقبل.
لذلك من حق القيادة السياسية الكردستانية ان تتساءل والجميع مازالوا في منتصف الطريق عن تلك الوعود والتطمينات التي تبخرت، من حقها معاتبة الحلفاء والاصدقاء ورفاق الدرب خلال مراحل المعارضة والكفاح وادراة الصراع ضد الدكتاتورية، ومن حقها طرح الاسئلة على الجميع حول المستقبل والمصير.
رسالة القيادة السياسية الكردستانية الى الرئيس الامريكي بالرغم من التباساتها ومن المآخذ عليها كونها أخطأت المكان والزمان في نظر البعض إلا انها تعبير عن قلق شعب كردستان وعدم رضاه عن ما يجري في بغداد بالدرجة الاساس ودعوة صريحة الى اعادة النظر في بعض المفاهيم الخاطئه من المواقف المجحفه تجاه قضايا الشعب الكردي وتطلعاته المشروعه ، ومن الواضح من مختلف ردود الفعل السلمية والسياسية حتى الان من جانب الكرد قيادة وشعباً وحكومة ومؤسسات أن العامل المحبط للآمال يكمن في مواقف القوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد باغلبية احزابها ومرجعياتها وطوائفها وان الخشية في ان لايجد شعب كردستان شريكا عادلاً حريصاً على التعايش والعيش المشترك والسير سويه لتوفير مستلزمات بناء العراق الحر الديمقراطي الفدرالي المتحد. وان يفقد بالتالي حرارة جذبه نحو عمليه الاتحاد الذي اختاره طوعاً وباراته الحره في سياق توجهه الاستراتيجي.
والامر الآخر الذي يمكن فهمه من مجمل الموقف الكردستاني هو أن التوجه الى الطرف الامريكي في مثل هذه الاوقات العصيبه له ما يبرره فهو موضوعياً قام مع حلفائه بعملية تحرير العراق وشارك حتى الآن كسلطه انتقاليه في ادارة شؤون العراق وسيستمر مستقبلاً وبعد القرار الاخير لمجلس الامن كمشرف على – القوة متعددة الجنسيات- وهو اولا وآخرا القوة الاعظم على المستوى العالمي، وعندما يتوجه الكرد الى الطرف الامريكي بالعتب احيانا والمطالب المحقه احيانا اخرى فهذا يعبر عن امرين جوهريين:
الامر الاول أن شعب كردستان ممثلاً بقيادته السياسية لم يقدم في يوم من الايام على نسج علاقات وصلات سرية من وراء ظهر شعب العراق والشعب العربي ولم يطلب الكرد اي يوم – وعد بلفور – كردي عبر الاقنية السرية وفي مختلف الظروف والمراحل والازمنه وبذلك نرى العلاقات الثنائية اكثر من شفافة والصلات تجري في وضح النهار .
والامر الثاني أن الخوف الواعي من الولايات المتحدة الامريكية في محله ولكن ليس الخوف الاعمى الى درجة الحقد والعداء، وان المصارحة والمكاشفه هما القاعده المشروعه والسلمية للتفاهم وان هناك فرصة تاريخية للتفاعل ليس عبر- اللوبي- الكردي المفقود في واشنطن بل لان الامريكان جاؤوا الى كردستان وهم بين ظهر انينا ونستطيع التحاور معهم كل لحظه وفي اي وقت نشاء فنحن شعب كردستان لسنا في عداد اعداء امريكا ولسنا مرشحون لذلك لاموضوعياً ولامصلحياً ولاميدانياً على الارض بل نحن في طليعة اصدقاء امريكا المستقبليين ولكن بمسار آخر يختلف عن تجارب الآخرين من قبلنا الذين جاؤوا من بوابات العنف والارهاب واستيطان اوطان الآخرين نحن لن نتحول رغم صداقتنا الواعده وتحالفنا الموعود مع الطرف الامريكي الى ثكنة عسكرية تعج باسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي لارهاب الآخرين عبر الاستقواء بالغرب أو احتلال اراضي الآخرين أو طردهم لان رابطنا المشترك مع الشعوب التي نتعايش معها وفي مقدمتهاالشعب العربي غير قابل للزوال في يوم من الايام.
ان مشهد التحولات العراقية يوضح بجلاء ان قدر شعب كردستان هو ان يكون دوماً ومنذ مواجهة الامبراطورية العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن في مقدمة الصفوف وفي طليعة المضحين على درب حرية العراق واستقلاله والتصدي للاجنبي والمستعمر من جهة والنضال من اجل الديمقراطية والحياة الكريمة ومواجهة الدكتاتورية والانظمة الشوفينية المستبده من الجهة الاخرى، وفي هذه المرحلة الراهنة الدقيقة يقف شعب كردستان بارادته الحرة في مقدمة الصفوف لاستكمال اسباب وشروط تحرير العراق التي لم تنجز بعد والتحول نحو الديمقراطية والعيش المشترك في اطار الفدرالية والتعددية وقبول الآخر وتكريس الحياة السياسية السلمية بين مكونات العراق القومية والعيش المشترك في ظل تعاقد طوعي في دولة ثنائية القومية متحده متكامله. وذلك بمواجهة من يريدون العودة الى الوراء الى ما قبل يوم النصر والتحرير ايام عهد دكتاتورية صدام حسين، فمشروع شعب كردستان التحرري الديمقراطي الانساني يقف اليوم سداً منيعاً أمام مشروع الردة التي تقف من ورائه قوى الظلاميه والجهل والتخلف هذه القوى المتحالفة من بقايا اجهزة النظام البائد ذات التوجه البعثي الشوفيني العنصري وارباب الطائفية والمذهبية وائمة صراع الاديان والحضارات، وعناصر الارهاب القاعدي ذات الثقافة الاصولية وتوجهات الاسلام السياسي المطعمة بالنبرة القومية العنصرية.
على العالم الحر وقوى التحرر ودعاة الديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب في كل مكان في العراق والشرق الاوسط والعالم أن يعوا حقيقة المشهد العراقي ومن ضمنه الكردستاني وان يتلمسوا عن معرفه موقع الكرد المتقدم والايجابي في هذه المعادلة الواضحة المعالم التي يريد البعض اسدال الستار عليها او القفز من فوقها، ولانغالي اذا اكدنا ان مسألة مصداقية الغرب عموماَ والتحالف الامريكي – البريطاني على وجه الخصوص وان موضوع التغيير الديمقراطي في المنطقة وان قضية السلم والاستقرار في العراق وان حل المسألة القومية لشعوب المنطقة ستحسم هنا في كردستان وليس في اي مكان آخر، وما على شعبنا الا اتخاذ كل اسباب الحيطة والحذر والتهيء لكافة الاحتمالات والخيارات مهما كانت مرة وقاسية.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو اعلام كردستاني يواكب المرحلة الراهنة
- الى شيخ السجناء فرحان الزعبي : هل تقبل الاعتذار ؟
- - خدام يدعو العراقيين الى نبذ الانقسامات صدق أو لاتصدق
- على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان الع ...
- تصريحات الرئيس الاسد حول الكرد مالها .. وما عليها
- الكونفرانس السنوي الرابع لرابطة كاوا للثقافة الكردية
- لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة
- كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
- الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير ...
- تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها
- لقاء حول الاحداث الكردية السورية
- النص الكامل للمقابلة التي اجرتها – وكالة يونايتد بريس انترنا ...


المزيد.....




- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا