أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان العراق















المزيد.....

على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان العراق


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 18:12
المحور: القضية الكردية
    


من النتائج المباشرة لمخطط السلطات السورية في زرع الفتنه وسياسة الاستئصال القومي الذي بدأ التشديد في تنفيذه منذ الثاني عشر من آذار المنصرم وتجلى في قتل العشرات وجرح المئات واعتقال الآلاف من ابناء الشعب الكردي وملاحقتهم في مختلف مناطق تواجدهم عبر اجهزة الامن المختلفة والمتعدده مضافا اليها جهاز الامن الجنائي باعتبار كل وطني كردي مجرما في عرف السلطة وحسب ايديولوجية الحزب الحاكم، خلق حالة من القلق والخوف على المصير من جانب العديد من العوائل والفئات والاشخاص في مختلف المناطق الكردية وخاصة في الجزيرة التي شهدت مجازر حقيقية بحق الكرد خاصة في القامشلي وديريك وعامودا والحكسة ورأس العين ( سرى كاني). ودفع بالبعض منهم الى الهجرة من ارض الآباء والاجداد نحو اقرب الاماكن واكثرها امانا في الجانب الاخر من الحدود من مناطق كردستان العراق.
لم يكن لجوء بضع عشرات من العوائل الكردية السورية الى مناطق محافظة دهوك ظاهرة جديدة أو الخطوة الاولى في الهجرة والاغتراب، فقد شهد كرد سورية موجات من التهجير والهجرة القسرية منذ بداية الستينات من القرن الماضي وحتى الآن تارة بسبب حرمان الفلاحين الكرد من حقوقهم المشروعة في توزيع الارض بموجب قانون الاصلاح الزراعي لاسباب عنصرية منذ اواسط الخمسينات واضطرار الكثيرين منهم التوجه نحو المدن والمراكز بحثاً عن العمل. وفي اكثر الاحيان واخطرها الهجرة الواسعة والشاملة للفلاحين والقرويين الكرد نحو اوروبا والمدن السورية البعيدة مثل دمشق وحلب بعد حرمان عشرات الآلاف من حق المواطنه بالتالي حق التملك والعمل والتعليم منذ عام 1962/ والبدء بتطبيق مخطط الحزام العربي بطول 320كم وعرض 15-30كم في المناطق الكردية المحاذية للحدود العراقية والتركية بالترافق مع تشديد الضغط والرقابة وشن حملات الاعتقالات الواسعه وتقديم المئات الى المحاكم العسكرية ومحكمة امن الدولة وحجز المئات في معتقلات الامن لسنوات طويلة مع قيام السلطات بين الحين والآخر باشعال الفتن والاضطرابات لضرب الاستقرار في المناطق الكردية وتخويف الناس عبر تنفيذ مخططات اجرامية مثل احراق سينما عامودا عام / 1960 واحراق سجن الحسكة وراح ضحية العمليتين اكثر من 500 كردى من الشباب والاطفال والرجال.
تختلف عادة اسباب ودوافع الهجرات الكردية عن مثيلاتها لدى الشعوب المجاوره الاخرى خاصة التي تنعم بالحرية والاستقلال الوطني، فلها اسبابها الاقتصادية واحيانا السياسية على مستوى الافراد والجموعات أما في الحالة الكردية فالاسباب الرئيسية قومية وما تفرز من اضطهاد قومي وتمييز عنصري وحرمان من حق المواطنه لسبب عنصري ومن الوظائف وفرص العمل والاستثمار والضمانات وخوف من الحاضر وقلق على المستقبل اضافة الى حالات ترضخ ايضاً للاسباب الاقتصادية والسياسية وهي ايضا تدخل في عداد الاضطهاد القومي.
في الحالة الكردية السورية الناشئة ( لجوء اكثر من مائة عائلة الى مناطق كردستان العراق حتى كتابه هذه المقالة) يمكن ملاحظة حصول مثل هذا اللجوء الجماعي الى دولة مجاورة للمرة الاولى في تاريخ كرد سورية في مثل هذا الحجم في حين تعرض كرد الاجزاء الاخرى من كردستان الى مثل هذه الحالات ( هجرة وتهجير ولجوء) اكثر من مرة وفي ظروف عسكرية وسياسية واقتصادية قاسية جداً، ولم تكن بلاد اللجوء المجاوره على استعداد للاستقبال والرعاية حتى في الجانب الانساني لسبب بسيط وهو ان اللجوء الكردي كان يحصل اضطراريا هربا من مخاطر أعداء فاشيين الى حماية اعداء أقل خطورة بدرجات وكانت العملية تتم حسب القول المأثور " من تحت الدلف الى تحت المزراب".
أما الظرف الآخر المحيط بالحالة الكردية السورية فان هذا اللجوء الجماعي يتم نحو كردستان العراق المحررة مباشرة وفي حماية حكومة الاقليم الفدرالي دون وسيط ودون المرور عبر سلطات الانظمة الشوفينية والدكتاتورية المعادية، ويتم ايضاً باجتياز الحدود السورية باتجاه الجانب الآخر من الحدود العراقية هذا البلد الذي تحرر منذ عام من الدكتاتورية ويحكمه مجلس الحكم الانتقالي بالتنسيق والتوافق مع سلطات التحالف التي تشرف على الدولة العراقية بموجب قرارات هيئة الامم المتحدة، والذي يدار بموجب قانون الحكم الانتقالي أو الدستور المؤقت الذي يضمن في احد بنوده الرئيسية حق اللجوء السياسي وضمان الالتزامات المنصوصة عليها حسب شرعة الامم المتحدة ومواثيق حقوق الانسان.
يتم اللجوء الكردي السوري الجماعي في ظروف سياسية صعبة وازدادت تعقيدا كما ذكرنا بعد مخطط الفتنه في آذار والمجازر والاعتقالات والملاحقات وبعد أن ضاعفت السلطات السورية من اجراءاتها القمعية ضد مناضلي المعارضة الديمقراطية العربية ومناضلي ونشطاء حقوق الانسان وحركة المجتمع المدني في ظل الاحكام العرفية وقانون الطوارئ، وبذلك تتحمل السلطات السورية الحاكمة مسؤولية هذه الهجرة وهذا اللجوء واذا ما استمرت في مواقفها وممارساتها قد يطال اللجوء جماعات وفئات اخرى من الشعب السوري وقد يحصل لسورية كما حصل للعراق في ظل حكم الدكتاتورية البعثية المقبوره عندما توجه الملايين من ابناء الشعب العراقي الى بلدان العالم في هجرة قسرية اضطرارية هرباً من البطش والسجون والمعتقلات وسلطة الامن والمخابرات، خاصة اذا علمنا أن هناك ومنذ ثلاثة عقود أو اكثر مئات الالوف من السوريين في الخارج لاتسمح الظروف السياسية بعودتهم الى الوطن.
ان ظاهرة اللجوء المستحدثه هذه تعبر بجلاء عن احد جوانب المأساة الكردية السورية التي أوجدتها الانظمة السورية الشوفينية المتعاقبة وتتعامل معها حتى الآن حسب الايديولوجيا العنصرية والفكر الشمولي المنغلق وستتحول دون ادني شك الى وبال على السلطات الشوفينية ومصدر ادانة كردية واقليمية ودولية وانسانية لنهج النظام وطبيعته اللاديمقراطية وسلوكه القمعي الشوفيني المشين بالرغم أن بعض الشوفينيين السذج من اوساط النظام يعتقد بأن هجرة الكردي هي تحقيق لمخطط الحزام العربي وسياسة التعريب والتطهير العرقي دون أن يفقه الجوانب الاخرى من المسألة والنتائج التي ستترتب عليها والمسؤوليات الدولية والاخلاقية تجاهها، وتفاعلاتها على صعيد الحركة الكردية وحركة المعارضة الوطنية في سورية.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات الرئيس الاسد حول الكرد مالها .. وما عليها
- الكونفرانس السنوي الرابع لرابطة كاوا للثقافة الكردية
- لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة
- كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
- الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج ...
- عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير ...
- تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها
- لقاء حول الاحداث الكردية السورية
- النص الكامل للمقابلة التي اجرتها – وكالة يونايتد بريس انترنا ...
- في سبيل تعزيز المقاومة الكردية السلمية ضمن برنامج التغيير ال ...
- ماذا تعني احداث قامشلو ومحيطها هل هي الشرارة الاولى لعملية ا ...
- قراءة سياسية - قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالي ...
- الشوفينية أو آيديولوجيا انظمة الاستبداد


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان العراق