أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايجابي مع نتائجها 1- 7















المزيد.....

دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايجابي مع نتائجها 1- 7


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 10:01
المحور: القضية الكردية
    


(1-7)
مقدمة لابد منها:
ماحصل بدءً من يوم الثاني عشر من آذار المنصرم ومن شرارته الاولى في مدينة القامشلي وامتداداته الى باقي المدن والمناطق الكردية وتوسعه ليشمل مدينتي حلب ودمشق وما أفرز من تداعيات ومواجهات وتفاعل سياسي مازال يتفاقم ومانجم عنه من ذيول بسبب اقدام السلطة على قتل عشرات المواطنيين الكرد واعتقال الآلاف وملاحقة العشرات نقول أن ما تم مازال قائماً ومستمراً ومتصاعدا وقابلا للاعاده والتكرار بشكله السابق أو باشكال اخرى والحدث لم يكن أمراً عابراً أو شجاراً بين مشجعي فريقين رياضيين ولم يكن محصوراً في القامشلي كما قيل ولا يحمل صفة محلية مجردة بل ان الحدث تحول بشكل ملفت في سرعته مثل النار في الهشيم الى مشكلة عامة على المستوى الوطني شغلت موقعها الحقيقي كقضية أصيله تاريخية ذات طابع قومي اعادت انتاج وطرح نفسها من جديد بفعل عوامل موضوعية فاعله دفعتها الى واجهه الحدث وطرحتها كهم وطني نال كل بيت سوري قسطه منه وتفاعل معه الملايين من مواطني البلاد من اقصاها الى اقصاها عبر المشاعر والاعلام والمساهمه بالموقف السياسي أو التمنيات سلبا كانت أم ايجاباً.
وبرغم كل ما قيل حول الاحداث الكردية في سورية فانها تعود في حقيقة الامر الى وجود قضية قومية كردية قديمة ومزمنه بدأت منذ أن كانت كردستان التاريخية الكبرى تحت نير الامبراطوريتين العثمانية والصفوية كجزء من الحالة الكردية القومية في الجانب العثماني وفي تكويناتها الثقافية والاصلاحية والتنظيمية والدعاوية وضن انتفاضاتها وحركاتها ونشاطاتها بكافة صورها وتجلياتها ثم انتقلت الى وضع جديد بعد اتفاقية سايكس بيكو/1916 ومشكلة الموصل وتقسيم كردستان التاريخية بين دول اربع والحاق جزء بدولة سورية ومن حينها تحول الكرد في سورية الى احد مكونات الكيان المستقل الجديد اسوة بكرد الاجزاء الثلاثة الاخرى ( تركيا- ايران – العراق) واصبحت المسألة القومية الكردية احدى جوانب المسألة الوطنية الديموقراطية السورية التي لم يقرر الحلفاء الذين تحول قسم منهم الى سلطه كولونياليه حاكمة ايجاد أي حل لها ولمحنة الكرد في المنطقة عموماً مما شكلت المسألة جرحا نازفا وانتقلت بكل مضامينها وحساسيتها الى الساحة الجديدة تنتظر الحل من سلطة البورجوازية الوطنية السورية التي استلمت دولة الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، ومضت منذ الايام الاولى على خطى الموقف السياسي الذي رسمه الحلفاء تجاه الكرد والمبني على أساس التجاهل وانكار الوجود والحقوق وجسدت ذلك الموقف الشوفيني بالاصرار على تجاوز الكرد وحقوقهم في الدساتير والقوانين السورية وفي مناهج التربية والتعليم وفي المصادر التاريخية والاجتماعية التي خضعت لسيطرة ومراقبة اجهزة الدولة ووزاراتها المعنية واداراتها، هذه السياسه التعسفية الخالية من اية مسؤولية وطنية التي نلحظ آثارها التجهيلية الآن على قطاعات من الشعب السوري وحتى مثقفيه وقواه الوطنية الذين لايحملون في الوعي الفردي أو الجمعي أي أثر أو معلم لوجود شعب كردي سوري يقيم على ارضه التاريخية ومحروم من حقوقه الاساسية ويفتقرون قبل كل شيء الى ثقافه تاريخية مضيئه حول هذا الشعب وما تعرض له وماعاناه طوال تاريخه وكيف الحق بسورية نتيجه اتفاقيات ومعاهدات دولية وبمعزل عن ارادة شعوب المنطقة ومصالحها بل حسب متطلبات الاستراتيجيات الخارجية الطامعه بخيرات المنطقه.
التجاهل الذي نلحظه الآن وخاصة لدى المنعطفات وخلال وقوع الاحداث الجسام هو امتداد عضوي أو نتيجة حتمية ومؤسفه في آن واحد لمسلسل السياسة الانكارية المرافقه لقيام وبنية النظام السياسي وامتداده القانوني والاداري والاجتماعي والثقافي في بلادنا منذ العهد الكولونيالي البغيض مروراً بالعهود الوطنية ما بعد الاستقلال، ولم يتوقف التجاهل على الغاء تاريخ الكرد كأحد مكونات سورية جمله وتفصيلاً من السجلات والحقائق التاريخية السورية بل شمل ايضاً حذف التاريخ السياسي والتنظيمي للحركة القومية الكردية ودورها في حياة البلاد وخاصة في مرحلة الثورات والانتفاضات الوطنية ومشاركة الكرد في الكفاح من اجل الاستقلال في مناطقهم التاريخية أو في مدن حلب ودمشق وحماه ومناطقها.
لن نذهب بعيداً جداً الى اعماق التاريخ ولن نستعيد امجاد شعبنا وجذوره الممتدة في موطنه الى ما قبل الميلاد باربعمائة عام وشهادة كاتب – اناباس – اليوناني قائد العشرة آلاف مقاتل في مسيرة العشرة آلاف ميل لدى اجتيازهم مناطق من كردستان ومرور جزء من قواته في اطراف المنطقه الكردية في سورية من جهة – ديريك – المعربة الى – المالكية – ولسنا بحاجة الى تبيان دور الكرد في مراحل انتشار الاسلام واستقبالهم في موطنهم كردستان لرواد الدعوة الاسلامية وموقع رجالاتهم وعلمائهم ومقاتليهم في الخلافتين الاموية والعباسية، ودورهم الرائد في الامبراطورية الايوبية التي امتدت الى بلاد الشام وشمال افريقيا واليمن اضافه الى كردستان التاريخية ولن نأتي الى ذكر القاده العسكربين الميدانيين من كرد سورية وامراء الجزيرة بالذات الذين شاركوا في موقعة حطين وتحرير بيت المقدس، فقط نرى لزاما علينا أن نعود الى التاريخ الحديث للحركة القومية الكردية التي اعادت تكوين وانتاج نفسها حسب الظروف المستجده بعد تقسيم كردستان التاريخية والحق جزء منها بدولة سورية المنتدبه ومن ثم المستقله فيما بعد حيث ظهرت منذ ثلاثينات القرن الماضي تحت اسم حركة – خويبون- كتنظيم قومي كردي انبثق في مؤتمره التأسيسي المنعقد في القامشلي عام/ 1927 وفي منزل الشخصية الكردية المعروفه – قدور بك- الذي وضع اسمه لاكبر الاحياء السكنيه في هذه المدينة التي انطلقت منها الشرارة الاولى للاحداث الكردية الاخيره بعد /77/ عاما من ميلاد التنظيم الذي شكل النواة الاولى للحركة القومية الكردية السورية التي مرت بمراحل وشهدت تحولات هامة وظهرت كتعيرات ثقافية وتنظيمية متنوعة إلا أن توحدت مرة اخرى في اطار تنظيم عصري باسم " الحزب الديموقراطي الكردستاني في سورية " منذ اواسط الخمسينات من القرن الماضي وهو بدوره وكأية حركة تحرر قومي كان عرضةً للصراعات والمواجهات والمعاناة تحت تأثير العوامل الداخلية والخارجيه والظروف المحيطه وبالدرجه الاولى عوامل التأثير الوطنية السورية والقومية الكردستانية مما استدعت حصول العديد من الانقسامات التنظيمية والتمايزات السياسية والفكرية والتي ظهرت بشكل أوضح من خلال التيارين الرئيسيين اليسار القومي واليمين القومي وتجلياتهما التنظيمية التي نشاهدها الآن على الساحتين القومية والوطنية.
نعود الى البداية لنقول ان ما حدث مؤخرا وبغض النظر عن كل التسميات والمقولات هو مظهر من مظاهر وتجليات القضية القومية الكردية والازمة الديموقراطية العامة في سورية انفجرت احداثها العامة لاسباب خاصة التي لانحب الموقوف على تفاصيلها إلا فيما يتعلق الامر( بجرائم واوامر واداره وسلطه ونظام) كأدوات ليس إلا. ولاسباب جوهرية عامة ومنها:
1- فشل المراهنة على اصلاحات الرئيس الجديد الذي خلف اباه الذي حول بدوره البلاد الى سجن كبير لمدة تزيد على ثلاثة عقود وتبين أن الخلف الذين ورث الحكم عن السلف سائر في النهج القديم – مع بعض الرتوش- التي حصلت بفعل التحولات العالمية والاقليمية وليس بفضل " برنامج" النظام الاصلاحي الذي لم ير النور بعد.
2- اليقظه القومية الكردية في افقها الوطني الديموقراطي المسالم ، والنابعة من معاناة انسانيه متواصلة منذ ما يقارب القرن، هذه اليقظه التي تجلت في ازدياد الوعي السياسي الكردي بفعل عوامل داخليه وخارجيه وفي اقدام مجموعة من المنظمات الملتزمة "فكرياً وسياسياً" بنهج اليسار القومي على اقامة تظاهرات سلمية في دمشق العاصمة والقيام بنشاطات في مناطق اخرى معبرة عن معاناة الكرد والمطالبه بحقوقهم القومية والسياسية والداعيه الى تحقيق الديموقراطية والاصلاحات السياسية.
3- تأثيرات التطورات العراقية بعد التحرير واسقاط النظام الدكتاتوري والتوافق الوطني العام بين الكرد والعرب هناك حول قانون الحكم الانتقالي والفدرالية الجغرافية – التاريخية لكردستان العراق، وتنشيط دور الكرد في الحوار والمصالحه وبناء العراق الجديد على قدم المساواة مع العرب والقوميات العراقية الاخرى مما يؤسس كل ذلك لامكانية حدوث التغييرات الديموقراطية وتقديم نموذج مناسب لحل المسألة الكردية سليماً في البلدان المجاورة بديلاً عن نهج – التمثلية – القومية والحل العسكري والادارة الامنية الفاشله والتجاهل والخطاب السياسي السائد الآن في انظمة سورية وتركيا وايران بشأن الكرد وقضيتهم العادله،
4- قد لاتكون التأثيرات العراقية محصورة في الحركة القومية الكردية دون غيرها فمما لاشك فيه ان شعوب المنطقه برمتها وقواها الديموقراطية على وجه الخصوص قد تفاءلت خيراً بسقوط النظام الاستبدادي في بغداد وحملت المزيد من الآمال باتجاه امكانيه حصول التغييرات في سائر ارجاء المنطقه والانتقال الى مرحلة جديدة قوامها الحرية والمساواة والخلاص من الانظمة الجائره والاحكام العرفيه وسلطة المخابرات وسياسة الابادة والاعتقال ودوس الكرامات.نعم هناك اسباب موضوعية تجعل الحركة القومية الكردية في طليعة المستجيبين لمهام التحرك والنضال من اجل التغيير الديموقراطي وهذه الحقيقة لاتعني مواجهة الوطن الا اذا حل النظام الحاكم محل الوطن واولى تلك الاسباب تكمن في كون الكرد كشعب مضطهد تواق الى الخلاص وتحمل حركته القومية مقومات نضالية مميزه نابعه من معاناتها المستمره واستعداد مناضليها لمواجهة العواقب مهما كانت قاسية كثمن للحرية والحصول على الحقوق وتحقيق الاهداف والتي لاتنفصل في جوهرها عن الاهداف الوطنية والديموقراطية لعموم الشعب السوري.




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير ...
- تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها
- لقاء حول الاحداث الكردية السورية
- النص الكامل للمقابلة التي اجرتها – وكالة يونايتد بريس انترنا ...
- في سبيل تعزيز المقاومة الكردية السلمية ضمن برنامج التغيير ال ...
- ماذا تعني احداث قامشلو ومحيطها هل هي الشرارة الاولى لعملية ا ...
- قراءة سياسية - قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالي ...
- الشوفينية أو آيديولوجيا انظمة الاستبداد
- مساهمة في معالجة ازمة الحركة القومية الكردية في سورية
- الفدرالية المنشودة كردستانية وليست -عرقية-
- الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة
- الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى
- لا تأخذوا -الحكمة-من افـواه الشوفينيين
- وفاء لذكرى القائد القومي ادريس البارزاني
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولا - 5
- امام تصعيد الحملة السورية الرسمية هل استعداء الكرد يفيد القض ...
- الصحافة النسوية الكردية .. والواقع والآفاق
- من رفض ارادة ربع الشعب الى مصادرة حقوق نصف المجتمع
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2


المزيد.....




- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا
- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...
- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايجابي مع نتائجها 1- 7