الى شيخ السجناء فرحان الزعبي : هل تقبل الاعتذار ؟

صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 05:19
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

يستحق " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " كل الشكر والتقدير على مبادراته الخلاقه المتتالية تجاه قضايانا الوطنية والديمقراطية ، ومتابعاته الشجاعة والمسؤولة حيال اهم واخطر المسائل التي تواجه شعبنا السوري وحركته الديمقراطية وتنتظر المعالجة والانجاز كجزء من اتمام عملية التصدي للازمة الوطنية الراهنة. وارى من واجبي ايضاً وعلى سبيل الوفاء للمواقف المشتركة بين المناضلين من اجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التوجه بالتقدير للكاتب داود البصري السباق دائماً وابداً في طرح الافكار والرؤا الجريئة المناصرة للعدل والتحرر، ولايمكن هنا أن أمضي دون التفائة ملؤها الاعجاب والاعتراف بالجميل النضالي الرقيق للقيادية البارزة في المجلس الوطني – ناديا قصار دبج- التي ذكرت الجميع بهذه الحقيقة المرة حول وجود السجين السياسي الاقدم في بلادنا.
عتاب المناضلة- دبج – للمنظمات السياسية والمهنية واطياف- المعارضة – السورية والشخصيات الوطنية في محلها حول التقصير في متابعة القضايا المبدئية والاساسية والمنسية في وطننا، وهي قد اصابت كبد الحقيقة عندما أشارت الى تفاقم عقلية " الدكنجي" في بعض منظماتنا المستحدثه وصدقت عندما أوضحت ان تلك العقلية تتعامل مع ظاهرة جديدة – قديمه في بلادنا مع " سجناء خيار" و"سجناء فقوس " "وسجناء أولادست" و"سجناء أولاد جاريه ". ومن الواضح أن عدداً من منظمات حقوق الانسان العالمية مازالت تتعامل مع قضية السجناء السوريين بمثل هذه العقلية وقد عانت الحركة الوطنية السورية المعارضة منها لعقود.
واذا ما سمحت لي المناضله – دبج- أضيف الى ما اشارت اليه وبالاحرى اوضح بصورة اكثر تفصيلا ماذهبت اليه بأن خبراء الاجهزة الامنية في بلادنا يعكفون منذ حين وباشراف مباشر من اصحاب القرار على دراسة الوضع السياسي الراهن والبحث عن حلول للازمة وايجاد بديل جديد للتعامل مع الواقع من جهة والتحضير لمستجدات المستقبل من الجهه الاخرى، والشغل الشاغل الآن لهؤلاء هو كيفية مواجهة احتمالات حصول نهوض وطني عام في سورية والخوف من فقدان السيطرة على الاوضاع. فحسب المؤشرات وأمام التحركات الشعبية والغليان بين اوساط الطلبه والنخب الثقافية والتململ الحاصل بين فئات الضباط الصغار في الجيش والشرخ الذي حصل بين الاوساط الكردية شعبا وجماهير وفئات سياسية من جهه والنظام ورموزه وامتداداته السلطوية من جهه اخرى مضافا الى كل ذلك الضغوط الخارجية الامريكية والاوروبية والعزلة الرسمية السورية على الصعيد العربي وفشل سياسته التدميرية في العراق، أقول أمام كل هذه المؤشرات فإن اوساط النظام واعمدته الامنية والثقافية بصدد تطبيق خطط جديده لمواجهه ماسيأتي وفي المقدمة محاولة قطع الطريق على النهوض الشعبي الوطني الديمقراطي والخروج من المأزق بأقل الخسائر اذا امكن باستحداث تكتيكات وطرق التفافية اخرى ومنها تنفيذ عملية- تلميع- لبعض الوجوه المضمونة عبر الاعتقالات الوقتية وارسال البعض الآخر الى الخارج لاداء وظائف معنية اقلها أن هناك حالة ديمقراطية في البلاد والدليل أن هؤولاء يتكلمون علانيه عن السياسة والنظام والاخطاء"والتسلط" وتكليف الاخرين لتشجيع " المتمردين" على العودة الى بيت الطاعة وتكليف النافذين في الفضائيات العربية- وهي لتحالف الانظمة الملكية القرو وسطية- الجملكية- في العصر الراهن لتقديم بعض الوجوه – الكالحة- على انها – معارضه سورية ديمقراطية- . نعم النظام في بلادنا لن يهدأ أمام العاصفة ولن يستسلم بسهولة أمام قدره المحتوم وسيمضي في خططه الامنية والسياسية وحتى الثقافية والحزبية واذا اقتضت الضروره العسكرية.
نعود الى السجين السياسي الاقدم في بلادنا – فرحان الزعبي- لنقدم له الاعتذار على هذا النسيان الشنيع ونقول له أنت وامثالك شهود عيان على وجود السجن الكبير الذي اسمه سورية ورمز لكل معاني الشجاعة والصبر والصمود وحراس حقيقيون أمناء على المبادئ التي نتغنى بها نحن من خارج السجن، ولكن دعني ايها العملاق أن اوضح لك بأن اخوتك في القامشلي وعامودا وديريك والحسكة ورأس العين وكوبانيه وعفرين وحي زورافا من الجياع والمحرومين من ابناء العمال والفلاحين من الوطنيين الصادقين قد واجهوا جلاديك واستذكروك دون ان يذكروك دافعوا عنك دون الاعلان عن اسمك اي دافعوا عن عملاق مجهول العنوان في غياهب جهالة الانظمة الاستبدادية. وقد جاء المئات بل الالوف من هؤلاء لزيارتك ولكن الجلاد لم يسمح لهم فظلوا على مقربه منك ومازالوا هناك.
كما دعني أن اقول بانه مازال هناك بعض الخير في حفنة من المناضلين من ابناء شعبك وبالرغم من انهم قلة في هذا الزمن الرديئ إلا أن فعلهم يتعاظم يوما بعد يوم فهل لهم أن يفوا الوعد تجاه امثالك وان يحققوا أمراً يفيد قضية تحريرك.
واخيراً ليس لي إلا ان ادعو الجميع الى التكاتف والتعاون من اجل أن تصبح مأساة شيخ السجناء قضية وطنية عامة وشاملة وتتحول الى مصاف القضايا العالمية حول السجناء السياسيين الاكثر شهرة وقدماً فكيف السبيل الى ذلك ؟

#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات