اليمن: تساؤلات عن طبيعة الديمقراطية وانتهاك حرية الصحافة

رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 09:15
المحور: المجتمع المدني
    

في اليمن يثير اختفاء عدد من الصحافيين والكتاب السياسيين التساؤلات حول طبيعة الديمقراطية التي يتغنى بها نظام صالح ، وكدا مدى إمكانية أن تغدو اليمن بلدا ديمقراطيا حقيقيا ، غير ما هو عليه الآن ، فإقدام الأجهزة الأمنية السلطوية على اختطاف هؤلاء الصحافيين والسياسيين والناشطين الحقوقيين ، عملا يؤكد أن النظام لا يعي من الديمقراطية سوى تلك الكلمة التي لا تتجاوز فمه، وهو يرددها من على منابر إعلامه بمختلف وسائلها .

الصحفي والسياسي في الحزب الاشتراكي اليمني محمد المقالح ، كان يوم 17 سبتمبر الماضي بالنسبة لأسرته يوم حزن ممتد حتى اللحظة ، فقد اقتيد من أحد شوارع العاصمة صنعاء ، إلى زنزانة مجهولة ، في أحد أقبية سجون الأمن السياسي الذي ما زال ينكر حتى اللحظة أن يكون المقالح موجود لديه .

وكذا عدد من الناشطين أبرزهم الصحفي والناشط الحقوقي صلاح السقلدي إلى لاقى قبل المقالح ذات المصير ، وكذا الصحفي صلاح راشد وعدد من المخفيين قسرا الذين ما زالوا حتى اللحظة طي كتمان أجهزة القمع البوليسية.

ليس ذلك فحسب فقد امتدت تلك الانتهاكات إلى إيقاف إصدار عدد من الصحف المستقلة ، أبرزها صحيفتي: الأيام والمصدر ، وإصدار أحكام بعدم الكتابة مدى الحياة لعدد من الكتاب والصحافيين أبرزهم الكاتب منير الماوري ،وسمير جبران رئيس تحرير المصدر المستقلة.

ومع أن حسن اللوزي- وزير الإعلام - كان قد تعهد أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية ،أنه لن يقدم على هكذا انتهاكات بحق الصحافة ،إلا أنه مازال يمارس ذلك عمليا، فيما ينفي شفويا أنه لن" يتورط" حد قوله في الرقابة المسبقة على الصحافة ، لكنه يبدو أنه يمارس ذلك في حالة يمكن أن توصف أنها "خارجة عن إرادته" ، فهو يتلقى أوامر عليا كما يبدو، هي من تقرر له حدود عمله وتصنع تجاوزاته المستمرة لدستور وقانون الجمهورية اليمنية ، الأمر الذي يؤكد أن صالح "بيده كل شيء" كل شيء حد تعبير صحفي يمني ذات مقال ناقد لسياسية لسياسته التي ركزت كل شيء في يديه.

الناشطة الحقوقية ورئيسة منظمة صحفيات بلا قيود -توكل كرمان- قالت في احتجاج الثلاثاء الفائت في احتجاج لمنظمتها أمام رئاسة الوزراء على هده الانتهاكات، قالت في ظل تعتيم إعلامي مقيت، ومنع صارم لجميع الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان من الحضور يحاكم في محكمة أمن الدولة غير الدستورية ثلة من أروع رموزنا الوطنية، على ذمة قيادة الاعتصامات وحركة الاحتجاج السلمي في الجنوب، وهناك العشرات والمئات من رفاقهم في المحافظات الجنوبية مختفون قسريا في زنازين هذه السلطة البوليسية، متسائلة " إلى متى سيكون بمقدور هذه السلطة أن تمنع الناس حقهم في التعبير السلمي حقهم في الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم؟، إلى متى ستمضي السلطة في غيها دافنة رأسها في التراب متجاهلة أن هناك جنوب وقضية جنوبية تستدعي الاعتراف والحل العاجل والمسئول".

وأكدت كرمان أن " صحيفة الأيام تدخل شهرها الثامن وهي رهن الاعتقال، شأنها شأن اختطاف المقالح واعتقال راشد والسقلدي. وأن الأيام مصادرة لأنها كانت صوت المظلومين والمقهورين، وأدت دورها نحو تغطية احتجاجاتهم السلمية كصحيفة إخبارية يومية في الجنوب"

وأوضحت بأن صحيفة المصدر التي يملكها رئيس التحرير سمير جبران أيضاً تدخل أسبوعها الثالث وهي ممنوعة من النشر، كما صدر بحق جبران ، وبحق أحد كتابها ،الكاتب منير الماوري ، أغرب الأحكام في تاريخ البشرية من محكمة وصفتها كرمان بأنها غير دستورية واستثنائية هي المحكمة المتخصصة بقضايا الصحفيين، فقد حكم على جبران بعدم النشر لمدة سنة، و الماوري بعدم الكتابة مدى الحياة،"



فيما أكد النائب البرلماني -سلطان السامعي- أن " السلطة فقدت شرعيتها بتكميم الأفواه والاختطافات والاعتقالات وأصبحت سلطة فساد وسلطة تدمير لهذا الوطن وعليها أن ترحل لأنها أخلت بمسؤوليتها أمام مواطنيها. وأعلن تضامنه مع أصحاب المظالم في ساحة الحرية أمام رئاسة الوزراء .

وكيل أول نقابة الصحافيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد قال علاقة النقابة بالمؤسسات الحكومية وصلت إلى طريق شبه مسدود بسبب الانتهاكات شبه المستمرة ضد الصحافة والصحفيين.

ودعا سعيد ثابت الصحفيين إلى التفاعل مع قضاياهم وأن يكونوا يداً واحدة لمواجهة التحديات التي تواجهها الصحافة اليمنية، مشيراً إلى أن النقابة بدأت بدشين فعالياتها التي أقرها مجلس النقابة مؤخراً بإقامة اعتصام بساحة وزارة الإعلام، وكذا زيارة وزير الإعلام بخصوص قضية صحيفة المصدر التي لا زالت وزارة الإعلام مصرة على توقيفها رافضة تنفيذ أحكام القضاء القاسية بحقها رغم قبول الصحيفة بتنفيذه.

واعتبر أن ما صدر ضد صحيفة المصدر عبارة عن قرار سياسي مغلف بحكم قضائي .

هذا هو حال الصحافة اليوم في اليمن والبلاد في أمس الحاجة لمعرفة حقيقة ما يجري في أرجائها.
--------------------------------
*كاتب وصحفي يمني

#رداد_السلامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل