أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الجزء الاول من رواية ( عادت منحرفة)















المزيد.....



الجزء الاول من رواية ( عادت منحرفة)


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 02:22
المحور: الادب والفن
    


رحاب حسين الصائغ


عادت منحرفة
رواية












الإهداء
إلى زوجي الذي أعيش دفء الحلم معه.
إلى وديع العبيدي.. الرجل الذي أركبني زورق الرواية.
إلى الرواية التي واكبت دموعي كل حروفها.
رحاب حسين الصائغ



كثيراً من الأحيان أجد نفسي تسوّر الأشواك أيامي. تحيطني جدران لا تحمل بسمة. للسنين مسافات أكلتْ انكساراً. غزلت بسفود نحته تاريخ مغبر. من أيدٍ ليتها شُلت قبل أن تجمع خيوط العذاب. تصب نارهُ على الرؤوس. أذاقت الجميع من فراغ العواصف وهياكل الخوف ما طحن نواميس اللحظات. أذابت ملح الحكايات القديمة، فمات الانفعال في مواطن الخيال، ولم يبق غير أطياف لأناس متلبسة بدمها.
ولِدْتُ في مدينة كتب عليها الكدر المستمر بثوراتها الفاشلة، وسط عائلة روادها من الذكور. آذار شارعٌ بدموعهِ يَستقبلني. هناك الكثير مِمّنْ ولدوا مثقلين بالمعاناة. يصاحب كل فرد مناخاً تغطيه أسباب التعب، كأنّ تلك السنوات تتكاتف من أجل جمع ألسِنَة اللّهب، وصب غضبها النامي بغلافها المتفحم. تقاوم مصطلحاتها المفلطحة. تعمل على جعل الشمس خالية من الدفء. تمرّ الأيام. تضخّم صوان الأذن الوسطى عندي منذ الصغر، مثل باقي الإناث. لا يرتسم على محياي أيّ أملٍ في البيت، الشارع، المدرسة، فالبيت تعرفني نوافذه وأبوابه المحكمة الغلق مثل فمي، وكثرة الأسوار جعلت أذنيّ خاشعة لمعرفة كل صوت ومصدره. كثيراً ما أشعر بنار كالجمر تحوم في صوانها من ما يدخلها سهواً. أسمع كلمات غريبة لم تكن في قاموس الحياة سابقاً. كلما تمر الأيام وأكبر، أشعر بثقل اللحظات الآتية بمعاناة تحفز الوضع العام من حول الفرد، بخلق الأبعاد الخاطئة لكل فعل وردة فعله، ما يهز نفوس البشر من قريب أو بعيد. بدأتُ أصغي أكثر لكل سهوٍ حاصل. أفتته بخلجاتي البريئة عندما أدخل غرفتي. أحيك من خيط عنكبوت غفل عن نسيجه خلف عتبات الليل. أرسم وأحدد باللون الأسود كل فضاءات الأصوات وتردادها المخنوق، قبل أن أعرف عمق الفشل في تجربتي الأولى بالحب. تأثري بالصوت ليس شيئاً سهواً. كل حركة من أي جهة تأتي تثيرني، حتى لو كانت من نملة، تغير معالم تفاهاتي الحسية آن ذلك. ساقطة في محيط اليوم ولحظاته. في أول مرة سمعت كلمة (إعدام)، حركت النخيل الممتدّ على مشارف البلاد. تبعتها كلمة (هارب) فرق الإعدام. هزّت برود الرشيد ونهاية زمانه، أما كلمة (شهيد)، أصبحت رائحتها معلقة فوق كل الأغصان، معلنة ورودها الذابلة أن كل ما يحدث يحمل كميات هائلة من الخداع. كل هذا كان مع دخول الحرب وبدلتها المناسبة على البعض، البعض الآخر لبسها باحترام قاسٍ على مضض. للحرب محراث يعمل على قص ضفائر الفتيات، وقتل طموح كل الشباب. بميل شديد للذكريات وجدت كل تجربة سابقة من الأيام الخالية قبل الحرب، لا تحدث خللاً كبيراً، فزمن الحرب حبس الأنفاس. امتلأت الصدور بشهيق وزفير لا حدود له من العذاب. الحرب هي ليست أحداثاً فقط على حدود الوطن، بل على حدود ودقائق الحياة. تحفر بأظافر شيطانها معالم التغيير للأشياء في الوطن، حتى بكاء الطفل أصبح أنيناً. الحرب قضمت ظهر الرجال. اندلعت ستائر المجتمع، فكان حضوراً فاضحاً للون الأسود، وصارَ الزاد دموعاً ما جعلني أشعر كل يوم يمر بتزايد همسات القلق، وتأتي لتدور في بيتنا، الذي يقع على نهر الخوصر، الذي يذكر التاريخ إنه أحد أسباب سقوط نينوى، إن هذا النهر الصغير الذي تقع إلى جانبيه المزارع والبساتين والقرى يكون جافاً في الصيف، مع حلول الربيع يتدفق الماء فيه بجنون يشبه جنون التقاليد في مدينتي الموصل، لا يقف أمامه أيّ صد أو حذر.
أكبر إخوتي "سالم" منذ شبّ يحلم بالسفر. تعتبر فكرته هذه غريبة في الأسرة. تجعله منبوذاً بين إخوتي وأبي. ما أن أكمل الدراسة الإعدادية، حتى أصبح مصرّاً على إكمال دراسته في الخارج، خصوصاً وأن طبول الحرب دقت الأبواب. دفعهُ إصراره للسفر من دون وداع أحد. أخذ والدي يلعن اليوم الذي ولد فيه. أمي متحفظة في إظهار حزنها على فراقه. أنا فقط من يعلم كم من الساعات تقضي في غرفته تنكث دموعها بصمت فوق سريره، أما باقي إخوتي فلم يُكمل منهم أحد دراسته الجامعية؛ ما أن ينتهي الواحد منهم من الإعدادية، حتى ينتمي إلى العمل مع أبي في التجارة. مع الأيام تُصبِح له خصوصية في كثير من الأمور، ويُصبَح في نظر والدي والمجتمع رجلاً، ما دام يكسب لقمة عيشه من تعبه، أما أخي "سامي" الذي يصغره، فيعتبر النقود كل شيء؛ غلبت على حياته أخلاق السوق. "سعيد"، أخي الثالث، قانع ومتواضع، يتبع أفكار والدي. "ساجد" يقول دائماً: مادامت الحرب موجودة، ولكل شيء نهاية، لماذا أُتعب نفسي. "سامر" أصغر إخوتي، هو المختلف، يلقب بالفنان. مستمر بدراسته. معتدل في كل تصرفاته. رافض كل الترهات في مجتمع يسوده التزمّت الشديد. رأيه في كثير من الأمور يحمل صفة دبلوماسية. "نوال"، أختي الصغيرة، تعرف كيف تناغي والدي، تكثر من عطفها عليه، تتظاهر بالطاعة العمياء، فهيَ شقراء وتشبه أمي في شكلها، عكسي تماماً، فأنا سمراء قصيرة القامة أشبه والدي. هي كثيرة الحركة لا يهمها غير الاهتمام بنفسها، ومراعاة والدي في كل ما يحب، أما أنا خجلة. أخاف والدي، لأنه ما أن يجدني أمامه حتى يصب كل تعاليم الأدب، والاحترام، والأخلاق التي يجب أن تتحلى بها الفتاة. ما دمت الكبيرة، فلا بد من الطاعة. مع "نوال" الوضع مختلف، لأنها أصغر أفراد العائلة ومدللة البيت. مع إكمالها المرحلة المتوسطة من دراستها، منعها والدي الخروج من البيت أو الذهاب إلى المدرسة. علمت من أمي السبب، لأنها تملك مواصفات تُخضِع من يتقدم للزواج منها بقبول كل طلباتهم. حينها فهمت لماذا كانت والدتي تقول لي عليكِ بالشهادة الجامعية، لأننا لا نريد أن نَرمِيَكِ لرجل لايعرف حَقَ قَدِركِ. بقدر ما كان يؤلمني كلامها، بقدر ما يزيد من قوة اجتهادي للحصول على شهادة جامعية تعزز موقفي الاجتماعي. "أم بتول"، المرأة التي تأتي لمساعدة أمي في أعمال المنزل حين كنا صغاراً، انقطعتْ منذ سنين عن زيارتنا. السنين تتقدم. صديقتي "بشرى" باعدت بيني وبينها السنين، بعد أن توفى والدها، انتقلت هي وأمها وأختاها إلى بيت آخر. تزوجت أختي "نوال". الحرب ساعدت على ابتلاع الأيام بخطى لم تدع أيّ إنسان يتعدى الخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة، بل تُنْسي أيَّ فرد ما وضعه من خطوط حلم بها، أو توحد ذات يوم مع نفسه، ليعزف كراعٍ على قرقعة حطب أحلامه. صوت الحرب أوقف كل اتحاد مع الأحلام في هذا الكون المحترق. أصبح التفاؤل قلقاً. كل الأصوات نزولاً من الأسفل إلى الأعلى تسحق. صوت الحرب هو الباقي. الأيام تمرّ، ولم أجد الرجل الذي أشتهي.
بعد تخرجي من الجامعة، زاولت مهنة باحثة اجتماعية. علمت لماذا عندما تدخل (أل) التعريف على أي كلمة تغير كثيراً من فحواها، فعندما دخلت (أل) التعريف على كلمة (حرب)، أصبحت الحياة منحرفةً. قلبت موازين سيرها، لأنها كانت مجرد مفردة.
فتحت ملفات للأرامل، وزوجات الأسرى، والمفقودين، والأطفال الأيتام، والأُمَهاتْ الثكلى بأولادِهِنَّ. شغلتني القضايا الكثيرة عن التفكير بالرجل الذي أشتهي بسبب عملي الذي كنت أسعى فيه لمساعدة تلك، وهذه، وذاك، من هؤلاء المعذبين بما يعانون من مشاكل جديدة دخلت حياتهم. ما أن أعود إلى البيت، حتى أجدني لا أسمع سوى صوت الصدى، فقد شغلت الحرب كل الشباب، منهم أخوتي الأربعة. كلما كان يأتي واحد منهم مجازاً، يحسد أخي الكبير "سالم" على سفره خارج العراق. لا نعلم عنه شيئاً غير رسالة واحدة أتى بها أحد أصدقائه يعلمنا أنه قد حصل على كرسي في جامعة مانشستر في لندن. الأيام في كثير من الأحيان تدفعني للجلوس وحدي. أحاور نفسي. سائرَ وسط أدغال شاردة في قمم الذكريات القابعة داخلي. لا رجوع فيما لا فائدة منه. أشعلُ رأسي بحساب القمر ودورانه لأغذي الليل البهيم بحكايات يمزجها زمنان؛ زمن جدتي وحكاياتها التي ترطب حرارة الصيف أيام كنت صغيرة، وزمن الحرب وعفونة مأساته. أما الرجل الذي أشتهي، فقد ضاعت ملامحه بين ملفات الحرب وأحداثها.


"زهرة".. حاول الاعتداء عليها صاحب المشغل الذي صحبها إليه والدها لتعمل فيه، بعد أن فقد في الحرب أخاها "سعد" معيلهم الوحيد. والدها رجل عجوز ولا يستطيع العمل. راتبه التقاعدي لا يكفي لسد حاجات كومة اللحم من حوله، لذا طلب والدها منها العمل. أعطت يديها للقيود والأغلال متكئةً على همومها التي شكّلت ذلك الوجه المتجهم، المكفهر خوفاً وغضباً. حين قابلتها قالت لي: ماذا سأقول لوالدي؟ أعلم أنه سيمسك خيط الذل من جديد. هو يعلم تحت أي نيرٍ من العبودية وضعني يوم اصطحبني للعمل عند ذلك الرجل البدين. إنه إنسان جشع. كلامه مثل المسامير عندما تَنْطَلِق من فمه تحرق كل تركيزي. أفهَمَ والدي أنّ عَمَلي هو تقديم القهوة فقط، لكنه من اليوم الأول، حاول التحرش بي. صددته. لم يبالِ، وتظاهر أنه لم يقصد شيئاً من تصرفه. هكذا يمر الوقت معه عندما لا يجد مني القبول. كلما منعته من مسك صدري ودعكه، يهددني بالطرد قائلاً إنه لولا يودّ خاطر والدي لطردني فوراً. كلما قدمت له القهوة، يعاود الكرة. وجدته يريد أن يتركني كالرماد في منفضته مقابل ما يقدمه من نقود لوالدي. أردت أكثر من مرة إفهامه أنني أريد أن أكون أكثر أهمية في عملي. لم يفهم قصدي، ويعود للتهديد، لكنه تمادى في ذلك اليوم، ومد يده على جسدي. زجرته. أمسك بي بقوة قائلاً: دعي يدي تسرح كالخيل على هذا الجسد الناعم.
أردت أن أهرب. لم أقدر على الإفلات من بين يديه. أفقدني صوابي. عندما بدأ بضربي لم أجد غير هذه الطريقة للتخلص. بعد صمت قالت: هل سأعدم؟ ودموعها تغرق خدّيها. بأسى شديد أكملت: كل هذا لأنني لا أملك أي شهادة تؤهلني لعمل أفضل.
سبق وأن ذكرت كل شيء في التحقيق، لذا من الصعب تغيير اعترافاتها الأولى، لكني سأعمل جهدي لتخفيف الحكم عليها.
أما "نوفه".. صبية من الريف تزوجها إمام جامع بعد أن أهداها له والدها. أتى بها إلى المدينة، وأسكنها في حي فقير. لم يكن يعيرها أي اهتمام، ويشدد عليها في تعاليمه على أن تكون متحفظةً في ملبسها، وجميع تصرفاتها، وأن لا تكلم أحد من الجيران، حتى لو دق الباب أحدٌ لا ترد عليه، مع أنه يتركها وحيدة في البيت، وَيَغلُق الباب عليها بالمفتاح. لم يترك لها ما يسد رمقها طوال اليوم. صادف أن شاهدها ابن الجيران. كان هارباً من الخدمة العسكرية. يقضي معظم وقته في البيت خوفاً من فرق الإعدام. شاهدها أكثر من مرة تبكي، فرق قلبه لها. عاود متابعتها لأكثر من يوم إلى أن وجد نفسه لم يعد قادراً على السكوت. أخذ يشعرها بوجوده. في يوم انتبهت له. كلمها وسألها عن أحوالها. علم منها كل شيء عن حياتها. أخذ يتعاطف معها، ويقدم لها كل ما تحتاجه في يومها من طعام واهتمام. يوماً بعد يوم، أصبح مهتماً بها بشكل غلب على عقله. كان يقضي أكثر أوقاته معها أثناء غياب زوجها. هي مستأنسة بوجوده. بدأ زوجها يراوده الشك تجاهها. أخذ يراقبها إلى أن أمسك ابن الجيران معها، فهدده إذا وجده في بيتهم مرة أخرى سيقتله. ابتعد عنها لأيام، والشوق جعله ينسى ما هدده به زوجها، فعاود الاتصال بها من جديد، أما "نوفه" فلم تمانع لأنها أيضاً شعرت بفارق كبير بين زوجها العجوز وتعامله معها، وبين "أحمد" الذي لم يتجاوز بعد العشرين من عمره المقارب لعمرها. كانا يعيشان لذة الحب والخوف معاً، وفي يوم ظهر زوجها فجأةً، ولم يكن أمامهم غير قتله، لأنه أراد فضحهم. تعاونا على قتله، وهربا معاً، وافتضح أمرهما، وأُلقي القبض عليهما، وأجّل إعدامها لحين وضع حملها، بينما هو أعدم في ساحة عامة وعلى مرأى من الجميع.
وهذه "سحر".. شابة في مقتبل عمرها. فقدت زوجها في الحرب، وحرمت من بناتها الثلاث. طردت من البيت لأنها رفضت أن تتزوج أخ زوجها المفقود، وحجة أهل زوجها الشهيد أنه يجب أن تربّي البنات تحت رعايتهم، لأنهم عورات، ويمثلن شرف العائلة، وهم أولى بتربيتهم. هي لا معيل لها. تحمل شهادة المتوسطة. بحثت عن عمل لأنها لا تستطيع أن تكون عالة على أخويها المتزوجين، وأطفالهم الصغار. هما متطوعان في الجيش، وزوجاتهما يرفضانها بينهم. حصلت على عمل في مشغل خياطة براتب معقول يعينها على سير حياتها. أغرمت برجل يعمل معها. أفهمها أنه أعزب، ويريد الزواج منها، ولم تجد ما يمنعها من الرفض، فتزوجت منه. بعد أيام قلائل، اكتشفت أنه متزوج ولديه ستة أطفال. فوضت أمرها إلى الله. لم تحدث أي مشاكل مادامت تعيش لوحدها بعيداً عنهم. بعد أيام طلب منها أن تعيش مع زوجته وأطفاله الستة. رفضت، فأخذ يبتعد عنها، وبسبب التشهير بسمعتها، حاول صديقه أن يعتدي عليها. فكّرت بعدها بالانفصال عنه. جنَّدَ كل شياطينهِ لمنعها من الطلاق. لم تجد أي جهةٍ تساعدها. قالت لي: صحيح يوجد قانون، ومحكمة، تأخذ حقي وتخلصني منه؟ الجميع يقف في صف الرجل؛ المجتمع والقانون، وحتى المحامي الذي وكلته لقضيتي، كان يقف بصفه، وقَبِل منه رشوة لكي يبتزني. دلتني امرأة تعمل معي أن ألجأ إليك.
تحدثني والدموع تتساقط على طرف وجنتها. فهمت منها إنها إمّا أن تستسلم لخبث المجتمع أو تقتله، ثم عاودت القول: كيف أستطيع وأنا امرأة ضعيفة الوقوف بوجهه؟ كيف أتخلص من مشاكله؟
طمأنتها، بقولي: سأعمل جهدي لمساعدتك بعد أن أدرس القضية.
غابت لأيام، وبعدها علمت أنه قد تهجم عليها محاولاً إجبارها على مضاجعتها، ولم تتحمل قسوته وطريقته في إخضاعها له، فقتلته بسكين المطبخ بعد عملية التعذيب التي قام بها، وبعد أن نام، فقدت هي كل شعور بالحياة، فقررت التخلص منه، ونفذت رغبتها. هي الآن قيد التحقيق.
و"أم محمد".. تتحدث بصوت مخنوق: منذ وعيت وأنا أكره وجودي على هذا الكوكب، وتأكدت من ذلك من أول يوم زفافي، حين هجم عليّ كالوحش ومزقني كورقة في يد طفل. كنت أصرخ فلم يستجب أحد لصراخي، وبينما أنا أتألم، خرج هو كالصاروخ حاملاً علامة عفافي، وكانوا منهمكين بالعلامة البيضاء، والزغاريد مرتفعة. بقيت أكثر من خمس ساعات أنزف، بعدها لم أجد نفسي إلاّ وأنا في المستشفى، والكل يهنئني على سلامتي. أي سلامة هذه التي بتّ بعدها أعاني جراحي؟! والأكثر الذي يثبت أنني مظلومة، حملت ليلة زفافي الأولى بابني "محمد"، ولأنني بعد الحمل وبسبب الجراح التي لم تندمل، أصبحت أعاني الألم ما يعيق تأدية واجبي تجاهه، وبدل أن يساعدني فيما أعاني، تركني وانصرف إلى امرأة أخرى، وانشغل بها عنا، فعانيت العذاب في تربية "محمد". كنت أقوم ببعض الأعمال التي تساعدني على العيش أنا و"محمد" يتقشف وتدبير. كبر "محمد". لم يتكلف والده شيئاً. لا يعرف والده بحالنا. ما كاد "محمد" يعمل بدلاً عني حتى أتت الحرب وأخذته مني. أُعتبر شهيداً. ظهر والده مطالباً بحقوق الشهيد، وحصل عليها. لجأت إلى أكثر من جهة لكي أثبت أنه لم يتعب في تربيته وليس له الحق في الحصول على أي مبلغ، لكني لم أحصل على نتيجة. لم يتوقف زوجي عند هذا، بل تزوج بما حصل عليه من نقود، مهدداً إياي بأنه حصل على شهادة وفاة لي مزورة، لكي يحرمني من الحصول حتى على مبلغ أعيش به بقية عمري. هذا ما دفعني أن أقاضيه، مازالت تحاول الحصول على ما يثبت وجودها.
أعود إلى الليل بين تلافيفه المنزلقة من أعواد السنين، إلى مصطبة الهموم التي لا يجلس عليها غير من فقد السيطرة ساعة المعاناة، أو كما يقال ساعة الغضب، وسط الكثير من التفكير المضلع، باحثة عن شيء أحسه ينقصني. البذور المتكسرة، لا تنمو في حقل الألغام. تنطوي نتيجة الاحتكاك. تتبعثر أنفاسها تحت الضغط. ابتسامات مخنوقة تكتم الصراخ لما تجده من جبروت وغدر ينالا عنفوان الحياة في الصميم. أنا نفسي أدهش كيف يفكر هؤلاء؟! الحياة عندي هي حالة ولادة قابلة للانسياب في مسعاي. أبحث عن خيط لأحيك منه جوانب عملي. لا شيء يأتي من الفراغ، بل من معاناة كبيرة، وللمكان أثر. ما يحدث في هذا المجتمع يهزُّ النفس. قلبت الحرب الوضع العام من حولهم تاركة ما يؤثر في عقولهم. إنَّ ما يجري عكس المفهوم لتدريجات اليوم ولحظاته. ما أسمع به تشقعر له الأبدان. كيف يمكن لإنسان أن يقتل؟! أعيش أزمات تلك الانفعالات. لا أجد ما أساعد به نفسي للتخلص منها إلاّ بسكب أكثر من قدح ماء بنهم في جوفي. لا أشعر بأي ارتواء، بل فقط تخلصاً من ما يعلق بنفسي من ألم كسحابة عالقة عدّت للخروج من غرفتي تاركة بعض الملاحظات لليوم التالي. وجدت والدتي تجلس أمام التلفاز في غرفة الجلوس، وما زال الوقت بعيداً عن موعد الإفطار، فشهر رمضان له طقوس خاصة في إعداد مائدة الفطور، عادةً عندما يكون رمضان في فصل الصيف، أو حتى بداياته، قبل بداية الحرب كان يعد الفطور حسب ذوق أفراد العائلة؛ يحتوي على أصناف من الأكلات، لأن كل أفراد العائلة يجتمعون حول مائدة الإفطار لا يعيق حضور أي أحد منهم شيئاً، لذا تعتبر أيام شهر رمضان كل مساء متميزة بجمع شمل العائلة. تمتد المائدة محتوية على العصائر المعدة في البيت، مثل شراب الزبيب والزنجبيل و(الشنينة) اللبن المخفف بالماء مع وضع قطع الثلج فيه، أما الحلوى التي سبق شهر رمضان تهيئ أيضاً في البيت، ثم يعد الشاي المهيل بعد صلاة العشاء مع (الجرزات) وهي عبارة عن حبوب ومكسرات، مثل الجوز واللوز والفستق والبندق. أما بعد الحرب، بدأت تختفي رويداً رويداً مثل هذه الأمور، ففي بعض الأسر يكون الأب غير موجود. أسر أخرى أحد الأشقاء أو بعضهم، لأنهم في الخدمة العسكرية بحكم الظرف. مع الأيام غلب على مائدة الإفطار الرز الأبيض والحساء الأحمر يصاحبهما العصائر المصنعة في الأسواق الشعبية بطرق غير صحية أكثرها تؤدي لبعض الأمراض، تتبعها الحلوى المتداولة وتكون أسعارها حسب النوعية والجودة. مع مرور الحرب كثرت الجوامع التي قام ببنائها أهالي الشهداء عن أرواح أبنائهم. أصبح بين كل جامع وجامع جامع ما غير معالم أيام شهر رمضان بكامل أيامه بسبب الإحداث المفجعة لكثير من الناس وأهالي المنكوبين. قد لا تجد بيتاً يخلو من أسير، أو شهيد، أو مفقود. تعبت الناس مما تحمل من هموم شغلتها وغيرت مجرى تفاعلها. سابقاً كان الكل يستعد للذهاب لصلاة التراويح في الجامع، وإذا لم يبكر في الذهاب لا يجد له مكاناً. تجدهم كاللآلئ المضيئة بما عليهم من ثياب جميلة، متباهين بأنفسهم.كالورود الفواحة يتقاطرون إلى أماكن العبادة بقلوب نظيفة مبتهجة لا يتخايل بين ضلوعهم غلواً أو شك تجاه الآخر. الكل يأتي من أجل نفسه وربه. يدعو الواحد منهم المولى أن يحفظ الجميع بخيرهِ وبركته. لا تعرف مفاصل جسدهِ الكلل من الصلاة، في السجود والركوع، وما أن ينتهي من صلاتهِ، يتبادل مع الموجودين الابتسامات العطرة، وبذكر طيّب الأمور، متجنباً ذكر ما يعكر صفو المقابل. يهدي سلامه لمن يعرفهم من الأقارب والأصدقاء. يتفقد جيرانه وأهل محلته بالسؤال عنهم بحياء وتودد. مع مرور أيام الحرب، أصبح المصلي لا يصدق متى تنتهي الصلاة ليلحق الوقت عائداً إلى البيت تجنباً الخوض بأي حديث، وإذا تحدث مع أحد من الحاضرين، لا يوجد غير عبارات العزاء والحزن. إذا أراد أن يسأل عن من يسأل؟ الكل مسّ جنبه العذاب والفراق. إذا أراد تهادي السلام. عن من يسلم؟ قد يصيبه الحرج من الجواب، في كثير من الأحيان، تسبق صلاة التراويح، صلاة على أحد الشباب من الأقارب، أو الأهل، أو أبناء المحلة. هكذا بات رمضان يمر مرور الكرام. بعد الحرب اختلف السعي في الحياة باختلاف أوجهها الطيبة. كان سابقاً في رمضان، بعد الفطور، تكثر الزيارات يبن الأهل والأحبة، والحديث يكون حول أفراحهم، أما حديث معظم النساء، يكون حول ملابس العيد لهن وللأولاد، وما يخص البيت من مظاهر التجديد، وإعداد الحلوى وأهمها (الكليجا) وهي نوع من المعجنات تشتهر بها مدينة الموصل من كل الطوائف بصنعها في البيوت، لها نكهة خاصة ومتميزة، تحشى بلب الجوز منها، ومنها بالتمر، ومنها بجوز الهند في الأعياد الدينية، وشراء ما يلزم من المكسرات والشاي الفاخر لأيام العيد، وما تحمل أسئلة الأطفال عن العيد ما هو شكله؟ ومتى يأتي؟ ومن أين؟ ومع الأيام تصبح أسئلتهم حكايات وضحكات يداولها الجميع، لما تحمل أجوبة الآباء والأمهات. قد ينام الطفل محتضناً ملابس العيد، رافضاً أن تكون بعيدة عنه. حديث الأطفال في تلك الليالي كيف سيجتمعون في أيام العيد، وأين يقضون أوقاتهم؟ عادةً يجتمع الكل في بيت جدهم ليقرروا. مع حلول صباحه الأول، يكون في كل حي ومحلة ومنطقة ملاعب للأطفال منتشرة وكأنها نبتت في الليل، ومع إشراق الفجر أزهرت، لكي يلعب الأطفال فيها، ولا يبتعدون عن بيوتهم خوفاً عليهم، ويكثر بائعو الحلوى، والأكلات الخفيفة، وبائعو الهدايا والألعاب الخاصة بالصغار. تجد كل مباهج العيد وأسرارهِ. ترتفع أصوات الأغاني الجميلة من كل ناحية. فعلاً يجد الإنسان أنه يعيش أياماً مختلفة.، مع تقادم أيام الحرب، أخذ يختفي شيئاً فشيئاً الكثير من تلك المعالم، ومع مرور السنين، أصبح العيد، عبارة عن أيام يتيمة فقدت رونقها وسحرها، لأنه بدل تلك المباهج، أصبحت تفتح أبواب البيوت في أول يوم العيد لاستقبال التعازي. لم يعد يجد الأطفال غير الدموع تسفح من عيون الأهل بدل تقديم الهدايا وتبادل عبارات التهنئة، وأغلب الأسر يكون همها زيارة القبور في أول أيام العيد، ما أن يعودوا إلى البيت من المقابر حتى ينتهي العيد، وتشل الحركة. قد يكون في بعض الأماكن المتفرقة بعض المراجيح المنهكة، تحمل ملامح عيد هزيل وحزين، ولا يحمل أي بهجة حتى تدعو الطفل حين يشاهدها للجري وراءها. أصبح حديث العيد عند الأطفال يدور حول أعمامهم، وأخوالهم، وآبائهم، الذين قضوا نحبهم في ساحات الحرب التي لا يعلمون سرها، ولا يعرف أحد أسبابها، غير أنها تحصد الشباب وتذبح أحلامهم، والأطفال سرق منهم كل شيء جميل في حياتهم. أتذكر في زيارة لي مع والديّ لعائلة من أقاربنا، استشهد ابنهم البكر، وهو متزوج، ولديه طفلان، وبينما كنت أحتضن ابنه الكبير، الذي لم يتجاوز الرابعة من العمر، قال لي: أريد أن أكون مع أبي في الجنة. سألته: لماذا؟ قال: لأن أمي تقول لي إن كل شيء موجود هناك، وكل ما يريده الشهيد، ولهذا أبي ذهب إلى الجنة.
أحزنني كلامه، وما يراود فكره، ولما يحسه من حنين إلى والده، جعله لم يقنع بجواب غيره، لأنه قد حفظ الكلام الذي سمعه من والدته المسكينة التي أعجزها كثرة سؤاله عن والده. تحسرتُ بعمق لما يحدث، وما يدور. ماذا نقول كي نبرر تلك الحرب لأولادنا؟ الكثير من الأسر أهملت أولادها أيام العيد. لم تشترِ لهم الملابس الجديدة لأنهم منشغلون بأحزانهم، ناسين أن أطفالهم، لا يدركونَ ما تحمل نفوسهم المعذبة. لم يعد يجهز في رمضان ما يحتاجه العيد كالسابق. لم يعد حضور للبهجة والفرحة لتبادل الزيارات في الأمسيات الرمضانية مثل السابق، وأخذت الزيارات طابع المجاملة، أو الواجب تجاه حالة مفروضة، لأن العيد لا يحتاج غير القهوة المرَّة لاستقبال القادمين للتعزية، وبات رمضان أيضاً متلفعاً بما يحدث، لكنه يمر كل عام رغم حزن الجميع، وهمومهم المفككة. أتذكر جدتي كانت تقول: (الأذن لا تكبر، بل تسمع). كنت لا أفهم ما تقصد، الآن بدأت أفهم، لأن الجميع الآن لا يستطيعون البوح بما يعتلج صدورهم، لذا يسمعون كل تطرق بالكلام من البعض الذين يريدون إدانته، أو توريطُهُ في أحرج الظروف، فما عليه هو غير السكوت لكي يسلم.
جلست قرب والدتي وأنا أشعر بضخامة الأعمدة التي تشغلني في يومي الشاق، وأمي كل تفكيرها مشغول، بما تبقّى من موعد إجازة أخي. سألتني إن كنت أعرف أخبار جديدة عن الحرب، قلت لها: لها لا شيء. لكن في الحقيقة، وأنا أعلم أنه هناك يجري الكثير، دون رأفة أو رحمة، لما شاهدته على وجهِ أمي من كآبة وحزن، وما تشعر به لافتقاد إخوتي، وما علمته هي من الأخبار أتعبها. جعلها تغلق التلفاز، وتتجه إلى المطبخ. لحقت بها لأساعدها، أو علني أقدر على تقديم المساعدة، وبينما نحن منشغلتين في إعداد الفطور، وقد هيأت والدتي مواد الكبب الصغار أو كما نطلق عليهم بلهجة الموصل ( الكبيبات)، رحبت والدتي بقدومي إلى المطبخ واستعدادي لمساعدتها، لأن عمل هذه الوجبة يحتاج تعاوناً، تعدها اليوم لإحساسها بأن أحد إخوتي سيكون معنا على مائدة الفطور. أما "سعيد"، أو "ساجد"، من يوم أمس تنتظر قدومهم، ساعات الانتظار صعبة. لا تمر بسرعة. لحظاتها بطيئة. مع كل صوت صادر في الشارع تنهض من مكانها، وتتجه إلى النافذة، تتابع الصوت، لعل بصرها يقع على شيء يسر قلبها، ثم تعود إلى الانهماك في العمل، وعلى وجهها ألف عبارة وكلمة تريد البوح بها، ثم تجد أن الكلام لا يجدي نفعاً، فتبقى صامتة، معللة نفسها بالأمل في حضورهم بأي لحظة، وأنا أعلم ما يدور في صدرها من هم الانتظار، فأردت أن أبعد عنها التفكير بشيءٍ ما، أو أي حديث يشغلها، وقد بدا عليها التعب من صنع الكبب، فتذكرت "أم بتول" التي كانت تأتي لمساعدتها في كثير من الأحيان بإعداد الطعام، وأشياء أخرى، من تنظيف وغسل وكوي الملابس، كانت أمي تأنس بوجودها، قلت لها: لماذا انقطعت "أم بتول" عن العمل عندنا؟ منذ سنين لم أشاهدها تأتي لمساعدتك.
وجدتها تسحب نفساً عميقاً، متأثرة بسؤالي عن "أم بتول"، وتذكّري لها. رفعت رأسها نحوي كأنها تتأملني، ونظرتها كان فيها بعض الحيرة أو الاستغراب من سؤالي، أو أنها شعرت بأن ما دفعني للسؤال عن "أم بتول" هو إحساسي بالتعب، فبادرتني بالقول: إذا تعبت اتركي من يدك كل شيء، واذهبي لترتاحي في غرفتك. قلت: والله لم أتعب، بل تذكرتها هكذا صدفة، أرجوك أمي، حدثيني عنها، لأنني أفتقدها. أجدك تتعبين لوحدك في البيت. ألا يوجد غيرها تأتي لمساعدتك؟
بعد لحظات من الصمت، وأنا أتابع التغييرات التي مرت على محيّا أمي، كأنني حركت داخلها شيئاً بسؤالي عن "أم بتول" قالت: لا.. لا يوجد مثلها هذه الأيام. إنها نظيفة في عملها، لكنها مظلومة. قلت: كيف؟ قالت: سأحكي لك عنها، وماذا حلَّ بها، إنها قصة طويلة.
لكن بعد صلاة العشاء، وجدت أمي وقد أنعشها تذكّري "أُم بتول" وسنين عمرها الذابلة. بعد صلاة العشاء، انهمكت في ذكر الله والتسبيح وتردد الآيات الكريمة. ثم جلسنا سوية، أنا متحمسة لسماع ما حدث لـ"أُم بتول". أمي ترتب ذاكرتها. تركتُها سابحة في استرداد صفاء الأيام التي تشبه نقاء وجهها الحنون. بما أنه لا يوجد في أفقي غير خطايا البشر وتراكماتها المعلقة كأكداس على شكل أفكار غير قانعة بها أوجدها نساك التسلط، الذين لا يعرفون غير زرع الخوف والرعشة في قلب الأحلام والأمنيات، لتعشش فيها كوابيس النكبات كخطوط مقلمة تحتك أسنانها بعتلة تريد سحق ما أمامها. عملية كشط الماضي بغيض، يعني التفكير في زمن سقط بهاويةٍ فضاؤها ثقيل، يحمل كماً هائلاً من المخاوف المذنبة.











#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من كتاب الشعر( رحلة في قعر الشيء)
- الجزء الثالث من كتاب ( رحلة في قعر الشيء)
- الجزء الثاني من قصائد كتاب الشعر ( رحلة في قعر الشيء)
- قصائد من كتاب الشعر ( رحلة في قعر الشيء)
- جهد الفكر ورقي وسائل الاعلام
- زمان المحدثات ونوافل الحلم
- المالك الحزين
- تهنئة الى احبائي اينما كانوا وحلوا
- حفلة اعتبارية
- العلاقات المنطقية وتنازعات الانتماء
- المطرقة والانحناء
- المرأة ومواسم استباق لحظات التيه
- لاهوتية اللغة والشكل الانثوي
- المرأة ومسارات شاردة في العراء
- تفتح النص الأزلي في جوهر الفكر
- الحقائق واقفال الاسئلة
- فوارق الحب المتيقض
- التماثل واتشابه والتكرار الذهني
- الإعلام المرئي والصحافة دائرة المجتمع
- تجليات الذات في زمن التصحر


المزيد.....




- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - الجزء الاول من رواية ( عادت منحرفة)