أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - العلاقات المنطقية وتنازعات الانتماء














المزيد.....

العلاقات المنطقية وتنازعات الانتماء


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


مروان ياسين الدليمي و( جناج الثور المدمى)
لكل تقمص هوية وهوية الانتماء لا تكتب بدون زلزلة واستبصار بعيد له مؤهلاته، ومواجهة المواقف الصعبة تخلق حب منتصر لقيم ثابتة وعرك مفاهيم تزيد من العطاء، كطاحونة لا تكف عن الدوران ، وللشاعر جزء من هذا العطاء المستمر عند الانسان، يسقط كشمس دافئة في نفس الشاعر واشعة تعمل على حرق الحزن واضفاء روح الالفة والاحساس بالقوة، الشاعر مروان ياسين الدليمي وقصيدته ( جناح الثور المدمى) اخرجتني من مأزق العلة والمعلول، حيث وجدت فيها ثورة من الغضب تفجرت عباراتها بطاقة جامحة في خانات فكره المتوقد ولما يحدث ويُرى ويسمع، بمهارة وتركيز مشبع بالحزن كتب قصيدته بتشابك منفتح، جسد المعنى بالانتماء الابيض في قلبه المحشو بالالم، الشاعر موصلي ويحب كل ما يتعلق بمدينته من ارث ثقافي وعرق اجتماعي وتاريخ مطرز بخيوط لها سحر القمر والنجوم، حين اوسم القصيدة بعنوان ( جناح الثور المدمى) يدرك ابعاد هذه التسمية والعنونة، بذكاء مبدع يحمل نظرة ثاقبة لواقع مؤلم وماضي منير وحاضر مازال يكن له النظارة في نفسه، كتب تلك القصيدة وادخلها مفاصل الزمكانية وصباحات الالق، حيث يقول:
على رؤوس اصابعي
ساعلق اشرعة الربية
واعبث بكل الخرائط المختلة
اضرمها ببراءتي
وامسح بها جناح الثور المدمى
تحت احذية الافاقين
كلما اراد النسيان.. بعرباته المترفة بالTNT
ان يطوي مقام الصبا
في الموال المتكسر بين اضلاعي
الشاعر مروان في محراب الحب الذي يكنه لمدينته يتسامى بعشق لها وهو يحدق فيما تعيش من الم واسى، جاءت قصيدته من صميم احساسه ومعاناة المدينة اليومية التي كان لها اشكالها الجميلة، وكيف هي الان بعد الذ حصل وما تمر به، حيث يقول:
الى متى ارتق الهموم.. بالضفاف
رغم وقاحة المنشدين
وهم يرسمون اوهامنا.. بدمنا؟
يضيء الشموع في قلب الليل حين نام كل المتعبون، ويتسلق اللحظات الخاطفة وتنوع الصراع، مؤكداً همه الذي اعتمد التجربة بعمق متناسق ونضج يؤطره الوعي الجمالي المتعلق بعمق الحياة والتحام حسه بشفافية فاستجابت لرؤياه القصيدة مطاعة بكل الجمال المتناسق في منارة الحدباء، وسيل عذابات المدينة، ولما يحمل من غصة كئيبة تسري في عروق نفسه ومشاعره، منح مضمونه صفة الابداع والخلق الجمالي، اذ يقول:
ما زالت الاسلحة تدور
ويندفع التبغ.. الى اوجاعنا
مقترحا عليها.. تعاويذ الالخدر
في الحادي عشر من نيسان من السنة الثالثة بعد الالفين هكذا اظن:
........ ولما.. اوصدت..باب غرفتي.. خلفي
ترنحت المخاوف
على جفني... وانا اقطع الزقاق.. بالادعية
بتصالب مؤتلف لملم اطراف همومه التي تجاوزت حدود المدينة، يرتق من دائرة التعسف ناعتا تلك التبعية وكابوسها المقلوب نحو الاسفل، الشاعر مروان حين اعتمد مفردة جناح الثور حمل رمزه للثور المجنخ الذي يؤكد فيه اصالة الموصل، ولمح لنينوى وما كان لها من حضار ةسبق زمن غيرها في التقدم والابداع وما تركته من ارث تاريخي،لا يمكن لآيا ًكان ان يمحي آثاره، بسطوره مهد لشيء آخر تلك الهجمة الغاشمة من قبل المحتل، وهي من ادخل الحيرة والتهلكة في الى زمننا ومدننا، حيث يقول:
ها انا ذا :-
.... اجهز على ما تبقى من السكائر.
بعد ان شكلني الفزع.. على هواه
ومضى بي.. الى ساعات
كفنت بها سير تمردي
اقلب الصفحات
اتجول في العناوين... وانا لا اصدق! ....
. . .
بعد عام صحوت
قالت زوجتي:
لا تغويك عتبة الدار
فالمكائد.. ما زالت تجر المدينة.. من بكارتها
وتدفع.. من بساط الى آخر.
كشاعر يعرف لماذا يهمش كل شيء في بلده المحاصر والمحتل، حتى تكاد ازمنة الاخرون تسحق كل ما هو معنيّ بالحياة، هم الغزاة والقتلة وغربان الفاجعة، صعاليك هذا الزمان بحرابهم السوداء يتقاطرون دون خجل باسماء خشنة وواهية يرمزون لوجودهم الميت وعالمهم المفقود، بانهم حملة شعلة الخيار الداخن، يقحمون سقمهم في عالمنا واثاث حياتنا الوادعة، حيث يقول:
ها هي اصابع الصحراء
علقت فينا ظلالها الناقصة
وجاءت بجوقة الرعاة
ليخصوا محنتنا
ثم وشحوا الناطحات... بتراب مهرب
من جرح الرافدين
الشاعر مروان ياسين الدليمي الموصلي، كالفجر المشرق تثاءب، لأنه شاهد على افكاره التي لم يستط اسكات حرائقها المنطقية في حوافي ذاكرته، حين غمرته ملابسات مغايرة لواقع اصبحت علاقاته تتنازع الانتماء، والضوء يسطع برأس الشمس، بينما نباتات المدينة المنتشرة تنتظر لمسة دافئة، حينما خيمت التعاسة والصمت على الاماكن في مدينته، واصداء ملعونة تتدحرج من ثعالب ودعاة كذابين، بينما افكاره وخيالاته تلف الاتي من الغضب وباصرار تحاول دفع غبار الاسئلة المبعثرة هنا وهناك حول الدوافع التي وشحت غسق المدينة، فغلف حروفه وكلماته ما راوده من الاحلام الموحشة والآملة بفجر جديد، وذلك واضح في كل حرف وكلمة ومعنى في القصيدة التي يسبح عنوانها في مددلولات ليس بالخافية على الجميع.
الكاتبة/ ناقدة من العراق



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطرقة والانحناء
- المرأة ومواسم استباق لحظات التيه
- لاهوتية اللغة والشكل الانثوي
- المرأة ومسارات شاردة في العراء
- تفتح النص الأزلي في جوهر الفكر
- الحقائق واقفال الاسئلة
- فوارق الحب المتيقض
- التماثل واتشابه والتكرار الذهني
- الإعلام المرئي والصحافة دائرة المجتمع
- تجليات الذات في زمن التصحر
- اثر القص في التماثل السياسي
- الزمكانية وتألق مرآة الشعر
- الحداثة الكامنة في اللاوعي التجددي
- المرأة في زمن العولمة
- للأنا قاموسٌ وللشعرِ أحلام
- قصص منفضة الذاكرة
- للحب غسق اختزل الجسد
- المنجز الدلالي للقصة المعاصرة
- قراءة في كتاب
- التضاد بالتفاعل ذاتياً يرمز للمعرفة


المزيد.....




- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - العلاقات المنطقية وتنازعات الانتماء