عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 18:46
المحور:
الادب والفن
أحسست بالخريف الزاحف على الطبيعة 00
يحّد كل الأشياء حولى 0
تأملت شجرتى الرابضة فى هدوء بجوار بيتى ،
والخريف الأصفر:
يعتصر جذورها ،
ويمتص آخر قطرة من اخضرارها !
أراها وهى تتعرى إلا من ذكرياتى ،
وتتحول أوراقها اليابسة إلى تراب !000
- جراحة كل عام – 00
إنها صامدة – كعهدى بها- تستسلم فى دعة وثقة لمقراض الطبيعة 00
لا تئن 0
ولا تشتكى 0
ولا تبنئس 0
بل تنتظر فى حكمة يوم النقاء فى حضن المطر 00
فلا يبقى لغبار الكون مكاناً فى كيانها ،
إلى أن تستريح فى بيات شتوى فى انتظار الربيع الواعد !
،000،000،000
ويعود تفكيرى إلىّ 0
وأجد نفسى أنا أيضاً بين رياح خريف العمر 00
وأيامى تتساقط عنى ،
وأشيخ 0
تذكرت بداياتى الأولى ،
ورغبتى الحميمة فى أن أطاول قامة الكبار !
ولم أكن أدرك فى طفولتى :
أنه كلما زادت أيام حياتى كلما نقصت أيام عمرى بالمقابل 0
وسوف أرحل – يوماً ما ـ إلى الغرب فى سبات طويل 0
وفى ثقة لمعت من السماء ،
قلت لنفسى :
قد أكون كالشجرة فى الخريف العاصف 00
ولكنى لست بشجرة !
فكل ورقة انسانية تتساقط من عمرى ،
تضاف إلى عقلى وفكرى :
علماً ، وخبرة ، ودراية 000
وتبقى جذورى ليست ممتدة فى الارض ،
بل فى القلب 0
- قلب من أعرفهم ويعرفوننى - 00
عارفاً بأن ربيع الإنسان ، كل إنسان ، ليس ربيعاً واحداً ، بل ربيعين :
00 ربيع الحياة فى أولاده وأحفاده 0
00 وربيع الأبد فى الحياة السماوية 0
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟