أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أصْبَحنا عَلى قَوس..وَ..رَقْم














المزيد.....

أصْبَحنا عَلى قَوس..وَ..رَقْم


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


في مُدن البرتقال
بَعيد عَن كُل المَراسيم والصُحُف المُبعْثرة عَلى الطاوِلات وكُؤوس الاسْبرسو الفاخِرِة..
بّعيد عَن الحفَلات والخَطابات والتضامُنات وعَن عَناوين الجَرائد الأسْبوعية...تضاعَفَ الهَمّ وّتّضاعفت المأساة.
بعيد عن اصدق حالات الكَذب يَعلو السُؤال:
مَن نَحْنُ؟
أصْبَحت المَدينة مَطموسَة المَعالِم دون قََهوة عَربِيّة و تأثير الهال على شارِبّها، تَأملنا الأمكِنَة التي فاضَت بِالأزْهار بِكل الألوانِ دونَ رائِحةِ الطَبيعةِ .بَحَثنا عن طَعم البُرتقال وعَن رَغيف خُبز نَسدّ جوع المَسافات فَوَجدنا الرَغيف وضاعَت المَسافات.
مِنَ المَدائن القَديمة طارَت نَغَمة حَزينة بلونٍ أبْيض..فَمَن حوّل الأبْيَض إلى لَون حُزن..ومَن زَرَعَ الحُزن عَلى صدرِ رَقمنا.
ما انفكّ طائر الدوري يُعلن رَحيله عَنّا، وما انْفكّ الأطْفال يَرسُمون خارِطَة حَيفا بِأسْماء أمْكِنتِها القَديمة والبَحْث في تِلك الصَفحات محال الشَرْعِية.
كهلٌ، تَعَثَر لِسانه عَن كُلّ الأسْماء وتَعَثّرت عَصاه عَن آخر خطوة..ارتَطم بِالأرض فَحَلق اليَمام مِن فَوق جُثته رافِضَة الرَحيل عَن المَكان.

عَلى قَوْس أخْضَر

الحُلم غافٍ لا يَنْتفض داخلنا..تَنتفض رفات آخر الآمال .. قََبِلْنا الرحيل إلى مَسارٍب خَطّ اخْضَر..رَحَلنا وما زِلنا مَكاننا.. تَحتَ وَطْأة صَيف حارِق.
انتَهى الصَيف..رَحَل الصَيف وَبَقينا تَحت وَطأةٍ تَجرّد مِنها الوُجود؟
أصْبَحنا عَلى قَوسٍ أخْضَرٍ..نُُداعِب حُلم البَقاء ولافِتاتٍ لا تَحمل آخر ما تَبَقّى لنا في أرْجاء الطُرقات.
أصْبَحنا عَلى رَحيل..عَلى انْهِيار..وَرَقم على وَجه العُمر لآخر العُمر.
حَنْظَله غَيْر قابِل للانْهيار..ِللموت..هُو القابِل للحَياة...إلى ما بَعد السَماء..نَتَناقله حيّا..صامِتا..مُتمرِدا جَميلا.

عَلى قَوْس اسْوَد
كُلما ارتَفعْنا كُلما زادَ سَواد الَمنطِقة..أبْيض ثَلجها كَأسْود صُخورها ..نَكهَة مَمْزوجة بِرائِحة البَرد والسَوسَن...
نَزيف البَرد يَقتلنا ونَزْف البَراكين يُرعبنا...يلفّنا كَقوسٍ اسْود لا قزح فيه سِوى ابْيَض ثَلجه.
أصْْبَحنا عَلى عُلوّ شاهِق..تَلة الصُراخ نَفَرت مِن أقْدام مَن حَطّ عَليْها..فاضَت عَلينا إنسانِيَة وَدموع..اعْشَوْشَبَت مِن تَحت نِعالنا الطَحالِب..شَهدت عَليهم المأساة وِشِهد عَلينا الفُراق.
عَن تِلك المُدن وعَن سُفوح البازِلت، امتَطَت العَناوين صَفحات الصُحف مُعلنة الحَقيقة أو الوَهْم عَن مَوضوع وُجودنا.
كهلٌ، تَعَثَر لِسانه عَن كُلّ الأسْماء وتَعَثّرت عَصاه عَن آخر خطوة..ارتَطم بِالأرض فَحَلق اليَمام مِن فَوق جُثته رافِضَة الرَحيل عَن المَكان.

في مُدن البازِلت لا طَعْم لِلقَهوة السَمْراء..كَأرْض الصُبّار لا طَعم فيها لِخَلّ التُفاح..سِيّان هُو الأمْر لِكيمياء المَزج..أو كيمياء الحَياة المَمْزوجة بأفْراحِنا وأحْزاننا وما اقتَرفنا من فُرْقة غَريبة الأطْوار.. واقِعِية المَعْنى.

على قَوس قُزَح...
هُوَ الحُلم المُتَبَقي في نَفس ذلك الطِفل..حُلمه كانَ أن يَمتطي قَوس قُزح لِيَرى العالَم المُبلل بالمَطَر.
قَوس قُزح ذات سَبعة ألوان والثامِن كُنّا نَحْن ...العالَم رُباعي مِن حَولنا ...الرقْم باقٍ... سَوف نَقضي لِيحمله ذلك الطِفل وبَقِية الأطْفال... َمنذ البِداية نُحن الأصل ونَحن النِهابة.
بِدايات ونِهايات انْهزام وانْكسارات وَحملنا فَوق ظَهرنا نَتأَمل هُنا وَهٌُناك والبازِلت الذي نَزلنا مِن عَلى سُفوحه نَبحث عَن الحَقيقة المَطموسَة في مَكانها، ما زالَ صامداً..أسوداً..جميلاً بنكهة البَردِ.
عاد الطِفل باكيا، سَألناه عَن السَبَب عَلَّلَ فقال:
" لم اسْتطع أن أصِل قَوس قُزح".
بَكينا فَقلنا:
" لم نَسْتطع أن نَصِل الحَقيقة.
الحَقيقة وَقوس قُزح هُما الوَهم وعَليْنا نَحن العَيش مَع كُلّ الأرْقام".
غابَ الطفل وغِبنا مَعه، رَحَل الكهل عن الوجود وَاخْتَفت جُثَّتَه رافِضَة الرَحيل عَن المَكان، وَبَقيَت مُدن البُرْتقال وحْدَها تَداعب آخِر ما تَبَقى من رفات الحُلم.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَ..وُجوه أخوة يوسِف
- نَزفُ جُرحهنَّ صَدى عيد
- عبثية السَفْساف
- نَسْفُ الياسَمينِ.. ظِلّ السُؤال
- إجابَة دانتوية.. وكأنه لا يملكها
- أخيلة وأمكنة
- أَيا أبْكمَ بَيْننا
- دِسْلِكسيا مُنتديات
- وشاية أصدق من موقع
- لمحة على الأدب الناكت
- أحذية وحذاء
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أصْبَحنا عَلى قَوس..وَ..رَقْم