أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


كان ذلك ذات صباح. بعد أن قضيت الليل كله متسكعا مع بعض الأصدقاء . لم أدر الدافع الذي جعلني
أشرب زجاجة كاملة لوحدي من الويشكي من نوع - جوني والكر - ومن سوء حظي أنني سمعت حينئذ خبرا سياسيا فجرني . وكنت أتناول الفطور ذاك الصباح عند المسمى - أبادريس - المشهور داخل السوق المركزي بالمدينة . في الطابق الأعلى - وقد كان عدد غفير من الزبناء فتيانا وشبانا يؤمون
هذا المكان لتناول طبقا من اللوبياء اللذيذة التي كان يتقنها الرجل بشكل عجيب . فضلا عن أكلة
الكفتة المشوية بنفس الصالصة التي توضع فوق اللوبياء أيضا مع زيت الزيتون الحر . كنت في حالة ثمالة شديدة . وقد صعقني خبر على أمواج الراديو مفاده أن إسرائيل فازت بميدالية دهبية للأغنية
التي تقمدت بها ل ( فيسطيبال أوروبزيون ) موضوعها حقوق الطفل . من هناك إنطلقت نحو المقاهي العمومية التي كنت أحج إليها في أوقاتي الضائعة وكنت أخطب وأنا في حالة عصبية
يرثى لها . كان ذلك آنذاك شيئا خطيرا تقرأ عواقبه . كنت أصيح في الناس
( أيها المواطنون إن إسرائيل تقدمت للفيسطبال الأوروبي بأغنية تتحدث عن حقوق الطفل وربحت
الرهان . إن دولة إسرائيل تحترم أطفالها وليس هناك على أرض إسرائيل طفل واحد مشرد وليس
لديهم طفل واحد يمسح الأحدية أو يشتغل في الأعمال الشاقة وليس هناك طفل واحد بلا مقعد
في المدرسة. بينما نحن العرب كل العرب لهم أطفال مشردون وبلا مقعد بالمدرسة ويشتغلون
في مهن شاقة .) .
كنت ألتقط كرسي المقهى كالمجنون وأضرب به أم رأسي بعنف دون أن أشعر بالألم كنت كالنار
ملتهبا .
توجهت نحو الحافلة المتوجهة إلى الحي الذي أقطنه وامتطيتها وشرعت في إعادة تكرار نفس
الخطاب . داخل الحافلة كانت هناك نساء يتضاحكن من خطابي لم أعرهن أي اهتمام. في حين لم
يفهمن شيئا مما أقول سوى أنني مجرد سكران لا أهمية لما يتفوه به .
نزلت بالحي وطفت على المقاهي أمسحها بخطابي حول حقوق الطفل المغربي والعربي عموما
مرددا كلاما لم يستوعبه أحد. فوجئت بمجموعة من الشباب يلتفون حولي ويخبرونني بأن رجال الأمن في طريقهم إلي . لكنني لم أبال فقد كنت مستعدا لدخول السجن وكانت لدي رغبة ملحة
في ذلك من تأثير المشروب الروحي القوي . لم أشعر إلا وأنا داخل بيتي وعرفت فيما بعد بأن بعض الشباب هم من ساعدني على ولوج البيت تفاديا من أي مكروه . كان رجال الأمن قد وصلوا
إلى مقهى المواعيد القريبة من بيتي وسألوا عني . داخل البيت تسببت في إزعاج أسرتي
ووجهت كلاما سيئا لوالدتي مما حذا بها فيما بعد إلى تقديم شكاية ضدي . وتم استدعائي من طرف الشرطة القضائية للإستماع إلي. وتم تقديمي في حالة سراح أمام السيد النائب بتهمة
التهديد والإساءة للأصول .
فال السيد النائب
أنت تهدد والدتك وتعتدي على إخوتك
قلت
لا ياسيدي إنني لا أهدد أحدا
إن والدتك تتهمك بذلك
قلت إن هذه السيدة دمرتني ودمرت حياتي
فكر السيد الوكيل برهة وهو يحدق في المحضر ثم أضاف
كان علي أن أعتقلك لكنني سوف أطلق سراحك لتحضر جلسات المحاكمة في حالة سراح
لكن عليك أن تعاهدني بأن لا تسيء إلى والدتك
قلت أعاهدك ياسيدي وأشكرك كذلك .
ظللت أنتظر إستدعاء المحكمة واتصلت بوالدة صديقي عبد السلام الملقب ب - أودو - وطلبت
منها أن تتوسط لي مع الوالدة وتطلب منها التنازل عن الشكاية لكن والدتي امتنعت عن
مسامحتي وأصرت على متابعتي قضائيا . وذلك ما كان بالفعل . وقد حز في نفسي كثيرا
وترك شرخا في داخلي لن يبرأ .
وسنطلع على بقية القصة في الحلقة الموالية .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-13-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-12-
- ببوع
- عشوائية الصدف
- حرف للجر
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا- 6 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- دهشة الركوع
- أنا والرياح
- الشوط الأخير


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-